منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   التربية الصحية (https://www.profvb.com/vb/f96.html)
-   -   الرضاعة الطبيعية (https://www.profvb.com/vb/t109383.html)

صانعة النهضة 2017-04-15 16:29

رد: الرضاعة الطبيعية
 
الرَّضَاعَةُ الطَّبِيعِيَّةُ.. مِنْ مَنْظُورٍ إسْلاَمِي.


عبد الواحد المسقاد نشر في هبة بريس يوم 14 - 04 - 2017


تعتبر الرّضاعة الطبيعية للطّفل في عامه الأول والثاني، عاملا أساسيا في الحفاظ على نموه الصحي والنفسي، وهي أهم مظهر من مظاهر الرعاية واحتضان الطفل؛ ولا يخفى علينا أهمية وفوائد الرضاعة الطبيعة، لقد أوصى القرآن الكريم الوالدين برضاعة أبنائهم، وحدّد المدة في حولين كاملين؛ لكي يكون النمو سليماً، ويكتسب الطفل قوة ومناعة، تحميه من بعض الأمراض، التي انتشرت في عصرنا الراهن، نتيجة إعراضنا عن ماهو طبيعي، وتهافتنا على ما هو اصطناعي،ولتجلية هذه الحقيقة؛ ارتأيت أن استهل هذا المقال بآية قرآنية،تحث على الرضاعة الطبيعة، وتلزم الآباء بذلك، قال تعالى:" وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ " البقرة : 233

قال بعض أهل العلم: هذا أمر في صورة الخبر (يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ) أي: فليرضعن أولادهن، فيجب عليها خصوصاً إذا لم يقبل غير ثديها، وتأثم لو لم ترضعه في هذه الحالة، ولا يفطم قبل السنتين إلا بالتراضي والتشاور بين الأبوين، لقوله تعالى:

{ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ } البقرة:233.

فلا يحق لأحد الأبوين أن يتفرد بقرار فطم الولد، تصوروا وتأملوا قضية فطم الولد المتعلقة بتغذيته، ليس الأب حراً فيها ولا الأم، لا بد من قرارٍ مشترك مبني على مصلحة الولد { فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ } البقرة:233. وربما يحتاجان إلى مشاورة الطبيب، كل هذا احتياطاً لسلامة الطفل، وتغذيته ومصلحته جاءت به الشريعة، أسمى شريعة.

يقول سيد قطب في شرحه لهذه الآية:" يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين؛ لأنه سبحانه يعلم أن هذه الفترة هي المُثلى من جميع الوجوه الصحية والنفسية للطفل . . { لمن أراد أن يتم الرضاعة }

وتثبت البحوث الصحية والنفسية اليوم أن فترة عامين ضرورية لينمو الطفل نمواً سليماً من الوجهتين الصحية والنفسية ، ولكن نعمة الله على الجماعة المسلمة لم تنتظر بهم حتى يعلموا هذا من تجاربهم ، فالرصيد الإنساني من ذخيرة الطفولة لم يكن ليترك يأكله الجهل كل هذا الأمد الطويل ، والله رحيم بعباده ، وبخاصة بهؤلاء الصغار الضعاف المحتاجين للعطف والرعاية ".

الإسلام إذن ، يُلزم الأمّهاتِ الوالداتِ ، والمطلَّقات في الوقت نفسه بإرضاع أولادهن من أزواجهن الذين انتهت علاقتهن الزوجية بهم، لمدة عامين.. وبذلك يضعهنَّ من جديد في خدمة هؤلاء الأزواج السابقين لمصلحة الأولاد من الجانبين. وإذ يصنع ذلك فإنه يرى لِلبنِ الأم فائدة في تربية طفلها الذي وَلَدَتْه على الأخص، وهى ليست فائدة مادِّيّة تعود على نمُوِّ بدنه ووقايته من كثير من الأمراض فحسب، بل فائدة نفسية.. فائدة إنسانية بشرية، وهى أن الأمَّ تنقل إلى طفلها ،أو إلى أي طفل أخر تُرضعه منها مع اللبن كغذاء طبيعي: العواطفَ الإنسانية والمعانيَ البشرية الخاصة، من تبادُل الحَنان.. وتبادُل البَسَمات.. وتبادل القيمة بالكائن الإنساني الجديد. فيشِبُّ هذا المولود الصغير وهو يُحِسُّ بكِيانه في المجتمع على أنه عضو فيه؛ لأنه عضو ملحوظ بالرعاية في الأسرة وفي حضانة الأم له. كما يتجاوز بالحنان والبسمات وبالقيمة الإنسانية المتبادَلة غير أمِّه، ممن يعيشون في مُحيطه من الآخرين صغارًا وكبارًا على السواء. وهو إذن ليس معزولاً، ولا منبوذًا، ولا متشائمًا، ولا مُحِسًّا بنقص في اعتباره البشريِّ.



فوائد الرضاعة للولد :

-1 لبن الأم معقم جاهز ليس به مكروبات .

-2 لبن الأم لا يماثله أي لبن محضَّر من البقر أو الغنم أو الإبل ، فقد صُمِّم ورُكب ليفي بحاجات الطفل يوماً بعد يوم ، منذ ولادته حتى سن الفطام .

-3 يحتوي لبن الأم على كميات كافية من البروتين والسكر بنسب تناسب الطفل تماماً ، بينما البروتينات الموجودة في لبن الأبقار والأغنام والجواميس عسيرة الهضم على معدة الطفل لأنها أُعدت لتناسب أولاد تلك الحيوانات .

- 4 نمو الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم أسرع وأكمل من نمو أولئك الأطفال الذين يُعطون القارورة .

-5 الارتباط النفسي والعاطفي بين الأم وطفلها .

-6 يحتوي لبن الأم على العناصر المختلفة الضرورية لتغذية الطفل وفق الكمية والكيفية التي يحتاجها جسمه ، والتي تناسب قدرته على الهضم والامتصاص . وعناصر التغذية غير ثابتة ، وتتغير يوماً بعد يوم وفق حاجات الطفل .

-7 يُحفظ لبن الأم تحت درجة من الحرارة معقوله يستجيب تلقائياً لحاجيات الطفل ، ويمكن الحصول عليه في أي وقت .

المصادر والمراجع:
ü
القرآن الكريم.
ü في ظلال القرآن، لسيد قطب،الجزء 1 ص: 235
ü كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام، للبسام، الجز،5 / ص:107
ü دروس للشيخ، محمد المنجد، الجزء،206ص:8
ü فتاوى رأي الدين د. محمد البهي ، الجزء 214، ص:3


الساعة الآن 13:55

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd