رد: أسرتنا غير:_ انصح بقراءته_ طَرَحَ الشيخُ بعد ذلك بعضَ الأسئلةِ على الحاضرين : الأول : لماذا تزوَّجتَ ؟ وكانت الإجاباتُ كالتالي : استقرارٌ نقسيٌّ – تكوينُ أُسرةٍ صالِحةٍ تكونُ امتدادًا لكَ إلى ما شاء الله – العِفَّةُ مِنَ الحرام – ذُرِّيَّةٌ صالِحة . الثاني : لماذا تُريدُ أن يكونَ لَكَ أطفال ؟ ليكونوا جيلاً صالِحًا يخدمُ نفسَه ، وأُمَّتَه ، ودينَه ، وغيرَ ذلك .. صحيح ؟ أيضًا : ماذا يجبُ أن نُعلِّمَ أطفالَنا ؟ مَن سألَ نفسَه هذا السؤال ؟ إذا كان لَدَيَّ ولَدٌ في البيتِ عُمُرُه ثلاث سنواتٍ – أربع – خَمس ، هل أنا – كأبٍ – لَدَيَّ الخِبـرةُ التربويـةُ التي تقول لي : إنَّ عُمُـرَ أربع سنـواتٍ بحاجةٍ إلى كـذا ، وبحاجةٍ إلى كـذا ؟ هل تعلمون – يا إخواني – أنَّ الطفلَ إلى سِتِّ سنواتٍ بحاجةٍ إلى خمسين قيمةٍ تربويةٍ تُزرَعُ في نفسِهِ ؟! كيف تُزرَعُ هذه القِيَم ؟ نحنُ نُريدُ أن نتجاوزَ مُشكلةً لدينا في مُحاضراتِنا وغير ذلك ؛ أنَّنا دائمًا نُؤكِّدُ المُؤكَّدات . تأتي مُحاضرةٌ كاملةٌ عن أهمية الصِّدق . كُلُّ الناس يعرفون أهميةَ الصِّدق . نحنُ نُريدُ أن نتجاوزَ هذا الأمرَ . كيف ؟ أنَّ نقولَ للناس : لِكي تزرعوا قيمةَ الصِّدق في نفوسِ أبنائِكم احرصوا على واحد – اثنين – ثلاثة – أربعة – خمسة ، هذا هو الصحيح . كُلُّ الناس تَتَّفِقُ على أنَّ الصِّدقَ ، النِّظامَ ، الأمانةَ ، كُلّ هذه أخلاقيات ينبغي أن تُمارَس ، لكنْ كيف أزرعُها في ولَدي ابن ثمانِ وعَشر وأربع وخَمس ؟ هذا التَّحَدِّي الحقيقيّ لنا كآباء . أيضًا إخواني : ما الدَّورُ الذي يجبُ أن أقومَ به – كأبٍ – في الأُسرة ؟ هل يقتصِرُ دوري فقط على أن أسيرَ في مناكِبِ الأرضِ وأتركَ أولادي ؟ ما الدَّور الذي أُريدُه لأبنائي في هذه الحياة ؟ هل بيننا تفاهُمٌ في حياتِنا الزوجيةِ حول أبنائِنا ؟ كثيرٌ من البيوتِ تفقِدُ هذا الإكسير . هذا إذا فُقِد ، تُفقَدُ الحياةُ في البيت ، ويُصبِحُ الناسُ يعيشون في قوقعةٍ مُفْرَغَة ، ليس فيها حُبٌّ ولا وُدٌّ ولا شئٌ . التَّفاهُمُ عُنصرٌ أساسٌ جدًا في أىِّ علاقةٍ زوجيةٍ . وبالتَّفاهُمِ – وهو نتيجةٌ لِحُبٍّ في داخل القلب – يبدأُ بعد ذلك بالتَّفاهُمِ بين الزوجين ، ليس فقط في قضايا الأبناء ، بل حتى في مسألةِ الأمور الماليةِ في داخل المنزل ، وكيف يُمكنُ ضبطُها ... إلى غير ذلك من أشياء . أيضًا من الأمور : هل حياتي الأسرية سعيدة ؟ اسأل نفسَكَ هذا السؤال ، وتحمَّل الإجابة . |
رد: أسرتنا غير:_ انصح بقراءته_ إذًا ، بعد هذه المُقدِّمةِ السريعة ، تذكَّر الأشياءَ التالية : أنَّكَ أنتَ المسئول الأول عن تربية أُسرتِكَ وإسعادِها ، لا المدرسة ، ولا الحلقة ، ولا جيرانك ، ولا إمام المسجد ، ولا المُؤذِّن ، ولا مُدَرِّس الحلقة ، كُلُّ هؤلاءِ يُشكِّلون نِسبةً قليلةً جدًا ؛ لأنَّ هذا الولد الذي سيدخل المدرسة وعُمُرُه سِتُّ سنواتٍ ، سِتُّ سنواتٍ بين يديك ، ماذا عمِلَت له ؟ إذًا أنتَ المسئولُ الأول ، وأنتَ الذي ستقِفُ بين يَدَي اللهِ تعالى بهذا الأمر . أيضًا مِن الأشياء : أنَّ بينكَ وبين أن تبدأ حاجِزًا وَهمِيًّا لا حقيقةَ له ، كُلّ أعمالِنا . أيضًا مِن الأشياءِ : أنَّ ولدكَ امتدادٌ لَكَ . كُلَّما حَرصَتَ عليه ، كُلَّما جاءكَ خيرٌ بإذن الله ؛ نُورٌ في القبر ، ودُعاءٌ لَك ، ويُلبِسُكَ تاجًا يومَ القيامة ، إلى غير ذلك ... التربيةُ تُشكِّلُ 90 % في حياتِكَ .. تذكَّر هذا الموضوع . والرعايةُ مِن أكلٍ ومَشربٍ وملبس وغير ذلك تُشكِّلُ 10 % فقط . أيضًا مِن الأشياءِ السريعة : أبناؤنا كالاسفِنجة ، يتصرَّفونَ ويتشرَّبون تصرُّفاتِنا بدِقَّةٍ عالية . دائِمًا تذكَّر أنَّ سلوكَ أولادِنا صورةٌ طِبقَ الأصلِ لسلوكِنا الشَّخصيّ ؛ والِدٌ عَصَبِيٌّ أولادٌ عَصَبِيُّون ، والِدٌ هادِئٌ وأُمٌّ هادِئة – هذا في الغالِب – هناك نوعٌ من الهدوءِ أيضًا في داخل البيت . دعونا نضِربُ على هذا المِثال : ماذا يفهم أبناؤنا من بعض التَّصَرُّفاتِ التي نعملُها نحنُ في داخل البيت ؟ عندما نتكلَّمُ ، أو نتكلَّمُ ونُناقِشُ ونصرُخ ونُعلِي أصواتنا ، فإنَّ الولَدَ يقول : أُحِبُّ أن أكونَ فظًّا غليظَ القلبِ مِثلَ والدي . عندما ننتقِدُ أبناءَنا ونُقلِّل مِن شأنِهم ، سيقولُ الولَد : لن أُبادِرَ ؛ لأنَّهم ينتقِدوني ويحرموني . عندما يرى الولَدُ والِدَه وهو يقرأ الكُتبَ ويهتَمُّ بها ، تجِدُ أنَّ حُبَّ القراءةِ والتَّعَلُّم تنتقِلُ إليه بإذن الله تعالى . أُسرةٌ حريصةٌ فِعلاً على القراءة ، تجِدُ أنَّها تنتقلُ إلى الأبناء . الاعتذارُ إذا أخطأ ؛ إذا أخطأ الوالِدُ على ولَدِه واعتذرَ له ، يتعلَّمُ الولَدُ مُباشرةً التَّواضُعَ والعدل . البيتُ مليءٌ بالانتقاد ، الولَدُ كثيرُ التَّسَخُّط . جَوٌّ مِن العَداءِ في المنزل ، يصيرُ الولَدُ عُدوانِيًّا . جَوٌّ مِن القلق في البيت ، هناك خوف . هناك غَيْرةٌ في البيت ، يُوجَدُ الحَسَد . وهكـذا . هناك أمانٌ في داخل البيت ، تُوجَدُ الثِّقَة . هناك عَدلٌ في داخل البيت ، ومُمارسةٌ مِن قِبَل الوالِد ، سيُوجَدُ الإنصافُ أيضًا . إلى غير ذلك مِن الأشياء . الذي نُريدُه مِن هذا الكلام كلِّه – إخواني الكِرام – أنَّ تصرُّفاتِنا تحت المِجهر في البيت ، ولا تَظُنَّ أولادَكَ أغبياء ، وإنْ شِئتَ مِصداقًا لهذا الكلام : اعمل استبانةً يومًا مِن الأيام لتقييم البيت ، وأعطِه للأولاد : ما رأيُكَ في البيت ؟ ما رأيُكَ في كذا وكذا وكذا وكذا ؟ وسترى كيف عينُهم دقيقةً فِعلاً على والِدَيْهِم . |
رد: أسرتنا غير:_ انصح بقراءته_ تخيَّل ولَدَكَ بعد عِشرين سنةً . عِندكَ ولَدٌ الآن عُمُرُه خَمسُ سنواتٍ .. تخيَّله بعد عِشرين سنةً ، كيف سيكون ؟ تعرفون في التاريخ رجلاً يُقالُ له : ربيعة الرأيْ ، صحيح ؟ هو شيخُ الإمام مالِك . تركه أبوه وأُمُّه حامِلٌ به ، ووضع مالاً لديها ، وقال لهذه الزوجة : احفظي هذا المالَ حتى أرجِع . وذهب إلى الثّغور يُجاهِدُ في سبيل الله . ثُمَّ رجع بعد فترةٍ طويلةٍ مِن الزمان ، وجاء إلى زوجتِهِ ، وقال لها : أعطيني المالَ الذي أعطيتُكِ إيَّاه ، قالت إنْ شاء الله أنَّها ستُعطيه في اليوم التالي ، ثُمَّ لَمَّا جاء اليوم التالي ، قالت له بعدما دخل إلى المسجدِ ، فوجد شابًّا يُعلّمُ الناسَ ، والناسُ مِن حَولِه يستفتونه ، قالت : لو خُيِّرت بين المالِ وبين ذلك الوَلَد ، أيُّهما تختار ؟ قال ماذا ؟ الوَلَد .. صحيح ؟ أليس كذلك ؟ قال : بل هذا الوَلَد . ثُمَّ اكتشف بأنَّ رَبيعةَ الرَّأي هو وَلَدُه . http://www.muslmh.com/save/70/data/Bramejj.gif أنا ذكرتُ مجموعةً من الاقتراحاتِ ، قد تُوافقوني وقد تُخالفوني عليها ، وهِيَ : قريبٌ مِن رَبِّهِ – أخلاقُه عالية – فعَّالٌ في مُجتمعِهِ – مُتَمَيِّزٌ في وظيفتِهِ – ناجِحٌ في زواجِهِ – ثقافتُهُ عالية . أظُنُّ أَنَّنا جميعًا نتَّفِقُ بأنَّه لو خرج ولدٌ بهذه الصِّفةِ ، سيكونُ رجلاً – قِيَادِيًّا – مُتَمَيِّزًا – له دَوْرٌ في المُجتمع – يُشارُ إليهِ بالبَنان . إذًا ، دَعُونا نسألُ أنفُسَنا السؤالَ التالي : هل يُمكنُ أن تَتَحَقَّقَ هذه الأُمنية ؟ يُمكِن . إذًا : هل في وُسعِنا نحنُ وطاقتِنا أن نُحَقِّقَ هذه الأُمنيةَ أم لا ؟ يُمكِن . كيف ؟ مَن يقومُ بهذا الدَّوْر هما الوالِدان بلا شَكٍّ . وهل يُمكنُ أن تَتَحَقَّقَ هذه الأشياءُ خارجَ المنزل ؟ المَدرسةُ تُشاركُ ، والمَسجِدُ يُشارك ، وكُلُّ شئٍ يُشارك ، لكنْ يبقى الأساسُ في البيت . http://www.muslmh.com/save/70/data/Bramejj.gif |
رد: أسرتنا غير:_ انصح بقراءته_ إذا نحنُ خَطَّطنا ، ما الأشياءُ التي نكسبُها ؟ نكسبُ إذا خَطَّطنا الأشياءَ التالية : 1- أداءُ جُزءٍ مِن واجِبنا الذي سنُسألُ عنه يومَ القِيامة . نحنُ سنقِفُ كُلُّنا بين يَدَي اللهِ تعالى ، ويقولُ : يا فُلان ، أنتَ كان لَكَ ذُرِّيَّةٌ عَدَدُها كذا وكذا وكذا ، ما الذي قُمتَ به لهم ؟ وأنتَ مَسئولٌ فقط عن الفترةِ التي عِشتَها ، بعدها هم يُسألون بين يَدَيْ اللهِ عَمَّا قاموا به . 2- تربيةُ النَّفْسِ على الانضباطِ في الوقتِ – معرفةُ ما يجِبُ أن يقومَ به المَرءُ – ومعرفةُ ما لا يَجِبُ أن يقومَ به من التَّصَرُّفاتِ . 3- التَّعَاونُ بين أفرادِ الأُسرةِ ، وتآلُفُهم . إذا خَطَّطنا ، فالجميعُ يعمل . 4- يُقلِّلُ المَشاكِلَ داخل البيت . 5- يُساعِدُ على الاستفادةِ مِن جميع أفرادِ الأُسرة . 6- وجودُ رُؤيةٍ واضِحةٍ للأُسرة ؛ ما الذي تُريدُ أن تَصِلَ إليه ؟ هَدَفٌ واضِحٌ ، تَجِدُ الكُلَّ يلتقونَ عليه . |
رد: أسرتنا غير:_ انصح بقراءته_ ما الذي نَخسرُهُ إذا لم نُخَطِّط ؟ = ضَياعُ الوقت . = تفكُّكُ الأُسرة . = إذا لم تُخَطِّط ، سيُخَطِّط لَكَ غيرُكَ . = عَشوائيةٌ وتَخَبُّط . = رُدودُ أفعالٍ دائِمًا . = فَوْضَوِيَّة . 1- تآكُلُ المُرَبِّي ، وعدمُ وجودِ ما يُقَدِّمُه : إذا لم يُطَوِّرُ الوالِدُ نَفْسَهُ ، بحيثُ يكونُ شخصيَّةً مُقنِعةً عند الولد ، فسيَظَلُّ يتآكَلُ ، ولا يَجِدُ شيئًا يُقدِّمُه . ويكونُ دَوْرُ المُرَبِّي هُنا ( حَلَّال للمَشاكِل فقط ) . 2- فُقدانُ الأولادِ لكثيرٍ مِنَ القِيَمِ والسّلوكِ التي لم يَتَرَبُّوا عليها عَمليًّا : لاحِظوا – يا إخواني – عندما يقولُ النَّبِيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - : (( عَلِّمُوا أولادَكم الصَّلاةَ إذا بلَغُوا سَبعًا )) صحيح الجامع ، لو عَلَّمَ الوالِدُ هُنا ، وأخذ ولَدَه إلى المَسجدِ ، خَيرٌ له مِن مُعالجةِ تركِ الصَّلاةِ وعُمُرُهُ ثمانيةَ عشرةَ سنة . 3- إهدارٌ حقيقيٌّ لحياةِ أولادِنا . 4- تفاقُم المَشاكِل داخل البيت : المَشاكِلُ تزيدُ بسببِ عدم وجودِ خُطَّةٍ تربويَّةٍ لتقليلِ هذه المَشاكِل . http://www.muslmh.com/save/70/data/Bramejj.gif لماذا لا نُخَطِّط ؟ 1- الاتِّكالُ على المُؤسَّساتِ الأُخرى . 2- الثِّقةُ الزائِدةُ والمُفرطةُ في الأبناءِ ؛ ولهذا نقولُ : أيُّها الآباءُ ، أيَّتُها الأُمَّهاتُ ، لا بُدَّ مِنَ الرَّقابةِ داخل البيت . لماذا هذه المُراقبةُ أولاً ؟ لاكتشافِ أىِّ انحرافٍ مُبكِّر . لا بُدَّ مِنَ الرَّقابةِ داخل البيتِ ليس للتَّخَوُّنِ ، ولكنْ لمَنع التفريط . فالبحثُ عن أخطائِهم ، وتَتَبُّعُ كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ ليس صحيحًا . ولهذا تقولُ العرب : العقلُ ثلاثةُ أثلاث : ثُلثُه فِطنة ، وثُلُثاهُ تغافُل . ليس الغَبِيُّ بسَيِّدٍ في قومِهِ .. لَكِنَّ سَيِّدَ قَومِهِ المُتغابي 3- عدمُ إدراكِ مَدَى خُطورةِ المُؤثِّراتِ الخارجية . 4- عدمُ وضوح الأولويَّاتِ : ما هو رقم واحد في حياتِك ؟ لا بُدَّ أن تعرفَ هذا ، لكنْ ليس كلامًا فقط ، بل كلامٌ وتطبيق . أولُ رقمٍ في حياتِكَ هو أُسرتُكَ . إذًا ، كم تجلِسُ أنتَ مِن ساعةٍ أُسبوعِيًّا لِتُخَطِّطَ لأُسرتِكَ ؟ لترى مَشاكِلَ أُسرتِكَ ؟ لتُحاولَ أن تبنيَ مُستقبلَ أُسرتِكَ . 5- قِلَّةُ الخِبرةِ بالتخطيط . 6- عدمُ وجودِ رغبةٍ في التخطيط . 7- الخوفُ مِنَ الفشل ... أن تفعلَ شيئًا خيرٌ مِن أن تَظَلَّ ساكِتًا . 8- تجارُبُ فاشِلة سابقة مع التخطيط . 9- عدمُ وجودِ خلفيةٍ مُسبقةٍ عن ثقافةِ التخطيط . |
الساعة الآن 02:42 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd