طبعا من الوهلة الأولى سيحار المتلقي ، وهو يحاول أن يجد علاقة موضوعاتية بين الكف كرمز للمس الرقيق وتبادل التيارات الحسية للمحبة ، وبين الظلمة التي تحوي في أحشائها كل ما يعز عن النظر ، بل و يشجع على السكينة .. أو إتيان الممنوع !

لكن حين تنساب القراءة في ظل شعاب المعنى ، يستلهم القارئ أجواء الإسترجاعات التي أرخلت أسدالها على فؤاد المبدعة الرائعة .. ومادام البال قد " تفكعت " بداخله حلمة و جمرة حنين ، فمن البديهي أن لن تكون الحناء الرمزية ، إلا بوابل من دموع الحسرة .

وكم كانت الصورة معبرة جدا ، ومبدعتنا تجعل الصورة قاتمة ، ومتداخلة الأجواء المستقبلية ، بل وعكرة إلى حد اليأس .. وهذا التداخل سيجد معناه الحسي ، و الزجالة الرائدة تقحم صورة منسج الزرابي في أسفل إبداعها .. صورة أخذت مني وقتا طويلا للتأمل و الربط بأجواء القصيدة الزجلية .


أشكرك فاطمة ، أشكرك مبدعتنا ، كونك جعلتني أقرأ زجلا .

للكلمة الشعبية دوما دلالات خاصة ..فهي غالبا ما تعبر عن واقع بأكمله من خلال شخص واحد ...بل انعكاس لخلجات نفسية لا يستطيع الكثير البوح بها ..وما نقشته حناء أناملك على هذه الصفحة لدليل على القدرة على التعبير عن حالة من الحالات التي تعاني منها أو تمر بها كل أنثى تعثر جواد حظها ..أو تأخر مرسول هناءها ..
سلمت يداك على هذه الصورة الزجلية الشعرية .