اعتقال احتياطي لمدة 19 سنة في الزنزانة رقم 9 !!!!

ما ان صرت معلما حتى قزما !..اذ وبدءا من حفل تخرج فوجي و رغم طولي وعرضي الفارعين =تبارك الله= اسندت مامورية
تقزيمي للانسان..... (الالي)..في الرباط ..تفحصني جيدا من كل الجوانب ثم ابلى البلاء الحسن في اختيار القالب المناسب
لجسدي ...تمكن من تكويري وقولبتي في رمشة عين ...تانى قبل ان يختار لي مقلاعا من صنع محلي ليسددني في قذفة
اقل ما يمكن ان يقال عنها انها قذفة عنصرية /سياسية .
على بعد 1300 كلم تناثرت اشيائي ..بعض من كينونتي بقي عالقا في مدينتي ..جلي ارتطم بارض واقع آخرغير الذي اتيت منه
...واقع يسمى ==اصبويا== في آيت بعمران الابية ..
تركت بلدتي في الشمال ..مرغما ..تركت ارضا يتبول فيها تجار المخدرات في شوارع وجوانب ادارات المخزن جهارا نهارا!!....
كنت اتمنى هذه المغادرة منذ زمن بعيد لكن بمحض ارادتي و ليس بهذه القذفة البيوسياسية ...كنت اتمنى المغادرة //بمزاجي//
منذ 19 سنة قزمت وشوهت صورتي ..منذ ان صرت معلما ..اعتقلت ..تهمتي اني بن =بوزبال=تمنى يوما ان يسهم في تنوير عقول
بريئة من ابناء البلاد ..صدر الحكم في الرباط في بداية التسعينات...نطق القاضي المسكين ..بكل لطافة /سياسية طبعا..
انت معتقل منذ اليوم وامر بوضعي في الزنزانة رقم 9..
منذ ذلك الحين والى يومنا هذا..مرت سنوات الرصاص وسنوات النحاس وسنوات القصدير ..كلها مرت وكياني مقزما الى حد يدعو الى
الغثيان ...في البوادي والوهاد والصحاري يحملونني زنزانتي اينما ارتحلت ....يذكرونني دوما ...انت هنا في زنزانتك رقم 9..احتياطيا فقط!!!!!
بعد ردح من الزمان ...بعد ان ياست من ببغاوات خمس كانت تزورني في زنزانتي ...وتقسم اغلض الايمان انها تحضر ملفا للافراج عني ...
بعد ان تبين استغلالها لسذاجتي ...شمرت على ساعدي...حملت زنزانتي على ظهري ورحلت الى الرباط!!!
وصلت...طلبت افراجا مشروطا ...كان لي ما اردت ...اعدت سفري من والى الرباط اكثر من 20 مرة ..في كل مرة تبح فيها حنجرتي
فقط ابح..فقط اسير في شوارع الرباط مع آلاف من معتقلين مثلي...كي يسمعني القاضي...كي يعيد القاضي النظر في حكمه..
لا القاضي سمعني..ولا غلمان القاضي تركوني اثقل بزنزانتي في الشوارع...ابلغوني ان احمل ثقلي كله واعود الى فيافيي وقفاري ..
رب القاضي حماني من غلمانه./.فقد امرهم باعادة تربيتي ..واعادتي الى زنزانتي ذليلا ...مدحورا.../.واعادني الى ابنائي سالما مقهورا
كم كانت فرحة الببغاوات الخمس كبيرة ...فقد مرت بقربي وقهقهت وقالت ...الم ندعك ان تدع نفسك لنا ...فقد تمكنا اخيرا من الافراج عنك بكفالة ...
ما زلت هاهنا معتقلا في زنزانتي ...مظلوما حتى النخاع..ما زلت هاهنا اعاني ويلات حكم القاضي ...فقولوا معي...

لا سامح الله من ظلم
لا سامح الله من اغتصب مني رزق ابنائي ..
لا سامح الله الببغاوات الخمس الاكثر.....

ميمون بوجنان ..استاذ التعليم الابتدائي ...مظلوووووووم

تحياتي للجميع...شكرا

تحياتي للجميع...شكرا