منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - رهان التنمية معقود على المدرسة العمومية والخصوصية

رهان التنمية معقود على المدرسة العمومية والخصوصية

الأربعاء, 10 أكتوبر 2012 15:49

اليوسفي مدير أكاديمية الغرب قال إن إصلاح التعليم سيرورة لا يمكن أن تتحقق بالطفرة الواحدة
اعتبر عبد اللطيف اليوسفي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني احسن، أن رهان التنمية الشاملة مازال معقودا على المدرسة العمومية والخصوصية على حد سواء، لكن بتصور جديد وبمنظور يرسخ قيم الديمقراطية والحداثة والمواطنة الحقة.
ما هي أبرز مميزات الدخول المدرسي وطنيا وبجهة الغرب خصوصا؟
لم تخرج جهة الغرب الشراردة بني احسن عن السياق العام للدخول المدرسي على المستوى الوطني، بل ساهمت تحضيرا وإنجازا وتفعيلا، وبالتالي تم تحضير الدخول المدرسي بالجهة مع كافة المسؤولين والفاعلين والشركاء واجتهدت الأكاديمية والنيابات الثلاث في إعداد العدة لهذا الموسم بشكل تشاركي مثلت لحظة المجلس الإداري إحدى لحظاته القوية وتم الوقوف عند الحصيلة الإيجابية لمشاريع البرنامج الاستعجالي وتحديد آفاق التطوير بهذه الجهة بمساهمة من كافة المكونات. ولاشك أن الخطاب الملكي لمناسبة 20 غشت ساهم بشكل قوي في تجديد الرؤية وتفعيل آليات التعبئة حول المدرسة من قبل كافة الأطراف بما فيها السلطات والمنتخبون والشركاء الاجتماعيون والأسر وسهرت الأكاديمية والنيابات على تنظيم سلسلة من اللقاءات التحضيرية والتنظيمية مع كافة الهيآت والفئات المعنية لإنجاح الدخول المدرسي بهذه الجهة.
في السياق نفسه، إلى أين وصل هدف تعميم التعليم بالجهة؟ وما هي نسب التغطية؟ وهل سيعرف هذا الموسم تحسنا على مستوى بنيات الاستقبال؟
بالعودة إلى المؤشرات الكمية والكيفية بهذه الجهة يتأكد أن هناك طفرة قوية تحققت منذ سنة 2009 إلى اليوم بفضل تظافر الجهود والإمكانات التي أتاحها البرنامج الاستعجالي، وبفضله توسعت قاعدة التعليم الأولي بشكل كبير إلى أن بلغ نسبة 68 في المائة مقارنة مع 42 في المائة سنة 2008. كما اتسعت قاعدة التعميم وتكافؤ الفرص في التعليم الابتدائي بتجاوز المتوقع وبالتالي تحققت الأهداف بأكثر من نسبة 100 في المائة، غير أن حركية السكان ومحدودية الإحصاءات فرضت علينا واقعا آخر وبالتالي ما زال ينتظرنا مجهود إضافي لاستقطاب الأعداد غير المتوقعة إلى المدرسة إضافة إلى المجهودات التي بذلت في مجال التربية غير النظامية ومحاربة الهدر المدرسي بإرجاع المتسربين والمتسربات عبر قوافل وآليات مضبوطة وناجعة ببلوغ عدد التلاميذ الذين استرجعتهم المدرسة إلى 1216 تلميذ وتلميذة. كما أن أعداد التلاميذ والتلميذات الملتحقات بالتعليم الإعدادي ارتفعت بشكل ملموس خاصة في العالم القروي بفضل توسع البنيات واستنبات الإعداديات إلى جانب عمليات الدعم الاجتماعي المحفزة على التمدرس. ومع ذلك فإن مجهودا كبيرا ما زال ينتظر الجهة في هذا المجال، وكذا في التعليم الثانوي التأهيلي الذي يعرف تحسنا كبيرا، لكنه في حاجة إلى تطوير ليتجاوب مع الطلب.
ما هي التدابير التي اتخذتها الأكاديمية الجهوية للغرب لإنجاح هذا الدخول المدرسي؟
لقد سبق القول إن التحضير لإنجاح الدخول المدرسي الحالي تم بشكل مبكر وتشاركي مع العديد من الأطراف ما مكن الجهة من اتخاذ العديد من التدابير العملية لتأمين الدخول المدرسي في النيابات الثلاث، وذلك عن طريق تدقيق الخرائط المدرسية وتوفير البنايات خاصة الجديدة منها وتجهيزاتها وتوفير كل لوازم الدعم الاجتماعي بمختلف مكوناته، من إطعام مدرسي وإيواء بالداخليات، وصار من المتوقع أن يصل هذه السنة عدد المستفيدين من الإطعام المدرسي 78234 تلميذ، أي بزيادة 10 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وبخصوص الإيواء بالداخليات يتوقع أن يصل عدد المستفيدين إلى 6538 تلميذا، أما دعم التلاميذ باللوازم المدرسية في إطار برنامج مليون محفظة فيصل هذه السنة إلى 256900 إضافة إلى مجهودات التي بذلت وستبذل في النقل والزي المدرسيين.
هل تواجه الأكاديمية الجهوية بعض الصعوبات؟ وما هي الإجراءات التي ستقومون بها لحلها؟
لابد من تسجيل ملاحظتين أولاهما أن المنظومة التعليمية المغربية راكمت منذ الاستقلال إلى اليوم العديد من الإيجابيات والنجاحات، وواجهت كثيرا من عوامل الإهمال فتراكمت اختلالاتها، وبالتالي فإن إصلاحها يتطلب زمنا كافيا. وثانيهما أن الإصلاح بطبيعته سيرورة لا يمكن أن تتحقق بالطفرة الواحدة إلا نادرا لذا وجب إمهال الإصلاح ليؤتي أكله وليحقق أهدافه. وإذا كانت أكاديمية الغرب عرفت إنجازات مهمة في العديد من الواجهات المرتبطة بنسبة عالية من تأهيل المؤسسات وتأمين حراستها ونظافتها وتزويدها بالتجهيزات وتجديد المتلاشيات وتطوير آليات الحياة المدرسية وتأمين الزمن المدرسي فإنها تعرف بالمقابل العديد من الصعوبات والإكراهات التي نحاول جاهدين التخفيف من أثرها بحث الفاعلين على التعاون من أجل إصلاحها. على مستوى البنيات عرفت الجهة توسعا كبيرا إذ وصل عدد الإحداثات الجديدة ما بين 2009 إلى الآن 33 مؤسسة أغلبها في العالم القروي ويتوقع أن تنجز موجة أخرى من هذه المؤسسات في ما تبقى من البرنامج أقلها 20 مؤسسة إضافة إلى التوسيعات.
أجرى الحوار: سعيد فالق (بني ملال)