منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   طالبات يُعانين من التحرش الجنسي أمام الحي الجامعي السويسي (https://www.profvb.com/vb/t112085.html)

abo fatima 2013-01-02 18:45

طالبات يُعانين من التحرش الجنسي أمام الحي الجامعي السويسي
 
طالبات يُعانين من التحرش الجنسي أمام الحي الجامعي السويسي

http://s1.hespress.com/cache/thumbna..._107119541.jpg


هسبريس

الأربعاء 02 يناير 2013

الصورة: أرشيف

لم تكن مدينة العرفان بالرباط لتعرف السكون فيما مضى من السنوات إلا في أيام العطل والأعياد، غير أن إبعاد الطلبة الذكور عن حيهم الجامعي السويسي الأول بدعوى الإصلاح، جعل من المدينة التي تتواجد بها مجموعة من المعاهد والمدارس العليا والكليات، منطقة يرتع فيها المتحرشون والراغبون في اصطياد اللحوم البشرية، فطالبات الحي الجامعي السويسي الثاني يؤدين ضريبتين بشكل باهظ: ضريبة سمعة حي تتردى سنة بعد سنة بسبب بعض الطالبات اللواتي يدرسن تفاصيل إشباع الرغبات الجنسية عوض أن يدرسن مقرراتهن الدراسية، وضريبة قلة الأمن بالمنطقة، ليتحول باب الحي الجامعي إلى ساحة تنشط فيما معلقات الغزل والكلام المعسول والكلام المسموم..

سيارة فاخرة تقف شامخة في موقف السيارات أمام الحي المذكور بزجاج مغلق مائل إلى الدكنة، قد تعتقد أن السيارة تنتظر صاحبها ولا أحد يحتل مقاعدها الداخلية، لكن مرورك بالمحاذاة منها بأذن لاقطة، تفهم أن هناك مباراة حميمية تجري أطوارها بالداخل بآهات خفيفة لكي لا يسمعها فضولي ما، تتجاوز السيارة المعنية، تجد سيارة أخرى يجلس فيها شاب وطالبة من الحي، يدخنان ويتحدثان بصوت مسموع، قريبا منهما، هناك شباب وشابات يترنمون داخل سيارة بأغنية صوتها يسمع من أمتار عديدة..

ما لفت الانتباه، هو رجل في عقده الرابع، أوقف سيارته أمام باب الحي مباشرة وبشكل به الكثير من الاستفزاز، ثم أشعل سيجارته وأطلق موسيقى مغربية، يتأمل في الأجساد التي تدلف أمامه حتى ولو كانت أجساد محجبة، لا أحد عاتبه على طريقة وقوفه، فكأنه قائد مخزني من مغرب السيبة، أو أنه يقف في ساحة للسيرك وليس أمام سكن جامعي له من الحرمة ما يكفي لكي يُحترم، فهنا تَدرس الكثير من نجيبات هذا الوطن بالنظر إلى قيمة معاهد ومدارس وكليات مدينة العرفان..

مريم التومي، طالبة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، أكدت لهسبريس أنها لم تعد قادرة على الخروج ليلا بسبب هذه السلوكيات اليومية التي استفلحت كثيرا بسبب غياب الطلبة الذكور، "ما يحدث أمام باب الحي يشوه صورة الطالبات رغم أن الكثير منهن شريفات وكل همهن هو الدراسة، فنحن نتعرض لمضايقات متكررة ما دام المتحرش يعتقد أنه سيشتري بنقوده كل فتاة" تقول مريم بكثير من الحسرة..

"سامدي سوار" يعرف ازديادا مهولا في جرعة التحرش، سيارات بالجملة تقف بموقف الحي، وأخرى تشق غبار شارع علال الفاسي مجيئا وذهابا بحثا عن "فريسات" نهاية الأسبوع، كل فتاة أو فتاتان يتمشيان لوحدهما في الشارع يرافقان بعدد من السيارات تقف لهما الواحدة تلو الأخرى، بعض السيارات تقف دون ثرثرة، والبعض الأخرى لا يتورع سائقها عن استخدام لسانه لتثبيت مراده، فعند هؤلاء المتحرشين، كل طالبة بمدينة العرفان هي مشروع متعة، وعليه أن يلقي أكبر عدد من الصِنارات، حتى ولو كانت الفتاة في طريقها لابتياع ما تسد به رمق ليالي الشتاء..

سيارة كبيرة من نوع "ترانزيت" حطت رحالها بموقف الحي، ترٌجل منها قرابة 8 شباب، أخذوا زاوية معينة، وبدؤوا في ترديد أناشيد التحرش، كل فتاة تمر من أمامهم لا تسلم من كلامهم خاصة إن لم تكن مرافقة برجل، كل واحد يحاول أن يتجاوز زميله في طريقة التحرش، والفائز من يستطيع نزع ابتسامة من الفتاة، فأمثال هؤلاء الشباب، لا يبحثون عن حكايات ليلية، بقدر ما يحاولون استعراض عضلاتهم الكلامية في المغازلة..

"لا دخان بدون نار"..مَثل يصْدُق كذلك في هذه المنطقة التي بُنيت من أجل تحصيل العلم، فتاة تترجل من سيارة أجرة، ترتدي غطاء رأس موضوع بطريقة اعتباطية، وملابس منزلية تصلح للنوم وليس للتنزه، وجهها تستعمره كل أنواع الأصباغ، وعيونها تلفها كميات هائلة من اللون الأسود، دخلت بسرعة للحي، وبعد دقائق عادت لتخرج، لكن بلباس آخر لا تتجاوز تنورته الركبة وبقميص يكشف القليل من هضاب الصدر، تمشت قليلا لتدلف إلى سيارة كانت تنتظرها..

عندما تقترب الساعة الحادية عشر التي تغلق فيها أبواب الحي، تخرج القليل من الفتيات نحو رحلات البوح بأسرار الجسد، بعضهن يركبن سيارات الأجرة نحو مواعيدهن بشقق وفيلات الرباط، أخريات ينتظرن ما سيجود به الشارع من طرائد، وبقية على تنسيق مسبق مع مرافقيهم الذين ينتظرونهن قرب الحي..

في بعض الأحيان النادرة، تأتي دورية للأمن لترابط أمام باب الحي لبعض الدقائق ثم تذهب بعيدا، المتحرشون يحسون بمجيئها قبل أن تأتي، لذلك تقل أعدادهم بشكل كبير، فيظهر الفضاء خاليا أمام عناصر الأمن لتكون مهمتهم غاية في السهولة، رغم أن الغد قد يعرف شكاية جديدة من فتاة بسبب متحرش ما..

زينب جابر طالبة اقتصاد بجامعة محمد الخامس السويسي، تُلقي بالمسؤولية على الفتيات اللواتي يُضيعن قيمتهن ويَسمحن لأي كان بالنيل من شَرفهن،"جِينا باش نْقراو، ولكن لقينا شي وحدات جَايات لحْوايج أخرى" تؤكد زينب لهسبريس بعدما رأت أن هناك بعض الطالبات اللواتي تسببن بهذا الوضع وساهمن في ترسيخ سلوكيات تجعل من علاقة الرجل بالمرأة منحصرة على ما هو جنسي ونفعي.

في غمرة احتجاج زينب، يترجل رجل وامرأة في العقد الخامس أو السادس من سيارتهما بعدما يلمحان ابنتهما تخرج من الحي، يعانقانها بكثير من الحب والحنان، تدور الوالدة بعينيها حول المكان وتُمتم بكلمات فيها بعض الحسرة، قبل أن تقدم بعض الأغطية والمواد الغذائية لابنتها مرددة: "ها كُلشي عندك أبنيتي..بْلا ما تْبقاي تْخرجي فالليل..".




الساعة الآن 09:12

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd