منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الحياة الزوجية (https://www.profvb.com/vb/f148.html)
-   -   زواج بغير اعوجاج (https://www.profvb.com/vb/t112711.html)

سعيدة سعد 2013-01-12 18:50

رد: زواج بغير اعوجاج
 
الخال وابن الخال ، فكيف إذن تجوز مصافحة غيرهم ؟ ويجب على المسلم أن يُقنع الطرف الثاني بأن من المصافحة ما قد حرمها الله سبحانه وتعالى كما مرّ ، ولا تأخذه لومة لائم فإن خشية الله أحق من خشية الناس ، لأن المصافح العاصي ستشهد يده عليه يوم القيامة كما قال تعالى : ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم .. ) ( يس : ٦٥ ) نعوذ بك يا رب من التهاب أيدينا بالنار الكبرى ، فإننا لا نطيق أن تقع عليها شرارة واحدة من نار الدنيا.
سادسا : لقد جهل أكثر الناس حرمة عرض أنفسهم عند العلاج الطبي على الطبيب أو الطبيبة ، غير المماثلين للمريض في الجنس ( الذكورة والأنوثة ) ويحتجون بأن الدين يجوز ذلك فذلك خطأ كبير. نعم يجوز ذلك عند الضرورة كالولادة الخطيرة التي لم يتيسر فيها وجود الطبيبة المولدة ، فما دامت هناك فرصة اختيارية فلا يجوز للرجل أن يعالج نفسه عند طبيبة ، ولا يجوز للمرأة أن تعالج نفسها عند طبيب ، خصوصاً عند طب الأسنان. فمن كان مستغرباً من قولي هذا فليسأل علماء الدين المتقين ، إذا كان من المسلمين المخلصين.
سابعا : لا تجوز المقابلة بين النساء والرجال ( غير المحارم ) واجتماعهم على مائدة واحدة من الطعام بصورة يُردّد المزاح والضحك فيما بينهم ، أو يذكر أحدهم اللطائف والطرائف للآخر ـ خصوصاً بين الشاب الجميل والشابة الجميلة ـ وإن املي وطيد بأن القرّاء الأعزّاء يؤيدون قولي هذا ، فان الغريزة الجنسية عند الرجل والمرأة تتأثر بأدنى المؤثرات ، حتى بصوت المرأة عند بعض النساء ، ومن حسب قولي هذا خرافة فإنه قد استهزأ بقول الله تعالى : ( .. فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً ) ( الأحزاب : ٣٢ ).
ثامنا : أختي العزيزة ! أذكرك مرة أخرى باجتناب الأصباغ والمساحيق وإطالة الأظفار ، وأرجوك أن تراجعي (صفحة : ٥٨ ).

١٠٠

تاسعا : أختي العزيزة ! راجعي من تثقين به من العلماء المتقين في مسألة كشف الوجه والكفين خصوصاً إذا كنت شابة بارزة في الجمال ، لأن الفقهاء اختلفوا حول هذه المسألة ، فمنهم جوّزوا كشف الوجه والكفين ، ومنهم حرموه وأوجبوا الستر وسمحوا بفتحة ضيقة لنظر العينين ، وبرهنوا على ذلك بأن فتنة المرأة تبرز في وجهها خصوصاً في هذا الزمان الذي اندلعت فيه نيران الشهوات والأهواء في قلوب الرجال ، خصوصاً الشباب منهم ، وبالتالي فأنت بصيرة على نفسك وتعلمين الحال والمآل. وإذا اطمأن قلبك بعد البحث والعلم على جواز كشف الوجه والكفين ، فيجب عليك ستر شعر الرأس كله وكذلك ستر الرقبة ، وتجاوزي به إلى جزء قليل من الفك الأسفل. واحذري كشف ما يتصل بالكفين من اليدين ، ولا تغفلي عن ستر القدمين ، ونبهي أخواتك المؤمنات على ذلك.
عاشرا : أناديك ـ أيتها الأخت العزيزة ـ للانتباه إلى الأمثلة الآتية في الحجاب والسفور :
(أ) إنك كاللؤلؤة القيمة تتلألئين بالشرف والفضيلة ، فاللؤلؤة لا يبعثر مكان حفظها بل يغلق حذرا من عدوان اللصوص ومد أيدي الخائنين اليها ( كذلك الحجاب والسفور ).
(ب) إنك عماد المجتمع الإنساني كالطاقة الكهربائية التي تزود الأجهزة المتصلة بها بما يُقوّم حياة الإنسان ، فهذه الطاقة تسير في أسلاك يجب أن تكون مغلفة ، فإذا نزع الغلاف عنها تنقلب الحياة إلى الممات ، وينقلب الهناء إلى الشقاء ( كذلك الحجاب والسفور ).
(ح‍( إنك كالحديقة الغنّاء تضم الأشجار الخضراء الزاهية ، والفواكه الطيبة العطرة ، والأزهار الجذابة الخلابة ، فهي محاطة بسياح شامخ راسخ يدخل فيها من أحل له الدخول من بابها الخاص ، فإذا هدم سياجها تكون عرضة لعبث
( زواج بغير اعوجاج )

١٠١

العابثين ونهباً للصوص المجرمين ( كذلك الحجاب والسفور ).
(د) إياك إياك أن تطيعي زوجك إذا نهاك عن الحجاب ، فلا طاعة لمخلوق بسخط الخالق. واعلمي بأنك ستحشرين إلى الله قريبا يوم القيامة ، فلا ينفعك زوجك ولا ينجيك أحد من عذاب الله الشديد ، إلا إذا أطعت واتقيت ربك خصوصاً في أمر الحجاب ، وحاولي أن تنصحيه بالتي هي أحسن ، وآتيه بالمثل الآتي : إن الزوجة المحجبة كالسيارة الخاصة بالنسبة لزوجها ، أما إذا كانت سافرة فتصبح كالسيارة العمومية يتردد إليها الناس داخلين وخارجين ، فهي عرضة لتلويث مقاعدها وتدمير أطرافها وجوانبها الأخرى ، والجدير بالذكر هو أن التردد بالدخول والخروج بالنسبة للمراة لا ينحصر بالاتصال بها مباشرة ، بل يتجلى كذلك في تردد النظرات الخائنة إليها والهمسات الخبيثة الموجهة إليها ، وتلك هي الشرارات الجنسية التي تمتد إلى حرائق عاتية.
وأقول هنا : ويل للزوج الذي يسمع هذه النصيحة ويبقى مصرا على تعنته وطغيانه وفقدان غيرته على عرضه ، ويا حسرة عليه إذ يوبخه الحديث الشريف المروي وهو ( الغيرة من الإيمان ) فمن لا غيرة له لا إيمان له. ( نعوذ بالله ).
وأقول أيضا : ويل ثم ويل للزوجة التي يأمرها زوجها بالحجاب فلا تطيعه ، فقد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحديث المشهور. ومضمونه أنه سيأتي في آخر الزمان نساء كاسيات ولكنهن عاريات ، وإلى الشهوات مائلات ومميلات ، وفي جهنم خالدات ، فلا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها. ( نعوذ بالله ).

١٠٢


سعيدة سعد 2013-01-12 18:51

رد: زواج بغير اعوجاج
 
ختاما
إن السفور من النساء وسيلة



إن السفور من النساء وسيلة

وبه تباريح الغرام تثور من



وهج الصدور بلاعج الزفرات

حتى إذا تمت مراتبه وما



قد عدها شوقي (١) من الحالات

هجم الفجور على الصيانة والحيا



ورمى العفاف بأسهم الشهوات

ما في الرجال على النساء مؤمن



كم من ثقاة فتكوا ببنات

فتحجبي بنت العفاف ترفعا



عن أعين الفساق في النظرات

إن الحجاب وقاية الأعراض من



سفه السفور وذلة اللذات

* * *
قل لمن بعد حجاب



أبهذا يأمر الغيد الشرف

أسفور والحيا يحظره



وتقى الله وآداب السلف

ليست المرأة إلا درة



أيكون الدر إلا في الصدف

* * *
سيري لمجدك تحت ظل عفاف



وتجملى بمطارف الألطاف

ودعي التبرج والسفور ففيهما



سر السقوط ومنتهى الإسفاف

ليس التبرج للفتاة بزينة



تسمو به لمراتب الأشراف

لكنما هو دعوة من جاهل



متجاهر بالمكر والإرجاف

يبغي الوصول إلى مناه بخدعة



مستورة بمظاهر الإنصاف

لو كنت تدرين المراد لخفت من



عقبى الخداع وغائل الإجحاف

فتحذري سوء النهاية واتقى



لهب اللظى بتحجب وعفاف

__________________
(١) يريد قول أحمد شوقي في قصيدة :
نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء.

١٠٣


ما الدر وهو مجرد عن حرزه



بمقدار كالدر في الأصداف

وتصان بالستر الثمار وتغتدى



ببروزها في معرض الإتلاف

ولذا يقول الدين لا تتبرجي



للأجنبي وحققي أهدافي

كي تسعدي بهدايتي وتحققي



هدف السمو بأمثل الأوصاف

* * *
يا ابنتي إن أردت آية حسن



وجمالا يزين جسماً وعقلا

فانبذي عادة التبرج نبذاً



فجمال النفوس أسمى وأعلى

زينة الوجه أن ترى العين فيه



شرفا يسحر العيون ونبلا

واجعلي شيمة الحياء خمارا



فهو بالغادة الكريمة أولى

والبسي من عفاف نفسك ثوبا



كل ثوب سواه يفنى ويبلى

* * *
رأيت النساء بعيني الخيال



وأبصرتهن بعين النظر

فكن محاسن هذا الوجود



يطالعنه بأحب الصور

إليهن مهوى قلوب الورى



وعنهن يصدر كل البشر

بهن الهدى ولهن الهوى



وهن الأمان وهن الخطر

* * *
حسب المرأة قوم آفة



من يدانيها من الناس هلك

وراها غيرهم أمنيةً



ملك النعمة منها من ملك

إنما المرأة مرآة بها



كل ما تنظره منك ولك

فهي شيطان إذا أفسدتها



وإذا أصلحتها فهي ملك

* * *
نظم الشاعر العراقي « الزهاوي » قصيدة نقد فيها الحجاب وحث النساء على السفور ، وانطلقت قصيدته من مدينة « بغداد » ولها اسم آخر هو « الزوراء » فمن أبياتها :

١٠٤


سعيدة سعد 2013-01-12 18:52

رد: زواج بغير اعوجاج
 
اسفري فالحجاب يا ابنة فهر



هو داء في الاجتماع وخيم

كل شيء إلى التجدد ماضٍ



فلماذا يُقر هذا القديم

اسفري فالسفور للناس صبح



زاهر والحجاب ليل بهيم

* * *
أقول : ليس كل قديم متجددا ( كما قال الزهاوي ) فأهم مقومات الحياة هي قديمة لا تتجدد هل تجددت الشمس القديمة ؟ هل تجدد الهواء القديم ؟ هل تجدد أصل الماء القديم ؟ هل تجددت اللحوم والفواكه ؟ كلا ثم كلا. كذلك قوانين الإسلام القديمة المقومة للإنسانية العليا لن تتبدل ولن تتحول كما قال تعالى :
(أ) ( فلن تجد لسنة الله تبديلاً ، ولن تجد لسنة الله تحويلاً ) ( فاطر : ٤٣ ).
(ب) ( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدّين القيّم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ( الروم : ٣٠ ).
وقد تصدى للزهاوي شاعر بالأبيات الآتية :
أكريمة الزوراء لا يذهب بك



هذا الخداع ببيئة الزوراء

لا يخدعنك شاعر بخياله



إن الخيال مطية الشعراء

حصروا علاجك في السفور وما دروا



أن الذي وصفوه عين الداء

أو لم يروا أن الفتاة بطبعها



كالماء لم يُحفظ بغير إناء

من يكفل الفتيات بعد بروزها



مما يجيش بخاطر العذراء ؟

ومن الذي ينهى الشبيبة رادعا



عن خدع كل خربدة حسناء ؟

ليس الحجاب بمانع تهذيبها



فالعلم لم يُرفع على الأزياء

أو لم يسع تعليمهن بدون أن



يملأن بالأعطاف عين الرائي ؟

* * *
١٠٥

أرادوا لهن حياة السفور



وتلك لعمري طريق الفجور

وكيف يصان عفاف الفتاة



وفي كل يوم خليل يزور ؟

هل الغيد إلا بدور بنى



لهن العفاف بروج الخدور

فأين التجدد من مدع



يرى الحزم في نبذهن الستور

* * *
أرجوك رجاء مخلصاً ( أيها القارئ العزيز ) مراجعة القصيدة ( صفحة : ٦٠ ).
وأخيرا : ( أيتها الأخت العزيزة ) فإن أملي وطيد بأن نور الله قد سطع في قلبك وتفتح لك سبيل الحق والهدى فاسلكي فيه آمنة مطمئنة ولا تستوحشي من قلة السالكين ، فإن الله سبحانه وتعالى معك فهو نعم النصير والظهير ويقول : ( وقليل من عبادي الشكور ) واعلمي بأن الدين هو النصيحة فانصحي تلك المرأة التي جهلت أو تجاهلت أحكام القرآن الكريم وتزعم أنها ليست مقتنعة بأمر الحجاب ، فاقنعيها بما شرحناه لك ، وقولي لها أيضا « لماذا تقتنعين بوصفة الطبيب إذا كنت مريضة وتعملين بأوامره ولا تردين عليه وهو بشر لا تؤمن أخطاؤه ، ولا تعملين بأوامر رب العالمين وأحكم الحاكمين ؟!! وقد قال الله العليم الحكيم : ( قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض والله بكل شيء عليم ) ( الحجرات : ١٦ ).

١٠٦


سعيدة سعد 2013-01-12 18:53

رد: زواج بغير اعوجاج
 
زواج رسول الله ( محمد ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
لقد طعن أعداء الإسلام في شخصية رسول الله ( محمد ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتقولوا عليه بأنه كان مشغوفا في حب النساء وقد جمع بين تسع زوجات ولكنهم ( مع الأسف الشديد ) قد جهلوا أو تجاهلوا ما يأتي :
أولا : لا عيب في حب النساء فذلك من مظاهر الفطرة الإنسانية السليمة وهو التجاذب بين الذكر والأنثى وإنما العيب أن يخرج المرء بالحب عن حدود العدالة الإنسانية. ويُعرض عن غرض وجوده القويم ففي ذلك انحراف عن الحق وتشويه للكرامة. فلو نظرنا إلى حياة ( محمد ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لوجدنا أن المرأه لم تشغله ولم تُلهه عن أعماله السامية الرفيعة فكانت حياته كلها كفاحا و****ا لبناء تاريخ مجيد للإنسانية ! أجل إنه بنى أعظم تاريخ مشرق بنور الحق والعدل في حياته وبعد مماته ولكن من يُغلق عينيه دون النور يضر نفسه ولا يطفئ النور.
ثانيا : اتّسم ( محمد ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالطّهر والعفة في شبابه فلم يستبح قط لنفسه ما كان شباب الجاهلية يستبيحونه لأنفسهم من اللهو والفساد الجنسي. وقد بقى إلى نحو الخامسة والعشرين من عمره وهو لم يتعسف في طلب الزواج الحلال مع تيسره ولما تزوج في تلك السنة كان زواجه ( بخديجة ) وعمرها أربعون سنة أكتفى بها إلى أن توفيت وهو يجاوز الخمسين مع العلم بانتشار عادة التعدد ووفرة النساء ورغبتهن فيه وعدم وجود المانع من جهة خديجة لأنها كانت أكبر منه سنا بالإضافة إلى تقواها التي تكبح بها جماح عاطفتها وغيرتها بالنسبة لتعدد زوجاته. وكان بيده طلاق خديجة إذا أبدت تعسفا وتعنتا فلا يحرم نفسه من لذة الجنس ولكن هيهات فإن

١٠٧

لذة القيام بأداء الرسالة الإلهية وهداية الناس إلى سبيل الرشاد كانت أعظم لديه من لذة الاجتماع بأجمل فتاة في عصره.
ثالثا : لو كان الهوى الجنسي متحكماً في نفس ( محمد ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لسارع إلى الزواج بعد خديجة بتسع فتيات بارزات في الجمال فيسرعن إليه راضيات فخورات وأولياء أمورهن أرضى منهن وأفخر بهذه المصاهرة ولكنه لم يتزوج بكرا غير ( عائشة ) وكان عمرها حوالي عشر سنوات ، أما بقية الزوجات فكلهن ثيبات ومنهن مسنات ( كسودة بنت زمعة ) وهي أول النساء بعد خديجة وقد تزوجها وعمره اثنتان وخمسون سنة وهو العهد الذي يتقلص فيه النشاط الجنسي. ومن النساء المسنات ( أم سلمة ) وماذا تقول ( أيها القارئ العزيز ) في بنت صغيرة كعائشة يتزوجها النبي ؟ هل كان ذلك بدافع جنسي ؟ كلا. لماذا لم يتزوج ( محمد ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتاة بكرا عمرها عشرون سنة ( مثلا ) بدل البنت الصغيرة ؟
إذن : كان تعدد الزوجات لتحقيق مصلحة عامة ومن ذلك إعزاز من ذل من المطلقات المؤمنات والأرامل الصالحات وكذلك لتقوية الصلات بأكابر قريش والرؤساء من أصحابه وذلك لدعم رسالته ودعوته لنشر مبادئ الإسلام في اوسع نطاق وأقرب فرصة.
رابعا : تزوج النبي ( محمد ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( زينب بنت جحش ) ابنة عمته وكانت زوجة ( زيد بن حارثة ) وقد طلقها الزوج بعد العجز عن الإصلاح لأنها كانت تكرهه فلم تنسجم معه وكان النزاع بينهما مستمرا فكان زواج النبي بها لايوائها وإسعادها فلم يكن بدافع الهوى ( كما يزعم أعداء الإسلام ) لأنه لو كان كذلك لتزوجها ابتداء فهو الذي عرضها على ( زيد ) فتزوج بها. والجدير بالذكر هو أن زواج نبينا بزينب بنت

١٠٨

جحش تم بأمر من الله سبحانه وتعالى : ( .. فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها .. ) ( الأحزاب : ٣٧ ).
خامسا : اجتمعت كلمة نساء النبي ( محمد ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الشكوى واشتددن فيها بأنهن لا يجدن نصيبهن من النفقة والزينة برخاء وترف من قبل زوجهن فهم النبي بتسريحهن وطلاقهن وخيرهن بين الصبر على معيشتهن والتسريح لأنه وجد أن حب الله وال**** في سبيل إعلاء كلمته خير له من حب النساء بتحقيق شهواتهن وأهوائهن كما قال الله تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن واسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعدّ للمحسنات منكنّ أجراً عظيماً ) ( الأحزاب : ٢٧ ـ ٢٨ ) فتدبروا واعتبروا يا أولى القلوب الواعية. فلا تغرنكم نساؤكم ولا تستجيبوا لأهوائهن منحرفين عن الحق ، نعم متعوهن من طيبات الحياة وزينتها ووسعوا عليهن بما أنعم الله به عليكم وارضوهن بما لا تخسرون به رضوان الله تعالى فلهن عليكم حق التكريم والاحترام.

١٠٩


سعيدة سعد 2013-01-12 18:53

رد: زواج بغير اعوجاج
 
قصص الزواج
( مقتطفات من تفسير القرآن الكريم وكتب قصص الأنبياء )
أولاً : زواج النبي إبراهيم عليه‌السلام : لقد كافح وجاهد النبي إبراهيم عليه‌السلام في سبيل ربه لهداية قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام وذلك في « بابل » في أرض العراق ، حتى آل الأمر أنه دمر أصنامهم بالطريقة المشهورة التي ذكرها القرآن الكريم (١) وكان « نمرود بن كنعان » قد بسط سلطانه عليهم فإنه قد طغى وتجبر حتى ادّعى الربوبية. فلما جاء حدث تدمير الأصنام عزم قومه أن يحرقوا إبراهيم عليه‌السلام بالنار انتقاما لما فعله بآلهتهم ، فحبسوه في بيت كما قال تعالى : ( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ) ( الصافات : ٩٧ ) ثم جمعوا له من أصلب الحطب وأصناف الخشب حتى إنه كانت المرأة إذا مرضت تقول : لئن شفيت لأجمعن حطباً لإبراهيم. وكانت تنذر لما تحب أن تدركه لئن أصابته لتحتطبن حطبا وتجعله في النار التي يحرق بها إبراهيم احتساباً في دينها. فكانوا يجمعون الحطب شهرا حتى إذا كثر وجمعوا منه ما أرادوا أشعلوا النار فتوهجت إلى درجة أنها إذا مر الطير بها يحترق من شدة وهجها. ثم عمدوا إلى إبراهيم عليه‌السلام فرفعوه على رأس البنيان وقيدوه ، ثم اتخذوا منجنيقاً ووضعوه فيه ورموا به إلى النار في موضع شاسع ، فاستقبله جبريل عليه‌السلام فقال : يا إبراهيم الك حاجة ؟ قال : أما اليك فلا. قال جبريل : فاسأل ربك. فقال إبراهيم عليه‌السلام : « حسبي من سؤالي علمه بحالي ، حسبي الله ونعم الوكيل » أجل : إن الله سبحانه وتعالى قد نصره لأنه قد نصر دينه ، فقال تعالى : ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) ( الأنبياء : ٦٩ ) فانقلبت النار إلى روضة خضراء وإبراهيم
__________________
(١) راجع سورة الأنبياء ( ٥٧ ـ ٦٧ ) الآيات.

١١٠

جالس فيها ( فاعتبروا يا أولى الألباب ) ثم خرج بعد ذلك من بلده فارا بدينه إلى ربه ، وسكن ( حرّان ) حوالي الشام ، فمكث بها ما شاء الله أن يمكث ، ثم خرج منها مهاجرا حتى قدم إلى مصر وبها فرعون من الفراعنة الأولى ، وكانت زوجته « سارة » من أحسن النساء وأجملهن ، وكانت تقية مطيعة لزوجها ولا تعصيه في شيء ، وقد ذكر أن إبراهيم عليه‌السلام قد أودع زوجته « سارة » في صندوق حين سفره ، وذلك غيرة عليها من إشراف أنظار الناس عليها ، فلما وصل إلى مصر أجبره فرعون أن يفتح الصندوق. فلما رأى زوجته بذلك الجمال الرائع أهوى إليها ليتناولها بيده ، فيبست يده إلى صدره. فلما رأى فرعون الجبار ذلك أعظم أمرها وقال : سلي ربّك أن يطلق يدي ، فوالله لا آذينك. فقالت « سارة » : « اللهم إن كان صادقا فأطلق له يده ». فأطلق الله يده. وقد فعل ذلك ثلاث مرات قصد أن يتناولها فيبست يده. روى أن إبراهيم عليه‌السلام قال له : « إن الله غيور يحب الغيور ».
فكن أيها الزوج غيوراً على زوجتك ، ولا أقول لك أودعها في صندوق خشبي أو حديدي ، بل أودعها في صندوق العفة والحشمة لتكسب محبة الله وتأييده ونصره. ثم وهب فرعون مصر جارية اسمها « هاجر » إلى « سارة » إجلالاً لما رآه من مكانتها السامية عند الله تعالى ، وبعد ذلك وهبت ( سارة ) جاريتها « هاجر » إلى زوجها إبراهيم عليه‌السلام » ، فقالت له : « إني أراها امرأه وضيئة فخذها لعل الله تعالى يرزقك منها ولداً ». وكانت سارة قد مُنعت الولد حتى أسنت (١) ، فتزوج
__________________
(١) اقتضت حكمة الله تعالى أن تلد « سارة » بعد ذلك « إسحاق » وكان عمرها تسعين سنة ، فسبحان الله لهذا الحدث الخطير الكبير ، جل جلاله وعظمت قدرته.

١١١

إبراهيم عليه‌السلام بهاجر فولدت له « إسماعيل » عليه‌السلام. وقد روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : ( إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما ).
ثانيا : زواج النبي « موسى » عليه‌السلام : لما تآمر زبانية فرعون على قتل « موسى » عليه‌السلام ، خرج متوجها تلقاء أرض « مدين » داعيا الله أن ينجيه من القوم الظالمين ، وأن يهديه سواء السبيل. فلما ورد ماء مدين وجد جماعة من الناس يسقون مواشيهم من البئر ، ووجد من دونهم امرأتين تمنعان غنمهما. فسألهما عن ذلك ، فأخبرتاه بأنهما تنتظران حتى يفرغ الرعاء من السقي لأنهما لا تقويان على المزاحمة ، ووالدهما كبير السن لا يستطيع الحضور للسقي. فرق قلبه لهما فأسرع إلى بئر كان على رأسها صخرة عظيمة ، وكان النفر من الرجال يجتمعون إليها حتى يرفعوها ، فرفع « موسى » عليه‌السلام الصخرة ، وأخذ دلوا لهما وقال لهما : قدما غنمكما. فسقى لهما الأغنام حتى أرواها ، فرجعتا إلى أبيهما سريعا قبل الناس.
فقال لهما : ما أعجلكما وأسرع رجوعكما. قالتا : وجدنا رجلا صالحا فرحمنا فسقى لنا أغنامنا. فقال لإحداهما : اذهبي فادعيه إليّ. فجاءته إحداهما وهي تمشي على استحياء قالت له : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا. فقام موسى ، فتقدمته وهو وراءها ، فهبت ريح فألصقت ثوب المرأة بردفها. فكره موسى أن ير ذلك منها ، فقال لها موسى : امشي خلفي ودليني على الطريق. فإذا أخطأت فارمي قدامي بحصاة حتى أنهج نهجا ، فإنا بني يعقوب لا ننظر إلى أعجاز النساء ( تدبر هذا المشهد أيها القارئ العزيز ـ وخذ منه درسا رائعا للعفة والفضيلة الجنسية ) فنعتت المرأه الطريق لموسى إلى منزل أبيها ومشت خلفه ، حتى دخل على أبيها « شعيب » بناء على المشهور.

١١٢



الساعة الآن 01:14

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd