منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   التراث الأصيل (https://www.profvb.com/vb/f281.html)
-   -   احتفالات عاشوراء , مزيج من طقوس دينية قديمة . (https://www.profvb.com/vb/t109522.html)

الشريف السلاوي 2012-11-22 18:55

احتفالات عاشوراء , مزيج من طقوس دينية قديمة .
 
http://1.bp.blogspot.com/-ajo0iM_W_w...SHORA4.jpg.JPG

حسب بعض المؤرخين الباحثين العادات التي تتخلل عاشوراء تعتبر بقايا من المذهب الشيعي المنتشر بالمغرب خلال القرن 11ميلادي و بهذا امتزجت الطقوس الشيعية و الطقوس الإسلامية و الطقوس اليهودية و الطقوس الأمازيغية عبر مراحل الزمن يمتزج فيها الحزن بالفرح و يكون مناسبة لانتقاد الوضع الداخلي للأهالي في شكل ساخر بتجسيد مظاهر الحرث و الحصاد في لوحات مسرحية تحاكي فصول السنة و من خلال شكل الملابس التنكرية و الأقنعة و الإنشاد و شكل الرقصات فإنها تحيلنا على الكم الهائل من الثرات اليهودي المتنوع الموغل في القدم و الدليل على ذالك هو شيوع هذه العادة داخل المجتمع المغربي .و من التسمية التي يطلقها المغاربة على هذا اليوم وكيفية الاحتفال بهذا اليوم تحيل على أنه عيد ديني إسلامي، فإن الطقوس الاحتفالية تعود إلى الديانة اليهودية التي عرفها المغرب قرونا طويلة قبل مجيء الإسلام. و كذلك البصمة التي تركها الشيعة بالمغرب قديما.



عاشوراء و الاطفال
وأجمل ما في عاشوراء المغربية طقوس الأطفال في احتفالهم باللعب. و يمثل تاريخ احتفال الأطفال بهذه باللعب العيشورية تاريخا لتطور هذه الألعاب في حد ذاتها حسب ما تتيحة الإمكانيات الذاتية في كل جهة مغربية وفي كل قرية أو مدينة.


فتتم فتح الكتاتيب القرآنية صباح يوم عاشوراء إلى وقت الضحى لتحصل البركة طوال العام ثم تعطيلها بعد ذلك بقية اليوم وقد تمتد العطلة أياما ثلاثة أو عشرة، ويُطلق على هذه العطلة لفظ "العواشر". حث الأطفال على الصيام وشراء "الهدايا" لهم، منها ما يكون للذكور كالطبول وللإناث الدمى والطعارج (آلات إيقاعية تشبه الطبل، لكنها أصغر حجما). اقتناء ملابس جديدة أو خياطتها تيمنا بهذا اليوم وفق ما هو شائع من أن الذي يخيط في عاشوراء يخيط طوال السنة.


فقد كانت أجيال الأطفال الماضية تصنع لعبها بيدها وكانت مواسم عاشوراء فرصة للتجريب والاختراع في فن صناعة اللعب فالفتيات يتبارين في صنع الدمى من القصب وبقايا الأقمشة والخيوط أما الفتيان فكانوا يتبارون في صنع العجلات والعربات من نفايات الأسلاك وخرذوات البلاستيك والقصدير. ولعل ما يميز عاشوراء المغربية أنها تحولت إلى احتفال طفولي بامتياز بعيدا عن ا المذهبية والطائفية في كثير من جهات العالم الإسلامي في هذا اليوم ففي هذا اليوم تعبر الطفولة المغربية عن حسها الإبداعي في شكل أداء جماعي في الساحات الفسيحة وعند نواصي الشوارع. رغم ما يقد يشوب تلك الألعاب أحيانا من عنف وخاصة عند ليلة عاشوراء التي تسمى لدى الأطفال ب ( الشعالة) التي توقد فيها النيران المتوهجة العظيمة.
أما اليوم فقد بدأ النمط العصري يلقي بثقله على تلك الطقوس العيشورية القديمة و بدأت يغيب ذلك الحس الإبداعي عند الأطفال الجدد في إعداد لعبهم، بعدما صارت تأتي إليهم جاهزة تبهر الأنظار بألوانها وأحجامها وتقنياتها العالية ولكن عليها علامة تجارية مسجلة صينية أو تايوانية.


صواريخ ومفرقعات عاشوراء


http://4.bp.blogspot.com/--l_OL0GCvB...81-3598237.jpg


تنتشر في الأيام التي تسبق العاشر من شهر محرم الحرام، وحتى أثناءه وبعده، ظاهرة لعب الأطفال بـ''متفجرات'' يدوية صغيرة تحمل أسماء مختلفة: ''المين'' و''الصواريخ'' و''البوطات''، يتداولونها فيما بينهم، يشاركون بها في ''معارك'' صغيرة خيالية تؤذيهم أكثر مما تمتعهم، بل قد ينقلب اللعب إلى مآس وحوادث مؤسفة، لكن بحمد الله تعالى، بدأ هذا''اللعب الخطير''يخف بشكل ملحوظ في السنتين الأخيرتين.

يقول أحد الباعة الموسميين عن هذا النوع من التجارة: ''إنها مواد خطيرة حقا على سلامة الأطفال، ولقد تم منع بيعها في كثير من نقط البيع بسبب الأضرار التي تحدثها، ومع ذلك ما يزال بعض منعدمي الضمير يأتون بها عبر السوق السوداء، ويبيعونها خفية حتى لا يتعرضوا للمساءلة."




النساء أكثر حرية

صورة لعاشوراء من عشرينيات القرن الماضي

تقوم النساء والفتيات قبل هذا اليوم بتخضيب شعر رأسهن بالحناء وكذا أيديهن وأرجلهن بها مع وضع شيء منها في أكف الأطفال وحتى بعض الرجال ومن مُرددات النساء، اكتحال النساء واستياكهن في الغالب، وقد جمّلن شعرهن بالحناء وأطلقنه :
"عاشوري عاشوري.. عليك نطلق شعوري".
وإن كان بعضهن يمتنعن عن ذلك أيام عاشوراء بدءا من فاتح محرم و يتهيأن بأن يقمن بذلك قبل حلول الشهر، وهو امتناع يرتبط بمظهر الحزن. و يلاحظ في مناسبة عاشوراء بالمغرب أن النساء يتمتعن بحرية في هذه المناسبة إذ لا يلبث الرجال أن يستعيدوا نفوذهم مع إطلالة عيد المولد النبوي الشريف على نحو ما تعني هذه المقولة التي تتغنى بها النساء في عاشوراء:
هذا عاشور ما علينا الحكام أللا
عيد الميلود يتحكموا الرجال أللا

يتم في ليلة عاشوراء إيقاد النار في الشواع والميادين العامة، ويطلق عليها "شعالة" أو"شعايلة" أو "تشعالت" في اللهجة الأمازيغية. وبعد إيقاد النار يبدأ القفز عليها باعتبار أن ذلك يزيل الشر ويبعده بل إن البعض يشعلون النار في أفنية منازلهم ويأخذون في الدوران حولها وهم يطبلون ويزمرون ويغنون.

و عن قفز النار فالمشاع أن كل من تمكن من قفزها يترك فيها ذنوبه كما يعتقد أنها تخلصهم من تعاستهم و سوء الحظ كما أن هناك اعتقاد سائد أن كل من يحترق بنار عاشوراء لن يشفى من علته الا في نفس الفترة من العام القادم إذا ما استثنينا تقاليد " امعشارن الامازيغية ".


أما في البوادي كما في المدن تجد ألسنة النار الملتهبة مشتعلة والدخان يتعالى،حرائق هنا وهناك لعجلات السيارات وكل المواد القابلة للاحتراق والصبية يتضاغنون ويرددون أغاني منها المفهوم ومنها غير ذلك،وكانت في ما مضى تلقى فيها التعاويذ والبخور من طرف النساء دفعا للعين والسحر وكل أنواع الشرور في هذا اليوم.

تجدر الإشارة إلى ما كان يقع في بعض المدن كمراكش حيث تلقى في النار بعض الدمى والصور و منها ما يمثل قاتل الحسين وكذا إلى ما يحدث في مناطق أخرى لا سيما في الأطلس الصغير، إذ تتحلق النساء حول النار ويأخذن في البكاء والندب والنواح و قبل أن تخمد النار يدفئن الماء عليها ليتوضأن به أو يغتسلن تبركا به وعلاجا.

و عن شعائر النار هناك اختلاف في المرجعيات البعض يقول أنها طقس ديني قديم يعود إلى العصر الأول البدائي أي حين كان الأمازيغ يعبدون النار و يمجدونها مستمدين أدلتهم من الأشعار و الشعارات التي يرددونها و الطقوس الخاصة بإشعاله.


فالنار إذن طقس مغربي إندس الى هذه الاحتفالية من جغرافية الطقوس الوثنية التي كانت سائدة بالمغرب قبل مجئ الاسلام حين كان المغاربة يقدسون قوى الطبيعة من شمس و أقمار و ماء و نار و هو الاضافة التي تجعل عاشوراء يوم احتفال بالمغرب بينما تكون يوم حزن بالمشرق العربي.


ماء عشوراء أو " زمزم "


http://1.bp.blogspot.com/-vbUPnxVgzY...1eee922923.jpg
صورة : الكرابة يسقون المارة بالماء

كان شائعا أن يلجأ حمالو الماء المعروفون بـ"الكرابة" إلى ملء قربهم و إفراغها في الأرض مقابل ما يعطيه المارة والمتجولون. سألنا عن السر في هذه العادة المعروفة بـ"زمزم" فكان الرد:


"إن النساء في سنوات غابرة كن يقمن باكرا فيغتسلن بالماء البارد حتى يكون العام مليئا بالخير وبالحيوية والنشاط، و في حالة عدم استيقاظ الفتيات باكرا كانت تلجأ الأمهات إلى رشهن بالماء حتى يضطررن للاستيقاظ، لكن سرعان ما تجاوزت هذه العادة البيوت المغربية لتخرج إلى أزقتها وشوارعها حيث يصب الماء على المارة".

http://3.bp.blogspot.com/-InGisFQEWz...20/images.jpeg
رش الجيران و المارة بالماء

ويقال أيضا أنعادة رش المياه، التي يحتفل بها أغلب المغاربة، ويعتقدون أنها جزء من العادات الإسلامية، إلى طقوس من الديانة اليهودية، كان يتمسك بها اليهود المغاربة منذ قرون، حيث أنهم يعتقدون أن الماء كان سببا لنجاة نبيهم موسى عليه السلام في هذا اليوم من بطش فرعون وجنوده، كما يؤكد ذلك القصص القرآني، وهو الأمر الذي استوعبه الإسلام وجعله جزء منه، بالتنصيص على صوم يوم عاشوراء، ابتهاجا بإنقاذ الله لنبيه موسى، مع زيادة صوم يوم التاسع من شهر محرم، لمخالفة اليهود والتميز عنهم.

في صباح اليوم العاشر من شهر محرم (عاشوراء) بعد الاستيقاظ يبدأ التسلح، فالصغار والمراهقين يبحثون عن الأواني يختطفوهم من المطبخ خفية من أبائهم وأمهاتهم وفي بعض الأحيان بموافقة منهم فيملئوها بالماء و يصبونها على أفراد الأسرة في البداية، ثم ينتقلون إلى الجيران و بعدهم المارة في الشوارع،وتبدأ المطاردات بين الذكور والإناث في كل الشوارع والأزقة ويتبعها التقاذف بالبيض و تشعر وكأنك أمام رسوم كاريكاتير في حرب المياه التي تستمر لساعات. ومن يرفض الاحتفال بماء "زمزم" من المارة، عبر رش القليل منه على ثيابه، قد يتعرض لتناوب عدد من المتطوعين لإغراق ثيابه بكل ما لديهم من مياه.


فاكهة و طعام عاشوراء



يكسر المغاربة صيامهم بالوليمة تقدم لهم الفواكه الجافة (الفاكية) والتي تم شرائها لهذا اليوم مخصوص. وتنصب يوم عاشوراء خيام في وسط الأسواق المركزية وعلى قارعة الطرق في كل المدن المغربية تعرض فيها الأنواع المختلفة والمتعددة من الفواكه الجافة.


ومن هذه الفاكية ،التمر واللوز و (الشريحة) أو التين و(كالوكاو) الفستق والزبيب والحمص و(الكركاع) أي الجوز، وذلك بأثمان مختلفة بحسب جودة السلع المعروضة. وتقترن خيام الفاكية بمناسبة عاشوراء فهي تجارة موسمية لا يتعدى عمرها العشرين يوما وتقدم للضيوف مع كؤوس الشاي بالنعناع.

وعن الطعام، تقام الولائم وتجتمع الأسر حولها والطبق الرئيسي في عاشوراء هو الكسكس وقد يكون معها شيء من القديد مع أمعاء الكبش المجفف التي يصنع منها ما يعرف "بالكرداس" و البعض يفضل أن يكون اللحم المستخدم من لحم ذيل الخروف أو البقرة أو من لحم الكتف وبسبع أنواع من الخضار.

و أصبح المغاربة يحرصون على صيام ذلك اليوم الذي نجا فيه موسي بإذن ربه من بطش فرعون، فأصبحت الوليمة تقدم مع آذان المغرب بعد أن كانت تقدم وقت الغداء.


بابا عاشور أو بابا نويل المغربي




حق بابا عيشور هو نشاط للأطفال في فترة عيد عاشوراء حيث يجول الأطفال من منزل لآخر مرتدين الاقنعة والازياء التنكرية يطلبون الحلوى و الفواكه الجافة او حتى النقود وذلك بإلقاء السؤال "حق بابا عيشور؟" على من يفتح الباب. يعتبر حق بابا عيشور من أهم التقاليد في عاشوراء. حيث يقوم كل من يسكن في حي فيه الكثير من الأولاد بشراء الحلوى و الفواكه الجافة وتحضيرها لحين قدوم الأولاد في العيد. اصبح هذا التقليد مشهورا في الا ونة الاخيرة حيث يعتبر كبديلا للالعاب النارية التي تؤدي عادة الى مجموعة من الحوادث.



عاشوراء.. عيد السحر



عاشوراء هي واحدة من أبرز وأهم المناسبات في يومية المتعاطين للسحر بالمغرب. إذ لها في اعتقادهم «منزلة» توافق أعمال السحر (المنزلة تنطق بتسكين الميم، وتعني أنها تحقق شرط الزمان المناسب لنجاح العمل السحري)، وبالأخص منها تلك التي تستهدف جلب المودة والوئام بين الأزواج أو العاشقين.

ولعل من أشهر الوجبات المطبخية التي تحضرها الزوجات الراغبات في كسب ود أو طاعة أزواجهن أو بهدف إخضاعهم، هي طبق الكسكس بذيالة الحولي، حيث تأخذ المرأة ذيل الخروف الذي احتفظت به من كبش خروف العيد مجففا بالملح، وبعد أن تعمل على ترطيبه بنقعه في الماء الساخن، تحشو فقرات الذيل بمستحضرات سحرية ثم تضع الذيل بعد ذلك في الكسكس مع إحكام إغلاقه بـ"القفال"، وهو عبارة عن قطعة ثوب تستعمل لربط جزئي آنية طبخ الكسكس (الكسكاس).

وتؤكد بعض ربات البيوت، المتخصصات في إعداد هذا النوع من السحر، أن الوجبة تجعل الرجل الذي يتناولها "طيّعا كالحرير في يد زوجته"، بمعنى أن الأثر السحري المترتب عن العملية يجعل الزوج مطاوعا لزوجته ومستجيبا لرغباتها، ويدوم مفعولها عاما كاملا، أي إلى عاشوراء الموالية.


منقول للاطلاع

ياقوتة 2012-11-22 19:11

رد: احتفالات عاشوراء , مزيج من طقوس دينية قديمة .
 

الشريف السلاوي 2012-11-25 09:54

رد: احتفالات عاشوراء , مزيج من طقوس دينية قديمة .
 
شكرا لمرورك البهي أختي ياقوتة .

abouimane 2012-11-25 10:06

رد: احتفالات عاشوراء , مزيج من طقوس دينية قديمة .
 
شكرا لك على الموضوع
سلاميــــ

الشريف السلاوي 2012-11-25 19:02

رد: احتفالات عاشوراء , مزيج من طقوس دينية قديمة .
 
بارك الله فيك أخي الكريم .


الساعة الآن 23:57

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd