الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية


منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية هنا تجد كل المواضيع العامة المتعلقة بالتربية السليمة و الصحيحة التي يحتاج إليها كل بيت وأسرة ومدرسة ومجتمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2016-10-18, 23:46 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c5 تربية الأولاد في الإسلام لمحمد راتب النابلسي



تربية الأولاد في الإسلام

تربية الأولاد في الإسلام - محمد راتب النابلسي (1)












: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=844318
التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-10-18, 23:47 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تربية الأولاد في الإسلام لمحمد راتب النابلسي


تربية الأولاد في الإسلام - محمد راتب النابلسي (2)










التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-10-19, 11:31 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c1 تربية الأولاد في الإسلام لمحمد راتب النابلسي


تربيةالأولاد في الإسلام

الدرس (31-51) : وسائل تربية الأولاد
- 1 - : التربية بالقدوة



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة الكرام سأبدأ في هذا الدرس إن شاء الله وبتوفيقه إن شاء الله تعالى سلسلة من الدروس تكمل دروس تربية الأولاد في الإسلام .





تربية الأولاد ينبغي أن تتضاعف في عصرنا الحالي عن العصور السابقة لكثرة المعوقات :



قبل سنوات عدة سبق أنني ألقيت ثلاثين درساً في تربية الأولاد وهذه الدروس والفضل لله عز وجل لاقت قبولاً حسناً في الأوساط الإسلامية وأذيعت في عدد ليس بالقليل من الإذاعات ولمرات عديدة .
السلسلة السابقة كانت حول مضمون التربية ، فهناك التربية الإيمانية والتربية الخلقية والتربية العقلية والتربية الجسمية والتربية النفسية والتربية الاجتماعية والتربية الجنسية هذه عناوين السلسلة السابقة ، الآن في سلسلة أخرى تكمل السلسلة السابقة وهي وسائل التربية الفعالة وهذه الحقائق يحتاجها كل أب ويحتاجها كل معلم وقبل أن أدلي ببعض التفاصيل لابد من تذكيركم بالحقيقة الخطيرة وهي أن الإنسان مهما بلغ من نجاحات في الحياة الدنيا إن لم يكن ابنه كما يتمنى وكما يطمح فهو أشقى الناس يؤكد هذا المعنى قوله تعالى :


﴿ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)﴾
(سورة طه : الآية 117)


بحسب قواعد اللغة "ولا يخرجنكما من الجنة فتشقيا" في القرآن إيجاز بليغ شقاء الزوج شقاء حكمي للزوجة ، ويقاس على هذه الآية أن شقاء الابن شقاء حكمي للأب ، لن تجد أباً يسعد إذا كان ابنه منحرفاً .


يا أيها الأخوة من أجل أن يكون أبناؤنا استمراراً لنا ، ومن أجل أن نسعد بتربية أولادنا ، من أجل أن تقر أعيننا بهم ، من أجل أن تكون الأسرة الإسلامية متماسكة ، من أجل أن تنام قرير العين إن رأيت ابنك صالحاً ، والله الذي لا إله إلا هو يدخل على قلب الأب من السعادة والطمأنينة ما لا يوصف إن رأى ابنه صالحاً ، شيء دقيق ، والحقيقة إذا كان في العصور السابقة ينبغي أن نربي أولادنا ففي هذا العصر الاهتمام بتربية الأولاد ينبغي أن يتضاعف إلى ألف ضعف لكثرة المعوقات ولكثرة الصوارف ، يعني مئات الأبواب التي تصرف الابن عن طاعة الله ، الفتن كلها يقِظَة ، أينما نظرت ، إذا اشتريت جريدة أو مجلة أو نظرت إلى الشاشة أو سرت في الطريق أو استمعت إلى قصة تجد أن الفتن يقظة ، والشبهات مستعرة ، والشهوات في أوج اتقادها ، وقد ينجو الإنسان لكن نجاة الواحد منا لا تكفي إلا إذا نجا معه أولاده





.مستقبلنا بتربية أولادنا :

أيها الأخوة الكرام ، والله الذي لا إله إلا هو لا أجد موضوعاً ينبغي أن يهتم به المسلمون كتربية الأولاد ، ذلك أن الأولاد ـ وهذه حقيقة خطيرة جداً ـ الأولاد الآن أولاد المسلمين هم الورقة الرابحة الوحيدة في أيدينا ، يعني بشكل واقعي وبلا مجاملات وبلا مبالغات لم يبقَ في أيدينا إلا أولادنا ، فحينما نعتني بهم معنى ذلك أننا نبني مستقبلنا ، حينما نعتني بهم معنى ذلك أننا ننتبه إلى مستقبلنا ، مستقبلنا بتربية أولادنا ، ومن منا يصدق أنه بالإمكان أن تصل إلى الجنان من خلال تربية أولادك ، طريق إلى الجنة سالك وأنت في البيت هذا الكلام أقوله وسوف آتي بتفاصيل إن شاء الله تعالى .


كنت قبل يومين أو قبل عدة أيام في بيروت ألقيت محاضرة في هذا الموضوع ، هذه المحاضرة هي التي دفعتني إلى أن أتمم هذه السلسلة ، قلت لهم : ـ وهذه عبارة أرددها كثيراً ـ مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطمح أن يكون ابنك صالحاً وأنت لست بصالح ، الطفل من خصائصه أنه يتعلم بالفكرة ، يتعلم بالصورة ، لا يستطيع الطفل أن يفرق بين المبدأ وبين الشخص ، الإنسان المتفوق الواعي المثقف عنده إمكانية أن يفرق بين المبدأ وبين معتنقي المبدأ ، لكن الطفل لا يستطيع ، يعني أبوه في أعلى مكان ، أما أن يقول : الإسلام عظيم لكن أبي مقصر ، هذه لا يستطيعها الطفل ، يرى أن أبيه هو الإسلام ، فإذا فعل الأب معصيةً فهذه مشروعة ، لذلك لا يمكن أن تطمح أن يكون ابنك صالحاً إن لم تكن أنت صالحاً ، ومن السخف والغباء والسذاجة أن يحرص الأب أن يكون ابنه مستقيماً وديّناً وصالحاً وهو ليس كذلك ، ومن السخف والغباء والسذاجة أن تحرص الأم على أن تكون ابنتها إنسانةً طيبةً طاهرةً عفيفةً وهي ليست كذلك ، لذلك لا يمكن أن تُقْدِم على وسائل التربية إلا أن تكون أنت قدوة .


كنت أروي قصة وهي أن إنساناً سافر إلى بلاد الغرب ، ورأى فتاةً تعلق بها أشد التعلق ، فاستأذن والده أن يتزوجها ، فكان الجواب قاسياً جداً إن تزوجتها فلست ابني ، ثم خطر في بال هذا الشاب الذي تعلق بهذه الفتاة تعلقاً شديداً أن يغير رأي والده ، يا أبتِ لو أنها أسلمت أتسمح لي بالزواج منها ؟ قال له : أسمح لك ، فأخبرها أن العقبة الوحيدة في الزواج أن تسلمي ، سألته :



كيف أسلم ؟ اشترى لها كتباً باللغة الأجنبية عن الإسلام والقرآن ورسول الله والسيرة وما إلى ذلك ، كتب عديدة ، ودفعها إليها ، هي ذكية جداً اشترطت عليه أن تبتعد عنه أربعة أشهر كي تستوعب هذه الكتب ، وكي تقرأها بعيداً عن ضغوطه ، فحصل فراق أربعة أشهر ، هذا الشاب عد هذه المدة لا بالأشهر ولا بالأسابيع ولا بالأيام ولا بالساعات ولا بالدقائق بل بالثواني إلى أن مضت هذه الأشهر الأربعة فالتقى بها ، وكان الخبر الذي أفقده توازنه أنني أسلمت والإسلام حق لكنني لن أتزوجك لأنك لست مسلماً .


الأب هو السقف والقدوة :

قد تجد أباً ليس مسلماً ، اسمه إسلامي ، وكنيته إسلامية ، وأبوه مسلم ، وأمه مسلمة ، لكن بالتعامل اليومي ليس مسلماً ، كيف يطمح هذا الأب أن يكون ابنه مسلماً تقياً ورعاً نقياً طاهراً عفيفاً وهو ليس كذلك ؟ لذلك الأب هو السقف ، ولا يمكن إلا في حالات نادرة جداً ـ وهذه ليست قاعدة في حالات نادرة ـ يفوق الابن أباه حتى في التدين ، هذه الحالات لا تعد قاعدةً ، القاعدة أن الأب هو السقف .


ما لم تكن أنت قدوةً لابنك ، ما لم تكن أنت صادقاً لن يكون ابنك صادقاً ، ما لم تكن أنت عفيفاً لن يكون ابنك عفيفاً ، ما لم تغض أنت بصرك عن محارم الله لن يغض ابنك بصره عن محارم الله ، ما لم تكن أميناً لن يكون ابنك أميناً ، وفي فكرة هي أن الآباء يتصورون بسذاجة أن أولادهم لا يعلمون ، والله من خلال بعض التجارب الابن ولو رأيته صغيراً لا ينتبه إلى كل شيء ولكنه في الحقيقة غير ذلك .


حدثني أخ مقيم في أمريكا سأل ابنه : هل نظفت أسنانك ؟ فسكت ، سأله ثانيةً فسكت ، سأله ثالثةً قال له : نعم ولا باللغة الإنكليزية ، قال له : كيف ؟ قال له : أنا أنظفها دائماً اليوم لا ، فعنفه الأب لماذا تكذب علي ؟ ـ إجابته لا تصدق ـ قال له : كلينتون يكذب في موضوع مونيكا ، الابن الصغير في المرحلة الابتدائية يتابع الأخبار ، هو كذب حينما أدلى بتصريحات غير صحيحة .


بنت ترى أمها تكذب على أبيها ، ابن يرى من أبيه كذباً في البيع والشراء ، أحياناً يكون ابنك في المحل والبضاعة مثلاً ليست من أصل معين ، من منشأ آخر ، وليس عليها المنشأ ، الشاري يسأل عن منشأ البضاعة ، يقول له : هذه بضاعة إنكليزية أو فرنسية ، وهي ليست كذلك ، الابن ينتبه .


الحقيقة الإنسان أيها الأخوة ماذا أقول ؟ لو كان في الدرجة السفلى من السلم الاجتماعي في حالة خطيرة جداً أن يسقط من عين نفسه ، الإنسان حينما يكذب أو حينما يتناقض أو حينما يخالف منهج الله أو حينما لا يكون كاملاً يسقط من عين نفسه ، في الدرجة الثانية الإنسان حينما يسقط من عين أهله يعني زوجته وأولاده ، قد تجد متاعب خارج البيت ، قد تجد صعوبات ، قد تجد خصومات ، قد تجد أعداء ، قد تجد مناوئين ، أما أن تسقط من عين زوجتك ومن عين أولادك هذه مشكلة كبيرة .
أنا والله كل يوم تقريباً ، أو كل أسبوع ، أو كل عدة أيام تأتيني



مشكلة أن أبي فعل كذا ، الأب ساقط من عين ابنه ، قال لي : أبي شهواني ، يعني طلق أمه وتزوج امرأةً بعيدةً عن الدين ، متفلتة ، تلبس ثياباً فاضحة ، وهو بالستين ، واستغنى عن كل أولاده ، واستغنى عن زوجته ، واستغنى عن مكانته ، وهذه المرأة تأخذ منه كل أمواله ، وتبقي أهله بلا طعام ، والله ما رأيت مصيبة أكبر من أن يسقط الإنسان من عين أولاده ، وجدت الابن ناقماً نقمةً شديدة لا توصف على أبيه .


أثر القدوة في البيت :

إذاً أول وسيلة فعالة من وسائل تربية الأولاد أن تبقى ساكتاً أن تبقى صامتاً وأن تكون قدوةً حينما سئلت السيدة عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :
(( كان خلقه القرآن .))
[ مسلم عن عائشة رضي الله عنها]


يقولون الكون قرآن صامت ، والقرآن كون ناطق ، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي ، قرآن متحرك ، إذا أردت أن تربي أولادك كن أنت قدوةً لهم ، كن أنت صادقاً ، كن أنت عفيفاً ، كن أنت أميناً ، والابن يدرك ويعلم .


والله بعض الأطفال الذين تربوا في أسر إسلامية متمسكة بالدين هو في سن قبل التكليف بكثير تراه يغض بصره عن امرأة لا يحل للكبير أن يراها ، سلوك رائع جداً ، في عفة وهو صغير لأنه يرى أباه يغض بصره ، وقد تجد فتاة عمرها سنوات تحب أن تضع الحجاب وأن تصلي ولو صلاةً شكلية ، هذا أثر القدوة في البيت .


أيها الآباء ، أيها المتزوجون ، أيها الناس الذين تطمحون إلى ابن صالح كن أنت صالحاً ، لذلك كنت أقول سابقاً يمكن أن تكون أكبر داعية إلى الله وأنت صامت ، هذه الدعوة الصامتة بليغة جداً ، دعوة بالمواقف ، بل ـ وأنا لا أبالغ ـ كل مؤمن شاء أم أبى ، علم أو لم يعلم ، انتبه أو لم ينتبه ، داعية مؤمن صادق ، هذا لا يكذب ، هذا لا يغش ، هذا لا يأكل مالاً حراماً ، هذا عفيف ، هذا أمين ، فالمؤمن مظنة ، صلاح المؤمن ينبغي أن يكون قبلة الأنظار ، طبعاً الأبيات المشهورة :


يا أيها الرجل الـــمعلم غيره هــــلا لنفسك كان ذا التعليـم
تصف الدواء لذي السقام ولذي الضنى كي ما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غـيها فإذا انتـــهت عنه فأنت حكيـم
***




النبي قدوة لنا في العبادة :

هذا أول درس ، أكبر وسيلة فعالة ، أكبر وسيلة مؤثرة لتربية أولادك أن تكون أنت قدوةً لهم ، ليس هناك من موقف يدعو إلى الاشمئزاز ، إذا كان الأب يدخن ثم علم خفيةً أن ابنه يدخن فأقام عليه النكير ، الدخان سيئ أم جيد ؟ سيئ ، لماذا أنت تدخن أيها الأب ؟ مادمت تدخن فهو من صفات الرجولة عند ابنك ، أراد أن يشعر بنفسه أنه رجل فدخن تقليداً لك ، هذه المشكلة ، فلذلك لن يكون الابن في الأعم الأغلب أو في الوضع الطبيعي فوق أبيه ، بل دونه ، فالأب هو السقف ، فكلما رفعت سقفك أنت رفعت مستوى تربية أولادك .


لذلك السيدة عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
(( كان خلقه القرآن .))
[ مسلم عن عائشة رضي الله عنها]


ثم أن النبي عليه الصلاة والسلام تحدث عن نفسه فقال :
((أدبني ربي فأحسن تأديبي .))
[رواه العسكري عن علي رضي الله عنه]


ما هذا الأدب يا رسول الله ؟ أخ كريم كان له محل جانب المسجد قال لي : دخل عدة أطفال ، ودخل طفلان من سمتهما الحسن ومن أدبهما ومن وقوفهما المؤدب ومن غض بصرهما عن امرأة كانت في المحل بدا أن هذين الطفلين من طلاب المسجد ، والفرق واضح جداً بين طلاب متفلتين ، عيون زائغة ، تعليقات لاذعة ، مزاح رخيص ، وقاحة ، وبين طالب تأدب بأدب الإسلام . صدقوا أيها الأخوة أن الأدب الإسلامي يجعل للإنسان قيمة عند الله وعند الناس .


أيها الأخوة ، النبي قدوة لنا ، قدوة في العبادة ، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه ، ولما قيل له : أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبداً شكوراً .


السيدة عائشة حينما سئلت عن عمله قالت :
(( كان عمله ديمةً .))
[متفق عليه عن علقمة]
لا يوجد نوبات ، نوبة طاعة ثم تفلت ، معظم الناس تأتيه نوبات ، يحضر مجلس علم ، يُسَرُّ يومين ثلاثة أو أسبوعين ثلاثة ثم يغط ، تأتيه نوبة بعد شهرين ثلاثة ، كان عمله ديمةً مستمراً :
(( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ .))
[مسلم عن عائشة رضي الله عنها]
وكان يقول :
(( أرحنا بالصلاة يا بلال .))
[رواه أبو داود وأحمد عن سالم بن أبي الجعد]
وقد جعلت قرة عينه صلى الله عليه و سلم في الصلاة .


بعض الآيات القرآنية عن تعبد النبي الكريم :


كان في العبادة في أعلى مستوى ، قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2)نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3)أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً (4)إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5)﴾
( سورة طه )
وقال :
﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (79)﴾
( سورة الإسراء : الآية 79 )
وقال :
﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25)وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26)﴾
( سورة الإنسان : الآية 25-26)


كان قدوة في عبادته وأنا أقول لكم أيها الأخوة : حينما يرى الابن أباه يصلي صلاة متقنة ، وصلاة في وقتها ، يتوضأ ويحسن الوضوء ، يجهر بالصلاة الجهرية ، يصلي مع أولاده ، هذا البيت فيه صلاة ، قال تعالى :
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)﴾
( سورة طه : الآية 132)


كأن الله يطمئن أهل البيت التي تقام فيه الصلوات الخمس لا نسألك رزقاً نحن نرزقكم .


أحد أسباب زيادة الرزق الصلاة في البيت :



أحد أسباب زيادة الرزق الصلاة في البيت ، لكن النبي علمنا ، أحياناً أنا أصلي الفرض وركعتي السنة ولا أصلي الوتر ، الوتر يصلى في البيت ، اجعل الفرائض في المسجد والسنن الروافد في البيت ، صار البيت ليس قبراً ، ليس فندقاً ، ليس مكاناً للنوم والأكل ، صار مكاناً للعبادة .


إذاً كان قدوةً في العبادة ، يعني أب يغض بصره ، أب يصلي وقته ، أب لا يكذب ولا يغتاب ، هذا الأب قدوة ، لو لم ينصح ابنه وصل إلى الهدف .


النبي عليه الصلاة والسلام كان قدوةً في الكرم :
((ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً إلا أعطاه ، ولقد جاءه رجل فأعطاه غَنماً بين جبَلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلِمُوا ، فإن محمداً يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر.. ))
[مسلم عن أنس بن مالك]


كان قدوةً في الزهد :
(( دخل عليه سيدنا عمر فرآه مضطجعاً على حصير أثر في خده الشريف فبكى ، قال : لِمَ تبكي يا عمر ؟ قال : رسول الله ينام على الحصير وكسرى ملك الفرس ينام على الحرير ، قال : يا عمر إنما هي نبوة وليست ملكاً ، يا عمر أفي شك أنت يا عمر ألا ترضى أن تكون الدنيا لهم والآخرة لنا .))
[أحمد وأبو يعلى عن أنس بن مالك ]


كان مثلاً أعلى في الزهد ، لذلك المبالغة في الترف تبعد عن الله عز وجل ولو كانت مباحة ، همه الأول الطعام ، همه الأول ينام ، همه الأول أن يكون في مكان جميل ، همه الأول أن يتمتع في الحياة :
(( إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين .))
[أحمد عن معاذ]
يتنعم لكن لا يقصد التنعم ، الله لا يحرمك شيئاً ، لا تحرم هذه الدنيا لكن لا تجعلها قبلةً لك ، اجعلها وسيلة ولا تجعلها غاية ، لذلك العلماء فرقوا بين أن تكون الدنيا بيديك وأن تكون في قلبك ، في القلب مشكلة في اليدين ليست مشكلة .


سئل فقال :
((مالي وللدنيا ، ما أََنا والدنيا إِلا كَرَاكِبٍ استَظَلَّ تحت شجرة ، ثم راحَ وتَركها.))
[الترمذي عن عبد الله بن مسعود]
مالي وللدنيا ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها .


أحد أخواننا توفي قبل أيام ، وقفت على القبر ، أكل طعاماً ظهراً ، ثم جاءته أزمة عند العصر كان في القبر ، ساعتين فقط ، معنى هذا الإنسان بساعتين يكون شخصاً يمشي ، يصبح نعوة ، يصير خبراً .
قال :
((مالي وللدنيا ، ما أََنا والدنيا إِلا كَرَاكِبٍ استَظَلَّ تحت شجرة ، ثم راحَ وتَركها.))
[الترمذي عن عبد الله بن مسعود]




أشكال الفقر :

قال عليه الصلاة والسلام :
(( اللهم اجعل رزق آل محمد كفافاً .))
[ابن عساكر عن أبي هريرة]
إذا سألت شخصاً ما : كيف وضعك المالي ؟ وقال لي : مستورة ، أقول له : معنى هذا أصابتك دعوة النبي ، معنى كفاف غير الفقر ، أي حاجاتك مؤمنة ، مغطاة ، والآن ليس سهلاً أن تكون أمورك مؤمنة ، ليس من السهل أن يكون دخلك يغطي حاجاتك ، هذه نعمة كبيرة ، إن صحت هذه نعمة كبيرة ، وكنت في هذا المقام أقول : هناك فقر الكسل وهذا مذموم ، كسول ، إرجائي ، لا يوجد همة ، هذا فقر الكسل ، ويوجد فقر القدر ، ويوجد فقر الإنفاق ، فقر الإنفاق بطولة ، ماذا أبقيت يا أبا بكر ؟ قال : الله ورسوله ، أنفق كل ماله فصار فقيراً لكن فقر إنفاق ، ويوجد فقر القدر ، إنسان معه عاهة هذا صاحبه معذور ، وفقر الكسل صاحبه مذموم ، وعلمنا القرآن الكريم :
﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)﴾
( سورة طه : الآية 131)




النبي الكريم كان في خدمة أصحابه وكان مثلاً أعلى لهم :

كان قدوة في التواضع ، قال :
(( من حمل سلعته فقد برئ من الكبر ))
[القضاعي والديلمي عن أبي أمامة]
كان يجلس مع الضعيف والفقير ، يصغي إلى المرأة الضعيفة ، يكنس داره ، يخصف نعله ، كان في خدمة أهله ، كان يقف لأي إنسان إذا سأله في الطريق ، جاءه عدي ابن حاتم لا يدري أنبي هو أم ملك ؟ فلما انطلق به إلى البيت قال : استوقفته امرأة فوقف معها طويلاً تكلمه في حاجتها ، فقلت : والله ما هذا بملك إنما هو نبي يقبل عذر المعتذر ، إذا إنسان صافحه لا يسحب يده منه إلا أن يسحبها من صافحه ، كان يجلس جلسة العبد يقول :
(( إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ))
[ابن ماجة عن أبي مسعود]


كان في خدمة أصحابه ، وكان قدوة في الحلم :
(( شَدّ أعربيٌّ بُردَه حتى أثّر في عاتقه ، ثم أغلظ له القول بأن قال له : يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك ! فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ضحك ، ثم أمر له بعطاء . ))
[متفق عليه عن أنس رضي الله عنه]
كان قدوةً في العفو : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
كان شجاعاً :
(( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ : لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا . ))
[البخاري عن أنس رضي الله عنه]
سبقهم إلى استطلاع الخطر ، وكان إذا حمي الوطيس ما كان من أحد أقرب إلى العدو منه من شدة شجاعته ، وكنا إذا حمي الوطيس لذنا برسول الله وقال :
(( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ))
[ ابن حبان عن أبي إسحاق ]


أنا أسوق لكم هذه المثل كي تعلموا أن اتباع أصحابه له وأنهم أحبوه وفدوه بأرواحهم لا لأنه ألقى عليهم مواعظ فقط بل لأنه كان معهم ، وكان مثلاً أعلى ، وكان قدوةً لهم ، قال الله عز وجل :
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ (21)﴾
( سورة الأحزاب : الآية 21)




قصة من السيرة النبوية عن حكمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :




أيها الأخوة ، النبي عليه الصلاة والسلام واجه مشكلة ، آخر معركة كانت معركة حنين ، وزع الغنائم :
(( لما أعطي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ما أعطي من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب ، ولم يكن في الأنصار منها شيء ـ وزعها على حديثي عهد بالإسلام ولم يعطِ الأنصار منها شيئاً اعتماداً على إيمانهم ـ وَجَدَ هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القَالَةُ ، حتى قال قائلهم : لقي واللّه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال : يا رسول اللّه ، إن هذا الحي من الأنصار قد وَجَدُوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ، قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء . قال : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ ـ ما موقفك أنت ناقم أم معهم ؟ ـ قال : يا رسول اللّه ، ما أنا إلا من قومي ـ متألم أيضاً ـ قال : فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة . فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة ، فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا . وجاء آخرون فردهم فلما اجتمعوا له أتاه سعد فقال : لقد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار ـ والله هذه القصة رويتها مئات المرات بل عشرات مئات المرات فيها دقة بالغة ـ فأتاهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فحمد اللّه ، وأثني عليه ـ هنا الآن تصور إنسان على قمة المجتمع المسلم ، نبي الأمة ، بل هو سيد الأنبياء ورسول هذه الأمة ، بل هو سيد الرسل ، بل هو سيد ولد آدم قاطبةً ، بل إنه الإنسان الأول الذي أقسم الله بعمره ، وبعد أن دانت له الجزيرة العربية من أقصاها لأقصاها ، يعني أقوى إنسان بالمفهوم المادي يأتيه قوم ينتقضونه في توزيع الغنائم ماذا يفعل الأقوياء في مثل هذا الموقف ؟ والله هناك أقوياء يلغون وجودهم ، يوجد في التاريخ البشري أناس وجهوا بعض النقد فألغي وجودهم نهائياً ، كان من الممكن أن يلغي وجودهم لكنه لم يفعل ، وكان من الممكن أن يهملهم ، وكان من الممكن أن يهدر كرامتهم ، لو قال كلمة واحدة عنهم منافقون انتهوا ، هو رسول الله وكان من الممكن أن يعاتبهم لصالحه ، كان من الممكن أن يلغي وجودهم ، وكان من الممكن أن يهدر كرامتهم ، ما الذي فعله وهو في أوج قوته وقد انتقدوه ؟ الذي فعله أنه ذكرهم بفضلهم عليه ـ ثم قال : يا معشر الأنصار ، مقَالَةٌ بلغتني عنكم ، وَجِدَةٌ وجدتموها علي في أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم اللّه ؟ ـ ما قال فهديتكم ، رأيتم إلى أدبه الرفيع ـ وعالة فأغناكم اللّه ؟ وأعداء فألف اللّه بين قلوبكم ؟ قالوا : بلى ، اللّه ورسوله أمَنُّ وأفْضَلُ ، ثم قال : ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ قالوا : بماذا نجيبك يا رسول اللّه ؟ للّه ورسوله المن والفضل . قال : أما واللّه لو شئتم لقلتم ، فصَدَقْتُمْ ولصُدِّقْتُمْ : أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريداً فآويناك ، وعائلاً فآسَيْنَاك ـ لو قلتم هذا لكنتم صادقين ولصدقكم الناس ـ أوَجَدْتُمْ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لَعَاعَةٍ من الدنيا تَألفَّتُ بها قوماً ليُسْلِمُوا ، ووَكَلْتُكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم ؟ فو الذي نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شِعْبًا ، وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار ، اللّهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار . فبكى القوم حتى أخْضَلُوا لِحَاهُم وقالوا : رضينا برسول اللّه صلى الله عليه وسلم قَسْمًا وحظاً ، ثم انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، وتفرقوا .))
[رواه ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري]


هذه القصة توضع أين ؟ مع حكمته أم مع وفائه أم مع تواضعه أم مع حسن سياسته ؟ فعلاً شيء رائع ، فلذلك لأنه كان قدوةً الصحابة انصاعوا له .



النبي الكريم قدوة لنا في الثبات على المبدأ :




أنا لا أنسى هذا الموقف ، حينما جاءت غنائم كسرى يروى أن رجلين لو وقفا حول الغنائم ورفع كل منهما رمحه لما رأى الأول الثاني لكثرتها ، كنوز كسرى كل ما في قصر كسرى من ذهب ، ومن فضة ، ومن ألماس ، جيء به إلى المدينة أكوام ، سيدنا عمر نظر إلى هؤلاء الذين جاءوا بهذه الغنائم شيء ثمين جداً فقال : سبحان الله إنهم أمناء . فأجابه سيدنا علي : يا أمير المؤمنين أعجبت من أمانتهم لقد عففت فعفوا ولو وقعت لوقعوا .


لا يوجد في هذا الدرس قضية خطيرة إلا القدوة ، كن قدوة لأولادك ، لاحظ أنهم يراقبونك ، يرون حركاتك وسكناتك ونظراتك وكلامك فينبغي أن تكون قدوةً لأولادك .
الثبات على المبدأ ، كان قدوةً في الثبات على المبدأ ، واجه مصاعب كثيرة حتى أنهم عرضوا عليه أن يزوجوه أجمل فتاة ، وأن يجعلوه أميراً عليهم ، وأن يعطوه مالاً حتى يغدو أغناهم ، فقال :
(( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه .))
[السيرة النبوية]


أيها الأخوة ، لما قال أحدهم وهو أبو سفيان : ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً ، يعني بالله عليكم إنسان على مشارف القتل ، أحد الصحابة بعد قليل سيُقتَل ، سأله أبو سفيان قال له : أتحب أن يكون محمّد مكانك ؟ هذا الصحابي الجليل أظنه خبيباً قال : لا والله ، والله ما أحب أن أكون في أهلي وفي ولدي ـ في أهلي مع زوجته وأولاده ـ وعندي عافية الدنيا ونعيمها ـ البيت مكيف وفيه ورود وكل ما لذ وطاب في المطبخ يعني للتقريب ـ ما أحب أن أكون في أهلي وفي ولدي وعندي عافية الدنيا ونعيمها ويصاب رسول الله بشوكة .


عندئذ قال أبو سفيان : ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً .


نحن فقدنا الحب يا أخوان ، كل شيء يوجد عندنا لكن لا يوجد حب ، خصومات في الأسرة بين أخوين ، بين جماعتين ، بين داعيتين ، بين عالمين ، شيء مؤلم جداً ، بأسنا بيننا ، ممزقون ، لأن البغض له قانون قانونه قوله تعالى :
﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (14)﴾
( سورة المائدة : الآية 14)
(( والذي نفس محمد بيده ما توادّ اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما . ))
[أحمد عن ابن عمر]


الرسول قدوة لنا ووجهنا إلى أن نكون قدوةً لأولادنا :


أيها الأخوة ، موضوع القدوة موضوعان ، الأول : كان عليه الصلاة والسلام قدوة لنا ، الثاني : وجهنا إلى أن نكون قدوةً لأولادنا ، فالقسم الأول استغرقه هذا الدرس ، القسم الثاني إن شاء الله في درس قادم ، وبعدها ننتقل إلى التربية بالعادة ، والتربية بالتلقين ، والتربية بالعقاب ، والتربية بالموعظة ، موضوعات كبيرة جداً لو تأملناها لكان منهجاً للآباء في تربية أولادهم ، لكن التربية في القدوة تقع على رأس القائمة لذلك بدأت بها يكفي أن تكون قدوةً وانتهى الأمر .
أنت لاحظ بيت تقام به الصلوات ، الأطفال الصغار يقلدون آباءهم دون أن يشعروا ، دخل موجه تربوي إلى مدرسة ابتدائية ـ هذه طرفة ـ في منطقة حدودية فسأل طالباً : أنت حينما تكبر يا بني ماذا تحب أن تكون ؟ الجواب التقليدي : طبيب ، ضابط ، طيار ، قال له : مهرب أستاذ .


هذه المشكلة ، هكذا يرى الطفل ، هذا عمل والده ، فلذلك أنت حينما تكون في مستوى راقٍ جداً تجد أن الابن يطمح إلى أن يكون مثل أبيه ، فلا تطمح في نهاية المطاف ولن تستطيع أن تنال ابناً صالحاً وأنت لست بصالح ، لا تطمح ولن تستطيع أن تنتظر من ابنك أن يكون صادقاً وأنت لست صادقاً ، لا تطمح ولا تنتظر أن يكون ابنك عفيفاً وأنت لست بعفيف ، فإذا كنت صادقاً في تربية أولادك ، حريصاً على تأدبهم بآداب الإسلام ، حريصاً على أداء العبادات كن أنت قدوةً لهم وانتهى الأمر .


الدرس القادم إن شاء الله سوف يكون حول توجيهات النبي في القدوة أذكر توجيهاً واحداً كمثال : كان في بيت أقربائه امرأة قالت لابنها : تعال خذ ، فقال : ماذا أردت أن تعطيه ؟ قالت : تمرةً ، قال: أما إنك لو لم تفعلي لكتب عليك كذبة .


لا تنسوا عالم الحديث الذي انتقل من المدينة إلى البصرة ليأخذ حديثاً عن رجل سمعه من رسول الله ، رآه يوهم فرسه أن في ثوبه طعاماً حتى أقبلت الفرس ، كذب على الفرس فعاد إلى المدينة ولم يسأله سؤالاً واحداً ، الذي يكذب على فرسه ليس أميناً على حديث رسول الله .


جاء صحابي إلى النبي عليه الصلاة والسلام مهاجراً ، وفرح به النبي ، قال : يا رسول الله أمسَكوني في الطريق فقلت لهم : إن أطلقتموني والله لن أقاتلكم أبداً فأطلقوه ، الصحابي نسي بعد سنوات في غزوة انخرط بها فقال له النبي :

ارجع ألم تعاهدهم .



فالنبي قدوة في كل شيء .








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2017-10-29 في 17:41.
    رد مع اقتباس
قديم 2016-10-29, 15:30 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي تربية الأولاد في الإسلام لمحمد راتب النابلسي



تربيةالأولاد في الإسلام
الدرس (42-51) : وسائل تربية الأولاد

- 12 - : القواعد الأساسية في التربية : قاعدة الربط - 2-

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون ، لا زلنا في دروس تربية الأولاد في الإسلام ، ولا زلنا في القسم الثاني في الوسائل الفعالة في تربية الأولاد ، وكان موضوع الدرس الماضي ربط المربى ، الطفل الناشئ ، طالب العلم ، بالإيمان ، بالقرآن ، بالإسلام ، بالسنة .



ثقة النبي الكريم بنصر الله عز وجل :

ننتقل اليوم إلى ربط آخر هو الربط الفكري ، الحقيقة في ساحة الفكر تطرح أطروحات كثيرة جداً ، معظمها ما أنزل الله بها من سلطان ، هذه الأطروحات إن لم تدرس ، وإن لم تصنف ، وإن لم يستبعد منها ما كان مُخالفاً للكتاب والسنة فنحن في مشكلة كبيرة .
يعني مثلاً لو أن معلماً أو لو أن أباً يغلب عليه التشاؤم ، ويغلب عليه ضعف الإيمان ، ويغلب عليه جهله بما في القرآن الكريم ، وهو كلام خالق البشر ، وهو كلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، حينما يغلب عليه التشاؤم فيقول انتهى المسلمون ، كلمة (انتهى المسلمون)تلفظها ولا تعني مدلولها البعيد ، لكن إن سمعها منك ابنك ، أو سمعها منك تلميذك ربما ثُبِّطت عزائمه ، ربما خارت قواه ، لذلك الله قال :
﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾
( سورة آل عمران )


كلام رائع ، إذا كنت مؤمناً لا تشعر بالهوان ولا بالحزن فأنت الأعلى ، وهذا كلام خالق الكون ، أنا أحياناً أشعر أن الإنسان بحاجة ماسة إلى أن يثق بعظمة هذا الدين ، ما من مثلين صارخين يؤكدان ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر الله كهذين المثلين .


لما كان في الطائف ، كذبته قريش ، وحاربته ، وعزلته ، وسخرت منه ، فعلق الأمل على أهل الطائف ، فلما ذهب إلى هناك مشياً على قدميه لقيه أهل الطائف بالتكذيب وبالسخرية وبالإيذاء ، فعاد إلى مكة ، قال له سيدنا زيد وكان رفيقه في هذا السفر : كيف تعود إلى مكة وقد أخرجتك ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : إن الله ناصر نبيه ، هذه ثقته بنصر الله عز وجل .
حينما تبعه سراقة ليقتله ، وليأخذ المئة ناقة جائزة من يأتي به حياً أو ميتاً ، قال له : يا سراقة كيف بك إذا لبست سواري كسرى .


قد تقرأ هذه الجملة ولا تقف عند مدلولاتها العميقة ، إنسان مهدور دمه ، أي إنسان يقبض عليه يأخذ مئة ناقة ، الناقة تقريباً تساوي مئتي ألف ، يعني مئة ناقة تساوي مئة مئتي ألف ، يعني مليوني ليرة تقريباً ، أكثر من عشرين مليوناً الآن ، عشرين مليون ليرة ، قال له : كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى .


يعني أنا ذاهب إلى المدينة بحفظ الله ، وسوف أنشئ دولةً ، وسوف أحارب أكبر دولتين في العالم ، وسوف أنتصر عليهما ، وسوف تأتي إلى المدينة كنوز كسرى ويا سراقة سوف تلبس سواري كسرى ، هذا حصل في عهد عمر ، إذاً أرأيت إلى ثقة النبي بنصر الله .


المعركة بين الحق والباطل معركة أزلية أبدية :

أيها الأخوة الكرام أنا أشعر أن معظم المسلمين كادوا أن يقعوا في اليأس ، يرون قوة وعظمة لا سبيل إلى أحد أن يجابهها ، وهو متمكن من أطراف الدنيا ، متمكن من الأرض كلها رصداً ، وقصفاً ، وإفساداً ، وكذباً .
رجل من جلدتهم ، من ثقافتهم ، من جبلتهم ، يقنص الأبرياء ، وهذا عمل لا يقره إنسان ، وأول رسالة كتبها يعني بها أنا إله ، ثم ظهر أن هذا الشخص مسلم ، اسمه جون إيلي محمد ، ألغوا جون ، وألغوا إيلي ، وبقي اسمه محمد ، محمد فعل ، محمد قنص ، انظر إلى كيدهم !
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)﴾
( سورة إبراهيم )


يأتي المؤمن يرى القوة بيدهم ، والإعلام بيدهم ، والرأي العالمي بيدهم وفي أي مكان ، فمن ضعف إيمانه تخور قواه ، فالمربي حينما ينطق بلسانه لتلاميذه ، أو الأب حينما يتحدث أمام أولاده أن المسلمين انتهوا ، ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ، هذا كلام يعد في نظام التربية جريمة ينبغي أن تربطه بالحقائق ، لا بالرأي العام السائد المستنبط من إعلام موجه ، أو من إعلام مزور ، أو من إعلام يقبع على رؤوسه أعداء الدين .


من كان يظن أن تقوم للمسلمين قائمة وقد استولى الفرنجة على معظم بلاد المسلمين ، واستولوا على المسجد الأقصى ما يقارب مئة عام وبعدئذٍ هذه الجيوش الجرارة سبعة وعشرين جيشاً من الفرنجة اكتسحوا الشرق الأوسط وأقاموا فيها مئة عام ، ثم أزيحوا وعاد المجد للمسلمين على يد صلاح الدين رحمه الله تعالى .


من كان يظن أن تقوم للمسلمين قائمة لما خرب المغول والتتار العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه ، نحن في دمشق نستمع إلى أحياء قد لا ننتبه إلى معناها ، يقول لك برج الروس ، معنى برج الروس أن هولاكو أمر بذبح خمسين ألف إنسان ، وضعت جماجمهم على شكل برج ، وجاء وتكلم وقال ساخراً : استغفروا لنا فقد كنا سبب استشهادكم .


من كان يظن أنه بعد هولاكو وتيمورلنك والتتار تقوم للمسلمين قائمة ، وقد أزيح التتار والمغول على يد الظاهر بيبرس ، فاليأس نوع من الجهل ، هذا الإسلام لأنه دين الله ، لأنه يمثل وحي السماء ، لأنه يمثل الحق يحارب ، لأن المعركة بين الحق والباطل معركة أزلية أبدية ، فأي شيء تسمعه أو تراه يندرج تحت هذه المعركة .


الربط الفكري :
1ـ ينبغي أن تربط أولادك أو طلابك بالحقائق الناصعة المستنبطة من الكتاب والسنة :




يا أيها الأخوة الشيء الأول الذي ينبغي أن نلاحظه أن هذا الطفل ، وأن هذا الطالب ، وأن هذا الابن ، وأن هذا المريد إن صح التعبير يعيش قيماً ، ويعيش تاريخاً ، فإذا شوهت تاريخه ، أو شوهت قيمه ، أو أظهرت له العدو على أنه عدو لا يقهر فهذه ليست تربية ولكنها تسليط وتشويه ، فينبغي أن تربط هذا الطالب بالحقائق الناصعة المستنبطة من الكتاب والسنة :
﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾
( سورة آل عمران )
وقال :
﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196)مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)﴾
( سورة آل عمران )
وقال :
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾
( سورة إبراهيم )


من لم يدعُ إلى الله على بصيرة لا يكن متبعاً لرسول الله ولا محباً لله تعالى :

الآن ينبغي أن تربط ابنك ، أو أن تربط تلميذك بمنابع أصيلة للإسلام ، في منابع أصيلة ، في منابع صافية ، في تغذية صحيحة ، وفي منابع عكرة ، في منابع مياهها ليست كما يتمنى الإنسان ، فأن تبحث عن مسجد تثق بنظافته ، وتثق بإخلاص القائمين عليه ، وتثق بالعلم الذي يطرح فيه ، هذه مهمة الأب ، فحينما ينسى الأب أن يختار لابنه المسجد المناسب ، والأصدقاء المناسبين ، والأصحاب المناسبين أيضاً يكون قد ربطهم بجهات ليست كما ينبغي ، حينما يقول عليه الصلاة والسلام :
(( بلغوا عني ولو آية .))
[البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما]


كل مؤمن ينبغي أن يختار مسجداً يثق بالقائمين عليه ، يثق بالعلم ، ويثق بالإخلاص ، ويثق بالصحة والصواب ، فإذا لزمت هذا المسجد ينبغي أن تنقل ما تسمعه من حق إلى من حولك ، هذه هي الدعوة إلى الله التي هي فرض عين ، لأن الله عز وجل يقول :
﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي (108)﴾
( سورة يوسف )
من لم يدعُ إلى الله على بصيرة لا يكن متبعاً لرسول الله إطلاقاً ، والذي لا يتبع رسول الله لا يمكن أن يكون محباً لله لقوله تعالى :
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)﴾
( سورة آل عمران )


يعني أنا من باب الطرفة أعرف صديقاً يوم الجمعة يحب أن يشتري الفول من مكان من طرف المدينة الجنوبية ، وهو يسكن في طرفها الشمالي ، وفي أيام الشتاء الباردة يهيئ مركبته وينطلق بها من طرف المدينة الشمالي إلى طرفها الجنوبي ليأتي بطبق من الفول ليأكله مع أولاده صباحاً ، قد يكلفه هذا ساعتين أو أكثر ، أما حينما يريد أن يصلي الجمعة يختار أقرب مسجد دون أن يعبأ لا بخطيبه ، ولا بطريقة خطبته ، ولا بدعوته ، يعني عليه أن يركع هاتين الركعتين ليقول صلينا الجمعة والحمد لله ، وسقط عنه الوجوب وانتهى ، أنا أقول لهذا الإنسان أطبق من الفول أغلى عليك من دينك ؟!!


بعض أساليب تربية الأولاد الناجحة :


ينبغي أن تبحث لابنك عن مسجد يرتاح له ، يقنع بخطيبه ، يقنع بمدرسيه ، يقنع بمعهده ، أما أن نلحقه بأي مكان ، بأي مسجد ، بأي معهد ، من دون الدراسة والتحقق ، هذا أيضاً ليس من أساليب تربية الأولاد الناجحة ، ولا من أساليب تربية الأولاد المثمرة .


تكلمنا في الدرس الماضي عن الربط الإيماني ، الإيمان بالقرآن والإسلام والسنة والتاريخ الإسلامي والسيرة ، الآن إلى الربط الفكري ، يعني الآن يطرح فكر في المكتبات ، في الأسواق ، ما كل كتاب يقرأ ، ولا كل دار نشر يشترى منها ، هناك دور نشر تبث السم في الدسم ، لأنه أحياناً كلمة تهز أعماق الإنسان ، لو أنها تمكنت منه دون أن يستطيع أن يردها بدليل تفعل فعلاً خبيثاً في نفسه .


أحياناً قصة تقرؤها ، قد لا تشعر ماذا فعلت ؟ قرأت قصة من عدة أيام أن فتاة متفلتة لا يضبطها شيء ، استغلت جمالها للحصول على كل مآربها ، سواء في الدراسة ، أو في التجارة ، أو في المناصب ، وحصلت على ما تريد ، فتاة زميلتها لأنها ملتزمة ، ولأنها تخاف الله ، وهي محجبة ، بقيت من دون أن تتزوج ، ثم جاءها زوج فقير جداً بالغ في إهانتها ، وبعد عشرين عاماً وازنت بين نفسها وبين هذه التي وصلت إلى أعلى مقام ، وأعلى ثروة ، وأعلى مكانة ، فأيقنت أنها كانت مخطئة أشد الخطأ حينما التزمت منهج الله عز وجل فانتكست ، هذه القصة بمثابة سم يدس في الدسم ، هل تعتقد أنت أن فتاة تؤمن بالله ، وتخشى الله ، وترجو رحمة الله ، وهي وقافة عند حدود الله ، وهي تخشى أن تسخط الله ، هذه تعامل كما تعامل الفاسقة ، إنك إن ظننت ذلك فإنك لا تقرأ القرآن الكريم .


على المؤمن أن يكون حكيماً في دعوته إلى الله :

قال تعالى :
﴿ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ﴾
( سورة الجاثية )
هذا الحكم سيسوءهم ، وهذا الحكم سيدمرهم ، وهذا الحكم سيثبط عزيمتهم ، وهذا الحكم سيصرفهم عن الحق ، والله أيها الأخوة زوال الكون أهون على الله من أن يعامل مسيئاً كما يعامل المحسن ، أو أن يعامل محسناً كما يعامل المسيء ، المطروح أحياناً في بعض الحلقات أن الله عز وجل طليق الإرادة ، هذا الكلام صحيح ، يمكن أن يضع هذا الذي عبده طوال حياته وأفنى عمره في طاعته في النار ، ويمكن أن يضع هذا الذي ناصبه العداء وغرق في المعاصي والآثام في الجنة أتستطيع أن تسأله لماذا ؟ لا ، لأن الله عز وجل يقول :
﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)﴾
( سورة الأنبياء )


لأننا جميعاً ملكه إذاً يفعل بنا ما يشاء ، هذا الكلام ليس دعوة إلى الله ، هذا الكلام إبعاداً عن الله ، الله عز وجل قال :
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾
( سورة السجدة )
الله عز وجل يقول :
﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)﴾
( سورة هود )




الله عز وجل ألزم نفسه بالاستقامة إلزاماً ذاتياً :


الله عز وجل ألزم نفسه بالاستقامة إلزاماً ذاتياً ، قال :
(( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا .))
[مسلم عن أبي ذر]
قال :
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35)مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)﴾
( سورة القلم )
قال :
﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7)وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8)﴾
( سورة الزلزلة )
قال :
﴿ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)﴾
( سورة سبأ )
قال :
﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)﴾
( سورة الأنبياء )




الله تعالى لا يُسأل عما يفعل من حيث القدرة لا من حيث الرحمة :


هذا قرآن ، أن تقول له إن الله لا يسأل عما يفعل ، قد نفهم هذه الآية فهماً راقياً جداً ، حينما يكون عدله مطلقاً لا يسأل عما يفعل ، يعني ـ تقريباً ولله المثل الأعلى ـ لو أجريت مذاكرة وكتبت على السبورة السلم ، وكيف وزعت العلامات وفق هذا السلم ، وأنت قد صححت الأوراق بدقة بالغة ، وأعطيت كل ذي حق حقه ، ثم وزعت الأوراق على الطلاب ، ثم سألتهم هل من سؤال ؟ هل من اعتراض ؟ فلزم الجميع الصمت ، ماذا يعني صمتهم ؟ أنك عدلت معهم ، ماذا يعني عدم اعتراضهم ؟ أنك كنت عادلاً معهم ، لمَ لا تفهم قوله تعالى لا يسأل عما يفعل من هذا القبيل ؟ لمَ لا تقول مع بعض العلماء عدله يسكت الألسنة ؟ شيء آخر ، ضربت مثلاً أن أباً لا ينجب ، بعد سنوات عشر أنجب طفلاً وتعلق به تعلقاً يفوق حدّ الخيال ، يخاف عليه من الهواء ، هذا الأب من حيث القدرة ألا يستطيع أن يذبحه ، من حيث القدرة فقط ، أليس عنده عضلات وسكين حادة ؟ من حيث القدرة هل بإمكانه أن يذبحه ؟ تقول : نعم ، سؤال ثانٍ : أيفعلها ؟ تقول : لا مستحيل ، مستحيل وألف ألفُ مستحيل أن يفعلها ، فإذا قلنا لا يسأل عما يفعل من حيث القدرة لا من حيث الرحمة :


﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)﴾
( سورة هود )


أنت حينما تبث في نفوس الطلاب ونفوس الأبناء الأفكار التي تثبط العزائم ، مرة قرأت قصة في كتاب مدرسة للصف الثامن أن موظفاً مستقيماً لا يأكل مالاً حراماً ، راتبه لا يكفي ، دخلنا إلى بيته لا وقود عنده ، ولا زيت ، ولا سكر ، ولا يوجد شيء في البيت ، بيته قطعة من الشقاء ، حسناً هذا الذي يقرأ هذه القصة بماذا يشعر ؟ ماذا تعني الاستقامة ؟ الفقر المدقع هكذا قال الله عز وجل ؟! الله عز وجل قال :


﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)﴾
( سورة فصلت )
يعني أحياناً يكون عند المعلمين أو الأساتذة أو الآباء فكر مشوه ، أو ضعف في فهم كتاب الله ، أو تشاؤم ، أو سوداوية ، فإذا بثوا أفكاراً لا تنهض بنفوس الطلاب ، فقد تصنف تربيتهم بأنها تربية مدمرةٌ وليست بناءة .




2ـ ينبغي أن تربط أولادك أو طلابك بالفكر الصحيح المستنبط من الكتاب والسنة :


إذاً الربط الثاني ينبغي أن تربط أولادك أو طلابك بالفكر الصحيح المستنبط من الوحيين الكتاب والسنة ، لا أن تربطه بأطروحات وتساؤلات وتصورات ما أنزل الله بها من سلطان ، حدثني أخ أنه سمع في بعض المحطات من دكتورة مختصة في التغذية ترى أن أسباب الحروب في العالم كلها تعزى إلى أكل اللحم ، الإنسان إذا أكل اللحم يصبح متوحشاً ، أما إذا أكل النبات يصبح مسالماً ، القضية سهلة جداً نوقف أكل اللحوم ونأكل خضراوات ، ما كل شيء يطرح في الساحة صحيح .


الربط الاجتماعي :

الآن ننتقل إلى الربط الاجتماعي ، الإنسان كائن اجتماعي ، الإنسان لا يعيش وحده ، هذه حقيقة ثابتة في الإنسان ، وأساساً الله عز وجل قهر الإنسان أن يكون في مجتمع ، السبب يعني مكَّنك أن تتقن حاجة ، أن تتقن عملاً واحداً أو عملين ، أنت بحاجة إلى مليار حاجة ، تحتاج إلى زر هذا له معامل وله خبراء ، تحتاج إلى خيوط لتثبيت هذا الزر في القميص ، تحتاج إلى خياط ، تحتاج إلى معلم ، تحتاج إلى حلاق ، تحتاج إلى خباز ، تحتاج إلى شواء ، تحتاج إلى مكتبة ، يعني حاجات الإنسان لا تعد ولا تحصى ، لأن الله سمح لك أن تتقن حاجة واحدة ، فهو قهرك أن تكون في جماعة ، أنت تشتري الخبز صباحاً من الفرن فهل تعرف كيف صار هذا الخبز رغيفاً ؟


بدأنا بحرث الأرض ، وتسميدها ، وتعقيمها ، ثم بزرعها ، وسقايتها ، والعناية بها ، وتعشيبها ، ثم بمتابعتها ، ثم بمكافحة الأوبئة فيها ، ثم بحصاد القمح ، ثم بدراسته ، ثم بسلقه ، ثم بتيبيسه ، ثم بطحنه ، يعني لو أنك مكلف أن تأكل الخبز من صنعك من أول مرحلة شيء فوق طاقة البشر ،


لو أنك مكلف أن تعلم ابنك الرياضيات وأنت لا تقرأ ولا تكتب هذا شيء مستحيل ، إذاً سمح لك أن تتقن حاجة وأنت محتاج إلى مليار حاجة ، إذاً أنت مقهور أن تكون في مجتمع والمجتمع مجال للعمل الصالح ، هل يمكن أن يكون لك عمل صالح من دون مجتمع ؟ إطلاقاً .

الآن إذا شخص سكن في قمة جبل ماذا يفعل ؟ يخاطب من ؟ يطعم من ؟ يحل مشكلة من ، لما الله عز وجل قال :
﴿ سَابِقُواْ (21)﴾
( سورة الحديد )
سابقوا هذا معنى المسابقة ، هل سمعت في الدنيا أن سباقاً يكون فردياً ، والله عملت سباقاً رائعاً كنت الأول ، مع من ؟ مع نفسي ، هذا مستحيل ، لا يستطيع أن يتسابق لوحده ، سابقوا في مجموعة ، إذاً الإنسان كائن اجتماعي ، مقهور بأن يكون اجتماعياً .


الطالب أو الابن يحتاج إلى مرجعية دينية :


الإنسان بحاجة إلى مجتمعه ، بل في الدرجة الأولى هو بحاجة إلى مجتمع ليعمل العمل الصالح الذي هو علة وجوده في الأرض بدليل أن الإنسان حينما يقارب الموت يقول :
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً (100)﴾
( سورة المؤمنون )


كأن أعظم شيء تفعله في الدنيا أن تعمل صالحاً ، والعمل الصالح يحتاج إلى جماعة ، ويد الله مع الجماعة :
(( ومن شذَّ شذ في النار . ))
[الترمذي عن ابن عمر]
((عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد))
[الترمذي عن ابن عمر]
(( عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .))
[أبو داود عن أبي الدرداء]


أول شيء اجتماعياً الطالب أو الابن يحتاج إلى مرجعية دينية ، يعني لا يوجد إنسان إلا وله موجه ، فإما أن يكون الموجه شيطاناً أو ملاكاً ، إما أن يوجهه إنسان من أهل الدنيا ينصحه بالمعاصي والآثام ، أو إنسان من أهل الآخرة ، فأنت تحتاج إلى من يوجهك ، إلى من يرشدك ، إلى من يدلك على الطريق ، إلى من يحذرك ، إلى من يشجعك ، إلى من يأخذ بيدك ، فالطالب يحتاج إلى مرجع ديني ليسأله أحياناً ما حكم هذا الشيء ؟



فأنت دون أن تشعر في البيت تنتقد الدعاة إلى الله ، وقد تسخر أحياناً ، أنت ماذا تفعل ؟ حطمت المثل العليا في حياة الصغير ، أو أنت حينما تنتقد معلم ابنك ماذا تفعل ؟ حطمت مثله الأعلى ، فمن الخطأ الكبير أن تنطلق في البيت تتحدث بشكل صحيح أو غير صحيح عن هؤلاء الذين هم في نظر الناس قدوة ، فالذي يحصل الآن ما من مجلس إلا وينهش في أعراض الدعاة لماذا ؟ في سبب عميق ، هذا السبب يقبع في العقل الباطن .


أخواننا الكرام الإنسان حينما يعصي الله يختل توازنه ، إنسان مستقيم لما قبض أول مبلغ حرام اختل توازنه ، دون أن يشعر لا يصدق أن أحداً أمين ، أنت قبل أن تأكل المال الحرام كنت تعتقد أن هناك أناساً طيبين ، نزيهين ، صادقين ، أمناء ، تثني عليهم وتعتز بهم ، لماذا بعد أن أكلت المال الحرام أنكرت أن يكون إنسان مستقيماً ، صار في عقلك الباطن اختلال توازن ، هذا الاختلال في التوازن لا بد من أن يصحح ، لا بد من أن يستعيد توازنه .



حينما يعصي الإنسان ربه يختل توازنه :


يستعيد المنحرف توازنه بإحدى طرائق ثلاث : أول طريقة أن يتوب إلى الله هذا أفضل شيء ، أن يرجع إلى الله ، أن يعقد مع الله الصلح ، لكن حينما لا يرجع إلى الله وقد شذ ، وعصا ، وانتهك حرمات الله ، وخرق استقامته ، الآن يحاول أن يعيد توازنه عن طريقين فاسدين ؛ إما أن يبحث عن فتاوى ضعيفة تغطي انحرافه ويتمسك بها ، ويثني على من أفتى بها ، ويتهم من لم يُفتِ بها أنه متزمت ، لأن هذه الفتاوى تغطيه ، أو أن يتهم كل الصالحين بأنهم سيئون ،


فهناك شيء شائع الآن أينما جلست هناك من ينتقد ، أنا لا أقول هؤلاء معصومون ، أما أن يكون الضغط عليهم وحدهم ، وكل هؤلاء المنحرفين ، والزناة ، وشاربي الخمر ، والمنافقين ، والكذابين كلهم في منجاة من لسان المتكلم ، أما لسانه يخوض في أعراض هؤلاء الذين توخوا الحقيقة ودعوا إلى الله ، هذا خطأ كبير ، فإذاً نقد الصالحين هو عملية غير ناجحة لاستعادة التوازن الذي ينشأ من خلل سببه معصية الله عز وجل ، والدليل أنت حينما تستقيم تحب أهل الدين وتثني عليهم ، أقوى دليل في عهد النبي ،
السيدة عائشة روج بعض الناس أنها زنت ، الخبر سار في الناس كالنار في الهشيم ، ماذا قال الله عن المؤمنين ؟ قال : هؤلاء يظنون بأنفسهم خيراً ، وقالوا : معاذ الله هذا بهتان عظيم ، أما الذي ليس مستقيماً أعجبه الخبر ، الخبر غطاه ، قال هؤلاء المنحرفون : نحن من ؟ زوجة رسول الله وقعت في الحرام ، نحن من ؟ فكلما سمع خبراً فيه انحراف ، من يصدقه ؟ المنحرف ، من يأباه ؟ المستقيم ، فحينما يعصي الإنسان ربه يختل توازنه ،



الأولى أن يستعيده بطاعة الله ، بالاستقامة على أمر الله ، لكنه يفعل أحياناً على خلاف ذلك ، يستعيده بالطعن بصالحنا ، ويستعيده أحياناً بالتعلق بفتاوى ضعيفة شاذة تغطيه .


إذاً الربط الاجتماعي يحتاج إلى مرجعية لك ، مثل أعلى ، طبعاً أنا لا أقول أن هناك إنسان معصوم إلا النبي ، لكن العلماء قالوا : الأنبياء معصومون والأولياء محفظون ، ومعنى محفوظون أن معصيتهم لا تضرهم ، بمعنى أنها ليست كبيرة ، كما أنها ليست عن قصد وتصميم ، يعني سريعاً ما يتوبون ، سريعاً ما يرجعون ، إذاً هم محفوظون وليسوا معصومين ، والمعصوم هو سيد الخلق وحبيب الحق .


الربط الاجتماعي يحتاج إلى أصدقاء صالحين :


الآن الربط الاجتماعي يحتاج إلى أصدقاء صالحين ، إذاً الأب والمعلم ينبغي أن يختار لتلميذه ولابنه أصدقاء صالحين ، لا بد من صداقة ، ينبغي أن تربطه بالصديق الناصح، بالصديق المؤمن ، بالصديق الذي يصلي ، بالصديق الذي تربى في بيت مسلم ، أما إذا ربطته بصديق تربى في بيت غير مسلم يذهب إلى بيت صديقه يرى اختلاطاً وأفلاماً وتفلتاً تعجبه هذه الطريقة ، يكره بيته ، لا يعجبه بيته ، فأنت ينبغي أن تربطه بمرجع ديني ، أو بمرشد ورع ، عالم ورع ، وينبغي أن تربطه بأصدقاء صالحين تربوا في بيئة صالحة ، ثم ينبغي أن تربطه بزملاء في العمل ، قد تكون موظفاً يعني أنت قد تكون عاملاً ، أنت بحاجة إلى أصدقاء وزملاء ،


الصديق قد لا يكون من جنسك ، لكن بكل دائرة ، بكل معمل ، بكل مؤسسة ، بكل مدرسة ، بكل جامعة تجد أناساً صالحين ، فينبغي أن تربط له صديقاً من جواره أو مدرسته ، وصديقاً من عمله ، فلا بد من مرجعية ، ولا بد من أصدقاء صالحين ، هؤلاء هم الربط الاجتماعي للإنسان .


أنا أحياناً تأتيني بعض المشكلات ، أجد أن إنساناً هو وزوجته وأولاده على استقامة رائعة ، لكن كل أعمام هذا الغلام ليسوا على منهج أبيه ، فإذا زار هذا الغلام أعمامه وقع في إشكال كبير ، الأمور غير منضبطة ، والكلام ليس منضبطاً ، والأجهزة ليست منضبطة ، لكن لو تخيلنا أن خمسة أعمام على منهج واحد ، ومن جامع واحد مثلاً ، والبيوت كلها منضبطة سواء في الحجاب ، أو في الكلام ، لو هذا الابن زار أي بيت من بيوت أعمامه لا يتأثر إطلاقاً ، لأن الجو موحد ، عندما يأتي الأخ بأخيه إلى المسجد أصبح هناك اثنين في الأسرة ، لو حاول أن يأتي بالأخ الثالث أصبحوا ثلاثة ، لو جاء بالأخ الرابع أصبحوا أربعة ، يعني أصبحوا أكثرية في البيت منضبطين بالشرع ، فصار الأول استقامته أسهل بكثير لأن هناك من يسانده ، هناك من يدعمه ، هناك من يدافع عنه ،



أما إذا كان فريداً وحده يعني في دعوة مختلطة ، هذا الشاب الملتزم أكل لوحده يأتيه التقريع والاستهزاء والسخرية ، أما إذا كل أخواته ملتزمون مثله اختلف الأمر .


إذاً الربط الاجتماعي أن تربطه بمسجد ، أن تربطه بمرشد ، بإنسان صالح يعد مرجعاً له ومثلاً أعلى ، وأن تربطه بأخوة في المسجد ، وأن تربطه بأصدقاء في الحي ، وبأصدقاء في المدرسة ، وأصدقاء في العمل ، يريد في العمل صديقاً ، بالمدرسة صديقاً ، بالحي صديقاً ، بالمسجد صديقاً ، براعة الأب تتأتّى من اختيار الأصدقاء الصالحين لابنه ، أو المعلم لطلابه .








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2017-10-29 في 18:00.
    رد مع اقتباس
قديم 2016-12-06, 15:25 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

important تربية الأولاد في الإسلام لمحمد راتب النابلسي


تربية الأولاد في الإسلام - الدرس (13-36) :التربية العقلية 3 ـ قيمة العلملفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .



أيها الأخوة الكرام ، مع الدرس الثالث عشر من دروس تربية الأولاد في الإسلام ولازلنا في التربية العقلية .




العلم قيمة كبيرة تجعل المسلمين في المستوى الأعلى :






بادئ ذي بدء : الآيات التي تضمن التفكر ، والعقل ، والعلم ، في القرآن الكريم تقترب من ألف آية ، لأن الإنسان كرّمه الله بالقوة الإدراكية ، وحينما يبحث عن الحقيقة يؤكد حاجته العليا ، ويؤكد إنسانيته ، وأحياناً ، ومع أن الدرس يتجه إلى التربية ، إلى تربية الأولاد في الإسلام ، من حين إلى آخر يتجه إلى الكبار ، إلى الآباء كي يقتنعوا بقيمة العلم .



شريحة كبيرة جداً من المسلمين يرى أن العلم لا يجدي ، ولا يطعم خبزاً على حدّ تعبيره ، فإذا أبقى ابنه جاهلاً ، كلكم يعلم الآن إنسان لا يحمل أي مؤهل ، في أي معمل راتبه لا يزيد عن سبعة آلاف ، بينما أي إنسان يحمل شهادة عليا ذات اختصاص دقيق دخله يزيد عن مئتي ألف ، إلى متى نرى المسلم مستخدماً ؟ ضارب آلة كاتبة ؟ موظفاً بسيطاً ؟ يشكو الفقر ، هذه مشكلة ، المال قوام الحياة .



فأنت حينما تهيئ لابنك مستوىً تعليمياً راقياً أنت ترفع من سرية المسلمين ، تجعل المسلمين في المستوى الأعلى .




اعتماد القرآن الكريم على قيمتي العلم و العمل للترجيح بين البشر :






أنا أحياناً لابدّ من تبيين قيمة العلم ، أولاً المجمع عليه في القرآن والسنة أن القيم التي اعتمدها الناس للترجيح فيما بينهم قيم لم يعترف بها القرآن إطلاقاً ، لم يعترف بقيمة الغنى ، ولا قيمة الذكاء ، ولا قيمة الوسامة ، في القرآن الكريم اعتمد قيمتين ، لا ثالث لهما اعتمد قيمة العلم ، فقال :
﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
( سورة الزمر الآية : 9 )
وقال :
﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾
( سورة المجادلة الآية : 11 )
فأعلى مرتبة عند الله مرتبة العلم ، بل الآية التي تلفت النظر :
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
( سورة النساء )
إله عظيم يقول فضله عليك عظيم إذا كنت عالماً ،
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾




أنواع العلم :


أخوتنا الكرام ، هذا يستدعي أن تُكتب لوحة في أقدم ثانوية في دمشق عندما تدخلها : رتبة العلم أعلى الرتب .
الذي أتمنى أن يكون واضحاً أن هناك علماً متعلقاً بكسب الرزق ، هذا لا يزيد عن حرفة ، لأن هناك علموزو آخر متعلقاً بالحلال والحرام ، هذا أصل في العبادة ، هناك علم بخلقه ، أصل في صلاح الدنيا ، وهناك علم بأمره أصل في العبادة ، وهناك علم به وهو العلم الذي أراده الله جلّ جلاله في القرآن ، وأراده النبي عليه الصلاة والسلام في السنة .



هناك علم ممتع غير نافع ، الذي عنده ميل أدبي إذا قرأ قصيدة الإلياذة ، والأوديسة لهوميروس ، قد يستمتع بها ، قصيدة طويلة جداً ، وفيها ذكر الآلهة ، وعقائد الإنسان القديم ، ومشكلات الإنسان القديم ، وهناك علم ممتع ، وليس نافعاً .



هناك اختصاص يدر على صاحبه أموالاً طائلة ، هذا علم ممتع نافع ، لكنك إذا عرفت الله ، وعرفت منهجه ، وتقربت إليه هذا علم ، ممتع ، نافع ، مسعد .




الجهل هو العدو الأول للأمة الإسلامية :






لذلك الكلمة الرائعة التي قالها الإمام علي كرم الله وجهه : يا بني العلم خير من المال ، لأن العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلو يزكو على الإنفاق .



إنسان ثري ذهب إلى إيطاليا ، وفي أثناء الليل طُرق بابه ، وفتح الباب ، وارتكب الفاحشة ، واستيقظ على كلمات كتبت على مرآة : مرحباً بك في نادي الإيدز فانتحر ، جاهل ظنها مغنماً ، فإذا هي مغرم كبير .



أي لو درست الأمر جلياً لا تجد مشكلة في الأرض من آدم إلى يوم القيامة إلا بسبب خروج عن تعليمات الصانع الخالق ، لو حللت كل مشكلة ، بسبب خروج عن منهج الله وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل ، والجهل أعدى أعداء الإنسان .
والله أيها الأخوة ، نحن ألفنا في الثقافة المعاصرة أنه هناك أعداء تقليديون الاستعمار والصهيونية ، العدو الأول للأمة الإسلامية هو الجهل ، الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به .



الآن لو درست المشكلات الزوجية ، من دون استثناء بسبب الجهل ، جهل الزوج أو الزوجة ، أو كليهما .
(( مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا ))
[رواه أحمد عن ابن عمر ، وإسناده حسن]
وأنت اسأل ، هل هناك من مشكلة مررت بها إلا بسبب أن الحكم الشرعي غاب عنك ؟ لم تأخذ إيصالاً ، الله قال لك :
﴿ فَاكْتُبُوهُ ﴾
( سورة البقرة الآية : 282 )
واثق ، توفي فجأة بحادث ، الابن ما اعترف راح لك مليون ، تتألم ، تندم ، الله عز وجل قال :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ﴾
( سورة البقرة الآية : 282 )




ما من مشكلة تصيب الإنسان إلا بسبب خروج الإنسان عن تعليمات الصانع :


لو إنسان في عنده وقت ، وعنده نفس طويل ، حلل أي مشكلة على الإطلاق في العالم بسبب خروج الإنسان عن تعليمات الصانع ، وما من خروج عن تعليمات الصانع إلا بسبب الجهل ، والجهل أعدى أعداء الإنسان ، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به ، وهل من عقاب أشد من أن يكون الإنسان في النار إلى أبد الآبدين ؟ .
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾
( سورة الملك )
يا أخي الكريم ألا تحب نفسك ؟ ألا تحب سلامتك ؟ ألا تحب سعادتك ؟ ألا تحب سلامة وجودك ؟ كمال وجودك ؟ استمرار وجودك ؟ اطلب العلم ، وعلم من حولك ، وأقرب الناس إليك أولادك .



من تعلّم ينفق وقته إنفاقاً استثمارياً لا استهلاكياً :






أنا أرى أُناساً كثيرين يقنع أن ابنه إذا عمل بسن مبكرة يصبح شيئاً مذكوراً ، لابدّ من أن تطلب العلم ، لك ولأولادك .
الآية الأولى :

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
حتى أنه قد قيل : العالم شيخ ولو كان حدثاً ، والجاهل حدث ولو كان شيخاً .
أحياناً بالمؤسسات ، بالشركات ، تجد شاباً يحمل شهادة عليا عمره بالخامسة والعشرين ، بالثالثة والعشرين ، بالثمانية والعشرين ، تحت يده أشخاص بالسبعين ، بالستين ، بالخامسة والأربعين ، كلهم كبار في السن لكن لم يتعلموا ، أنا أرى أن هذا الدين دين العلم ، الدليل أن أول كلمة في أول آية ، في أول سورة :
﴿ اقْرَأْ ﴾
( سورة العلق الآية : 1 )


تعلم ، في نقطة دقيقة جداً : أنت حينما تتعلم لا تنفق الوقت إنفاقاً استهلاكياً ، بل إنك تنفق الوقت إنفاقاً استثمارياً ، لأن التعلم يضمن لك نجاحات كبيرة في الحياة .


من علا شأنه و ذاع سيطه و لم يكن مستقيماً يعقب هذا الارتفاع انهيار مفاجئ :




لذلك : أنا أرى أن الأب الذي يهمل تعليم أولاده ، يهمل تعليمهم التحصيلي ، وتعليمهم الديني ، وتعليمهم الأخلاقي ، نحن أحياناً الأب يهمه أن يأخذ ابنه شهادة فقط ، صلى ما صلى ، عرف الله ، لم يعرف الله ، أهم شيء أنه أخذ علامات دخل بها كلية الطب ، هذا خطأ كبير ، لما الإنسان لا يعرف الله يرتكب أخطاء فاحشة ، والأخطاء الفاحشة قد تهلكه في الدنيا قبل الآخرة .
ومرة ثانية : ما من مشكلة تصيب الإنسان إلا بسبب جهل في طاعة الله عز وجل .
أيها الأخوة ، يعني لما الله عز وجل يقول :

﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ﴾
( سورة البلد )
الإنسان لو علا شأنه ، وذاع سيطه ، ولم يكن مستقيماً على أمر ربه ، أي لم يعرف ربه كي يستقيم على أمره ، هذا الارتفاع المفاجئ قد يعقبه انهيار سريع .
دائماً وأبداً خط المؤمن البياني خط صاعد صعوداً مستمراً ، والموت نقطة على هذا الخط ، والصعود مستمر بعد الموت ، بينما الإنسان حينما يتألق في الدنيا بماله ، أو بمنصبه ، قد يصعد صعوداً حاداً ، ويسقط سقوطاً مريعاً ، فالبطولة أن تستمر .



العطاء الإلهي عطاء مستمر يبدأ في الدنيا ويستمر إلى أبد الآبدين :






بالمناسبة : العطاء الإلهي عطاء مستمر يبدأ في الدنيا ، ويستمر إلى أبد الآبدين ولا يليق بكرم الله أن يعطيك عطاءً ينتهي عند الموت .
أيها الأخوة ، لذلك :

﴿ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾
( سورة النساء الآية : 77 )
الآن معظم الناس تعنيهم الدنيا فقط ، استقام ، لم يستقم ، عرف الله ، لم يعرف الله ، كان دخله حلالاً ، حراماً ، بنى مجده على أنقاض الآخرين ، بنى غناه على إفقارهم ، بنى قوته على ضعفهم ، مستقيم ، غير مستقيم ، معتدٍ ، غير معتدٍ ، المهم أن يصل إلى ثروة تجعل حياته مريحة ، وهذا الذي دخل الشاعر من أجله السجن ، ببيت قاله :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
* * *




من طلب العلم سلم و سعد في الدنيا و الآخرة :






أيها الأخوة ، النقطة الدقيقة الآن : إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، الذين يحكمون العالم من حولهم ؟ خبراء ، لا يتخذون القرار إلا باستشارة خبرائهم ، ففي النهاية الذي يحكم العالم هم العلماء ، الذين هم خبراء عند أصحاب القرار ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً .



أنا مرة إنسان شكا إلي مشكلة في بيته خطيرة جداً ، هي خيانة زوجية ، وبكى سألته مع من ؟ قال لي : مع جارنا ، كيف عرفت الجار ؟ قال لي : كان جارنا في البيت يزورني ، قلت لزوجتي : تعالي واجلسي معنا ، مثل أخيكِ ، من هنا بدأت المشكلة ، قلت له : لو كنت تحضر دروس العلم ، وتعلمت أن الاختلاط محرم ما وقعت في هذه الورطة .






دقق ما من مشكلة تقع في المجتمع إلا بسبب مخالفة لتعليمات الخالق ، وهذه المخالفة بسبب الجهل ، فأنت حينما تحضر درس علم ، وتعرف ما ينبغي ، وما لا ينبغي ، ما يجوز ، وما لا يجوز ، ما يصح ، وما لا يصح ، ما هو محرم ، وما هو محلل ، ما هو الخير ، وما هو الشر ، ما هو الجمال ، وما هو القبح ، عندئذٍ الثمرة الأولى أنك تسلم وتسعد .



لذلك : جامعة دمشق لها شعار ، تحت الشعار كُتب :
﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾
( سورة طه )

من عرف الله عرف كل شيء :



لا أنسى هذه الآية التي ينبغي أن يخفق قلب المؤمن لها ،
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
حتى إن الله عز وجل حينما قال :
﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ﴾
( سورة الكهف )
بعض العلماء قال :
﴿ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ﴾
سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله الله ، والله أكبر ، يعني إذا سبحته ، وإذا كبرته ، وحمدته ، ووحدته ، فقد عرفته ، وإن عرفته عرفت كل شيء ، وإن فاتتك معرفته فاتك كل شيء ، والله أحب إليك من كل شيء .
الآية الأولى :
﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾


القيمة الوحيدة التي اعتمدها القرآن للترجيح بين خلقه قيمة العلم .
الآية الثانية :
﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾
هذه الآية الثانية التي تؤكد أن القيمة الأولى في التفاضل بين الناس هي قيمة العلم .
عندنا قيمة ثانية ، أساس الترجيح وهي العمل ، قال تعالى :
﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾
( سورة الأنعام الآية : 132 )




العلم ما عُمل به فمن تعلم أصبح العلم حجة عليه لا حجة له :


لكن بادئ ذي بدء : لا يمكن أن يكون العلم في الإسلام مقصوداً لذاته ، العلم ما عُمل به ، فإن لم يُعمل به كان الجهل أولى ، الذي تعلم أصبح العلم حجة عليه ، لا حجة له .
لذلك قالوا :

وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن
* * *
ما معنى قوله تعالى :
﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾
( سورة الفاتحة )
﴿ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾
هم الذي عرفوا وانحرفوا ، والضالون هم الذين لم يعرفوا وانحرفوا ، هناك إنسان ينحرف وقد علم ، و إنسان ينحرف ولم يعلم .
أيها الأخوة ، دققوا في هذا الحديث ، أنت جئت من مكان بعيد ، وتجشمت ركوب عدة مركبات ، وفي ازدحام ، وقد يستغرق الوقت لحضور هذا الدرس ساعة أو ساعتين يقول عليه الصلاة والسلام :
(( وَمَن سلكَ طريقا يَلْتَمِسُ فيه عِلْما سَهَّلَ اللهُ لهُ بِهِ طريقا إِلى الجنَّةِ ))
[أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ]
يعني أنت جالس في البيت ، ومرتاح ، ولك مقعد وثير ، أمامك زوجتك ، أولادك ، كل حاجاتك مؤمنة ، فأنت قمت من هذا المكان المريح ، وارتديت الثياب ، وركب المركبات ووصلت إلى المسجد ، وجلست على الأرض ، وضيافة ما في ، وانتهى الدرس ، وعدت بساعة ثانية ، في ثلاث ساعات تقريباً ، لوجه الله ، هذا الوقت الذي تنفقه في طلب العلم ليس استهلاكاً للوقت ، ولكنه استثمار له ، أي إذا تركت شيئاً محرماً نجوت ، إذا عملت عملاً صالحاً فزت وتفوقت ، لذلك :
(( وَمَن سلكَ طريقا يَلْتَمِسُ فيه عِلْما سَهَّلَ اللهُ لهُ بِهِ طريقا إِلى الجنَّةِ ))
[أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ]




من لم يعمل بالعلم الذي تعمله فالجهل أولى له :



أنت لاحظ بالمعاني المادية المحدودة ، إنسان دخل كلية الطب ، وعانى ما عانى في السنوات السبع ، مدرسون أشداء في الامتحانات ، كلفوا الطلاب بأعمال صعبة جداً ، يعني معاناة سبع سنوات مع الأساتذة ، والمدرسين ، وكتابة الأطروحات ، والامتحانات الشفهية ، والكتابية ، ثم نال شهادة طب ، وتابع دراسته ، وحصل على شهادة عليا ، وفتح عيادة ، دخله وفير ، هذا الدخل الوفير بالمعنى المادي ، هيأ له بيتاً مريحاً ، هيأ له مركبة مريحة ، هيأ له مكانة اجتماعية ، الآن كلما مرّ أمام الجامعة يشكر هذه الجامعة على أنها نقلته من إنسان عادي ، إلى إنسان ذو مكانة جيدة في المجتمع .
وأنت أيها المؤمن حينما تطلب العلم ، وتعرف الحلال والحرام ، وتحسن تربية أولادك ، وتنشئهم على طاعة الله ، وكانوا قرة عين لك ، تحمد هذه الأوقات المديدة التي أمضيتها في معرفة الله .
أي لا يوجد علم لذاته ، علم للعلم ، بالإسلام غير وارد ، العلم ما عُمل به ، فإن لم يُعمل به كان الجهل أولى ، يقول عليه الصلاة والسلام :

(( الدُّنيا مَلعْونَةٌ ))
[أخرجه الترمذي عن أبي هريرة ]




أحبّ البلاد إلى الله مساجدها و أبغض البلاد إلى الله أسواقها :






مرة ذكرت ببعض الأحاديث :
(( أحب البلاد إلى الله مساجدها و أبغض البلاد إلى الله أسواقها ))
[صحيح عند ابن خزيمة عن أبي هريرة]
لأن المسجد ينقلك إلى الله ، إلى الدار الآخرة ، إلى طلب العلم ، إلى التوبة ، إلى الطاعة ، إلى السعادة ، الأسواق بضائع جميلة جداً ، وغالية جداً ، ولك دخل محدود ، فكنت أضرب هذا المثل مداعباً الأخوة الكرام ، يأتي مع امرأته إلى المسجد تسمع حقوق الزوج فتزداد طاعة لزوجها فيحبها ، ويسمع حقوق الزوجة فيزداد إكراماً لها فيحبها ، فالمجيء إلى المسجد متن علاقة الزوجين ، يذهب معها إلى السوق تطلب منه حاجة فوق دخله يتشاجروا .
(( أحب البلاد إلى الله مساجدها و أبغض البلاد إلى الله أسواقها ))
[صحيح عند ابن خزيمة عن أبي هريرة]
لذلك :
(( الدُّنيا مَلعْونَةٌ ، مَلْعُون ما فيها ، إِلا ذكرُ الله ، وما والاهُ ))
[أخرجه الترمذي عن أبي هريرة ]
معنى ملعونة تبعدك عن الله ، تبعدك عن طريق الجنة .



