منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى المواضيع المميزة (https://www.profvb.com/vb/f346.html)
-   -   إشكالية العولمة الشبابية (https://www.profvb.com/vb/t118014.html)

صانعة النهضة 2013-04-08 11:34

إشكالية العولمة الشبابية
 
إشكالية العولمة الشبابية


أصبح مصطلح العولمة يصاح
بنا في كل حديث عندما نتطرق لقضايا التربية، التنمية، الاقتصاد، السياسة...الخ، وتتعالى الأصوات بالوعود والتحذيرات.
فموضوع العولمة وقضاياها أصبح يؤرق المنظرين والمربين والآباء...، خصوصا وأن العولمة زاخرة بل ومتخمة بتراكم المعلومات الشيء الذي يسجل صعوبة متابعتها، بلورة رؤى متماسكة وشمولية حولها، مما يشكل بدوره أحد مكونات العولمة الأبرز. باختصارglobalization كمصطلح لا زال يحمل العديد من المعاني والمضامين وأوجه الاختلاف والتضارب لتعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله.
لكن الذي يهمني بالأساس في طرح هذا الموضوع معرفة أبرز انعكاسات هذه الحالة الحضارية على العلاقات الأسرية مع الأجيال الشابة.
ان رسم صورة لتحولات كبرى في التقنيات - أنماط الحياة والعمل - تحمل تحولات لا تقل شأنا، على صعيد علاقات الوالدين بالأبناء، قد يكون من أبرزها تمكين الشباب من ناحية، وتغير المرجعية من ناحية ثانية.
أن الجيل الجديد يبدأ كيانيا من حيث انتهى جيل آبائه، بما يتضمنه من تقدم وتجاوز، إلا أن العولمة حسمت - أو في طريقها الى حسمه - لصالح الشباب.

فالعولمة تقوم على الشباب، حيث يشكلون جهازها البشري.وهم الناشطون والتنفيذيون، في مختلف مجالات التبادل والإنتاج والاستهلاك، كلهم من الشباب.
ان متابعة ردهات البورصة، ندرك أن أبطالها هم الشباب ذو القدرة الجسدية النفسية العالية على التحمل ومقاومة الضغوط.

كما أن قيادات العلم، عباقرة الأنترنت والحاسوب، تشغيلا واختراعا وتطويرا جلهم من الشباب.


وها هي تطالعنا الأنباء بفتية لم يبلغوا سن المراهقة، لم يتجاوزوها، ينجزون اختراقات مذهلة، في مجال الشبكة العنكبوتية.

يضع بعضهم برامج تتسابق عليها كبريات المؤسسات، آخرون يخترقون أنظمة حماية مواقع أكبر وأخطر البنوك والبنتاغون، ساخرين من مباهاة الكبار بحصانة مواقعهم.
إن تقنية الاتصالات وقواعد المعلومات هي، في الأساس، عالم الشباب.
فإذا كان جيل الكبار - المخضرمين - يتعامل معها بدرجات متفاوتة من الكثافة والمهارة، فإن جيل الشباب يتعامل معها، باعتبارها أحد مكونات وجوده الرئيسية، يجري هذا التعامل بسهولة وإلفة.
تشكل العولمة، وحدة متكاملة مع الشباب، من خلال توجهاتها المستقبلية التي تدير الظهر للماضي والانتماء؛ تنطلق في مغامرة البحث عن الفرص وحماس الاستكشاف.

ثمة ظاهرة جديدة في مجال المال والأعمال، تتمثل بتزايد عدد الشباب، من أصحاب الملايين، الذين جنوها من إنجازاتهم في تقنية المعلومات، أو من انخراطهم في أنشطة أسواق المال؛ بينما كانت الثروة سابقا لا تتحقق إلا بعد سنوات طويلة من الجهد لمن استطاع إليها سبيلا.
ظاهرة جديدة أن نجد العديد، ممن هم في أوائل العشرينات من العمر، يتجنبون الوظيفة المستقرة، كي ينطلقوا في تأسيس الأعمال الخاصة بهم، مع ما فيها من مخاطرة وفرص.
لا يجدر إغفال تزايد عدد الشباب، من الجنسين، الذين ينتشرون في الكرة الأرضية، يعملون بعيدا عن ذويهم، بعدما تخرجوا حديثا من معاهدهم. ومن ذلك ظهور ظاهرة فتيات الأعمال اللواتي يسافرن من موقع الى آخر، لتنفيذ الصفقات أو إنجازها، مما كان حكرا، على ذوي الشعر الرمادي والفضي من الرجال.
فعلى مستوى الإعلام وثقافته الإلكترونية، نلاحظ حضور الشباب يتزايد، كما البرامج المخصصة لهم في القنوات الفضائية.
حتى الدعاية، التي أصبحت تشكل المورد المالي الأهم لهذه القنوات، نجد أبطالها ونجومها من الشباب. تتوجه إليهم في المقام الأول، نظرا لتزايد قدراتهم الاستهلاكية بشكل غير مسبوق في التأريخ. أما الغناء المبتذل والموسيقى الجادة، فلا حاجة سوى للإشارة إليهما.

يعني أن ثقافة العولمة شبابية، كما هي حال تقنياتها، حال أنشطتها المالية... هو ما أدى الى انقلاب المرجعيات، حيث بدأ الكبار ينخرطون في ثقافة الشباب هذه،

ولعل تغير المرجعية تشكل تحولا حضاريا في علاقة الأجيال بعضها ببعض، فتقليديا، كان هم الجيل الناشئ أن يتنافس مع جيل الكبار، بعد أن يتخذ منه مرجعا ونموذجا، ينخرط في نفس دروبه الحياتية، في العمل، السلوكات، التوجهات... وصولا الى بناء كيان ذاتي مستقل، يشكل تجاوزا لما سبقه، من ضمن الاستمرارية. لكن، مع العولمة، تكاد الأدوار تنقلب بشكل متزايد، في العديد من مناحي حياة العمل والترويح، النشاط، أصبح الشباب هم مرجعية الكبار؛ بينما نجد أن هؤلاء الشباب بدأوا، بشكل متزايد، يتخذون، من الشباب الذين أنجزوا أمورا مشهودة في الفن، الرياضة، التقنية، مرجعية لهم. كأن جيل الشباب، بتوجهاته المستقبلية والإنجازية، في تسارع التحولات، لم يعد يحتاج الى خبرة الكبار!.
فقد أصبح المراهق نابغة الأسرة ومرجعيتها في مجال الحاسوب، كذلك في المدرسة كبار المدرسين يتلقفون إنجازاته. أصبح الشباب هم المعلمين في مجال الحاسوب والأنترنت. لقد أحل الشباب، مرجعية الشبكة www محل مرجعية الأهل، على صعيد التعامل مع المعلومات واستكشاف العالم، الانفتاح على الدنيا وآفاقها المستقبلية. حيث أصبحوا، أبناء الدوت كوم، بعد أن كان من سبقوهم أبناء آبائهم ومعلميهم. لكن مع هذه التغيرات، تتغير قواعد اللعبة في العلاقة بين الأجيال، حيث أصبحت قضية صراع الأجيال التقليدية شبة بائدة.
أما بالنسبة للخيارات التعليمية والمهنية المستقبلية، لم يعد أغلب الشباب يبحثون، لدى الآباء والمعلمين، عن التوجيه المستقبلي، بل هم يجدون ما يحتاجون إليه في شبكة الأنترنت.

إن شباب النخبة لا يريد أن يسير على نهج السلف، يطمح الى بناء نهجه الخاص به، محققا، نجاحات متسارعة في زمن قياسي.
أصبح الأبناء هم الذين يحددون كيفية قضاء الأسرة لإجازتها، لهم قول ذو وزن في المشتريات والمقتنيات، نوع السيارة، الأثاث، الملابس، المآكل. الكبار يجارون الشباب في المظهر، الأذواق، الهوايات.. تحولت القيمة من الهالة، التي كانت تحيط بالكبار وتفضيلاتهم بصفتها المثل الأعلى للأجيال الصاعدة، الى قيمة الشباب وحيويته. ما كان يعده الكبار تصابيا مذموما، أصبح غاية مرغوبة يبذل الجهد في سبيل الوصول إليها. يبلغ الأمر، حد الكبار يجهدون للحصول على رضى الصغار.

تحولت المرتبية بين الكبار والشباب في الأسرة، المؤسسات المجتمعية، من علاقة فوقية الى علاقة أفقية، من وصاية الى تكافؤ، شراكة، تشاور، تحاور..الكبار يسمعون كلام أبنائهم.

دخلت العلاقة في عملية تذهب باتجاه مزيد من التبادل الأفقي والتوازن. بدلا من السابق التواصلي أحادي من فوق الى تحت.ألا يعتقد القارئ الكريم معي أن

العولمة أدخلتنا في حالة الديموقراطية؟ مما يؤشر الى تحول اجتماعي عميق يجري بصمت، لكن، في علاقة الوالدين بالأبناء، خصوصا المؤسسية والمجتمعية؟.
ألن يؤثر ذلك في الهوية إذن؟ خصوصا أن العولمة تشد باتجاه الانتماء الى الكون الفسيح؛ المكان الافتراضي المتمثل بالأنترنت، بموازاة المكان الواقعي الذي نشأ فيه الشاب وترعرع. تحولت العلاقة بالمدينة، الى الشاشة؛ الحيز المكاني الزماني الذي ينتمي إليه جيل الشباب.
تحول العلاقة بالهوية، الذاكرة، الجذور، ذلك أن ربط جيل الشباب بألا مكان...ألا تاريخ ...هو من مقومات مشروع العولمة ونجاحه؟؟؟.

هنا... يبدأ الجانب السلبي من الصورة بالبروز بل ويبدأ الخطر.
التحول ليس عاما، بل شبابي نخبوي، لا تطرح في حالتهم مسألة التمكن، بل يتعرضون لهدر الكفاءة والوعي، أزمة بناء كيان ذاتي، الفشل الزواجي، البطالة....
لأن العولمة نخبوية، كنظام، ليست معنية باستيعاب الكفاءات الشابة، بل تغذي مستوى معين من البطالة، تزيد درجة التنافس في عرض قوى العمل على السوق. مع التنافس، تنخفض التقديمات، وصولا الى تعظيم الأرباح التي تشكل المحرك الأساس لاقتصاد العولمة.
ان ملف الغبن المفروض حيث يحترق الشباب بدلا من تحقيق طموحاته سيغرق في اللهو، والانخراط في الإدمان، والانجراف في الحركات المتطرفة، فذلك سيعطيه نوعا من الخلاص من مأزقه الوجودي.
وتبقى معاناة الأهل الصامتة لا تقل عن معاناة الشباب المتفجرة، التي تجد لها مخرجا في مختلف آليات تخدير الوعي،هنا يتوجب ايجاد وسيلة للانغراس الوطني وتحقيق الذات.

ان الشباب الهائل أحق بالوصول الى المخارج الملائمة مثل حسن التوظيف، الى جانب الاهتمام بالنخبة وقضاياها.
وإلا فما رأي القارئ الكريم؟؟؟؟


صانعة النهضة 2013-04-10 22:05

رد: إشكالية العولمة الشبابية
 

خادم المنتدى 2013-08-18 18:45

رد: إشكالية العولمة الشبابية
 
http://img.qwled.com/i/f537ce0d07434...a0e924aebb.gif

صانعة النهضة 2013-10-16 13:18

رد: إشكالية العولمة الشبابية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خادم المنتدى (المشاركة 673750)



بارك الله فيك أخي خادم المنتدى
على المرور الجميل...ولكن حبذا لو تدلي برأيك في الإشكالات المطروحة للنقاش
تحيتي...والتقدير

خادم المنتدى 2013-10-16 15:16

رد: إشكالية العولمة الشبابية
 
*******************
معظم شباب اليوم، و لاسيما أبناء الطبقة الكادحة،"الله يحسن أحوالهم"
"لا خدمة لا ردمة"، رغم حصولهم على أعلا الشهادات...
يطرقون عدة أبواب قصد التخلص من البطالة القاتلة..لكن دون جدوى
و القليل منهم يوظف بأبخص أجرة، و قد يضطر لقبولها، قائلا مع نفسه:
"اللهم هذه الأجرة الضئيلة و لا أبقى صفر الجيوب==>عالة على أسرتي!!!!!!

لكن فيما يخص الشباب الذي يرمي نفسه في البحر" الحريــg"
أو الذين يحرقون أجسادهم، أقول لهم لا لا لا و ألف لا..
لأن ديننا الإسلامي، أي القرآن و السنة نهانا عن قتل النفس
التي حرم الله إلا بالحق
===>" و لا تقنطوا من رحمة الله.."
و أقول للآباء:" إذا كنتم تخافون على أبنائكم من الضياع ، علموهم الصلاة منذ سنواتهم الأولى.."

و في الأخير: هذا دعاء باللغة الدارجة:
"الله يصوب شي تصويبة د الخير"/ " الله يزين لهم الأيام و يهديهم إلى طريق الخير..
آمـــــيــــــــــن

أما بالنسبة للعولمة: إذا كانت لصالحنا و صالح فلذات أكبادنا أهلا و سهلا بها و بها و أنعم..
و إذا كانت ضارة لنا و لشبابنا فنطلب من الله عز و جل أن يبعدها عنا كبعد الشمس عن الأرض..
آمـــيــــــــــن
*******************************


الساعة الآن 10:10

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd