منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   القصة (https://www.profvb.com/vb/f214.html)
-   -   خواطر ليلية (https://www.profvb.com/vb/t108984.html)

احمد يحيى 2012-11-16 13:02

خواطر ليلية
 
خواطر ليلية


وهو يستمع لأغنية فيروز " طلعت يا ما أحلاها شمس الشموسي " تذكر أياما وأياما بل ساعات عاش فيها مزيجا من الحلو والمر و وطارت به الأفكار و كأنه ابن العشرين , حيث التقى بمن كانت تدرس معه في الفصل بمركز التكوين وقد أحبها بحب لم يعرف مثله ولم يدق طعم مرارته في غيره من سواها , وتذكر أيام كان يحمل القهوة بدل النادل إليها وهي تجلس مع صديقتها صفاء وتقول له شكرا, فكان حينها أشبه بمن سيقت له الجنة عند قدميه , وتذكر حين كان الكل في المركز يعتبر خديجة لا يمكن أن تكون لغير علي ذاك الفتى الذي يتنفس خديجة ولا يذكر غير اسمها حتى بين أصدقائه , وتذكر أغاني مارسيل خليفة وخصوصا " اشتقت لخبز أمي" , لكنه لا يحب أن يتذكر يوم اكتشف, بعدما كان قد اتفق مع أبيها أنه سوف يخطبها منه فرد الحاج " مصطفى" إنها لك يا ولدي , اكتشف أنها على علاقة مع أعز صديق له ومن يتقاسم معه المسكن والمشرب وكأس الشاي وكان يعتبره قدوته في الصلاح والتقوى , لا يحب أن يتذكر وهو يكتب هذه الأسطر حين كان يرافقها من بيت أبيها لتصلي الفجر وقيام الليل مع الأخوات, كان يرافق النعجة للذئب ليفترسها , كم كان غبيا وكيف له مسكين أن يعرف لقد كانت منقبة ولا أحد يمكن أن يتصور أنها كانت تقوم بشيء كهذا , امتلأت الآن عيناه بالدموع فقرر أن يتوقف عن الكتابة , لكنه صبر أكثر من خمسة عشرة سنة أفلا يصبر الآن ؟
تذكر حين صارحته بأنها تريد " سعيد " و أنها كانت معه منذ أيام الكلية , وتأكد لعلي الأمر حين واجه سعيد بالأمر فاعترف , " لا تصلح لك يا أخ علي "
أي أخوة هذه ؟ ,
فمن كانت سبب تقواه وسعادته انقلبت في رمشة عين إلى تعاسته و عصيانه, تذكر أول سجارة ينفث دخانها في الهواء بسببها وأول كأس خمر وقعت قطراته في معدته
انقلبت حياة " علي " رأسا على عقب , فكاد يرسب في سنة التخرج لأنه اكتشف الأمر شهر قبيل التخرج إذ كان من المنتظر أن يعقد عليها في تلك الأيام , تذكر يوم لم يتمالك " الحاج مصطفى " نفسه مسكين وبكى على كتف " علي" حتى أغمي عليه وهو يردد "أنت تستاهل لالاها , بنت الحرام وسخت راسي في الغيس"
تذكر حين خرج ذاك الأربعاء من المنزل متجها ولا يعرف وجهته وكأن القدر يسوقه , وهو يمر بجوار سور المدينة القديمة يجر أصبعه فوقه وكأنه يخط طلسما أو كمن يضع علامة في متاهة كي لا يضل طريقه , صاح كالمجنون " خديجة , خديجة" وكأن المدينة فارغة , والناس ينظرون إليه .
التفتت إليه وقالت " نعم,؟"
" اسمحي لي , ظننتك خديجة " رد عليها علي والعرق يتصبب على جبهته, كأنها هي, يا سبحان الله
لم تكن سوى فتاة تلبس جلبابا مثل جلبابها, ألا ترى كم كان مسكينا يلعب به الهوى أيما لعب ,
قرر أن يتبعها ويكلمها , قال في نفسه " ربما ربي بعثها لي" , لكن الفتاة صدته , راقبها عن بعد مسافة ساعة حتى دخلت بيتها
مر أسبوع وفي نفس الوقت ومن النفس المكان تمر الفتاة شبيهة خديجة , كلمها " علي" وقرر أن يصارحها بكل شيء وأنه لا يدعي الأمر وأنه ربما يكون نصيبها, مرت الأمور بسرعة فائقة تقدم لأبويها لخطبتها ظنا منه أنه سينسى خديجة , لقد كانت نعم الزوجة له كانت هبة من الله له , لكنه صارحها بكل شيء ربما أخطأ, فكانت مسكينة "نعيمة" تتمنى أن تسمع من زوجها كلمة " أحبك" , لكنه كان يجيبها في كل مرة " لا أستطيع أن أنطقها , أنت غالية عندي بل وأغلى الناس "
تذكر يوم كان راجعا من السفر في الحافلة , و لم يجد- يا للقدر- سوى مكانا شاغرا بالقرب من ..... لقد كانت هي , نعم إنها هي , تمالك نفسه , لقد نسيها , أو أنساه الزمان , كلا لم ينساها, نظر يمينا ويسارا " اتسمحين أختي أن أجلس ؟" كلمها كأنه لا يعرفها
- - من؟

-علي؟

-أهلا, كيف حالك؟ اجلس, اجلس
- - من أنت؟ كيف حالك ؟ بخير ؟ ووالدك؟
- - الحمد لله؟
- - آه, الدنيا صغيرة و ألا تظنين ذالك
- - نعم
- - كيف حال " سعيد"؟
- - لم نتزوج
استغل علي الفرصة ورد بسرعة كأنه ينتظر آخر حرف يخرج من فيههاا
- - أما أنا فقد تزوجت ورزقني الله بطفلين , سمير وخديجة
- - حقا؟
- - نعم
قال في نفسه " يا للنحس", "سفر تعس", ندم على أنه ربما جرحها بكلامه, لكنه استرسل في الكلام قائلا
- - لم نلتق منذ ذالك العهد
- - لماذا ؟
- - لأنه رفض الزواج بي وقال بأننا لم نكن متفقين على الزواج
- ربي سيجازي الظالم , أليس كذالك؟
- - لاشك
في هذه الأثناء وهروبا من الكلام ولكي لا يمني نفسه بشيء ربما لا يتحقق أخرج قصة فرنسية كانت في حقيبته كعادته , لكنها بادرته بالسؤال
- -أما زلت مولعا بقراءة القصص ؟
- - كما ترين , رد عليها غير ناظر لها , وانهمك في القراءة , فتارة يعيش مع أحداث القصة ومرة ترجع به الذكريات إلى الأيام الخوالي
وصلت الحافلة إلى المدينة ودخلت المحطة الطرقية نزلا معا , ساعدها في حمل الأمتعة إلى الطاكسي
ورجع علي عند زوجته التي استقبلته كعادتها بقبلة وعناق , وما يخفف عن علي أن زوجته تشبه صورتها صورة محبو بته , ربما كان مقدرا عليه أن يعيش دائما بعيدا عن " خديجة" جسدا لكنها حاضرة في باله من خلال شبيهتها
في إحدى الأيام وبينما هو راجع من السوق وبجانبه زوجته " نعيمة" وقف عند إشارة الضوء الأحمر فأبصرها
- - نعيمة, انظري , ألا تشبهك تلك المرأة ؟
- - آه, سبحان الله
- - إنها هي
- - من؟ من تقصد؟
- -خديجة
- - خديجةالت.....
- - نعم هي
وتابعا الحديث عنها وزوجته تسايره مسكينة في الكلام , حتى قالت
- كل واحد وحظه من هذه الدنيا " حتى واحد ما جبرا كما ابغاها"

الشريف السلاوي 2012-11-16 13:44

رد: خواطر ليلية
 
كل واحد وحظه من هذه الدنيا " حتى واحد ما جبرها كما ابغاها"
حكمة بليغة تنتهي بها القصة الرائعة و الممتعة .
في انتظار جديدك أخي الكريم .

نزيه لحسن 2012-11-16 15:49

رد: خواطر ليلية
 
صمت الليل أوحى للقلم بخاطرة رائعة البناء ، و جميلة المحكى ...لكن ، لكن تمت القراءة للنص بصعوبة شديدة ، نظرا لحجم الخط الذي يجعل العينين في محنة ...


والمحنة الكبيرة ، هي تلك التي تعيشها الزوجة نعيمة ، و زوجها لم يستطع بعد نسيان الماضي بكل حيثياته !

يجب على البطل أن يحاول ، فليس هناك حيزا للمستحيل .


مودتي .


الساعة الآن 15:33

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd