منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى القضايا التربوية (https://www.profvb.com/vb/f100.html)
-   -   في ندوة حول شروط الكتابة والحرية في طرابلس (https://www.profvb.com/vb/t11151.html)

si sajid 2009-11-26 08:06

في ندوة حول شروط الكتابة والحرية في طرابلس
 
مبدعات عربيات يدعين إلى نقد مجرد عن التنورةدعا المشاركون في الندوة العربية حول " الحرية في الأدب النسائي"، النقاد العرب إلى تجديد آليات اشتغالهم على الإبداع النسائي العربي، وإلى النظر إلى إبداع المرأة في أدبيته، بعيدا عن كل الحسابات الأخلاقية والتصنيفات والنعوتات، التي تدين المبدعاتhttp://www.almaghribia.ma/Images/Pixel.gifhttp://www.almaghribia.ma/Images/Pixel.gifhttp://www.almaghribia.ma/Images/Pixel.gifhttp://www.almaghribia.ma/Paper/Phot...ima%20haji.jpgفاطمة حاجيوتعتقد أن كل ما تكتبه المرأة هو من قبيل السيرة الذاتية، أو أنه لا قبل لها به، لأن الذي يقف وراءها هو الرجل، وفي هذا الباب حالات عديدة من المبدعات العربيات، اللواتي ما زلن للآن يقذفن بالكثير من النعوت، ويجري التنقيص من قيمتهن.

كما دعت الناقدة الليبية فاطمة الحاجي، رئيسة وحدة الترجمة بالمؤسسة العامة للثقافة وعضوة هيئة تدريس بجامعة الفاتح بليبيا، الباحثات العربيات إلى الاهتمام أكثر بالنقد، لأنهن الأقرب إلى الإبداع الذي تكتبه المرأة، خاصة أن النقد سلطة، وأن المرأة إذا تمكنت من امتلاك هذه السلطة، فإنها يمكن لها أن تحرر إبداعها من العديد من الأيقونات والمناهج، التي تدجن الإبداع النسائي، وتجعله عملا دونيا تاليا للإبداع، الذي ينتجه الرجل، هذا مع العلم أن التاريخ العربي يشهد للنساء ببعض الأعمال، فيما يظل البعض الآخر غير معلن عنه، لم يصلنا منه إلا النزر القليل، مثل ما حدث مع الشاعرة الخنساء، التي لم يصلنا من إبداعها إلا ما كتبته في باب الرثاء.

وأضافت الحاجي أن الإبداع النسائي العربي خطا خطوات مهمة، لكن النقد العربي لا يتابعه، وقالت نحن بحاجة إلى نقد متجرد عن التنورة، نقد جاد بناء وخلاق يحلل النص ويؤصل للأجناس الأدبية، وهو النقد المبني على المعرفة المعمقة في الفلسفة، وعلم الجمال، وغيرها من المعارف والعلوم".

وأشارت الحاجي، التي تحدثت مساء أول أمس، الثلاثاء 24 نونبر الجاري، بالعاصمة الليبية طرابلس، في اختتام الندوة العربية حول "الحرية في الأدب النسائي"، التي نظمتها المؤسسة العامة للثقافة، بمبادرة من أديبات وكاتبات ليبيات،‬ وبمشاركة أدباء ونقاد من المغرب، والعراق، ومصر، والإمارات* العربية المتحدة، وتونس، والجزائر، وسوريا، والأردن، وفلسطين، واليمن، وقطر، ولبنان، وعمان، والبحرين، وليبيا، إلى أن تكون هذه الندوة السنوية، وأن تحتضنها في كل مرة دولة عربية، أو أن يجري الاتفاق على عقدها باستمرار في ليبيا، بلد انطلاق الندوة، التي أبدت مؤسستها العامة للثقافية استعدادها لدعمها، لأنها تضع من ضمن أولوياتها ومشاغلها، الاهتمام بمفهوم الحرية والإبداع في* ‬كافة مجالاتها وفروعها، ومنها أدب المرأة، الذي* ‬يمثل أحد الجوانب المهمة في* ‬الحياة الثقافية*.‬

وأضافت الحاجي أن ندوة "الحرية في* ‬الأدب النسائي"* ‬جاءت* تتويجا ‬لهذا الاهتمام بالكتابة الكاشفة لمناطق ماتزال مجهولة في أدبنا، كتابة رافضة* ‬ومعترضة ‬على جميع أشكال الاستلاب وطمس الحرية، والأقنعة والقوالب الجاهزة. http://www.almaghribia.ma/Images/Pixel.gifhttp://www.almaghribia.ma/Images/Pixel.gifhttp://www.almaghribia.ma/Images/Pixel.gifhttp://www.almaghribia.ma/Paper/Phot...a%20khriss.jpgسليمة خريسعرفت الندوة مداخلات كثيرة لنقاد وناقدات عربيات، تباينت مستوياتها بشكل كبير، فمنها من ظل حبيس الأطروحات القديمة، ومنها من انفتح ونظر بعمق في أدبية الإبداع النسائي، غير أن أفضل ما قدم، خلال هذه الندوة، هو شهادات المبدعات أنفسهن، اللواتي كشفن عن الكثير من المحاذير، التي يخضعن لها، إما انطلاقا من وازع الرقيب الداخلي، أو من الرقيب – السلطة، أو الطابوعات الثلاث: السياسة والدين والجنس، أبرزها شهادة الكاتبة الأردنية سميحة علي خريس المعنونة بـ "حرة إلا قليلا"، التي تحدثت فيها عن كون الكتابة والإبداع بالنسبة إليها وسيلة تحرر، إذ أنها كانت تتخذ الشعر، منذ صغرها، وسيلة للخروج إلى باحة البيت القديم بمدينة الصلت مع الخال وباقي ذكورالأسرة، والانفلات من الحرملك النسائي، والاستمتاع بالنظر من النافذة والإطلال على العالم الخارجي، وهكذا، كما قالت، كلما اشتاقت الطفلة إلى العالم الخارجي كتبت.

*‬وأضافت خريس أنها مع تقدمها في السن أصبحت مثل الجدات لا تقترب من المسائل الفاضحة، ولا تلجأ إلى التهتك الصريح، مؤكدة أنها تتوخى الحذر الشرقي في كتاباتها، ما جعلها تفلت من أيدي الرقيب ومن تهمة التكفير، على عكس بعض الكاتبات العربيات، اللواتي ما إن يتجرأن ويتحدثن عن الدين أو السياسة، إلا وتكال لهن العديد من الانتقادات، ويجري اتهامهن بالفجور، ويجري تكفيرهن، وهو أقبح شيء أصبح الأدب في العالم العربي يتعرض له، سواء المكتوب من طرف الرجل أو من طرف المرأة.

وأوضحت خريس "أنا أكتب لكي أتحرر، لكن سطوة الرقيب الداخلي والخارجي تجعلني حرة إلا قليلا، لأنني لا يمكن أن أتناول كل ما أريد وبالكيفية التي أريد، ومع ذلك فأنا أتشبث بالإبداع والكتابة، لأنهما وسيلتي في الانفتاح على العالم الخارجي، منذ كنت صغيرة".

في الاتجاه نفسه، ذهبت شهادات كل من القاصة المغربية ربيعة ريحان، والشاعرة الجزائرية ربيعة الجلطي، والروائية السورية روزا ياسين حسن، المرشحة لجائزة البوكر العربية، والروائيتين الفلسطينيتين نعمة خالد وليلى الاطرش، التي كشفت عن ضيق مجال الحرية لدى الكاتبات العربيات، واصطدامهن بمتلقي يحمل كلما يمكن وصفه بالقراءة الخاطئة للعمل النسائي، لأنه يسقط أشياء خارجية على النص لا علاقة لها بأدبيته.

وانطلاقا من نماذج كثيرة لإبداعات نسائية قصيية وشعرية وروائية، كشفت الأبحاث النقدية المقدمة ومنها بحثا الناقدين المغربيين محمد المسعودي وعبد اللطيف زكري، عن الكثير من المفاتيح لقراءة إبداعات المرأة وكيفيات تمثلها للرجل، وتناولها للعديد من المواضيع، التي تعد منافذ أساسية للتعرف على المجتمعات وعلى تناقضاتها الصارخة، ومناطقها الخفية.
www.almaghribia.ma 26.11.2009


الساعة الآن 17:36

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd