2012-11-20, 23:21
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | القرارات الفوقية تضرب مبادئ الحكامة واللامركزية | القرارات الفوقية تضرب مبادئ الحكامة واللامركزية رضوان الحسني تم اتخاذ قرار بإلغاء العمل ببيداغوجيا الإدماج، ومؤخرا، اعتمدت الوزارة الكفايات كبديل، كباحث في المجال التربوي، كيف تقبلت هذه القرارات؟ > يحيل سؤالك هذا على القولة الشهيرة «إذا أسنِدت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة»، والدليل على هذا الحكم الذي لا نعتبره جاهزا أو مسبقا، أن الكفايات كغاية أو مقصد تربويّ قد سطر داخل الميثاق الوطني للتربية والتكوين لأزيدَ من 12 سنة، وقد كانت بيداغوجيا الإدماج إحدى الطرق لبناء الكفايات لدى المعلمات والمتعلمين، كباقي الطرق التعليمية المتنوعة والمتكاملة، كالوضعيات، المسائل أو المشكلات والتقصي والمشروع والفارقية وغيرها... إلا أن المشكل هو تحول «المدبرين» للشأن التربوي في المغرب إلى ما يذهب إليه المناطقة بـ»وضع المحراث أمام الثيران»، حيث اختلط لديهم التمييز بين الغاية (الكفايات) والوسيلة «بيداغوجيا الإدماج».. من هنا يظهر، بكل جلاء، أننا سوف لن نواكب الإصلاح التربويَّ المأمول، وإنما سنعود به إلى الخلف في فترة حرجة من تاريخ الإنسانية، المعولة على الاستثمار في الرأسمال البشري كرافعة لتحقيق التنمية المتوخاة . دعت الوزارة في بلاغ لها الباحثين والخبراء في الحقل التعليميّ إلى المساهمة بأبحاث أو دراسات تتناول القضايا التربوية، ما هي، في نظرك، أهم المرتكزات التي يجب الاعتماد عليها في هذه البحوث والدراسات لبناء نظام تربوي فعال وعملي؟
> لا بد من التنبيه إلى مسألة جوهرية، تتمثل في كون الشأن التربوي هو في واقعه من مهام واهتمامات جميع المكونات الوطنية، وقطب الرحى والعمود الفقري الملقاة عليهما مسؤولية ومصير المجتمع برمته، ولذلك فإنه من باب المنطق السليم ألا يدبّـَر هذا القطاع الحيوي من طرف شخص واحد (وزير) وإنما من طرف فريق متعدد ومتكامل الاختصاصات والكفاءات، وفق مفهوم الزعيم الراحل علال الفاسي، الذي نادى بأهمية الصفوة أو النخبة الوطنية، الصادقة والمخلصة في تدبير شؤون المجتمع، حتى تتحقق النهضة المأمولة لوطننا. بخصوص بلاغ الوزارة، فهي لا تعرف الواقع الحقيقي للتراكمات التربوية والبيداغوجية التي قام بها الباحثون المغاربة منذ الاستقلال حتى اليوم، والسؤال المطروح الآن هو: كانت هل الوزارات المتعاقبة تقرأ بعض نتائج هذه الدراسات والبحوث؟.. الدراسات والبحوث التي خلصت إلى كون الإصلاح يتطلب إرساء مركبات تربوية عوض زرع حجرات هنا وهناك بشكل جزافي أو الحديث الذي أضحى يروج حول المدرسة الجماعاتية، التي صُرِفت عليها أموالٌ طائلة دون أي نتيجة تذكر، لأن تدبيرها كان فوقيّا وممركزا وغير خاضع لمنطق ومبادئ الحاكمة، كما هو الشأن بالنسبة إلى لمختلف البلاغات والقرارات التي أضحت تمطرنا بها سماء وزارة الحكومة الحالية . هل يمكن اعتبار هذا النداء مجردَ رمي للكرة إلى منتقدي قرار الوزارة بإلغاء بيداغوجيا الإدماج والذين طالبوها بالبديل؟
> إن هذا النداء وغيره من القرارات الفوقية والممركزة والمُنزَّلة، هي في عمقها تضرب صميم ما توافقت عليه الأمة المغربية عندما أقرّت اللامركزية واللاتركيز وعندما وطد ملك المغرب التوجه وفق الحكامة والجهوية الموسعة؛ وسيتناول أحد الباحثين بطاقم مجلتنا «عالم التربية» تحليل الدعامات أو التوجهات التربوية لبلوغ الجودة المنشودة داخل المنظومة التربوية المغربية من خلال إحدى الخطابات الملكية السامية الأخيرة، التي شكلت قاعدة صلبة، حسب رأي وتحليل الباحث.. كما أود التنبيه إلى أنني لا أنطلق من «الفكرة»، التي تدعو إلى أن «المثقف هو بالضرورة الثائر»، بل المنطلق السليم للمثقف هو «الإصلاح»، وبالتالي فإن ما ينبغي التركيز عليه في هذا الصدد هو أن الوزارة المعنية ينبغي عليها أن تعيّ أن المغرب الحديث والحداثيَّ لم يعد مستمرا في ذهنية الستينيات حسب المفهوم الذي سبق أن حددناه بخصوص «الذاكرة المتسمرة»، بل إن المجتمعات العربية في هذا العصر قد وصلت إلى مستوى من النضج والوعي، وفي الوقت نفسه تمر بمرحلة تحولية حساسة وحرِجة، تمثلت، بالأساس، في «الربيع العربي» وفي المغرب في حركة 20 فبراير، ولذلك، لا بد من ضرورة التريّث والتأني والتبصر والعودة إلى جادة الصواب، المتمثلة في اعتماد مبادئ وقيّم الحكامة للوصول إلى قرارات متوافـَق عليها من طرف كل مكونات المجتمع المغربي، خاصة عندما يتعلق الأمر بمجال حساس، مثل التربية والتكوين .
باحث في مجال التربية و التكوين
عبد الكريم غريب | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=602836 |
| |