2012-12-22, 20:06
|
رقم المشاركة : 20 |
إحصائية
العضو | | | رد: رسائل ملونة | (11) رسالة إلى الـمُعَلِّم.. و بعد/ فتحية أصفى من ماء الغمام و أطيب من ريح المسك إليك أيها السيد الشريف و العَلم الفاضل ألاشكر الله صنيعك و صوب طريقك و نفع بعلومك و فنونك و كلل بالنجاح جهودك. فلولاك- بعد الله -ما قرأ الناس كتابا ولا سطرت أقلام حروفا على قرطاس. فهنيئا لك التعليم بعد العلم, حُق لمثلك أن يفخر بتلك العطية و المنزلة العلية,فقد قيل –كما تعلم-:"إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك" ,فهلا شكرت ربك ! أيها المعلم! أنت مربي الأجيال و ناشر النور و فاتح العقول و راسم طريق الأمجاد و الحادي إلى مدارج الوصول ,نريدك طبيبا مداويا و أبا مربيا :بنطقه و صمته و كذا بحسن سمته. فلكم يحزن القلب و يشتد وجيبه لما يراك غاشا مماطلا, أو كسولا متثاقلا, أو عبوسا قمطريرا ,أو رث الهيئة, أو معولا هادما للفضيلة, أو داعيا إلى الرذيلة, أو مخالفا للمبادئ و الأصول, أو داء فتاكا بالعقول ..فنعيذك بالله من ذلك الحال. أيها المعلم! لا تترك أبدا أيامك تمر دون أن تخلف في نفوس طلابك بصمة من ذهب ليست تزول, و ذكرى ذات شذى أطيب من الزهور. و إذا ما فقدت هيبتك من النفوس -لا قدر الله -فاعلم أنك ما فقدتها إلا بعد أن فرَّطَتْ تصرفاتُك و انسلتْ منك الحكمة. أيها المعلم! إياك و جلباب الكبر فإنه لا يليق بجلالة قدرك و رفعة شأنك و غزير علمك ثم إياك أن تنه عن خلق و تأتي مثله فتكن بئس القدوة. ما أجمل أن تجعل الحلم لباسك و الحكمة رفيقتك و الأدب حليتك و التواضع شيمتك و الحزم نعتك و الله رقيبك. فهل أنت كذلك؟ أيها المعلم ! الله الله في الأجيال و حنانيك حنانيك فهم بين يديك أمانة -و يا الله ما أثقله من حمل- و تذكر دائما أن الطلاب ما اصطفوا أمامك إلا رغبة في النهل من نميرك , فهم زرع من زرعك فإن أحسنت سقياه نما و طاب الثمر ,و إن أهملته أو غشتته ذبل و اندثر. فانظر –سلمك- ما أنت فاعل في رعيتك و فلذات أكباد أمتك. ثم لا تنس أن الغش يهوي بصاحبه و يخفف من وزنه و ينقص من قدره مهما طال الزمان أو قصر. أخيرا أيها المعلم ! الصبر الصبر, و الأدب الأدب, و الإتقان الإتقان, و قبل ذلك التقوى التقوى! هذا و إني آمل ألا أكون أطلت فأمللت أو نصحت فتطفلت أو أكثرت فعثرت. فالتمس لحروفي عذرا إن وجدت شيئا من ذاك, والعذر عند كرام الناس مقبول. أدامك الإله مصباحا يشع نورا و شلالايتدفق علما.. و السلام | |
| |