بضاعتنا ردت إلينا بضاعتنا ردت إلينا صحيح أنه من جدّ وجد، ومن زرع حصد، لكن قد يحصل في نظامنا التعليمي أن يجد التلميذ دون أن يجدّ. وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على أن هناك نوعا من العشوائية لا زالت تعبث بنظام التقويم في العملية التعليمية. إن عملية تقييم التلميذ بشكل دقيق تتطلب جهدا كبيرا من طرف المدرس،إذ أن عملية اكتشاف مهارات التلميذ ومعارفه وقدراته من خلال بعض المداد الذي يصبه قلمه في ورقة الامتحان، هو تقييم من زاوية جد مغلقة، تحجب عن المدرس مختلف القدرات التي يتوفر عليها التلميذ. وبالتالي قد تكون أي نقطة وضعها المدرس للتلميذ لا تعكس مستواه الحقيقي . إن اعتماد تقويم من هذا القبيل يجعل الكسول الذكي اجتماعيا يتفوق على من أذكى منه ثقافيا،لأن الأمر لا يتطلب مجهودا فكريا ثقافيا بقدر ما يتطلب إثقان قوانين اللعبة ( لعبة الغش في الامتحان). http://www.ro7ma.net/up/uploads/12948536953.jpg نعرف أن التقييم الذي يعتمد على ما هو متداول في الأوساط التعليمية بعبارة "بضاعتنا ردت إلينا" تجعل من التلميذ جسما مريضا بحيث سرعان ما يتقيأ كل ما راكمه من معارف أثناء الاختبار،والسبب في ذلك هو أنه لا يتقن عملية الهضم،أو بالأحرى لا يتدرب على تقنية الهضم التي ترادف الاستيعاب. وعلى النقيض من ذلك نجد التلميذ المتمكن يعوض عملية التقيئ بإعادة استعمال نفس المهارات والمعارف التي اكتسبها في وضعيات جديدة وهذا هو المطلوب حتى تتطور قدراته وتصقل مهاراته فيصبح عنصرا إيجابيا قادرا على المشاركة في بناء المجتمع. من أهم النقط التي يجب الوقوف عندها،والتي قد تعصف بحياة التلميذ ،هي أن المدرس قد يكون عنه نظرة أولية سرعان ما تتحول إلى نهائية، فيصنفه حتى قبل اختبار كفاءته. وهذا قد يولد لدى التلميذ نوعا من الإحباط والنفور،سرعان ما ينتهي بالفشل الدراسي،وبالتالي يضع التلميذ حدا لمشواره الدراسي حاملا نقطا سوداء غالبا ما تؤثر على سلوكياته فيما بعد. الرسالة التي لا يجب تغيبها أو إغفالها،هي أن كل تلميذ يملك قدرات،إما أن تكون ظاهرة تجعله يبرهن عليها أو تكون باطنية تحتاج إلى مدرس يتقن التنقيب عنها ليكتشفها. |
رد: بضاعتنا ردت إلينا شكرا لك ماذكرته أختي غيض من فيض حول موضوع التقويم مشكل مؤرق فعلا وليس لنا أن ننعت الأستاذ بالقصور في هذا الشأن مادامت هناك مجموعة تسهر على أن تكون المراقبة المستمرة مراقبة تستهدف كل الكفايات لدى المتعلم ولا تبقى حبيسة الجانب المعرفي لكن تلزمه وسائل تسهل قياس هذه الكفايات وتتبع بناءها بشكل أكثر دقة , دون هدر الوقت والجهد من كلا الطرفين |
رد: بضاعتنا ردت إلينا صحيح فعملية التقويم التربوي في البلدان المتقدمة تختلف عما يسود عندنا ونزاوله في مؤسساتنا التربوية الفرق كبير جدا . لا زلنا نعتمد الطرق العقيمة ، ولا يزال التلميذ يبحث في الاجابات عن جميع السبل التي تجعله يحقق الغرض ولو بالغش . |
رد: بضاعتنا ردت إلينا المشكل في جمود الأستاذ وعدم تجديده لطرق الكشف عن مهارات وإمكانيات التلميذ، ومما لا ينبغي أن يقع فيه الأستاذ الحكم المسبق على المتعلم بل لا تفقد سعة صبرك |
رد: بضاعتنا ردت إلينا اقتباس:
كلنا نحمل هم التعليم ...وكلنا أمل في أن نصنع من هذه الأجيال أجيالا تبحث عن نفسها وتجدها في مأمن عما يحاك لها من انقراض قيمي وأخلاقي سلوكي... أملي أن نستطيع تغيير نمط تقويمنا ليتماشى مع انتظاراتنا ونقل المتعلم من مجرد آلة تنقل البضاعة الميتة المتهالكة...إلى فكر وعقل ثاقبين يشحذهما المتعلم لبناء شخصيته المستقبلية. شكرا أختي العزيزة على التفاعل مع الموضوع. |
الساعة الآن 15:34 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd