2012-10-22, 21:02
|
رقم المشاركة : 12 |
إحصائية
العضو | | | رد: رسائل ملونة | (7) رسالة إلى الحُزن... و بعد/ فيأيها الحزن مالك تصر على منادمتي و تأبى مفارقتي و لا تكف عن زيارتي ,و أنت تعلم مدى تبرمي منك. كنت لي منذ الصغر كالتؤم و لازلت تلازمني كالظل ,عجبا ألم تتعب بعد ألم تنصب؟ أليست تقر لك عين إلا إن سكبت عبراتنا ,و أوجعت أفئدتنا, وأطفأت بهجتنا, و كدرت صفو أيامنا ,و سرقت منا لحظات الصفاء و الهناء ,و سكبت على لوحاتنا ألوانك القاتمة..؟ لم اتخذت قلبي مسكنا و مأوى لم ترغمني على الشكوى لم تملأ قلبي غما..؟ أفّ لك يا حزن ! كم أجاهد النفس على مواراتك عن الورى,لكنك في أحيان كثيرة تنتصر علي فتفضح أمري و تسقط أقنعتي أمامهم..و إلى ربي المشتكى ! و يا حزن ! رغم كل ذلك فلست أنكر لك ذاك الجميل و الصنيع الكريم: و ذلك حينما ننام أحيانا على أسرة الغفلة ,أو نتقلد عروش الاستعلاء بغير حق ,فتفاجئنا بسهامك و طعناتك القاصمة القوية, فلا نملك إلا أن نطأطئ الرؤوس .. فشكرا ,لأنك تعيدنا حينها إلى رشدنا و تذكرنا بمن لا يَنسى و لا ينبغي أن يُنسى . أيها الحزن ! كم أغبط أولئك الأقوياء الأذكياء الأتقياء الذين لا تهزمهم جندك ,بل -بتوفيق من الله- يجعلون منك حسنة توصلهم إلى ربهم,و يحوِّلون -ببراعة- المحن إلى منح , و لا تزيدهم طعناتك إلا قوة, فلا مكان للسخط و لا للشكوى في عالمهم ,و إنما صبر جميل و جلَد لرب العالمين. أيها الحزن, ما أثقل ظلك ! و ما أقبح صحبتك! فمتى ترحل عن عالمي؟ متى أكرم بالإقامة الخالدة في بلاد الأفراح,حيث لا وجود لك هناك, فأحمد ربي مع الحامدين قائلة في حبور {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} . أيها الحزن! أكتب لك اليوم و أنا أَعْلَم أنك لن تأبه ولن تكثرت بما أقول .. و لكنه صرير قلم أعَيْيته و أوهنْتَ كاهله أراد أن يتنفس قليلا, و يستعين بربه عليك و يستعيذ به منك أبدا. | |
| |