نبه أساتذة بالثانوية التأهيلية مصطفى لمعاني بالحي المحمدي عين السبع بالبيضاء إلى مظاهر «التسيب والفوضى الإدارية»، حسب وصفهم، في واحدة من أعرق المؤسسات التعليمية بكاريان سنطرال، آخر فصولها ضبط تلميذ وتلميذة مختبئين في زاوية من فصل «يمارسان فعلا جنسيا سافرا»، فيما نفى نائب وزارة التربية الوطنية توصله بأي تقرير في الموضوع، مدرجا هذه «الاتهامات الباطلة»، حسب وصفه، في إطار الشكايات الكيدية. وقال أساتذة، في اتصال هاتفي بـ «الصباح»، إن الثانوية تشهد، منذ ثلاث سنوات، وضعا كارثيا، أرجعوه إلى الغياب شبه اليومي للمدير الذي أحال نفسه على التقاعد وترك مهامه ومسؤولياته الإدارية بصفة كلية، مؤكدين أن المسؤول الإداري لا يحضر سوى ساعتين كل يوم، وأحيانا يتغيب أياما متتالية، علما أنه يستفيد من السكن الوظيفي بالمؤسسة.
وأكد الأساتذة أن الغياب المستمر للمدير (الأستاذ السابق بالمؤسسة نفسها) فتح الباب على مصراعيه لمسلسل من المشاكل جعلت الثانوية تفقد صفة المؤسسة التربوية، كما شجع معظم الإداريين على التأخر عن العمل ثم مغادرة المؤسسة قبل الوقت الرسمي، فالحراس العامون والمعيدون والناظر وموظفو الكتابة لا يلتحقون بعملهم إلا بعد مضي ساعة، ويغادرون قبل ساعة أو ساعتين من انتهاء الوقت الرسمي، ما جعل الأساتذة يعانون حالة التسيب، وشجع بعضهم على مغادرة الفصول الدراسية وتسريح التلاميذ خاصة عند الساعة الخامسة مـساء.
«غير أن الخطير، حسب تعبير الأساتذة الغاضبين، السلوكات اللاأخلاقية التي ضبطت، أخيرا، داخل الفصول الدراسية، فقد اكتشفت إحدى عاملات النظافة خلال الأسبوع الماضي وهي تنظف إحدى القاعات تلميذا وتلميذة مختئين في زاوية فصل وهما في وضع جنسي سافر، والأمر نفسه تكرر السنة الماضية حين ضبط أحد الأساتذة تلميذا وتلميذة في وضع جنسي، فبسبب غياب الإدارة والحراسة العامة لا يتورع التلاميذ عن تقبيل التلميذات جهارا داخل فضاء المؤسسة».
عكس ذلك، قال امبارك مبركي، نائب وزارة التربية الوطنية، إن المدير يمارس مهامه بصفة عادية في المؤسسة وبشكل يومي، والأمر نفسه بالنسبة إلى جميع الأطر الإدارية والحراس العامين، واستدل النائب على ذلك بالزيارات التي تقوم بها لجان التفتيش إلى الثانوية ومساهمة المدير في ملء جداول الإحصاء والمعطيات لتقييم الموسم المدرسي الجاري.
وقال مبركي، في اتصال بـ»الصباح»، إنه لم يتوصل بأي تقرير أو إخبارية تفيد وجود حالة شاذة تتعلق بضبط تلميذ وتلميذة في فصل بالمؤسسة يمارسان الجنس، مؤكدا أن مثل هذه الأخبار عارية من الصحة، وعادة ما ندرجها في إطار الشكايات الكيدية التي تصاغ في إطار صراعات داخلية وتصفية حسابات بين أساتذة وإداريين أو جمعيات آباء ومسؤولين في المؤسسة».
وأوضح النائب الإقليمي أنه لم يتوصل بأي شكاية موقعة من طرف أساتذة تتعرض لمظاهر التسيب في المؤسسة، مؤكدا أن مهمة النائب هي تتبع مثل هذه الشكايات وفتح تحقيق في مضامينها والوقوف على مظاهر الخلل وإيجاد الحلول المناسبة.
وفي تعليقه على استغلال بعض الأساتذة غياب الإنارة داخل الفصول الدراسية لتسريح التلاميذ في الساعة الخامسة مساء، وبالتالي المساهمة في الهدر المدرسي، اعترف مبركي بوجود مشاكل تقنية في طريقها إلى الحل مرتبطة بالتيار الكهربائي بالثانوية التأهيلية، مؤكدا أن المؤسسة تقتسم مع مؤسسة ابتدائية مجاورة وسكنيات وظيفية التوتر الكهربائي نفسه، ما يساهم في ضعفه وحرمان أقسام وفصول منه.
وأكد المسؤول الإقليمي أن المشكل في طريقه إلى الحل في إطار مشروع متكامل لإصلاح وإعادة تجهيز ثانوية مصطفى لمعاني، رصدت له ميزانية ورسا العرض على مقاول سيشرع في عمله في غضون الأيام المقبلة.
وعلق الأساتذة أن وعود نائب الوزارة تظل مجرد كلام دون أن يقابله أي فعل على أرض الواقع، ودليلهم على ذلك، حديثا منذ سنوات حول مشروع إصلاح الثانوية الذي رصد له في الأول غلاف مالي يقدر بـ186 مليونا، قبل أن يتقلص إلى 110 ملايين سنتيم، ورغم ذلك لم يعرف طريقه إلى النور إلى حدود كتابة هذا السطور.
وقال الأساتذة إن المؤسسة تغرق في الظلام في الساعات الأولى من المساء ويجد الاساتذة صعوبة في تدبير الزمن المدرسي ما بعد السادسة، في وقت لا ينقطع الكهرباء على السكنيات الوظيفية والمكاتب الإدارية وبعض الـــــمرافق «الأساسية».