منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   السيرة النبوية (https://www.profvb.com/vb/f41.html)
-   -   حديث بُنيان الكعبة (https://www.profvb.com/vb/t112368.html)

professeur ali 2013-01-06 22:06

حديث بُنيان الكعبة
 
حديث بُنيان الكعبة



لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخامسة والثلاثين من العمر ، لم تكن الكعبة كحالنا في هذه الأيام ، كانت أقصر من هذا بكثير بل لم تكن أصلا مسقوفة ، هذه الكعبة كان فيها بئر فيه كنز ثمين ، لا يقترب منه أحد من الناس ، ولأن الكعبة غير مسقوفة ولأن إرتفاعها كان قصيرا ، حصل في ذلك الزمان وعمر نبينا خمس وثلاثين سنة ، أن أتى نفر على حين غفلة من أهل مكة وتسلقوا الجدار وسرقوا كنز الكعبة ، وأصبح الناس في الصباح أصابهم الهم والغم ، كيف يُسرق كنز الكعبة ونحن سدنتها ونحن حُمَاتُها ، كيف يحصل هذا ، فقرر أهل مكة أن يُعيدوا بناء الكعبة بناءا أحسن من هذا ،

حتى لايعتدي أحد عليها ، لكن كيف يصنعون هذا ، قدر الرب عز وجل في ذلك الزمان أن تغرق سفينة في البحر لتاجر من أهل الروم ، فتُلْقِي الشواطئ هذا الخشب إلى شاطئ البحر ، فإذا بهم يجمعون الخشب ويأتون به ، وماذا نصنع بهذا الخشب ، كان هناك رجل قِبْطْيٌ يعيش في مكة يعمل بالبناء ، ويعمل بالنجارة وكان يعمل في مهنته عملا يُجيده ، فاتفقوا معه أن يُعينهم على بناء الكعبة فوافق الرجل ، الخشب موجود والرجل البناء موجود ، لكنهم مع هذا هابوا ، فقد كان في الكعبة كل يوم تخرج منها حية يظن أهل مكة أنها تحرس الكعبة ، وكان كلما أراد أحد أن يقترب منها ، صَغَرَتْ فَاهَا وفتحت فاهَا ،

وكان أهل مكة يَهَابونَهَا فلم يستطيعوا أن يقتربوا من الكعبة وهذه الحية فيها ، فأرسل الرب عز وجل في ذلك الزمان طائرا ، فإذا به يأتي طائر غريب منظره غريب يأتي من السماء ، فإذا به يأخذ الحية ويذهب بها ، فعلمت قريش وعلم أهل مكة أن الرب عز وجل يُسهل لهم الامر لاعادة بناء الكعبة ، لكنهم إتفقوا على أمر ، فجاء سيد من ساداتهم وقال يامعشر قريش ، تعلمون أن هذا بيت الله الذي بناه إبراهيم هذا بيت الله ، فإذا أردتم بنائه فلا تُدْخِلُوا في بنائه إلا كَسْباً طيبا ، لا تدخلوا فيه مهر بغي ولا بيع ربآ ولا مظلمة لأحد ، فأخذوا يجمعون المال الطيب ، لكن المال الطيب لايكفي حتى لبناء الكعبة ، فقد كثر فيهم الحرام

وجاء اليوم المحدد لهدم الكعبة وإعادة بنائها ، من يجرأ على أن يهدم حجرا من هذه الكعبة ، فقام " الوليد إبن المُغِيرة " ورفع المِعول ودعا ربه والناس ينظرون ، الكل خائف من يعتدي على الكعبة من يجرأ على هذا ، فقال الوليد " اللَّهُمَ لَمْ تَرَعْ اللَّهُمَ إنَّكَ تَعْلَم أنَّنَا لَمْ نريد إلا الخير" ثم رفع المِعول وأخذ يضرب في الكعبة من جهة الرُّكنين ، وأخذ يضرب في الكعبة فهدم جزأ منها ، ولم يقترب أحد من الناس ، بل ينظرون فقط إلى الوليد ، ما الذي سيحصل له ، فإذا به لما أمسى المساء ذهب إلى بيته ولم يمس أحدا منهم الكعبة ، قالوا ننظر ما الذي يحصل له في اليوم الثاني ،

وفي اليوم الثاني فإذا بالوليد يخرج لم يُصب بشيء وذهب لإكمال هدم الكعبة ، فعلم الناس أن الله عز وجل أذِنَ لهم بِهَذا فأكملوا هدم الكعبة حتى وصلوا إلى أساسها ، وكان أساسها بعيدا ، فلما وصلوا إلى الأساس وجدوا حجارة خضراء " كالسِّنَام " ، مُتراصة بعضها ببعض ، فقام رجل يريد أن يُفَرِّجَ بين الحجرين فوضع المِعول، فلما حرك الاساس فإذا بمكة كلها تهتز فخاف الناس وتراجعوا وتركوا الأساس على حاله وأتموا بناء الكعبة ، كل قبيلة أخذت جزأ من الكعبة أتموا بناءها ، فقصرت بهم النفقة فلم يُكملوا البناء وتركوا جهة الحجر خاليا ، وهذا بنائها إلى اليوم ،

وكان في الكعبة بابين ، فإذا بهم يغلقون باباً ويفتحون باباً واحدا ، ورفعوا البناء قليلا حتى لا يدخله أحد من الناس ، وسقفوا الكعبة وأحكموا إغلاقها ، لما تم بناء البيت ولم يُبنى على قواعد إبراهيم عليه السلام فقد قصرت النفقة ، وأخرج الحطيم أو الحِجر من البيت وَبُنِيَ بِنَاءً آخر ، أخذت كل قبيلة نصيبها من بناء البيت ، لكن بقي أهم شيء في البيت الآن ، ألا وهو الحِجْر ، ذلك الركن ، الحجر الذي أنزله الله عز وجل وأمر بإنزاله من الجنة ، يُروى أنه كان أبيض ، لكن سودته خطايا بني آدم ، هذا الموضع المهم كل قبيلة تنافست أيهم يضع هذا الحجر ، فقالت كل قبيلة نحن أولى من غيرنا ، فاختلفوا فيما بينهم ،

كاد الامر أن يزداد والخلاف أن يشتد ، لولا أن كبيرهم " أبو أمية إبن المغيرة " وكان أسنهم في ذاك الوقت ، جلس بينهم وجمع أشراف القبائل فقال لهم ، إذا إختلفتم فلترضوا بأول داخل عليكم الآن ، أول رجل يدخل علينا الآن هو الذي يحكم فينا فانتظروا ، وبعد قليل دخل عليهم أفضل الناس وخير البشر من ، إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما دخل قال الناس والأشراف ، هذا الامين رضينا بِحُكْمِهِ هذا الامين ننزل عند حكمه ، الكل رضي به فقد كان يسمى الصادق الامين في مكة وما حولها ، فلما دخل النبي صلى الله عليه وآله سلم وعرضوا عليه الخلاف بين القبائل ،

أنظروا إلى حكمته ، قال إبسطوا لي ثوبا فبسطوا له ثوبا على الارض ، ثم وضع الحجر على الثوب ثم أمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف لهذا الرداء ، فإذا بكل قبيلة تأخذ طرفا فحملوا الرداء وتوجهوا به إلى الركن ، فلما وصلوا إلى الركن رضيت القبائل كلها أن يرفع الحجر ويضعه في مكانه ، من خير الخلق الصادق الامين ، الذي رضيت الناس لحكمه ، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحجر فوضعه في مكانه فتم بناء بيت الله عز وجل ، ذلك البناء العظيم الذي قُدِّسَ على مَرِّ التاريخ ، الذي حُفِظ وجعله الله عز وجل آية من آيآته في الارض { إنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للِنَّاسِ } أول بيت وُضِع للناس لِعِبادة الله جل وعلا هي هذه الكعبة { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ }

هدايته ليست فقط لأمة واحدة بل للعالمين جميعا { مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ }هذا الحجر الاسود المبارك من مسه واستلمه كان حقا أن يكون له شاهدا عند الله يوم القيامة { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا } هكذا تم بناء بيت الله عز وجل الكعبة المشرفة ، في هذه الفترة كان علماء أهل الكتاب كانوا يتدارسون فيما بينهم ، أن هذا هو زمان خروج نبي من الأنبياء ، كان الكل مُتفق أن هذا هو زمانه ، بل كانوا يعرفون أوصافه ، وجاء في بعض النسخ إسمه بالتحديد ، " فالتوراة " على نُسَخِهَا واختلافها " والانجيل " على إختلاف نسخه ، فالكل كان يتفق أن هذا هو الزمان الذي وُعِدَتْ بِهِ البشرية بخروج نبي يُنقِذها من الظلام ،

ويُخْرِجُها من الظلام إلى النور ، بل كان بعض أهل الكتاب يتدارسوا فيما بينهم وبين إخوانهم من أهل الكتاب ، أن هذا النبي سيخرج من بلاد العرب ، حتى ذُكِرَ في بعض النسخ و بعض النصوص التي تدل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، كُتِبَ في بعض نسخ " التوراة " أقبل الرب من سيناء وأشرق في سعير وتجلى في جبل " فَرَانْ " سيناء" إشارة إلى موسى عليه السلام ، " وسعير " إشارة إلى عيسى عليه السلام " أما جبل " فَرَانْ " فهو جبل مكة ، وهذا كان موجودا في العهد القديم ومطبوع عندهم ، بل ذُكِر النبي بإسمه في بعض النسخ ، كنسخة ذكر فيها أن الارض سَتُملأ تحميدا لأحمد ، وأنه سيملك بيمينه رقاب الأمم ،

كل هذه الكلمات كانت تذكر في نسخ " التوراة " ونسخ " الأنجيل " وكان الأحبار والرهبان والقساوسة يتدارسون فيما بينهم خروج النبي وإقتراب زمنه ، بل إن" سلمان الفارسي" رضي الله عنه ، كان مجوسيا فصار من إهل الكتاب ، إنتقل من دين إلى دين ، وجلس مع العلماء والرهبان والأحبار والقساوسة فأخبروه ، أن هذا هو زمان خروج النبي ، فلما سألهم وكيف أعرفه قالوا ، سيخرج في أرض بين " حَرَّتَيْنِ " وَذاُتُ نخل ، وصفوا له المدينة حتى جبال " سَالِع " جبل عند المدينة ، فإن هذا الجبل مذكور بإسمه في نسخ التوراة القديمة ، فمطبوعاتهم ونسخهم ونقلهم ومؤثراتهم ،

كلها كانت تؤكد أن هذا هو زمان خروج النبي ، حتى اليهود في المدينة كانوا يتوعدون الأوس والخزرج بأن هذا هو زمان خروج نبي ، وسوف نتبعه ونقاتلكم معه ،كلها كانت تبشر { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ }

لا تنسونا من صالح دعائكم

http://www.hibapress.com/upload/1343971615-634bc.gif

عبد الغني محياوي



الساعة الآن 22:19

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd