منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.profvb.com/vb/f25.html)
-   -   موجة التقليد والتشبه التي أصابت المسلمين (https://www.profvb.com/vb/t110564.html)

abo fatima 2012-12-09 08:52

موجة التقليد والتشبه التي أصابت المسلمين
 
موجة التقليد والتشبه التي أصابت المسلمين


مع ظاهرة التدين العالمية التي لم تعد قصراً على المسلمين وحدهم تجتاح العالم الإسلامي موجةٌ من التقليد الأبله والتشبه المذموم، ويكادُ أفرادٌ وجماعاتٌ من المسلمين أن يفقدوا هويتهم الإسلامية، وتذوب شخصياتُهم في شخصيات الآخرين فالهيئة يُداخلها التشبهُ بالكافرين إذ يُحلق ما حقُّهُ الإعفاءُ ويُعفى ما حقه الإحفاء في الشرع المطهر، قال عليه الصلاة والسلام: (( أَعْفُوا اللِّحَى ، وجزوا الشَّوَارِبَ ، وَغَيِّرُوا شَيْبَكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَالنَّصَارَى )) [1]

والملبسُ يطغى عليه الإسبالُ المحرم، أو تبدوا لقصرِه العورةُ المأمور بسترها، أو يُفصَّلُ على هيئة لباس غير المسلمين فتدعو المشابهة شكلاً إلى عدم المخالفة في الأمور الأخرى، والزينة فيها تعدٍ وتجاوزٌ فالذهبُ يتختم به بعض أبناء المسلمين، ومعلومٌ نصوصُ الشرع في تحريم لبس الذهب للرجال وإباحته للنساء بشكل عام ، وفيما يخص التختم: (( رَأَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ وَطَرَحَهُ وَقَال : يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ ، فَقِيل لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُذْ خَاتِمَكَ انْتَفِعْ بِهِ ، قَال : لا وَاللهِ لا آخُذُهُ أَبَداً وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)) [2].

وهكذا يكون التأسي وكذلك يكون الإتباع .

والأمرُ أدهى وأمر .. وفي مضمار التميع وغياب العزِّة والهوية الإسلامية حين يُحتفي بالكفار ويُقدّر الفُجَّار ويُستهانُ بالمسلمين ويُتهم الأخيار ، وكل ذلك خلافُ هدي الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام : ((لا تَبْدَءُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلامِ، وَإِذَا لقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاضْطَرُّوهُ إِلى أَضْيَقِهِ)) [3].

وأخطرُ من ذلك مشاركتهم في أعيادهم وحضورُ احتفالاتهم وتهانيهم بمناسباتهم التي لم يُنْزل الله بها من سلطان، قال تعالى في صفات عباد الرحمن : (( وَالذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)) (الفرقان: من الآية72).

قال مجاهدٌ والربيعُ بن أنسٍ والقاضي أبو يعلى والضحاك -في تفسيرها- : إنها أعيادُ المشركين(ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم ص181).

وعن أنس رضي الله عنه قال: (( قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ وَلهُمْ يَوْمَانِ يَلعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَال : مَا هَذَانِ اليَوْمَانِ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَلعَبُ فِيهِمَا فِي الجَاهِلِيَّةِ ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلكُمْ بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الفِطْرِ )) [4].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله-: ( والمحذورُ في أعياد أهل الكتابين التي نقرّهم عليها أشدُّ من المحذور في أعياد الجاهلية التي لا نقرهم عليها، فإن الأمة قد حُذِّروا مشابهة اليهود والنصارى وأُخبروا أن سيفعلُ قومٌ منهم هذا المحذور بخلاف دين الجاهلية فإنه لا يعود إلاّ في آخر الدهر عند اخترامِ أنفسِ المؤمنين عموماً، ولو لم يكن أشدَّ منه فإنه مثلُه على ما لا يخفى، إذ الشرُّ الذي له فاعلٌ موجود يُخافُ على الناس منه أكثرُ من شرٍّ لا مُقتضى له قوي) [5] .

أما الفاروق عمرُ رضي الله عنه فقد قال: ((إياكم ورطانة الأعاجم ، وأن تدخلوا على المشركين يومَ عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تنْزل عليهم)) [6]

وفي سبيل التشبه الظاهري بالكافرين تأكلُ وتشربُ فئامٌ من المسلمين بالشمال وكأن الأمر عادةٌ من العوائد ليس فيها ملام، والمصطفى صلى الله عليه وسلم يُحذر من هذا ويقول: (( لا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ)) [7].

وتُستبدل تحيةُ الإسلام (السلامُ عليكم) بأنواع من التحايا لا تبلغُ في كمالها ولا في حسنها مبلغَ تحيةِ أهلِ الإسلام هذا فضلاً عن أجر هذه، ووزر تلك إذا قُصد بها التشبهُ بالكافرين بل ويُنهى المسلمون عن مشابهة غير المسلمين في هيئة السلام .

ومع خطورة هذه المشابهات الظاهرية ومثيلاتها وما فيها من تبعية للكفار، فالأمرُ أعظمُ وأخطرُ حين يتجاوز ذلك إلى التشبه في الباطن، فلا يقف الأمرُ عند حدود المحسوسات مع خطورتها بل ويشمل المعنويات، ويأتي على القيم وأنماط التفكير، ويشيع التقليدُ في القضايا الخطرة، وجوانب الحياة الأساسية، فثمة مسلمون يفكرون بعقلية غير إسلامية، وثمة كُتابٌ منتسبون إلى الإسلام وكتابتهم ليست من الإسلام في شيء !!

وما أخطرَ التعليم حين تجري مناهجهُ في بلاد المسلمين على وفق مناهج غير المسلمين، فتنشأ ناشئة المسلمين ضائعة الهوية مسلوخة العقيدة الحقة مفتونةً بقيم وحضارات الكافرين .

وليس أقلَّ خطراً منه الإعلامُ حين تُسير قنواتهُ المختلفة محاكيةً لإعلام غير المسلمين، فتضيُع الحقيقة وتُرتهنُ الكلمة الصادقة، ويروجُ الخداعُ والنفاق، ويغيبُ فيه الدفاعُ عن قضايا المسلمين، ويُمجد من لا يستحق التمجيد، وتسوّدُ الصفحات بتوافه الأمور وسواقط الأخبار، وما أعظم الخطبُ في مجال الاقتصاد إذا نسي المسلمون أو تناسوا زواجر القرآن عن أكل المال الحرام فساد الربا وانتشر الاحتكار ومورس القمار وكان الغشُّ في البيع والشراء، وشابه المسلمون الكفار في سياساتهم الاقتصادية المحرمة ، وأعلنوا الحرب صراحةً مع الله إذ لم يسمحوا بانتشار الاقتصاد الإسلامي النَزيه أو ضيقوا عليه الخناق وكم هو مصابٌ إذا نحيت شريعةُ السماء عن الحكم في الأرض واستبدلت بالقوانين البشرية المستوردة من الكافرين .


صانعة النهضة 2012-12-09 09:27

رد: موجة التقليد والتشبه التي أصابت المسلمين
 
بارك الله فيك على إثارة هذا الموضوع الذي بدأ يقلق مضاجعنا ،فلم تعد مؤسسة من مؤسساتنا التربوية تخلو من مثل هذه المظاهر الغريبة بين شبابنا وناشئتنا ،والغريب في الأمر أنهم يمارسون تقليدهم الغبي بكل جرأة بل وقاحة ويدافعون عن سلوكهم بأنه حرية وحق طبيعي في التفكير واللباس والمظهر. يندفع شبابنا اليوم نحو الخروج عن الطبيعة والمألوف في مظهرهم ويتباهون بذلك لأنهم للأسف يقتدون بمن يرونهم أقوى وأفضل منهم.فالدافع للتقليد إنما هو إحساس بضعف الشخصية أو ضياعها فتنصهر في الآخر متأثرة . فغياب القدوة الحسنة في تربية وتوجيه أبنائنا يرمي بهم للإقتداء بالأسوأ (رياضيون/فنانون /ثائرون على المألوف كالهيب هوب وغيرهم...).

ولورجعنا للأصول الشرعية لعرفنا كيف أن الإسلام يدعو إلى تميز المسلمين عن غيرهم، وما قصة تغيير القبلة في الصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام إلا نموذج لهذا التمييز .ناهيك عن ترغيب الرسول الكريم في كل مناسبة دينية عن مخالفة اليهود والنصارى .ولكن صدق صلى الله عليه وسلم حين قال " قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ "فَمَنْ؟".رواه البخاري ومسلم وغيرهم عن أبي سعيد الخدري.



http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...mZxq38mun2QIyw

أم ريم 2012-12-09 09:30

رد: موجة التقليد والتشبه التي أصابت المسلمين
 
موضوع هادف
بارك الله فيك

abo fatima 2012-12-09 09:40

رد: موجة التقليد والتشبه التي أصابت المسلمين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صانعة النهضة (المشاركة 607294)
بارك الله فيك على إثارة هذا الموضوع الذي بدأ يقلق مضاجعنا ،فلم تعد مؤسسة من مؤسساتنا التربوية تخلو من مثل هذه المظاهر الغريبة بين شبابنا وناشئتنا ،والغريب في الأمر أنهم يمارسون تقليدهم الغبي بكل جرأة بل وقاحة ويدافعون عن سلوكهم بأنه حرية وحق طبيعي في التفكير واللباس والمظهر. يندفع شبابنا اليوم نحو الخروج عن الطبيعة والمألوف في مظهرهم ويتباهون بذلك لأنهم للأسف يقتدون بمن يرونهم أقوى وأفضل منهم.فالدافع للتقليد إنما هو إحساس بضعف الشخصية أو ضياعها فتنصهر في الآخر متأثرة . فغياب القدوة الحسنة في تربية وتوجيه أبنائنا يرمي بهم للإقتداء بالأسوأ (رياضيون/فنانون /ثائرون على المألوف كالهيب هوب وغيرهم...).

ولورجعنا للأصول الشرعية لعرفنا كيف أن الإسلام يدعو إلى تميز المسلمين عن غيرهم، وما قصة تغيير القبلة في الصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام إلا نموذج لهذا التمييز .ناهيك عن ترغيب الرسول الكريم في كل مناسبة دينية عن مخالفة اليهود والنصارى .ولكن صدق صلى الله عليه وسلم حين قال " قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ "فَمَنْ؟".رواه البخاري ومسلم وغيرهم عن أبي سعيد الخدري.



http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:a...mzxq38mun2qiyw

الف شكر لك اختي الكريمة على الاضافة القيمة

تحيتي وتقديري

abo fatima 2012-12-09 09:41

رد: موجة التقليد والتشبه التي أصابت المسلمين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم ريم (المشاركة 607295)
موضوع هادف
بارك الله فيك

شكرا لمرورك اختي الكريمة

لك مني كل التقدير والاحترام



الساعة الآن 23:59

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd