منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   اللغة العربية (https://www.profvb.com/vb/f330.html)
-   -   التنمية واللغة الوطنية (https://www.profvb.com/vb/t116576.html)

صانعة النهضة 2013-03-18 10:47

التنمية واللغة الوطنية
 
التنمية واللغة الوطنية

http://s1.hespress.com/cache/thumbna..._899732632.jpg
د.فؤاد بوعلي
-


نشرت إذاعة صوت روسيا مؤخرا تقريرا بعنوان "اللغة العربية تسجل أرقاماً قياسية في الشعبية على المواقع الاجتماعية"، حيث لاحظ أن لغة الضاد قد عرفت نمواً وتطوراً سريعين بنسبة 30% في المواقع الاجتماعية بالمقارنة مع اللغات الأخرى. وهذا الأمر يعيدنا إلى الحديث عن موقع العربية في فضاء التنمية. فجل التقارير المتناولة للتنمية البشرية للإنسان العربي تؤسس رؤيتها على الارتباط بين العربية باعتبارها لغة التداول الرسمية ومجتمع المعرفة.

وإذا كانت التقارير تختلف في منهجية البناء والتوصيف، فإنها لا تختلف في أمور أساسية مثل النقد الذاتي للمتن العربي، وضرورة الإصلاح من خلال تطوير حلول تقانية وإيجاد حلول لإشكالات العربية آليا، وغياب سياسة لغوية واستراتيجية عربية للنهوض بلغة التواصل الأولى عربيا، وضعف المنتج التعليمي والبحثي. فولوج مجتمع المعرفة المأمول لا يتم إلا من خلال ثلاثة سبل: تعليم راشد منتج وجيد، وتقنيات معلوماتية راقية، وإبداع علمي غزير. وفي هذا الإطار تضطلع أن اللغة بوظيفة محورية في إيجاد مجتمع المعرفة، وذلك لأسباب ثلاثة:
أولها إن تبادل المعلومات ونقل المعرفة بين أفراد المجتمع يتم بواسطة اللغة، تماماً كما أن تبادل السلع والخدمات بين الأفراد يتم بواسطة العملة النقدية.
وثانياً، أن التعليم والتدريب اللذين يزودان الإفراد بالمعرفة العلمية والتقنية من أجل أن يحوّلوها إلى أفعال ومنتجات وخدمات، يحتاجان إلى وسيلة تلقين. وتلك الوسيلة هي اللغة.
وثالثاً، أن العمل المشترك في مؤسسات الإنتاج كالمزرعة والمصنع والمكتب يحتاج إلى وسيلة تفاهم مشتركة، تلك هي اللغة.

لذا تؤكّد الأبحاث أن أساس التنمية القائم على تعميم الثقافة العلمية والتقنية بين شرائح المجتمع كافة لا يتم إلا باللغة الوطنية.

أما إذا استُخدِمت لغة أجنبية، فإن المعرفة تبقى مقتصرة على نخبة صغيرة، وتؤدي زيادة على التخلف إلى طبقية فجة في المجتمع. فنقل التكنولوجيا لا يحدث بشراء وسائل وخطوط الإنتاج وإنما بتوطينها من خلال اللغة. لذا أثبتت الدراسات الإحصائية "أنه ليست هناك دولة متقدمة واحدة تدرس بلغة أجنبية. فالدول الأوربية والأمريكية وكذلك المجموعة الآسيوية التي تستخدم فقط اللغات الوطنية هي الأكثر انتشارا هي الدول المتقدمة.

أما الدول التي تدرس بلغة المستعمر أو يوجد بها تعليم مزدوج فواقعها الاقتصادي يشهد أنها ليست من الدول المتقدمة". لذا فالاعتقاد المحسوم بالنسبة للمغرب هو أنه لا يمكن تحقيق تنمية بدون اعتماد اللغة العربية. وكما قال المرحوم الجابري: "عندما يتعلق الأمر ببلاد كالمغرب يتوفر على لغة قومية استطاعت في القرون الوسطى وخلال فترة وجيزة أن تستوعب مختلف جوانب الثقافة الإنسانية وعلى رأسها العلوم اليونانية فإن النقص الذي تعانيه إنما يما يعكس نقص المتكلمين بها، وبالتالي فإن المسألة الأساسية هنا ليست مسألة اللغة ذاتها، بل هي مسألة إرادة أهلها وتصميمهم على خدمة لغتهم ومجتمعاتهم". والتحدي الذي تواجهه اللغة العربية هو استيعاب المعرفة الإنسانية المتراكمة وإنتاجها ونشرها، وتحويل المواطنين من أميين، أو علماء يعدون على رؤوس الأصابع، إلى مواطنين فاعلين يتعلّمون، وتعكس لغتهم معرفة متجددة ذات متصلات في الجغرافيا والتاريخ والمعرفة الإنسانية المتطوِّرة. واللغة محورية في منظومة الثقافة، وأساس رئيس من أسسها، لارتباطها بالفكر والإبداع والمعتقدات والتراث، وغيرها من المكونات. فهي لا تنمو في فراغ، بل في مجتمع له سياقه الثقافي وبعده التاريخي وامتداده الجغرافي. لذا المدخل الطبيعي لمجتمع المعرفة والتنمية هو التعليم الذي لن يؤدي دوره إلا بتوفر شروط ثلاثة حسب الجابري: تعميمه بين الكبار والصغار، وبين الذكور والإناث، وربط هياكل التعليم ومؤسساته ومناهجه بتصميمات التنمية ومتطلباتها وحاجاتها المتغيرة، وضرورة اعتماد اللغة الوطنية في نشر المعرفة العلمية. واللغة الوطنية في الحالة المغربية هي العربية. فاللغة العربية، بلا شك، هي أبرز ملامح الثقافة العربية، وإن كانت منظومة المعرفة هي مناط الأمل في تجاوز المجتمعات العربية لتخلفها الراهن، فمنظومة اللغة هي من أهم مداخل بعث الحيوية في جميع أرجاء منظومة المعرفة هذه، وبذلك يكون الاهتمام باللغة مفتاح كل تقدم في عصرنا الحالي، الذي أصبحت اللغة فيه هي الآلة التي ندرك بها العالم من حولنا، وهي الأداة التي نعبر بها عن هويتنا الفردية والاجتماعية. بل هي الباعث الأساسي للقدرة الإبداعية لدى المواطن في شتى وجوه المنظومة الثقافية في مجتمع المعرفة. كما أنها وسيلة التواصل البيني مع عمق المغرب الحضاري، لذا فلا غرو أن نجدها تحتل المراتب الأولى في التواصل العربي البيني.


صانعة النهضة 2013-03-22 11:24

رد: التنمية واللغة الوطنية
 
لقدْ مرَّتْ عصورٌ كانتِ العربيّة ُ فيها لغة َ الحُكْم ِ والعِلْم ِ والعِرفان ِ، ولغة َ السّياسةِ والحضارةِ والأدبِ، وكان أبناؤُها يعتزّونَ بها، ويُقْبِلونَ عليها، ويُغْنونَها حتّى تتّسعَ لحاجاتِ الحياةِ الجديدةِ، ولألوان ِ العلوم ِ المختلفة.
لقدْ حَمَلَتِ اللغة ُ أفكارَهم، وَرَعَتْ عواطفَهم، وجسّدَتْ أصالَتَهُمْ، وكانت وسيلتَهم إلى التّفكيرِ والتَّعبيرِ، ثُمَّّ غَدَتِ الآنَ تُعاني ما تُعاني مِنْ كَيدِ أعدائِها، وغَفلةِ كثيرٍ مِنْ أبنائِه

محسن الاكرمين 2013-03-22 15:54

رد: التنمية واللغة الوطنية
 
مِنْ كَيدِ أعدائِها....
تحياتي استاذتي الكريمة ...
البحث عن اعداء اللغة العربية كثر ويختلفون حسب مواقعهم ،اول الاعداء قومها فهم من دفع باللغة الى التقوقع والانكماش امام اللغات العالمية العالمة ،فمحاربة اللغة العربية بدات باهلها بالمشرق عندما تم استيلاب المشارقة قيميا وفكريا ،عند ذلك تم التنصل من اللغة العربية /القومية الى اعتماد لغة الاجنبي كاداة للتواصل والتجارة والبحث العلمي...
ان البنية السكانية للمغاربة الاجتماعية بتداخلاتها العرقية ،وتقلص التدافع بين ما هو عربي/امازيغي... جعل المغرب يعيش المنزلة بين المنزلتين ، الا ان العملية اتسمت نوعا ما بالشطط اللغوي بعد الاستقلال عند تم الدفع الى طمس الهويات اللغوية المحلية وتعويضها باللغة العربية ،فبراءة العملية نسبية واستهدفت تكريس مفاهيم اديولوجية عبر محمول اللغة العربية كوافد على اللغات المحلية ،هذا المعطى لم تكن نتائجه ذات مردودية نوعية في علو شان اللغة العربية وانما اصطدمت بما هو اشد منها رغبة عند قومها ،الا وهو لغة المحتل ....
قرات المقال وكأن صاحبه قد رسم "بتشديد السين " اللغة العربية بالمغرب بالرغم من الدستور الذي يعترف صراحة باللغة الامازيغية كلغة رسمية ...لا انكر دور اللغة العربية في النهضة الوطنية لكن لنكن ديقراطيي الطباع ولا نغبن ايا حقه .....
يتبع ان شاء الله

محسن الاكرمين 2013-03-22 20:57

رد: التنمية واللغة الوطنية
 
استاذتي الكريمة تحياتي...


الدمقرطة اللغوية هوذلك البعد الذي نرتضيه لمغرب المواطنة ،بعد يمتلك مفهوم الحرية ويصرفها كسلوك قيمي /اجتماعي مرتبط بالثقافة والاعراف والتقاليد داخل الوطن ...
والعقل لا يستسيغ اسقاط مفاهيم فكرية وسلوكية من مجتمعات ونحاول تمريرها على مجتمعات اخرى كبنية نمطية تتاطر بالنمذجة .
فالقضية هنا تستوجب التقصي حتى لا نظلم مجتمعا- "اقصد هنا الفئات الاجتماعية داخل المكون الجماعي " -على حساب اخر ،لان من البديهي تباين تركيبة ومقومات كل مجتمع عن اخر.
لا احد ينكر بمغرب المواطنة الان القهر الذي مارسناه على الامازيغ / والتهميش الذي طال لغتهم ،فلم تكن قبضة تعميم التعليم ولا عملية التعريب وليدة وعي فجائي عفوي وإنما هي عملية تهدف اساسا الى :
-تذويب الفوارق الاجتماعية والفكرية والسلوكية بين الامازيغ والعرب
-توحيد اللغة كفعل سياسي يروم الى توحيد القيادة الحاكمة
-جر الامازيغ نحو العروبية القومية بكل تجلياتها المشرقية وطمس ثقافتهم الام
-اعتبار اللغة الامازيعية لهجة محلية لا قيمة علمية لها ،ولا ترتقي الى صف اللغات
-تطويق مطالب الامازيغ الاجتماعية بعملية لغوية تستهدف البنية التفكيرية /النضج الجماعي للوعي

لامناص لنا في هذا المجال بالاعتراف بأخطاء الماضي ،لكن نستوثق العزم ونبيت نيتنا ونكفر عن هذا الماضي الذي ما انفك يمضي ،المطلوب اليوم حرية محترمة ،تقدر كل مكونات المجتمع وتحترمهم وفق ما أصطلح على تسميته "مغرب المواطنة".
ان البناء الفكري والسلوكي للمغاربة هو ذلك الارث الطبيعي الذي يرثه الانسان من اسرته /وسطه الاجتماعي /وسطه البيئي...وهو ما يكون الثقافة النفسية /الوجدانية لكل فرد ،في حين عند كل خلل في احد المكونات اصبح الفرد معتلا في صحته النفسية ويعاني شكلا معينا من عدم التوافق /التكيف الاجتماعي "اقصد الحركات الامازيغية الرادكالية"...وهنا مكمن الاشكالية التعايش السلمي بين كل مكونات المجتمع المغربي...

فلا العربي ولا الامازيغي فرق بينها إلا بالصلاح ،وهو الوعي الذاتي الذي يحول الاختلاف الى توافق ورحمة ، ويحول الاقصاء الى استقطاب للتراضي عن الثقافة العامة للمجتمع ،ويردع كل عمل غير محبب ويرفضه،ويحضن كل فعل مواطن ويقبله...
هنا لا بد من اطلاق الحرية من فانوس جبال الاطلس،ونترك الحرية تقوم بالباقي ...

اننا ضد النظرة الاحادية للامور- تحليل الكاتب لوضع اللغة العربية - ،ضد ظلم ذوي القربى بوطننا ،ولتكن نصب اعيننا مغرب المواطنة بكل مكوناته الاجتماعية واللغوية ،مغرب نرتضيه لابنائنا مرفوعي الهمم .....


الساعة الآن 12:56

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd