منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى المواضيع المميزة (https://www.profvb.com/vb/f346.html)
-   -   مدرسة الواجهة.. من الجوهر إلى الشكل (https://www.profvb.com/vb/t117402.html)

بنيحيا 2013-03-29 20:42

مدرسة الواجهة.. من الجوهر إلى الشكل
 
إنه تردي خطير هذا الذي تعرفه المدرسة المغربية!.

كان لب العمل الإداري التربوي إلى عهد قريب هو التربية والتعليم والتكوين الفعلي الحقيقي المنتج والفعال، بعمل جاد وعميق يخضع لمعايير دقيقة ملموسة، الركيزة الأساسية فيه ذمة رجل التربية والتعليم ، الفاعل المركزي في الميدان بهمة عالية وانسجام تام و وضوح الهدف والغاية على "علاتها".

كان أساس الحركة الدائبة لرجال التربية والتعليم سواء العاملون منهم بالقسم أو مختلف الإدارات هو إخراج تلميذ قادر مقتدر وفق برنامج صارم وغربال تقويمي دقيق لا يمر منه إلا الكفء المتمكن.

كانت كل العمليات المرتبطة بالميدان تصب في هذا الاتجاه، تربية وتعليم - مع التركيز على أسبقية التربية على التعليم ،ولا تعليم بدون تربية – ذو ثمار ناضجة لها شكل و مذاق : شكلها الكفاءة ومذاقها النجاح.

كانت المدرسة خلية نحل منسجمة ، متناسقة ، متناغمة ومشتغلة بجد واجتهاد وتفان وإتقان ، الكل يضع نصب عينيه الكفاءة والاقتدار في من يربي ويعلم.

وانقلبت الآية وعكست الصورة

من الجوهر إلى الشكل

من العمق إلى الواجهة

لقد طفا على السطح شكليات كانت قبل ذلك معينات ومساعدات، أصبحت اليوم أساسيات وغايات، أصبحت الهم والغم الذي يقض مضجع الإدارة ومعها هيئة التدريس.

لم تعد المدرسة ذلك المعمل الذي يتكفل بتخريج الكفاءات والإطارات، رجال الغد، بل أصبحت مختبرا للتجريب والإحصاء وطغيان الكم على الكيف.

إحصائيات وحسابات متتالية ومستمرة بمعايير متنوعة لكل نأمة وشفرة ، جداول وعمليات وتفريعات وتقسيمات طول السنة، تكلف رجل التربية والتعليم وخاصة المدير جهدا و وقتا حتى أصبحت هي الهم الذي لا ينتهي.

لقد غطى همُّ الإحصاء همًّ التربية والتعليم وهمش دور الرقابة والتأطير والتتبع.

إن هذا الانقلاب الخطير والتحول المعكوس أردى المدرسة أسفل سافلين، وجعلها مشلولة مصابة بالعمى والصمم..

نفذ إليها الفساد بعد أن أغدق عليها البرنامج الاستعجالي الملايين خدمة لمشاريع فاشلة ركزت على الواجهة من إصلاح للأقفال وطلاء للجدران.

ليبقى المثل الشعبي المغربي : « آ لمزوّق من برّا ، أش خبارك من الداخل؟ "هو سيد الميدان.



محمد بنيحيا
معلم

الزرقاء 2013-03-31 17:54

رد: مدرسة الواجهة.. من الجوهر إلى الشكل
 
شكرا لك أستاذي الكريم بنيحيا

على الموضوع الجميل
معظم ما ورد في موضوعك وصف لواقع قد يتفق في معك الكثيرون ،

لكن دعني أضع بعض النقط على حروفها في هذا الموضوع -لأن الكل يقارن مدرسة الأمس ومخرجاتها بمدرسة اليوم ومخرجاتها- لأطرح السؤال التالي هل فعلا مدرسة الأمس أفضل من مدرسة اليوم؟

المدرسة التي درسنا بها اعتبرت ناجحة لأنها خرجت مواطنين قادرين على تذكر معلومات تتأرجح بين المفيدة والتي لا تفيد سواء امتلكتا أو لم يمتلكها.
أما فيما يخص سوق الشغل- وبه تقاس عند البعض درجة نجاح المؤسسات التعليمة- فلم تكن تخرج خبراء يدلفون سوق الشغل دون تكوين في تخصصهم(ومع ذلك اعتُبرت ناجحة)

أي نعم أن الجيل السابق متمكن أكثر من هذا الجيل في اللغات والتعبير، وهذا ربما راجع إلى الحصص الزمنية المخصصة لتدريس هذه المواد ، أضف إليها الرياضيات ، لم يكن الأستاذ ينتقل مع طلبته إلى درس موالي حتى يكتسبوا ما يلزمهم من معارف لذلك.( فرص امتلا ك المعلومة كبيرة بالمقارنة مع ماهو عليه الآن)
أعتقد أن المقارنة لا محل لها من الإعراب هنا- كما يقال- لأن

أدوار المدرسة اليوم لم تعد بالبساطة التي كانت عليها

والأسباب كثيرة أقتصرها في -الانفتاح على ماهو دولي أو كوني
-والعولمة

حدث الانفتاح بوتيرة سريعة جدا
بينما المدرسة تسير ،بأدوارها، بخطى حثيثة ليس لها لا حول ولا قوة في ذلك.

تحتاج مؤسساتنا إلى ترسانة قوية من الموارد البشرية والمادية لتقوم بأدوارها الجديدة

بما في ذلك الرؤية الواضحة لجيل المستقبل ومواصفاته
وبالتالي تدبير محكم قابل للتنفيذ والتقويم

ويحتاج أكثر إلى نوايا طيبة تتطوع فعلا لخدمة الإصلاح والانخراط فيه بشكل ايجابي وفعال.


شكرا لك مجددا على الموضوع القيم


صانعة النهضة 2013-03-31 20:25

رد: مدرسة الواجهة.. من الجوهر إلى الشكل
 
أستاذي الكريم...
صدقت القول فقد أضحت المدرسة اليوم مدرسة الشعارات والمظهر أكثر من كونها تهتم بالمخبر والجوهر...
ولكن حتى نكون عمليين وموضوعيين في تقييمنا ونقدنا...فالمنظومة التربوية لبلدنا هي محكومة بالمنظومات التربوية العالمية ومحكومة بقرارات وتوصيات تربوية عالمية...وبالتالي فالسير الناجح للمدرسة يتطلب الإحصائيات والحسابات (الشكليات) - كما سميتها- لأننا نعيش في عصر السرعة والتحكم ولن نتمكن من التسيير الناجح إلا بهذه الإحصاءات والجداول ...مشكلتنا أن المؤطرين الإداريين ليسوا في المستوى المطلوب من الدقة والسرعة حتى يتمكنوا من التوازن بين ما هو شكلي تكميلي وما هو جوهري...
من الصعب أن نقيس المدرسة بين الأمس واليوم...على جميع المستويات
فقط نستطيع أن نقيسها على المستوى التربوي السلوكي والأخلاقي لنحسم المسألة ونقول أن المدرسة اليوم فقدت قيمتها التربوية والأخلاقية ما دامت عاجزة على ترسيخ القيم الجانحة والعنيفة والمتطرفة . ولكنني لا أرجئ هذا العجز إلى اهتمام الأطر التربوية بالشكليات بل عجزهم على التوازن بينهما معا...إضافة إلى عجز استراتيجية المنظومة التربوية للبلد على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية والتربوية المتسربة لناشئتنا عن طريق الإنفتاح والتغلل العولمي لأعماقنا...
موضوع يستحق النقاش والحوار فبارك الله فيك وفي طرحك
ودمت راقيا
تحيتي...


بنيحيا 2013-04-01 22:06

رد: مدرسة الواجهة.. من الجوهر إلى الشكل
 
أشكركما الأستاذة الزرقاء والأستاذة صانعة النهضة على تفاعلكما مع الموضوع، وأود أن أشير إلى أن المقارنة الواردة فيه ليست مطلقة ولا تعني تزكية منهج المدرسة السابقة ،ولكن على سبيل توضيح الصورة بوضع الألوان المتقاربة جنبا إلى جنب ما دمنا نطمح إلى ما هو أرقى وأحسن.
الموضوع يحتاج للإغناء لأنه لم يتعرض للأسباب، وفي نظري هي عميقة وعويصة وقد تحتاج لشجاعة نادرة من أجل وصفها الوصف الذي يسمي الأشياء بمسمياتها ولا يلتف( لفّا ودورانا) عليها بعبارات منمقة تهرب من المواجهة.
الواقع أن المرض عضال يحتاج لمصارحة المريض بزمانته ليقبل الدواء على مرارته وإلا تطور المرض إلى موت سريري نسأل الله العافية.
تحياتي مجددا والسلام عليكم.


الساعة الآن 09:10

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd