ما يقع في قطاع التعليم بالمغرب لا يكاد يُصَدَّق .
فإذا كان حصول أحد الأساتذة العاملين بالتعليم الثانوي الإعدادي أو التأهيلي على منصب مديرمؤسسة يعني بالضرورة مزيدا من الأعباء و المخاطر و المسؤولية ، و زيادة في عدد ساعات العمل الأسبوعية ، فإن الأمر مختلف تماما بالنسبة لبعض مديري التعليم الإبتدائي بالعالم القروي .
صديقي أستاذ التعليم الإبتدائي حصل منذ سنة على منصب مدير بإحدى المؤسسات القروية ، و كاد يطير من الفرح ، لكن فرحه ليس للمنصب الجديد ، بل لأنه –حسب إعترافه – يتلقى تعويضات مادية مهمة عن المهام الإدارية ، و في المقابل – و هنا المفارقة الغريبة – تقلصت ساعات عمله بشكل كبير ، حيث أنه لا يزور المؤسسة إلا مرة واحدة في الأسبوع طيلة السنة الدراسية ، و اتفق مع أحد الأساتذة العاملين بمؤسسته على أن يتصل به ب" البورطابل " في حالة وقوع أي طاريء . و خلق شبكة لتبادل الأخبار مع بعض زملائه في مؤسسات أخرى لكي يُعْلموه بتحركات اللجان و المسؤولين حتى يتخذ الإجراءات اللازمة " باش ما تجي فيه شي دقة " .
المهم هو أن يَسْلَمَ السيد المدير و يخلد إلى الراحة أطول مدة ممكنة مع عائلته و يقدم أقل ما يمكن من الجهد بمؤسسته .
أما مصلحة التلاميذ ، و جدول الحصص الإداري الذي وقع عليه بنفسه و التزم فيه بالعمل و التواجد الفعلي بالمؤسسة لمدة 38 ساعة أسبوعيا على الأقل ، و الضمير المهني ، فكلها أمور ثانوية لا تهم السيد المدير المحترم .
بالله عليكم أيها الإخوة كيف يُمكن لمدير هو نفسه غير منضبط ، أن يضبط هيئة التدريس و العاملين معه ؟
و هل يحل شرعا و إسلاميا أن يعمل أحدنا أربعة أيام فقط في الشهر و يتلقى راتبا عن العمل لمدة شهر كامل ؟