منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى النقاش والحوار الهادف (https://www.profvb.com/vb/f65.html)
-   -   مكانة المعلم كيف كانت و كيف أصبحت؟ (https://www.profvb.com/vb/t118610.html)

abouilyas111 2013-04-19 12:07

مكانة المعلم كيف كانت و كيف أصبحت؟
 


كانت للمعلم مكانته في المجتمع فهو المربي قبل التعليم فهو من يتحمل مشاكل الطلاب في الفصل من تعليم وتاديب وتفهم وحل لبعض مشاكلهم فقد يسر كثير من الطلاب اسرارهم للمعلم اكثر من الاب والام والاخوان فهو الصديق والابن لمعلميه
وكان هو المرجع لسكان البلدة التي يشتغل بها يساعدهم في كل مسائلهم ويحاول حل مشاكلهم .

كان مرحبا به أين حل و ارتحل


لكن للأسف تغير كل شيء وأصبحت نظرة المجتمع للمعلم نظرة مختلفة عما سبق ذكره


؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فما هي في نظركم الأسباب التي أدت إلى ما وصلنا إليه ؟؟؟؟؟؟؟



صانعة النهضة 2013-04-19 16:26

رد: مكانة المعلم كيف كانت و كيف أصبحت؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو إلياس...
للموضوع شجون...ولكننا في قسم الحوار والنقاش تعرضنا له مرارا وتكرارا تحت عناوين مغايرة ...لكن بما أن مهنة الأستاذ هو التعليم فلم لا تنكب جل الأحاديث والنقاشات حوله؟
فبارك الله فيك اختيارك ...وأتمنى بالفعل أن يتجاوب كافة الأعضاء مع الموضوع ويزينونه بآرائهم وأفكارهم ونقاشاتهم الهادفة ...حتى ينجح المنتدى في تعميق النقاش وتقريب الرؤى بين الأعضاء.

أخي أبو إلياس... المعلم في فترة من فترات أمتنا الذهبية صور بأرقى الصور والمعاني حتى شبهه الشاعر بالرسول في قوله:
قم للمعلم وفيه التبجيلا...كاد المعلم أن يكون رسولا
فلماذا هذا التشبيه بالذات؟أي دور يقوم به المعلم وأية رسالة هذه ؟

لا أحد ينفي مهنة التعليم كونها رسالة ذات قيمة وشرف لما تقوم به من بناء عقول ونفوس الأجيال وتهذيبهم وتهييئهم للمستقبل حتى يكونوا خير خلف لخير سلف ،ولذلك نجد التعليم في دولنا الإسلامية يتخذ محورين متلازمين "التربية والتعليم" ،فبناء العقل لا يكفي لبناء شخصية متكاملة النضج ،يحتاج أيضا لبناء النفس وتهذيب الروح والوجدان على المبادئ والقيم النبيلة التي تجعل الإنسان يرقى لمستوى الإنسانية ،وقد جاء في الحكمة:
"فلو كان العلم وحده يبني الناس لكان خير الناس إبليس" ،
ولو رجعنا لديننا الحنيف لوجدنا المعلم مقترنا بالعلماء ،وقد اعتبر الإسلام العلماء هم ورثة الأنبياء...مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي في سننه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ...إن العلماء ورثة الأنبياء،وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم ،فمن أخذ به أخذ بحظ وافر".

هذا الوريث،وريث الأنبياء ومربي الأجيال وصانع العقول ... للأسف كيف أصبحت مكانته اليوم؟ كيف انزلقت مكانته من أعلى درجات سلم الإحترام والهيبة والوقار والنضج ...إلى أحط درجة حتى شبه للأسف ب" حمار الطاحونة " ...للأسف! وإن كنت أرفض مثل هذه التشبيهات المنحطة في حق الشرفاء من الناس .

اهتزت صورة المعلم في وقتنا الراهن أيما اهتزاز...فها هو الإعلام يسخر كل وسائله لتشويهه والإطاحة بكرامته والتشويش على سمعته...ها هم الآباء أيضا يسهمون في زعزعة قوة المعلم وسمو مكانته بما نرى ونسمع من اعتداءات على المعلم سواء منها الجسدية والنفسية كتعرضه للسب والشتم والتنقيص من قيمته.... طبعا دون أن ننسى مكانته المزرية عند الوزارة الوصية عليه سواء منها ضياع والإعتداء على حقوقه المادية وكذا التضييق على حريته في مزاولة عمله من طرف السلم الإداري (إدارة /مفتشين...).
السؤال المحوري:لماذا آل به الوضع إلى هذا الإنقلاب المروع؟

طبعا يكمن الجواب في أسباب كثيرة ومتشعبة ولكنني سأناقش بعضها بعجالة...

- فعلى المستوى الإستراتيجي: تطورت وظيفة المدرس، فبعدما كان المدرس هو الذي يعلم و يحدد المادة و يمارس سلطته على المتعلم جعلته المؤسسة أداة في خدمتها : يطبق البرامج والمناهج و وفق طرائق التدريس ووفق معايير محددة تبعا للسيرورة التاريخية ، فأضحت مهنة التدريس تتأثر و بشكل كبير بالمتغيرات المجتمعية الحديثة و أصبح يغلب عليها الطابع المادي ، بحيث أصبح المجتمع الحديث يحكم على الإنسان حسب أجرته و مكانتها في سلم الأجور.
ولذلك نجد وضعية المدرس في المجتمعات المتقدمة(حيث ظروفه المادية جيدة) نجده أحسن حالا بكثير منها في المجتمعات المتخلفة.
- على المستوى الإجتماعي والقيمي: .فرجل التعليم رغم جسامة ما يقدمه لمجتمعه من التربية على القيم والمبادئ والأخلاق...نجده لا يحضى بالاعتبار المعنوي الذي يستحقه بسبب نزوع المجتمعات المتخلفة إلى كل ما هو مادي.
و لهذه الأسباب فإن وظيفة المدرس أصبحت تتعرض لكثير من هذه الضغوطات الاجتماعية فنجد أن العديد من المدرسين لا يجدون في مهنتهم ما يشبع طموحاتهم الاجتماعية فيكونون أول من يحتقرها و من هذا المنطلق فإن عدم رضى المدرس عن نفسه و عن مهنته هو في حد ذاته العائق الأول أمام كل رغبة في التجديد التربوي،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى نجد كثيرا من رجال ونساء التعليم يهرعون إلى البحث عن مداخيل مساعدة مدرة للربح فيولونها الإهتمام على حساب تطوير ذواتهم والرقي بمهنتهم الأصلية ...

أكتفي اللحظة بهذه المداخلة ...ولي عودة للموضوع بحول الله تعالى ...لأهميته وخطورته في ذات الوقت....
أتمنى لو يتجاوب إخواني وأخواتي الأعضاء ...ويتفاعلوا...
تحيتي...


الساعة الآن 10:10

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd