منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   ميراث الأنبياء والسلف الصالح (https://www.profvb.com/vb/f349.html)
-   -   درر من إحياء علوم الدين:المراقبة والمحاسبة (https://www.profvb.com/vb/t115408.html)

صانعة النهضة 2013-02-27 13:58

درر من إحياء علوم الدين:المراقبة والمحاسبة
 
درر من إحياء علوم الدين:

المراقبة والمحاسبة


http://1aim.net/fourm/imgcache/37347.imgcache.gif



قال ابن المبارك لرجل : راقب الله تعالى فسأله عن تفسيره فقال كن أبدا كأنك ترى الله عز وجل .
وقال عبد الواحد بن زيد :إذا كان سيدي رقيبا على فلا أبالى بغيره
وقال أبو عثمان المغربي: أفضل ما يلزم الإنسان نفسه في هذه الطريقة المحاسبة والمراقبة وسياسة عمله بالعلم
وقال أبو حفص: إذا جلست للناس فكن واعظا لنفسك وقلبك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله رقيب على باطنك .
وحكى أنه كان لبعض المشايخ تلميذ شاب وكان يكرمه ويقدمه فقال له بعض أصحابه كيف تكرم هذا وهو شاب ونحن شيوخ فدعا بعدة طيور وناول كل واحد منهم طائرا وسكينا وقال ليذبح كل واحد منكم طائره في موضع لا يراه أحد ودفع إلى الشاب مثل ذلك وقال له كما قال لهم فرجع كل واحد بطائره مذبوحا ورجع الشاب والطائر حي في يده !!!
فقال ما لك لم تذبح كما ذبح أصحابك ؟
فقال لم أجد موضعا لا يرانى فيه أحد إذ الله مطلع على فى كل مكان فاستحسنوا منه هذه المراقبة وقالوا حق لك أن تكرم.
وحكى أن زليخا لما همت بيوسف عليه السلام قامت فغطت وجه صنم كان لها فقال يوسف مالك أتستحيين من مراقبة جماد ولا أستحيى من مراقبة الملك الجبار
وحكى عن بعض الأحداث (الشباب)أنه راود جارية عن نفسها فقالت له ألا تستحيى فقال ممن أستحيى وما يرانا إلا الكواكب قالت فأين مكوكبها
وقال رجل للجنيد بم أستعين على غض البصر فقال بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه
وقال محمد بن علي الترمذي : اجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره إليك وأجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمة عنك وأجعل طاعتك لمن لا تستغنى عنه وأجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه .
وقال سهل : لم يتزين القلب بشىء أفضل ولا أشرف من علم العبد بأن الله شاهدة حيث كان
وسئل بعضهم عن قوله تعالى :(رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه) فقال معناه ذلك لمن راقب ربه عز وجل وحاسب نفسه وتزود لمعاده
وسئل ذو النون بم ينال العبد الجنة فقال بخمس استقامة ليس فيها روغان واجتهاد ليس معه سهو ومراقبة الله تعالى في السر والعلانية وانتظار الموت بالتأهب له ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسب .
وقد قيل :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب وأن غدا إذا للناظرين قريب
وقال سفيان الثورى: عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة
وقال عبد الله بن دينار: خرجت مع عمر ابن الخطاب رضى الله عنه إلى مكة فعرسنا في بعض الطريق فانحدر عليه راع من الجبل فقال له يا راعى بعنى شاة من هذه الغنم فقال إنى مملوك
فقال قل لسيدك أكلها الذئب
قال فأين الله!!!!
قال فبكى عمر رضى الله عنه .... ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه وأعتقه وقال أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة وأرجو أن تعتقك في الآخرة.
وحكى عن بعضهم أنه قال مررت بجماعة يترامون وواحد جالس بعيدا منهم فتقدمت إليه فأردت أن أكلمه فقال ذكر الله تعالى أشهى فقلت وحدك فقال معي ربي وملكاي فقلت من سبق من هؤلاء فقال من غفر الله له فقلت أين الطريق فأشار نحو السماء وقام ومشى
وقال الحسن رحم الله تعالى عبدا وقف عند همه فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر .
وفي حديث سعد حين أوصاه سلمان اتق الله عند همك إذا هممت .

وكان دعاء الصديق رضى الله تعالى عنه اللهم أرني الحق حقا وارزقنى اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقنى اجتنابه ولا تجعله متشابها على فأتبع الهوى.
وقال عيسى عليه السلام الأمور ثلاثة أمر استبان رشده فاتبعه وأمر استبان غيه فاجتنبه وأمر أشكل عليك فكله إلى عالمه
وقال أنس بن مالك سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يوما وقد خرج وخرجت معه حتى دخل حائطا(بستانا) فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في الحائط عمربن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ والله لتتقين الله أو ليعذبنك .
وقال الحسن في قوله تعالى ولا أقسم بالنفس اللوامة قال لا يلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه ماذا أردت بكلمتي ماذا أردت بأكلتي ماذا أردت بشربتي والفاجر يمضى قدما لا يعاتب نفسه .
وقال مالك بن دينار رحمه الله تعالى رحم الله عبدا قال لنفسه ألست صاحبة كذا ألست صاحبة كذا ثم ذمها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان له قائدا .
وقال إبراهيم التيمي مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها فقلت لنفسي يا نفس أي شيء تريدين فقالت أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاقلت فأنت في الأمنية فاعملي .
كما نقل عن توبه ابن الصمة وكان محاسبا لنفسه فحسب يوما فإذا هو ابن ستين سنة فحسب أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم فصرخ وقال يا ويلتي ألقى الملك بأحد وعشرين ألف ذنب فكيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب .
ويحكى أن حسان بن أبي سنان مر بغرفة فقال متى بنيت هذه؟ ثم أقبل على نفسه فقال تسألين عما لا يعنيك لأعاقبنك بصوم سنة فصامه
وقال الحسن: أدركت أقواما وصحبت طوائف منهم ما كانوا يفرحون بشىء من الدنيا أقبل ولا يتأسفون على شىء منها أدبر ولهى كانت أهون في أعينهم من هذا التراب الذى تطئونه بارجلكم .

وقال أبو الدرداء لولا ثلاث ما أحببت العيش يوما واحدا الظمأ لله بالهواجر والسجود لله في جوف الليل ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر.
وكان أبو مسلم الخولانى قد علق سوطا في مسجد بيته يخوف به نفسه وكان يقول لنفسه قومى فوالله لأزحفن بك زحفا حتى يكون الكلل منك لا منى فإذا دخلت الفترة( الكسل ) تناول سوطه وضرب به ساقه ويقول أنت أولى بالضرب من دابتي .
وكان يقول أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا كلا والله لنزاحمهم عليه زحاما حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالا.
وقال القاسم بن محمد :غدوت يوما وكنت إذا غدوت بدأت بعائشة رضي الله عنها أسلم عليها فغدوت يوما إليها فإذا هى تصلى صلاة الضحى وهى تقرأ فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم وتبكى وتدعو وتردد الآية فقمت حتى مللت وهى كما هي فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فقلت أفرغ من حاجتي ثم أرجع ففرغت من حاجتي ثم رجعت وهي كما هى تردد الآية وتبكي وتدعو .
وقيل للحسن ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟ فقال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره .


مشتاقة للنقاب 2013-11-08 22:41

رد: درر من إحياء علوم الدين:المراقبة والمحاسبة
 
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة و جعله في ميزان حسناتك

صانعة النهضة 2013-12-01 16:58

رد: درر من إحياء علوم الدين:المراقبة والمحاسبة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشتاقة للنقاب (المشاركة 691452)
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة و جعله في ميزان حسناتك


جزاك الله خيرا وأثابك الجنة
مودتي...

الشيخ سند البيضاني 2014-03-30 19:54

رد: درر من إحياء علوم الدين:المراقبة والمحاسبة
 
شكر الله لك ، موضوع مهم للغاية ، وخصوصا بعد العزوف عن تعلم وتعليم فقه أعمال القلوب ،وانحراف مفهوم الفقه عند الخلف عما كان عليه سلف الأمة وكما قال الإمام مالك رحمه الله :
لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها )) .
ولعل الله ييسر نشره هنا (( مفهوم الفقه عند السلف وانحراف الخلف )) في وقت لاحق بإذن الله.

فالمراقبة : شطر الإحسان ، والمحاسبة شرط من شروط المراقبة ، وهنا يبرز أسئلة مهمة :
- كم منا اليوم من يراقب كل عمل يعمله ؟؟ وكم منا يحاسب نفسه قبل وبعد العمل ؟؟

- هل بالإمكان أن تكون هناك محاسبة ؛ دون مراقبة ؟؟
فإذا كان الجواب بالنفي ، فمتى ستصلح تلك المضغة ؟؟ التي لا يصلح سائر الجسد ؛ إلا بصلاحها أولا ، جاء في الحديث :

((ألا وإن في الجسدِ مُضغَةً : إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلبُ )) أخرجه البخاري وغيره .


[
هذا ما يسر الله إذ استخرته والخير ما يسره الله وماخاب من استخار ومَنْ هَابَ خَابَ.

خادم المنتدى 2014-03-31 23:20

رد: درر من إحياء علوم الدين:المراقبة والمحاسبة
 
******************************
شكرا جزيلا لك على انتقاءاتك الجيدة و المفيدة
و المهمة و القيمة و الموفقة...
دامت عطاءاتك
بوركت و بوركت كل جهودك
لا حرمنا الله من تواجدك المتألق

هنيئا لنا و لمنتدانا بسيدة اسمها
♥صانعة نهضة المنتدى♥

تقديري الأخوي الصادق
**************************


الساعة الآن 11:31

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd