منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - 20سنة سجنا في حق قاتل شاذ بريطانيبالجديدة، كان هدد بنشر صور خليعة تخص الجاني، على الأنترنيت

20سنة سجنا في حق قاتل شاذ بريطاني بالجديدة، كان هدد بنشر صور خليعة تخص الجاني، على الأنترنيت

http://static.hibapress.com/upload/1952013-72ad4.jpg

أحمد مصباح "هبة بريس"

قضت الغرفة الجنائية الابتدائية باستئنافية الجديدة، ب20 سنة سجنا نافذا، في حق قاتل شاذ بريطاني. وجاء القرار الاستئنافي معللا من الوجهتين الواقعية والقانونية، بعد أن اقتنعت هيئة الحكم، بالأفعال المنسوبة إلى الجاني، والمتمثلة في جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، واقترانها بجريمة السرقة. وكانت جناية القتل بدافع الانتقام، وعلى خلفية علاقة لاأخلاقية، جمعت الجاني بالمجني عليه قيد حياته.
وبالرجوع إلى النازلة، فإن الضابطة القضائية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، كانت توصلت على بعد أسبوع من ارتكاب جريمة الدم، إلى الجاني، ووضعته تحت تدابير الحراسة النظرية. ومساء الجمعة 20 يوليوز 2012، أعاد القاتل تمثيل وقائع جريمة قتل الإنكليزي، تحت حراسة أمنية مشددة، وبحضور ممثل النيابة العامة. وكانت أول محطة في إعادة تمثيل الجريمة، محطة سيدي يحي ل"الطاكسيات" الكبيرة، حيث نزل بها الجاني، قادما من محل سكناه بمعية أفراد أسرته، بدوار الشويرف، على بعد زهاء 10 كيلومترات عن المنطقة الصناعية، الكائنة عند المدخل الجنوبي لعاصمة دكالة. وبعد أن التقطت مصلحة الشرطة التقنية والعلمية صورا للقاتل، اقتادته الضابطة القضائية على متن دورية راكبة (سيارة النجدة)، إلى مخدع هاتفي، بشارع المقاومة، حيث أعاد من هناك تمثيل ربط الاتصال بالضحية الإنجليزي (67 سنة)، على هاتفه النقال، وأشعره أنه في طريقه إلى "الفيلا" التي يقيم بها، الكائنة بزنقة فيكتور هيكو. بعد ذلك، انطلق الأمنيون صوب آخر محطة، كانت مسكن الضحية، والذي كان محيط مدخله الرئيسي معزولا ب "كوردون دو سيكيريتي". وفي المرحلة الحاسمة من الجريمة، أعاد القاتل تمثيل ولوجه إلى "الفيلا"، التي كان مضيفه الإنجليزي أبقى على بابيها الخارجي والداخلي، مفتوحين. وبعد مرور وقت وجيز، غادر الجاني مسرح الجريمة بشكل طبيعي، تفاديا لإثارة انتباه حراس الأمن الخاص، وعنصري الأمن الوطني والقوات المساعدة، الذين كانوا وقتها مرابضين على الجهة الأخرى من الشارع، عند المدخل الرئيسي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة–عبدة.
وعمدت الضابطة القضائية إلى تمديد فترة الحراسة النظرية في حق الجاني، ب24 ساعة. وبعد استكمال إجراءات البحث والتحريات، أحالته على الوكيل العام باستئنافية الجديدة، من أجل " القتل العمد مع سبق الإصرار، على خلفية علاقة شاذة". وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أصدرت بلاغا، جاء فيه أن المصالح الأمنية بالجديدة، اعتقلت الجاني (مراد .غ)، البالغ من العمر 20 سنة، وعثرت بحوزته على حاسوب و هاتف محمول، كانا مملوكين للضحية. وحسب البلاغ ذاته، فإن التحريات الميدانية، التي قامت بها الشرطة القضائية، مدعومة بخبراء البيولوجيا والآثار التكنولوجية بالمختبر الوطني للشرطة العلمية، مكنت من تشخيص هوية المشتبه به.
وحسب مصدر مطلع، فإن الشاب المغربي كان صمم على وضع حد للعلاقة غير الأخلاقية، التي كانت تربطه وقتئذ، منذ شهر، بالإنجليزي، بعد أن أخل بوعده بتهجيره إلى بريطانيا، سيما بعد أن تمالكه الندم، وتأبين الضمير. ولما يئس في استرجاعه، أصبح يهاتفه، مهددا إياه بأنه سينشر صورا خليعة على الشبكة العنكبوتية، تظهره في وضعيات مخلة بالأخلاق والحياء. وخوفا من الفضيحة، تظاهر الشاب خلال مكالمة هاتفية مع البريطاني، أن المياه ستعود إلى مجاريها، وأنه سيعود للارتماء في أحضانه.
مساء الأربعاء 4 يوليوز 2012، حل بعاصمة دكالة، على متن "طاكسي" كبير، أقله إلى محطة سيدي يحي، الخاصة بسيارات الأجرة الكبيرة، ومنها مشى راجلا، عبر شارع المقاومة، إلى "فيلا" الأجنبي. ومن مخدع هاتفي عمومي، أشعره بقدومه. بزنقة فيكتور هيكو، وجد البابين الخارجي والداخلي ل"الفيلا"، مفتوحين. ولج من ثمة إلى داخلها، على الساعة السادسة والنصف مساءا، بعد أن وضع على رأسه "كاسكيت"، حتى لا يثير الانتباه. وبعد حين، غادر المكان، إثر تنفيذ جريمة القتل بواسطة أداة حادة، كما استعاد بوسادة، وضعها على وجه الضحية، أخمد بها أنفاسه. وبعد فعلته، استولى القاتل على حاسوب وهاتف نقال في ملكية القتيل، ظنا انه خزن في ذاكرتيهما، صور خليعة، تظهره في وضعيات شاذة، كان الأجنبي هدده بنشرها على مواقع إلكترونية، انتقاما منه لقطع علاقته الشاذة.
وبعد اطلاعه على ذاكرتي الناظمة الإلكترونية والهاتف النقال، تبين له زيف تلك التهديدات. غير أنه ظل يحتفظ بالأشياء المسروقة، واستخدم الهاتف النقال، بعد أن استغنى عن البطاقة الخاصة بالبريطاني، ووضع محلها بطاقة تخصه. لم يكن يدرك أن الهاتف النقال سيوقع به، ويكشف عن هويته، بعد أن استعان خبراء البيولوجيا والآثار التكنولوجية بمديرية الأمن الوطني، بنظام ال"جي بي إغ إس".
وتجدر الإشارة إلى أن الضحية حل سنة 2003، بالمغرب، عقب تقاعده عن العمل في موطنه الأصلي، واختار الإقامة والاستقرار بمدينة الجديدة، التي يجعل منها العديد من الرعايا الأجانب من مختلف الجنسيات، مرتعا لتفجير ميولاتهم الشاذة، والتي كانت أودت بحياة بعضهم، ضمنهم أمريكي وفرنسي وإسباني.