منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - القنطيرة : باحثون يناقشون في ندوة دولية مركزية القرآن الكريم في بناء الإنسان والعمران

القنطيرة : باحثون يناقشون في ندوة دولية مركزية القرآن الكريم في بناء الإنسان والعمران

http://static.hibapress.com/upload/2352013-5fdc6.jpg

عبدالحي بلكاوي- هبة بريس

عرفت الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية المنعقدة اليوم بمدينة القنيطرة تحت عنوان " دور القرآن الكريم في بناء الإنسان والعمران " بمدينة القنيطرة والمنظمة من طرف "مركز الدراسات القرآنية" التابع للرابطة المحمدية للعلماء بتعاون مع "مختبر الدراسات الشرعية والبناء الحضاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن طفيل القنيطرة"، و"مجلة حراء التركية" مشاركة عدد من الوفود الأجنبية خاصة من تركيا ومصر ومصر، والجزائر، وتركيا ودول الخليج، كما عرفت أيضا مشاركة مجموعة من العلماء والدعاة والإعلاميين المهمتمين بالحقل الإسلامي.
الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية والتي عرفت حضورا واسعا للأساتذة والطلبة الباحثين في مجال الدراسات الإسلامية، استهلها الدكتور " أحمد عبادي" الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، بكلمة توجيهية
قال فيها أن "الإبحار في يمّ العالمية المعاصر مثل وابل من الأمواج يحتاج إلى مهارات رُبَّانية ورَبَّانية لأن السفن بسبب هذا الإيقاع السريع المذهل يسلب الإنسان عن نقطة ارتكازه ويعسر عليه عملية الانتباه ولا عاصم من هذا إلا الآيات والعلامات المرتفعة في سماء القرآن الكريم "
في الحاجة إلى عملية الانتباه
"العبادي" اعتبر في ذات الكلمة الافتتاحية " أن أولى المقتضيات التي ينبغي على الإنسان المسلم إعمالها في الوقت الراهن هو " القيام بعملية الانتباه عن طريق العودة إلى نقطة الارتكاز التي تُخوّل له عملية الإبصار ، مستشهدا بقوله تعالى " وأبصر " مضيفا " بأنه لا وصول إلى هذا إلا بقوة نفسية ترتكز على التزكية والتأليف بين القلوب " .
وعن مناسبة المؤتمر الدولي المنعقد بالقنيطرة اعتبر العبادي " أن هذه المناسبة ننظر إليها باعتبارها نزهة وفرصة لنبدأ التحرر من جملة من الأنساق المفاهمية التي ينبغي الكلام عليها بكل وضوح وبيان، خاصة وأننا نروم بناء الإنسان والعمران ذلك أن المسلمين اليوم ليسوا على أرضية ثابتة وبينة صالحة للبناء يضيف أمين الرابطة المحمدية للعلماء.
الأتراك والقرآن الكريم
وعن الجانب التركي امتنّ "الدكتور نوزاد" المشرف على مجلة حراء امتنانا بالغا لعلماء المغرب ولبلاد المغرب، واعتبر بأن المغرب يمثل للأتراك نوعا من فيضان العشق، مضيفا في معرض حديثه عن نهضة الأمة، أن السفينة انطلقت وأن العلماء والساسة والتجار انطلقوا فعلا وليست هذه الندوة يقول نوزاد بداية مسار وإنما هي مرحلة لتجميع الانهر والتقائها في مصب واحد قصد توحيده مقررا أن المشروع القرآني هو مشروع لكل المسلمين.
وعن دور القران الكريم في بناء الحضارة اعتبر "الدكتور نوزاد" أن القران الكريم ولّد الحضارة غير أنه عندما لم نحسن التعامل مع القرآن الكريم أصبحنا أيتاما ولا بد لنا من ان نخرج من حالة اليتم وذلك بعد أن نرتوي بماء القران الكريم الزلال، خاتما كلمته بأن المشكلة التي تواجه الإنسان المسلم هي مشكلة " الأنا " ولا بد من العمل على حل هاته المشكلة، ونذيب " أنانا " في بحر القرآن عندها ستتفجر بركات القرآن على الإنسانية جمعاء.
وعن الجانب التركي أيضا ذكّر "مصطفى أوزجان" بأن " لبَّ عنوان الندوة الدولية يكمن في كيفية استطاعة القرآن اختراق قلوب الناس ويفيض عليهم في حياتهم، معتبرا إياها قضية بالغة الأهمية، ذلك أن القصد من إنشاء الوحي الرباني هو إنشاء إنسان جديد ومجتمع جديد وحضارة جديدة "
واعتبر أوزجان في ذات المداخلة " أنه بالقرآن وحده نستطيع أن نحل شفرة الكون وشفرة الحياة وعلاقة الإنسان مع الله والكفر بالله هو انقطاع لهاته الصلة " معتبرا أن الذين يظنون أن الدين هو هو سبب تأخرنا يعيشون في خطإ كبير، وأن الخلاف الواقع بين المسلمين ناتج عن عدم فهم الإيمان وقلة الإخلاص وانهزام العواطف الذاتية " قبل أن يستطرد أن بقوله "أن الخروج من هاته المشاكل هو العودة إلى القرآن الكريم وإحياء معانيه في نفوسنا ".
يذكر أن الندوة الدولية ستستأنف عملها برحاب قصر البلدية بمدينة القنيطرة عشية اليوم، وستناقش في الفترة الزوالية مجموعة من المحاور الفكرية أهمها " القرآن الكريم والإنسان والعمران " و "المعنى القرآني والإنسان العمراني" و "ثوابت في تعريف الإنسان من خلال قصة آدم" وكذا " الأبعاد المنهاجية والمقاصدية لبناء الإنسان العمراني"
لتختم الفترة المسائية بمحور " آفاق دلالية ومقاصدية في العمران القرآني" و "المعالم المنهجية لتفسير حضاري للقرآن الكريم ".