منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المواضيع التربوية (https://www.profvb.com/vb/f300.html)
-   -   جدوى تركيز التتبع الفردي على المجال السوسيوتربوي للمتعلم وعلى مساره الدراسي (https://www.profvb.com/vb/t118332.html)

abo fatima 2013-04-12 23:59

جدوى تركيز التتبع الفردي على المجال السوسيوتربوي للمتعلم وعلى مساره الدراسي
 
جدوى تركيز التتبع الفردي على المجال السوسيوتربوي للمتعلم وعلى مساره الدراسي


الأستاذ : الصادقي العماري الصديق
تخصص علم الإجتماع والأنثروبلوجيا

يرجع السياق التربوي لاعتماد أداة التتبع الفردي إلى ظاهرة الهدر المدرسي٬التي عرفتها المدرسة المغربية في الآونة الأخيرة٬ بما فيها الانقطاع المستمر عن الدراسة والتكرار المتزايد والتسرب و الفشل الدراسي، إضافة إلى عدم التمدرس المنتشر في صفوف بعض المناطق وخصوصا القروية منها ٬أي عدم ولوج نسبة معينة من التلاميذ المدرسة ، وذلك لظروف خاصة مرتبطة بالمستوى المعيشي للسكان بسبب الفقر و التهميش وغيرها من الظواهر الاجتماعية السلبية ، مثل الأمية والهشاشة ….إضافة إلى القيمة السلبية التي أصبحت تعرفها المدرسة المغربية ٬من قبيل أنها لم تعد تلبي حاجيات المواطنين ، مثل إدماجهم في سوق الشغل لتحقيق العيش الكريم ، وما يبرهن على ذلك ، بالنسبة لهم ، إخوانهم العاطلون عن العمل ، بالرغم من حصولهم على شواهد عليا .
مما دفع الجهات المختصة ومنها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ، إلى اعتماد مجموعة من التدابير وحلول ، تراها مناسبة للحد من هذه الظاهرة ، وهذا دليل على وعي الجهات المختصة بخطورة الظاهرة وانعكاساتها السلبية على المتعلم الفرد خاصة والمجتمع عامة.لكن هل كان التدخل في محله ؟ هل وضعت كل الإجراءات والتدابير على جميع المستويات أم على المستوى النظري فقط خصوصا و أن ساعات الدعم لا تنجز أحياننا و دفتر التتبع الفردي للتلميذ في التعليم الابتدائي مثلا يعبأ يسرعة البرق في ظرف عشر دقائق دون تعبئة الاستمارات المرجعية الخاصة بالتلميذ و المتعلقة بالمعلومات السوسيو تربوية والبيداغوحية ؟ وهل هذه العملية، أي ملأ دفتر التتبع الفردي، موكولة للمدرس وجده مادام التدخل لا ينحصر في الجانب البيداغوجي بل يتجاوزه إلى ماهو اجتماعي ونفسي؟ وهل تؤخذ النتائج بعين الاعتبار من اجل التدخل لتقديم الحل ؟ وإذ افترضنا أن كل هذه الإجراءات تتم بالفعل فهل هناك تقييم وتتبع لملاحظة تطور الظواهر إلى السلب أو الإيجاب ؟ و إذا كانت وظيفة التتبع الفردي تتمثل في معالجة ظاهرة عدم تمدرس الأطفال وانقطاعهم المبكر عن الدراسة….. )معالجة ظاهرة الهدر المدرسي(. فماهو جدوى تركيز التتبع الفردي على المجال السوسيوتربوي للمتعلم وعلى مساره الدراسي؟ وماهي بعض الصعوبات التي يطرحها جمع المعطيات الخاصة بالمسار الدراسي للمتعلمين؟ وماهي بعض الأدوات المنهجية والإجراءات التي من شأنها توفير معطيات موضوعية...؟
تركيز التتبع الفردي على المجال السوسيوتربوي للتلميذ جاء من أجل معرفة ورصد مجموعة من المعلومات٬ حول التلميذ ومساره الدراسي ٬من قبيل ٬استفادته من التعليم الأولي وعدد سنوات الدراسة بكل مستوى وهل يستفيد من الإطعام المدرسي والنقل المدرسي.....٬كذلك معلومات حول حالته الصحية مثل٬ الإعاقة الجسدية أو الإصابة بمرض مزمن٬كضعف البصر٬ ضعف السمع ........٬وأيضا معلومات حول الحالة العائلية ٬من قبيل ٬وجود أو غياب الأب والأم بالبيت٬ وقدرة الأسرة على توفير اللوازم المدرسية ٬وهل يساعدها التلميذ في أعمال البيت ورعاية الإخوة الصغار....... ٬كذلك معلومات حول المحيط المدرسي مثل٬ بعد المؤسسة عن المنزل ووجود أو غياب وسيلة نقل من اجل الوصول إلى المدرسة ٬وصعوبة المسالك٬ ووجود أو غياب مرافق صحية بالمدرسة٬ وفرص للعمل المبكر.......
وذلك من اجل التدخل الفوري من طرف المجتمع المدرسي والمجتمع المدني والشركاء٬ لمعالجة كل المشاكل التي تقف كعائق أمام التلميذ وتمنعه من ولوج المدرسة أو الوصول إليها بشكل مستمر و بدون انقطاع٬ويكون هذا التدخل عن طريق اعتماد آلية الدعم التربويى .فبخصوص الدعم الإجتماعي كتوفير اللوازم المدرسية٬ ونذكر في هذا الصدد المبادرة الملكية لمليون محفظة رغم بعض التحفظات على الطريقة التي يتم بواسطتها توزيع هذه اللوازم ٬ كما أن العملية تتم مرة واحدة في السنة وبالضبط في بداية الأسدس الأول من كل سنة إضافة إلى توفير النقل المدرسي لتسهيل عملية الوصول إلى المدرسة وبناء الداخليات وتوفير المنح …… ومن بين الخدمات الإجتماعية كذلك نذكر برنامج تيسير ٬الذي يقدم مساعدات مادية للتلاميذ حسب كل مستوى٬ غير ان هذا الدعم لا يحضر في وقته٬ لأنه لا يقدم إلى الأباء إلا بعد مرور شهرين أو ثلاثة اشهر من انطلاق الموسم الدراسي ٬هذا البرنامج الذي يدخل في إطار الشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر و البحث العلمي٬ أما بخصوص الدعم النفسي نؤكد على ضرورة معالجة كل المشاكل النفسية التي يعاني منها التلاميذ سواء في الأسرة أو الشارع أو المدرسة٬ وهنا يتم البحث في طبيعة العلاقة بين الأبوين بما فيها الطلاق أو النزاع الدائم....... أو مع زملائهم كالاعتداء اليومي بالضرب أو التحرش الجنسي ..... أو مع أستاذهم كصعوبة الفهم وعدم القدرة على التواصل و هل الأستاذ مسالم أو عدواني أو تربوي....
أما التركيز على المسار الدراسي للتلميذ يأتي بغرض معالجة التعثرات التي يعاني منها التلاميذ على مستوى التعلمات في القراءة والكتابة والعد والحساب.... وذلك عبر رصد كل المتعثرين ومعرفة نوع التعثرات وتصنيفها لمعالجتها عبر ساعات الدعم أي الدعم البيداغوجي٬ على الرغم من أن الوزارة وضعت التدبيرات اللازمة لساعات الدعم ٬ غير أنه غير مفعل بشكل جدي على أرض الواقع .
ومن الصعوبات التي يطرحها جمع المعطيات الخاصة بالمسار الدراسي للمتعلمين من خلال التجربة المهنية نذكر٬ عدم قدرة التلاميذ على تعبئة المعارف والمواقف والمهارات ٬من أجل توظيفها لحل وضعيات مشاكل مركبة من المادة أو الحياة العامة٬ لأن الطفل يتعلم القراءة والكتابة والعد والحساب... بطريقة تمكنه من توظيفها لمواجهة وضعيات ومشاكل الحياة اليومية٬ ومن الناحية المنهجية وجود صعوبات كبيرة على مستوى البحث عن المعلومات ومعالجتها واستثمارها ٬ وكذلك صعوبات توظيف تكنولوجيا الإعلام والتواصل كالحاسوب والانترنت٬أما من الناحية الشخصية والاجتماعية تتمثل الصعوبات في انعدام الثقة في النفس٬ وافتقار التلاميذ إلى طرق التعامل مع الأخر٬ بما يتطلب من تواصل وتسامح وتنافس شريف ٬والاستقلالية في العمل وما يتطلبه من قدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ المبادرة.
ومن بعض الأدوات المنهجية والإجراءات التي من شأنها أن توفر معطيات موضوعية ٬,بالإضافة إلى دفتر التتبع الفردي من خلال شبكة تتبع التعلمات والتي يجب تعبئتها بدقة لازمة ووفق معايير واصفة٬ وتحديد ثلاث مجالات للتمكن الخاصة بالمواد والمنهجية و بالجانب الشخصي والاجتماعي ٬كما لابد ان نشير إلى ضرورة وجود مركز للإنصات في كل مؤسسة يسهر عليه أطر أكفاء في التربية وعلم النفس التربوي٬ من اجل الاستماع إلى كل المشاكل التي يعاني منها التلاميذ ٬وبشكل سري متفق عليه داخل الأسرة٬ من حيث طبيعة العلاقة بين الوالدين هل هي متوترة أم جيدة٬ مما يؤثر بالسلب أو الإيجاب على التلاميذ من حيث تعاملهم وسلوكاتهم ومن ناحية إهتمام والديهم بمستواهم الدراسي وتتبعه,وعلاقة التلاميذ مع زملائهم داخل وخارج المدرسة بما يمنعهم أو يشجعهم على الحضور أو الهروب من المدرسة ,دون إغفال علاقاتهم مع أساتذتهم من حيث طبيعة تعامل الأستاذ معهم وطريقة شرحه للدرس وإلتزامه في الحضور هل هو مشجع أو منفر....... من أجل اتخاذ قرارات حاسمة سواء على الوالدين أو أحد التلاميذ أو على الأستاذ نفسه أو......ولمساعدة التلميذ
على تجاوز مرحلة الضعف و الوهن و الإلتحاق بركب البناء و الإبداع.
وبالرغم من كل الإجراءات المذكورة أو غيرها من حيث الجودة والنجاعة تبقى النية الإيجابية في مساعدة التلميذ على التغلب على كل الصعاب التي يواجهها والتي تكون حاجزا أمام تعلمه أو استمرار تعلمه مدى الحياة أو على الأقل حصوله على فرصة ولوج المدرسة أفضل بكثير من كثرة المراسيم والمذكرات... والإجراءات المكتوبة والمفروضة والغير المفعلة.



الساعة الآن 21:29

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd