الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية


منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية هنا تجد كل المواضيع العامة المتعلقة بالتربية السليمة و الصحيحة التي يحتاج إليها كل بيت وأسرة ومدرسة ومجتمع


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-11-07, 22:29 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c1 تربية ضمير المسلم كيف ومتى ؟؟




تربية ضمير المسلم كيف ومتى ؟؟





الحمد لله الذي أصلحَ الضمائرَ ونقّى السرائرَ فهدى القلبَ
الحائرَ إلى طريقِ أولي البصائرِ

الإنسان والضمير

اقتضتْ حكمةُ اللهِ تعالى أَنْ يَخلقَ الإنسانَ من عَدَمٍ في أكملِ صورةٍ وأَتَمِّ خِلْقَةٍ، ولذا خاطبَه بقولِه في محكمِ آياتِه يقول جل وعلا في سورة الانفطار:
(( يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَك))

وشاءتْ إرادةُ اللهِ أن يخلقَ للإنسانِ ما يتلائمُ مع ظرفِه، وينسجمُ مع حياتِه، ويتماشى مع طبيعتِه؛ فكانتِ المخلوقاتُ مِنْ حولِه أنيسَه ومَطْعَمَه، والأرضُ مِهَادَه، والسماءُ لِحافَه والليلُ والنهارُ زمانَه قال سبحانه وتعالى
((هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) سورة البقرة

ومع تكاملِ مادَّةِ الحياةِ اسْتَوْدعَ الحقُّ سبحانَه في قلبِ الإنسانِ ما يَسْتَوجِبُ الموائَمَةَ مع مَنْ حولَه ويصلحُ لهذا التكاملِ؛ فكانتِ الغريزةُ والفطرةُ والضميرُ؛ إذ بالغريزةِ يَحفظُ نوعَه بما يكفلُ استمرارَه وبقاءَه ((فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً))(سورة الفرقان)
وبفطرتِه يهتدي إلى التوحيدِ ويستجيبُ لبواعثِ الإيمانِ
((فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ))سورة الروم
وبالضميرِ الحيِّ اليقظِ يندفعُ نحوَ الطريقِ القويمِ والعملِ الراشدِ
(( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)) سورة الشمس.

ما هو الضمير؟

إنَّ الضميرَ هو مستودعُ السرِّ الذي يكتمُه القلبُ والخاطرُ الذي يسكنُ النفسَ؛ فيُضيءُ ظلمتَها ويُنيرُ جوانبَها، وهو القوةُ التي تدفعُ نحوَ فعلِ الخيراتِ وتركِ المنكراتِ وحبِّ الصالحاتِ، وهو سببُ تسميةِ النفسِ باللوامَّةِ، كما قالَ الحقُّ سبحانه:
(( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)) سورة القيامة
والضميرُ هو الرادعُ عنِ المعاصي والآثامِ الذي يُجَنّبُكَ مقاربتَها ويُثنيكَ عن تكرارِها؛ فقد وصَفَ اللهُ عبادَه المتقينَ فقالَ: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) سورة آل عمران
ولذلكَ ضَربَ اللهُ مثلاً لذلكَ بيوسفَ -عليه السلامُ- حينما حجَزَهُ ضميرُه عن الانجرافِ وراءَ الهوى وقال:
(( مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)) سورة يوسف
فأكرمْ بهِ وبسلسلتِه الشريفةِ.
إنَّ الضميرَ يُنجي صاحِبَه منَ المهالكِ، ويُبعدُه عَنْ شرِّ المسالكِ،

صفات الضمير الحي


ومن صفاتِ ضميرِ المؤمنِ أَنّ صاحِبَه دائمُ التذكّرِ فإذا همَّ بأمرِ سوءٍ ارتدعَ وانزجرَ، وابتعدَ عن المعاصي وأدبَرَ، يقولُ اللهُ تعالى:
(( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ))سور الأعراف
ولذلك وُصِفَ الضميرُ الصالحُ بالحيِّ اليقظِ فهو حيٌّ ما دامَ نورُه وهَّاجَاً؛ فكانت نفسُه لوَّامةً ووُصِفَ الضميرُ الطالحُ بالميِّتِ متى ما انطفأَ نورُه فكانتْ نفسُه أمَّارةً.

مؤثرات الضمير

يتأثَّرُ الضميرُ الإنسانيُّ بما تتأثرُ به النفسُ؛ فيتضائلُ ويقلُّ قدرُه ويخبو نورُه إذا انجرفت النفسُ وراءَ وساوسِها ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ))سورة ق

واتبعَت همزاتِ الشياطينِ وإغواءَهم (( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ))سورةالمؤمنين
وانساقتْ وراءَ ضلالتِها ((فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا))سورة يونس
وكانت رَهْنَ هواها ((إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ)) سورة النجم
فاختلَّ ضميرُها وضعُفَتْ قوّتُه وصارَ الإنسانُ عبداً لشهواتِه يَرَى الباطلَ حقَّا والشرَّ خيرا لا يردعُهُ رادعٌ ولا يحجُزُه حاجزٌ، ولذلكَ قيلَ: "مَنْ توهَّمَ أنَّ لهُ عدواً أعدى من نفسِهِ قلَّتْ مَعْرِفَتُه بنفسِه"، وقد يسمو الضميرُ ويعلو قدرُه ويزيدُ ضياؤُه إذا خالفتْ نفسُهُ هواها فيما لا ينفعُها يقولُ الحقُّ سبحانه:
((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى))سورة وصارَعَتْ وسوسَةَ شياطينِ الجنِ والأنسِ ((وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ))سورة الأعراف

وانكبَّتْ على الباقياتِ الصالحاتِ
((قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ)) سورة الأنعام
حينَها يقوى الضميرُ وتُضَاءُ جنباتُ النفسِ وتَخْصُبُ أرضُهَا؛ فيكونُ مِنْ ثمرِهَا صدقُ صاحِبِها وأمانَتُه، ومروَءتُه وإخلاصُه وعِفَّتُه ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا))سورة الشمس

كيف ينمو الضميرويتغذى

إن الضميرَ كالطفلِ فما دُمْتَ تُغَذِّيه بالغذاءِ الصالحِ ينمو ويقوَى، أما إذا أهملْتَه فإنه يَضْمرُ ويَضْعُفُ، وضمورُه دمارٌ لصاحبِه في الدنيا والآخرةِ؛ إذ بغيابِه يزولُ الرقيبُ الذي يوجِّهُك إلى الخيرِ ويدفعُك إلى البرِّ ويُقْصِرُ خطاكَ عن الشرِّ ويَحْمِيكَ من ضَلالِ النفسِ. ونموُّ الضميرِ يكونُ بالدوامِ على الأعمالِ الصالحةِ وتحرِّي صنائعِ المعروفِ والبحثِ عن جوانبِ الخيرِ في نفسِكَ ((مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ))سورة فصلت
كما ينمو الضميرُ ويترَبَّى مِنْ خلالِ ترطيبِ اللسانِ بذكرِ اللهِ تعالى والمحافظةِ على العباداتِ؛ حتى تكونَ النفسُ مطمئنةً في كلِّ حينٍ والضميرُ يَقِظاً في كلِّ حالٍ (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي))سورة الفجر

وبمناسبة دخول السنة الهجرية الجديدة ، لنستقبله بضمائِرَ نقيّةٍ وقلوبٍ صافيةٍ وعقولٍ واعيةٍ وأَنْفُسٍ زَكِيَّة ولنربي ضمائرَناعلى عَمَلِ الخيرِ والبعدِ عن كلِّ أذىً وشَرٍّ فبذلكَ نأنس بِقُرْبِ ضَمِيرِنا منا، وصُحْبَتِهِ مَعَنا.









: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=691257
التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-11-08, 12:11 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تربية ضمير المسلم كيف ومتى ؟؟


الإنسان عندما يتملك ضميرا حيا
يصعب ان تخونه ولن ترضى بالخطايا مهما كلف الأمر ..
هناك ثمة أمور بهذه الدنيا تغرينا وتغير من أحوالنا
وهذه الامور غير الشرعية إذا حصلت عليها تخون ضميرك !! فهل يستطيع الشخص
أن يخون ضميره الحي الذي غرس فيه منذ الصغر كل القيم والفضائل؟؟

والتي تربى عليه واعتاده ؟؟؟
هل يمكنه بكل سهولة أن ينجرف خلف أهوائه و
رغبات الشيطان الذي يقف خلفه ويفرح بسماعه
لطلباته وتوجيهاته .؟

فلا تخن ضميرك وتشوه أخلاقك بثمة أمور سواء كانت مبالغ مالية طائلة او معاصي وشهوات ورغبات كلها من فعل الشيطان فلذلك انتبه ياصاحب الضمير الحي







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-11-08, 16:16 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تربية ضمير المسلم كيف ومتى ؟؟


محاسبة النفس

نبذة :
قال ابن كثير في تفسيره: "وقوله: {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم".








نص المطوية :





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي وعد من حاسب نفسه، وأخذ بزمامها الأمن يوم الوعيد، أحمده سبحانه شرف أولياءه، وتفضل عليهم بيوم المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الحميد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير داع إلى المنهج الرشيد، والهدى السديد، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين هم قدوة الناس في محاسبة النفس، حذراً من يوم هو له شديد، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم لا مفر منه ولا محيد، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومحاسبة أنفسكم، فإن محاسبة النفس هو طريق استقامتها، وكمالها وفلاحها وسعادتها، بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]

قال ابن كثير في تفسيره: "وقوله: {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم".

وقال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 7-10]

قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره قال الحسن: "معناه قد أفلح من زكى نفسه فأصلحها، وحملها على طاعة الله عز وجل، {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } أهلكها وأضلها وحملها على المعصية".

وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني».

وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن تزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر" {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]

ونقل ابن القيم عن الحسن أنه قال: "المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة"

وقال وهب فيما ذكره الإمام أحمد رحمه الله: "مكتوب في حكمة آل داود، حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات، ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيهما مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب".

وقال ميمون بن مهران: "لا يكون العبد نقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بما لك".

وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد إلى الرضى والغبطة، ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة".

ونقل ابن الجوزي في ذم الهوى عن السلمى قال: "سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أبا محمد الجربري يقول: من استولت عليه النفس صار أسيراً في حكم الشهوات، محصوراً في سجن الهوى، وحرم الله على قلبه الفوائد، فلا يستلذ كلامه ولا يستحليه، وإن كثر ترداده على لسانه".

وقال الشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله في كتابه موارد الظمآن: "فإذا علم أنه مناقش في الحساب عن مشاقيل الذر، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة أحوج ما يكون إلى الحسنات، وغفران السيئات تحقق أنه لا ينجيه من هذه الأخطار إلا اعتماده على الله، ومعونته على محاسبة نفسه، ومراقبتها ومطالبتها في الأنفاس والحركات، ومحاسبتها في الخطرات واللحظات، فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه وآبه".
تجـهــــــزي بـجهـــــاز تبــلـغيـن بــــه *** يـانفـس الـردى لم تخلقـــــي عبثـــاً
وحـاذري سقـطـة الــــذل وانكســــــري *** بــــاب كريـــــم كـم هـدى وعــــفـــا
واخشي حوادث صرف الدهر في مهـل *** واستيقظي لا تكوني كالذي سقطا
في هوة الذل كان فيهـــا قطـع مدتــــه *** فوافت النفس سعيهـا كمــــا سلفـا

قال ابن قدامة في منهاج القاصدين: "واعلم أن أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك، وقد خلقت أمارة بالسوء، ميالة إلى الشر، وقد أمرت بتقويمها وتزكيتها، وفطامها عن مواردها وأن تقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها، فإن أهملتها جمحت وشردت، ولم تظفر بها بعد ذلك وإن لزمتها بالتوبيخ رجونا أن تصير مطمئنة، فلا تغفلن عن تذكيرها".

واعلموا عباد الله أن محاسبة النفس أنواع:

قال ابن القيم رحمه الله ومحاسبة النفس نوعان: "نوع قبل العلم، ونوع بعده".

فالنوع الأول: الذي هو قبل العمل فهو: أن يقف عند أول همه وإرداته، ولايبادر بالعمل حتى يتبين له رجحان العمل به على تركه.
قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان الله مضى، وإن كان لغيره تأخر".

النوع الثاني: محاسبة النفس بعد العمل وهو ثلاثة أنواع:
أحدها: محاسبتها على طاعة فصرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي ثم يحاسب نفسه هل قام بطاعة الله على وجه يرضي الله تعالى أم قصر بذلك؟

الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.

الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد، لم فعله؟ وهل أارد به وجه الله والدار الآخرة؟
فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.

ولمحاسبة النفس ثماراً ومنافع عظيمة منها:

1-الاطلاع على عيوب النفس ومن لم يطلع على عيوب نفسه لم يمكنه إزالتها.
2-المحاسبة توجب للإنسان أن يمقت نفسه في جانب حق الله عليه، وهذه كانت حال سلف الأمة، كانوا يمقتون أنفسهم في مقابل حق الله عليهم.

روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: "لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً".

وقال محمد بن واسع محتقراً نفسه وهو من العباد: "لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد أن يجلس معي".

قال ابن القيم رحمه الله: "ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين، ويدنوا العبد به من ربه تعالى في لحظة واحدة أضعاف مايدنو بالعمل".

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "من مقت نفسه في ذات الله آمنه الله من مقته".

3-ومن ثمار محاسبة النفس إعادتها على المراقبة، ومعرفة أنه إذا اجتهد بذلك في محياه استراح في مماته، فإذا أخذ بزمامها اليوم وحاسبها استراح غداً من هول الحساب.

4-ومن ثمارها أنها تفتح للإنسان باب الذل والانكسار لله، والخضوع له والافتقار إليه.

5-ومن أعلى ثمارها الربح بدخول جنة الفردوس وسكانها، والنظر إلى وجه الرب الكريم سبحانه، وأن إهمالها يعرض للخسارة ودخول النار، والحجب عن الله وصلى العذاب الأليم.

وترك محاسبة النفس وإهمالها، له أضرار عظيمة، قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
"وأضر ما عليه: الإهمال: وترك المحاسبة والاسترسال، وتسهيل الأمور وتثمينها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور، يغمض عينيه عن العواقب ويمشي الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العافية، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأنس بها، وعسر عليه فطامها، ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام وترك المألوف والعناد".

إذا ما أطعت النفس في كـل لــذة *** نسيت إلى غير الحجا والتكرم
إذا ما أجبت النفس في كل دعوى *** دعتك إلى الأمر القبيح المحرم

فاتقوا الله عباد الله وحاسبوا أنفسكم، فإن صلاح القلب وسلامته بمحاسبة النفس وفساده وعطبه بإهمال النفس والاسترسال في ملذاتها، وشهواتها وإهمال ما به كمالها، فاحذروا ذلك تعزو أنفسكم وتسعدوا عند لقاء ربكم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


لفضيلة الشيخ/ صالح العليوي







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-11-08, 21:25 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تربية ضمير المسلم كيف ومتى ؟؟


- كيف يمكن أن نحيي الضمير كأفراد داخل مجتمعنا من جديد ؟


للأسف عندما يموت الضمير يصعب علينا إحياؤه سوى بالتقوى والرجوع إلى الطريق المستقيم وإعادة إصلاح الذات من جديد





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-11-09, 12:31 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تربية ضمير المسلم كيف ومتى ؟؟


الضمير
كلمة دائماً ما تطرق أسماعنا في كل ظرف وحال .. وفي كل يوم وساعة..
فحين نتحدث عن أي وضع نعيشه .. أو أي شخص نقييمه ..غالباً ما نسمع أن هذا أوذاك الوضع أو الحال إنعدم فيه الضمير..أو إن كان الحديث عن شخص ..نسمع الإجابة أن فلان ميت الضمير أو إنعدم عنده الضمير..
إذاً كلمة (( الضمير )) شائعة ورائجة في مجتمع اليوم.

ولكن ماهو الضمير ؟؟

وماتعريف (( الضمير )) ؟؟؟


كثرت التعريفات النفسية والإجتماعية والسيكولوجية حول هذه الكلمة ..
وأقول بكلمة بسيطة وتعريف موجز..أن

(( الضمير)) هو:
ميزان التمييز بين الخير والشر..ميزان الأخلاق الحميدة أوإنعدامها..ميزان في العقل والوجدان والنفس الإنساني لأفعال وتصرفات الإنسان اليومية ..
والضمير نوعان :

ضمير حي ..
يحاسب النفس الإنسانية عن فعل أوكلمة أوحركة قام بها..

وضمير ميت
.. لايعرف الحساب ..


والضمير الحي هو ذاك الضمير الذي يحمل صاحبه إنسانية راقية الإحساس وكل الصفات الحميدة والاخلاق الحسنة ..
والضمير الميت هو ذاك الضمير الذي لايحمل صاحبه إنسانية في داخله ويحمل كل الصفات الخبيثة والأخلاق الرديئة..
فصاحب الضمير الحي صاحب مبدأ أخلاقي وسامي ..
وصاحب الضمير الميت لامبدأ له ..ومبدئه الوحيد الغاية تبرر الوسيلة .. مهما كانت تلك الوسيلة ..
فالأخلاق والوازع الديني وحب الخير هو مايحكم ويتحكم بالضمير الحي..
وللبيئة والنشأة والتربية أثر كبير في نموه الضمير داخل العقل والنفس البشرية ..والعكس صحيح ..فحين يموت الضمير الإنساني يحكم العالم والمجتمع شريعة غاب..يأكل فيها القوي الضعيف.. وتستباح الحرمات .. ويستغل الإنسان أخاه الإنسان ..وتصبح الخيانة مكرمة .. ويصير الحلال حراماً ..والحرام حلالاً.فما أحوج مجتمع اليوم لصحوة الضمير..

لتنتشر المحبة في ربوعه .. وتحفظ الحقوق وتصان ..ويمد الأخ لأخيه يد العون لمساعدة كل محتاج..للنام جميعاً كما يقال:وضمائرنا مرتاحة

..
أحبتي...
أترك لضمائركم مساحة النقاش مفتوحة







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 23:26 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd