منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - محترفو "الفوتوشوب" يُدغدغون عواطف المسلمين بصور مفَبركة

محترفو "الفوتوشوب" يُدغدغون عواطف المسلمين بصور مفَبركة

http://static.hibapress.com/upload/1252013-4a56a.jpg

تنتشر كالنار في الهشيم و تستهدف الدين و قضايا الأمة و المشاهير

رشيد أكشار : هبة بريس الورقية العدد 08

لا يكاد يمر يوم و المرء يتصفح الفيس بوك دون أن يصادف صورة تقوم على استثارة المشاعر و تجييشها، من أجل قضايا قومية إسلامية أو عربية أو دينية، في إطار الصراع الدائر بهذا البلد أو ذاك، بين أقلية مسلمة و طغمة غير مسلمة حاكمة تستبيح أعراض المسلمين، أو جهة معادية إيديولوجيا للدين الإسلامي، و المسلمين عموما.

قضية بورما و ما يتعرض له المسلمون الأقلية "الروهينغا" هي الأكثر تداولا هذه الأيام، موازاة مع اشتداد وطأة الاضطهاد الديني و التصفية البدينة العرقية التي يتعرض لها مسلمو دولة "ميانمار"، حيث عشرات الصفحات الفيسبوكية التي تضم مئات الصور التي يقال أنها جزء من مأساة مسلمي هذا البلد الآسيوي الفقير؛ صور تتنوع بين أشلاءٍ و جثث متفحمةٍ و ألوان من العذاب الشديد الذي يتعرضون له، على أيدي الطائفة البوذيّة الحاكمة، بمباركة من ملك البلاد الذي سبق و لا يزال يعبر عن عدم رضاه عن استيطان الروهينغا المسلمين لبلده، رغم النداءات الإنسانية العالمية لإيقاف هذه الانتهاكات.

على وتر هذه المعاناة، يعزف بعض من باتت ضمائرهم مستترة صعبة التقدير بقيمة، في ظل متاجرة خسيسة بدماء أشقائهم المسلمين الذين يعيدون تمثيل قضية أصحاب الأخدود بجلودهم تمثيلا حقيقيا، متاجرة لم تكلف أصحابها سوى البحث في محرك قوقل عن صور بشعة و مقرفة لكوارث طبيعية و حالات تعذيب و حوادث سابقة، من أجل نسبتها إلى أحداث بورما، استنهاضا للهمم، و استثارة لمشاعر المسلمين، قصد النهوض بمد يد العون للمستضعفين في ميانمار، الأمر الذي انقلبت نتائجه ضد القضية، بعد أن اتضحت مصادرها و زيف الدعاوى المرفقة و إياها، ليتولد لدى المتابع "كذب" معاناة الروهينغا من أصله، مادام أكثر ما ينشر عن تلك القضية كذب !

نموذج من هذه الصور، تلك التي جرت أحداثها في إقليم التيبت الصيني، بعد زلزال سنة 2010 الذي راح ضحيته المئات،حين تم التقاط صور لبوذيين تيبتيين و هم يحرقون جثث ضحايا الزلزال، وفق طقوسهم الدينية، ليتم استغلال هذه الصورة سنتان بعد ذلك، في القضية البورمية، كنموذج من التعذيب و الإبادة التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا!

و أبرز هذه الصور، صورة خندق ممتد مليء عن آخره بجثث الموتى، يتم إحراقها، بعد تكديسها فوق بعضها البعض. إلا أن مصدر هذه الصورة الموثق بتاريخ 17-04-2010 ، أي 4 أيام من الزلزال الذي ضرب منطقة "يوشو"، يؤكد أن نسبتها لبورما مجرد تحريف، كون مجازر بروما ضدج المسلمين لم تبدأ إلا في يونيو من العام الماضي.

http://www.hibapress.com/upload/1368366433-8addb.jpg

مصدر الصورة الذي يوثق لتاريخ التقاطها و معها صور أخرى من نفس المنطقة لضحايا الزلزال

http://www.secretchina.com

مقدسات المسلمين، هي الأخرى لم تسلم من لمسات طائشي التصميمات، فبضع دقائق من العمل على صور بسيطة ببرنامج تعديل الصور "فوتوشوب"، كاف لاستدرار عواطف جياشة من منتمي عالم الفيسبوك، ونشر الصورة على مدى واسع جدا، على أنها إهانة جديدة لمقدس من المقدسات الإسلامية، حيث يركز هؤلاء على كتاب الله، و عبارة التوحيد و و اسم الله عز و جل و إسم رسوله محمد صلى الله عليه و سلم، من خلال وضعها، ضمن صور لأماكن نجسة أو برفقتها.

من هذه النماذج الذائعة الانتشار حاليا، صور خنازير تقضم المصحف الشريف، و تطأ مصاحف أخرى بحوافرها داخل مأواها. صورة و إن كانت واضحة "الفبركة" بسبب عدم انسجام وضع المصاحف الملقاة على الأرض مع أرضية المرعى التي ترعى فيها الخنازير فيها، إلا أن كثيرين استدرجتهم عبارة " أنظر ماذا فعل اليهود بكتاب الله" نحو فضاء غير محدود من السب و الشتم و كيل اللعنات على اليهود و غيرهم ممن نُسبت لهم فعلة تدنيس المصحف غير الواقعة أصلا.

بعد تمحيص و بحث عن مصدر الصورة، تمكن "قناص الإشاعة" الذي خصّص صفحة فايسبوكية خاصة لكشف تزوير و اصطناع الصور المعدلة، من الوصول إلى الصورة الأصل، التي تظهر الخنزيرين وهما يتناولان العشب بعيدا عن أي مصحف أو جسم غريب.

http://www.hibapress.com/upload/1368366433-03c7c.jpg
نُجوم الرّياضة العالميّة أنفسهم لم يسلموا من إشاعات الدعاية الإسلامية و القومية الباردة، بعد توريط نجمي الكرة الأرجنتيني ليونيل ميسي و البرتغالي كريستيانو رونالدو، في دعايات للإسلام و القضية الفلسطينية، رغم سابق تصريحتهما بنأيهما عن الخوض في هذه القضايا.

فرونالدو الذي كان يحتفل بعيد ميلاده بين زملائه في الفريق الملكي سنة 2008، يجد نفسه فجأة على الفيس بوك العربي في وضع الإعجاب بالاسلام، رافعا لوحة مكتوبا عليها "لا اله إلا الله محمد رسول الله"، فيما أُجبر ميسي دون سابق إذنه، على ترك الدعاية لمدينة روزاريو الأرجنتينية لاستضافة الألعاب الأولمبية لسنة 2019، من خلال صورة له مع القميص الرسمي لهذه الدعاية رفقة إحدى منظِّماتها، لاستبدال رمز المدينة الأولمبي بالراية الفلسطينية يعلوها شعار "الحرية لفلسطين".

قناة "ناسيونال جيوغرافيك" الوثائقية بدورها لم تسلم من الشائعات، فلقطة غير حقيقة من فيلم وثائقي يهدف إلى تمثيل كيفية تحكيم الأصلة (الكوبرا) قبضتها على جسم الانسان و خنقه؛ تحولت بسبب فعلة فاعل إلى إدانة القناة و اتهامها بالتضحية بحياة طفل قاصر من أجل اتمام تصوير فيلم وثائقي.

اللقطة التي تُظهر فتى قاصرا في مواجهة أصلة ضخمة تلفُّ قدمه، لم تكن صورة حقيقية، بل هي مجرد تمثيل هدفه التجسيد الحقيقي لطريقة قضاء هذا الزاحف المتوحش على حياة إنسان، بدليل أن ثمت صورا تكمل المشهد و تظهر تدخل معدي البرنامج لفك قدم الفتى الممثل من قبضة الثعبان الذي تم إعداده سلفا لأداء المهمة، بعد تسجيل المراد.

http://www.hibapress.com/upload/1368371507-baf81.jpg