لقطتان رائعتان من سيرة النبي الكريم :


هناك لقطتان رائعتان من سيرة النبي :
رأى النبي صلى الله عليه وسلم شاباً يتعبد الله في وقت العمل ، قام سأله من يطعمك ؟ قال : أخي ، فقال عليه الصلاة والسلام : أخوك أعبد منك ، الذي يعمل هو العابد أكثر ،الذي كانت يده هي العليا ، لم يكن عالة على أحد ، لم يتكفف الناس .
(( ولا فتح عبد بابَ مسألة ، إلا فتح الله عليه بها باب فقر ))
[أخرجه الترمذي عن أبي كبشة الأنماري ]
الآن مشهد آخر ، شريكان ، أحدهما طالب علم ، فالشريك الآخر الذي يعمل شكا للنبي شريكه الذي يقدم جهداً أقل من جهده ، باللقطة الأولى قال النبي الكريم : أخوك أعبد منك الذي يعمل ، ومن ينفق عليك أعبد منك ، الثاني شيء آخر ، قال : لعلك ترزق به ، اختلف الموضوع ، اختلف الحكم ، أو اختلف 180 درجة ، الأول كان عابداً ، الذي يعبد الله لنفسه ، أما الثاني كان طالب علم ، يطلب العلم لغيره ، فالنبي طمأن الشريك أن أحد أسباب رواج هذه الشركة ، وتقدمها ، هو أنك تسمح لشريكك أن يطلب العلم ، لعلك ترزق به .



الفرق الكبير بين أن يموت الإنسان ويستريح الناس منه وبين أن يتألم الناس عليه :


المؤمن الذي عرف الله ، إذا توفاه الله ، ماذا قال الله في حقه ؟ قال في حق الكافر :
﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ﴾
( سورة الدخان الآية : 29 )
العلماء أكدوا أن هناك معنى مخالف معاكس ، المؤمن إذا مات ماذا يقول ؟ بكت عليه السماء والأرض ، فرق كبير بين أن يموت الإنسان ويستريح الناس منه ، وبين أن يكون الإنسان ويتألم الناس أشد الألم .
لذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم جنازة فقال :
(( مستريح ، أو مُسْتَراح منه ، فقالوا : يا رسول الله ما المستريحُ ، وما المستَراح منه ؟ فقال : العبد المؤمنُ يستريح من نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجرُ : يستريح منه العبادُ والبلادُ ، والشجر والدواب ))
[أخرجه البخاري ومسلم والنسائي ومالك عن أبي قتادة ]
هؤلاء الطغاة إذا ماتوا تستريح منهم البلاد ، والعباد ، والشجر ، والدواب



.الأب المؤمن هو الأب الذي ربى أولاده على طاعة الله

:




الآن الأب الذي يُعلم أولاده ، لنرسل له هذا الحديث الشريف :
(( إنَّ الله وملائِكَتَه ، وأهْلَ السماوات والأرضِ ، حتى النَّملةَ في جُحْرِها والحيتان في البَحْرِ ، لَيُصَلُّون على مُعَلِّم الناس الخيرَ ))
[أخرجه الترمذي عن أبي أمامة الباهلي ]
يعني الأب حينما يعلم أولاده تصلي عليه الملائكة ، والنملة في جحرها ، والحيتان في البحر ، الأب المعلم أب عظيم ، أنا أقول دائماً : لك أب أنجبك ، هذا أبوك النسبي ، ولك أب زوجك ، هذا عمك ، ولك أب دلك على الله ، والبطولة أن تكون أيها الأب أباً أنجبته ، وأباً دللته على الله ، الأب المؤمن الذي ربى أولاده على طاعة الله أب مقدس .



حجم الإنسان عند ربه بحجم عمله الصالح وأعظم عمل صالح تربية الأولاد :




إخوانا الكرام ، سامحوني بهذه الكلمة : الثقافة الإسلامية بثقافة بلادنا كل أب محترم ، هكذا العادات والتقاليد ، لكن ما كل أب يُحب ، إذا كنت محسناً ، إذا دللته على الله ، تكون أباً محترماً بحسب الثقافة العامة ، ومحبوباً بحسب توجيهك لهذا الابن .
أنا أقول دائماً : الأب البطل يكون العيد في بيته إذا دخل ، والأب المخفق يكون العيد في بيته إذا خرج ، فالعيد متى يكون ؟ بدخولك أم بخروجك ؟ .



شيء آخر يا إخوان : بعد أن تعرف الله ، علة وجودك العمل الصالح ، وأعظم عمل صالح بشكل مطلق من دون استثناء تربية أولادك لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أفضل كسب الرجل ولده ))
[أخرجه الطبراني عن أبي بردة بن نيار ]
خير اسم تفضيل ،
(( أفضل كسب الرجل ولده ))
لذلك :
(( إذا مات الإنسان انقطع عمله ))
علة وجودك في الدنيا بعد أن تعرف الله العمل الصالح ، لأنه العمل الصالح ثمن الجنة ، وأنت في الأصل خلقت للجنة ، علة وجودك في الدنيا ، بعد معرفة الله العمل الصالح بل حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، وأعظم عمل صالح تربية أولادك ، لأنهم أقرب الناس إليك ، يعني الآخر أنت له ، وغير له ، أما أولادك من لهم غيرك ؟ .
(( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ـ الشاهد ـ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ))
[ مسلم عن أبي هريرة ]
والله الذي لا إله إلا هو كلما رأيت أباً ربى ابناً صالحاً ، ومات الأب ، أقول بأعماقي : الأب لم يمت ، لأنك في الأصل مفطور على حبّ وجودك ، وعلى حبّ سلامة وجودك ، وعلى حبّ كمال وجودك ، وعلى استمرار وجودك ، سلامة وجودك بطاعة الله ، وكمال وجودك بالعمل الصالح ، واستمرار وجودك بتربية أولادك .
هل تعتقد معي أيها الأب أنه في شعور أمتع ، وأشد إسعاداً للإنسان من أن ترى ابنك صالحاً ، ابنك يصلي ، سمعته طيبة ، ناجح في عمله ، ناجح في زواجه ، يربي أولاده .
(( أو ولد صالح يدعو له ))


طريق معرفة الله التفكر في خلق السماوات والأرض :


أيها الأخوة الكرام ، مرة ثانية : هناك علم به ، هو الأصل ، أن تعرف الله ، إنك إن عرفت الله ، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر ، أما إذا لم تعرف الله ، وعرفت الأمر تفننت في التفلت من الأمر ، إنك إن عرفت الله ، فالعلم به أصل في الدين ، كيف ؟ في التفكر في خلق السماوات والأرض .
كلكم يعلم أنك إذا قرأت آية في كتاب الله تتحدث عن الجنة ، ما موقفك منها ؟ أن تسعى إلى الجنة ، وإن قرأت آية في كتاب الله تتحدث عن النار ، ما موقفك منها ؟ أن تفر منها ، وإذا قرأت آية فيها أمر إلهي ما موقفك منه ؟ أن تأتمر ، وإذا قرأت آية فيها نهي إلهي ما الموقف الكامل ؟ أن تنتهي ، وإذا قرأت قصة أقوام سابقين أهلكهم الله عز وجل ما الموقف من هذه الآية ؟ أن تتعظ ، وإذا كان بالقرآن آيات كثيرة جداً تقترب من ألف آية عن الكون ما الموقف منها ؟ أن تتفكر ، لأن طريق معرفة الله التفكر في خلق السماوات والأرض .



لذلك : كلما ازددت تفكراً في خلق السماوات والأرض ، ازددت مع التفكر معرفة بالله جلّ جلاله ، أصل الدين معرفة الله ، العلم به لا يكفي ، أنت حينما تعرف إنساناً وتتمنى أن تتقرب إليه ، تبحث عن أوامره ، يأتي علم الشريعة ، التفكر في خلق السماوات والأرض ، أو التفكر في أفعال الله ، في أفعاله التكوينية ، أو التفكر في كلامه ، أو التدبر هذا طريق معرفته .




الاستقامة على أمر الله و القيام بالأعمال الصالحة طريقا الإنسان للتقرب من الله :


الآن طريق التقرب منه بشيئين أن تستقيم على أمره أولاً ، وأن تعمل الأعمال الصالحة ثانياً هذا علم بأمر الله .
لكن حتى تكون مواطناً صالحاً ، وتملك مهنة راقية ، تدر عليك دخلاً معقولاً يجب أن تتعلم علماً متعلقاً بخلقه ، طبيب ، مهندس ، مدرس ، فروع الجامعة ، فيزياء ، كيمياء ، رياضيات ، في اختصاصات ، فأنت ينبغي أن تسعى إلى أن تتعلم وأن تُعلم أولادك ، علماً به ، وعلماً بأمره ، وعلماً بخلقه ، كي تجمع المجد من كل أطرافه .



أحياناً تجد إنساناً يحمل أعلى شهادة لكن في الدين أُمي ، لا يفرق بين الحلال والحرام .
إنسان ذهب للحج ، لكن ضعيف في الثقافة الإسلامية ، ضعيف في الثقافة كثيراً ، قال لو عملوا الحج على خمس دورات ، ما كان في ازدحام ، بعيد عن روح الدين .



حتى جيء للمملكة بخبراء من أجل تنظيم السير ، فدرسوا الأمور دراسة مستفيضة ، وقدموا تقريراً ينصحون بأن يكون الحج على خمس دورات ، كل شهرين في موسم حج حتى يخف الازدحام .
فيكون الإنسان بعيد عن حقيقة الدين ، عن العبادات ، عن المعاملات .



العاقل من جمع بين مصالحه في الدنيا و مصالحه في الآخرة :


لابد من أن تعرف الله عز وجل من خلال خلقه ، ومن خلال كلامه ، ومن خلال أفعاله ، هذا العلم به ولابدّ من أن تعرف منهجه من خلال أمره ونهيه ، ولابدّ من أن تتعلم علماً كونياً يرقى بك إلى خدمة نفسك وأمتك ، فاجهد أيها الأب أن تعلمه علماً متعلقاً بالذات الإلهية ، وعلماً متعلقاً بالأمر والنهي ، وعلماً متعلقاً بشؤون الدنيا ، حتى يجمع الإنسان بين مصالحه في الدنيا وبين مصالحه في الآخرة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعيته :
(( اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إلينا مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ))
أيها الأخوة الكرام ، لازلنا في تربية الأولاد في الإسلام ، ولازلنا في التربية العقلية ، لأن الإنسان عقل يدرك ، وقلب يحب ، وغذاء العقل العلم ، وغذاء القلب الحب .
والحمد لله رب العالمين






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2017-10-29 في 18:17.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 15:07 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd