منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الأدب العالمي (https://www.profvb.com/vb/f220.html)
-   -   قصاصة - أنطون تشيكوف (https://www.profvb.com/vb/t106634.html)

فاطمة الزهراء 2012-10-11 22:03

قصاصة - أنطون تشيكوف
 


قصاصة - أنطون تشيكوف

عندما تقاعد المستشار "كوزيروجوف" من عمله ابتاع بيتا في الريف واستقر فيه، هناك – وتقليدا لأستاذ التاريخ الطبيعي ذائع الصيت كايجرودوف – راح يكدح في الأرض التي تتمثل في حديقة البيت.

حيث أدرك الموت عزيزنا كوزيروجوف صارت مذكراته وممتلكاته من نصيب مديرة منزله "مارفاييفلامميفنا"

وكما يعلم الكل فإن هذه المرأة العجوز الجديرة بكل تقدير سارعت بهدم البيت لتشيد على أنقاظه فندقا يقدم لعملائه المشروبات الروحية، وخصصت إلى جانب بار الفندق حجرة لملاك الأراضي وأصحاب الأعمال الذين يأتون في الغالب بحثا عن المتعة ..

كانت مذكرات كوزيروجوف على طاولة بتلك الحجرة وفي خدمة أي عميل يرغب في نزع ورقة من الدفتر ليقضي بها مصلحة

وبالمصادفة البحتة وقعت في يدي صفحة من المذكرات .. كانت تلك القصاصة تتحدث عن بعض الأنشطة التي مارسها الفقيد .. وإليكم بيانها :

3 مارس :

بدأت الهجرة الربيعية للطيور. بالأمس شاهدت العصافير .. مرحى يا صغار الجنوب ذوات الريش .. إنني من تغريدك العذب أتخيل أنني أسمع من يقول لي : - كن سعيدا يا صاحب الفخامة!

14مارس :

سألت مارفا اليوم :

- لماذا لا يكف الطاهي عن الصياح والنرفزة؟!

أجابتني : إنه يعاني من حنجرته .. قلت معارضا : إنني أعاني من حنجرتي بيد أنني لا أصرخ ..!

آه، لكم تخفى الطبيعة من أسرار!

لقد تناولت – إبان خدمتي في مدينة سان بطرسبرج – لحم الرومي بإسراف، لكنني لم أشاهد ذلك الديك الرومي إلا بالأمس .. إنه طائر مميز للغاية ..

22 مارس :

ناداني ضابط شرطة المنطقة وتناقشنا في الفضيلة.كنت جالسا وهوواقف. سألني :

- ألا ترغب يا صاحب الفخامة أن تعود شابا؟!

- مستحيل أن أفعل، فلوبدأت من جديد لما استطعت الوصول إلى مكانتي الرفيعة الحالية

فغمز لي بعينه وانصرف دون تعقيب!

16إبريل :

بيدي حفرت حوضين في حديقة البيت وزرعت الحنطة. لم أبح بالسر لمخلوق لأفاجيء مارفا التي أدين لها بالسعادة في شطر كبير من حياتي. بالأمس ونحن نشرب الشاي جأرت مارفا بالشكوى من بدانتها المفرطة التي تحول دون ولوجها من باب المخزن. قلت لها :

- على العكس يا عزيزتي فإن حجمك البديع يضفي عليك جاذبية لا يمكنني أن أقاومها. احمر وجهها فنهضت أطوقها بكلتا ذراعي إذ لا تكفي لذلك ذراع واحدة!

28 مايو: شاهدني رجل معمر جالسا قريباً من الحمامات المخصصة للسيدات على ضفة النهر فسألني عن السبب فأجبته :

إنني هنا لأمنع الشباب من التطفل والتسكع ..

قال في لاتو:

- فلتكن هذه مهمتنا معا!

وجلس إلى جانبي وبدأن نتحدث عن الفضيلة!


قراءة ممتعة ارجوها لكم


http://www.dlooah.com/vb/storeimg/dl...981689_432.jpg


فاطمة الزهراء 2012-10-11 22:10

رد: قصاصة - أنطون تشيكوف
 

نبذة عن الكاتب الروسي أنطون تشيكوف

اقتباس:




عاش تشيكوف في فترة أواخر روسيا القيصرية ما قبل الثورة الشيوعية في 1917 لذلك فقد أرّخ تلك الفترة ووصف الحياة بواقعية في قصصه حتى يكاد القاريء يشعر أنه يمشي فعلاً في تلك الشوارع ويسمع همس البيوت الباردة.
ما يميز تشيكوف ليس فقط كونه من رواد فن القصة القصيرة بل بسبب أسلوبه الفريد في التعبير والسرد ووصف الأماكن والناس والمواقف والحياة بعمومياتها وخصوصياتها, ويمكن لأي قاريء أن يستنتج بسهولة ما تنطوي عليه شخصية الكاتب من حساسية ونبل وتعاطف مع المهمشين والفقراء والضعفاء والمنسيين, إضافة إلى أنه كان يتمتع بدقة ملاحظة نادرة, فهو يصف البشر بشخصياتهم المتعددة بطريقة واقعية بشكل كبير يبعث على العجب حتى أن القاريء يجد في حياته شخصيات مشابهة جداً لتلك التي كتب عنها ذلك الأديب العبقري.
قصصه تدور حول محاور الحياة كلها, رآها بأحزانها وأفراحها وتناقضاتها, كما رآى البشر بمختلف أهوائهم وأطباعهم وشخصياتهم وأمراضهم الجسدية منها والنفسية, وكما يُرى من عناوين قصصه هو كاتب رسم الحياة لوحات من حروف وكلمات ليجعل من كل ما فيها ممتعاً للقراءة حتى مآسيها وآلامها, المتعة في أدب تشيكوف متغيرة ومتبدلة لكنها تدور دائماً في فلك إبداعه الخاص والمميز لدرجة أن بعض مصطلحات الأدب الحديث تنسب لأسلوبه مثل "الواقعية التشيكوفية", "بطل تشيكوفي", "عوالم تشيكوفية", فهو تارة يتحدث عن آلام الضعفاء والفقراء بطريقة تثير التعاطف الشديد لكن دون سوداوية, وتارة أخرى يتحدث عن المجتمعات الراقية فيصف سخفها وضحالة شخصياتها, وتارة أخرى يتحدث عن الريفيين وطباعهم والحياة في المقاطعات الريفية البعيدة, وضمن كل تلك الرؤية الشفافة للحياة توجد الحساسية والتعاطف والنبل والتهكم والسخرية والنقد والحب والمشاعر المرهفة وكل ما تشتمل عليه الحياة, و يبقى هو كأبطاله حقيقيين, خالدين, معقدين تعقيد الحياة نفسها, وأعماله كلها تتسم بذلك الحس الإنساني العميق الذي يتوق إلى الحب والحرية والعدل والسلام.



خادم المنتدى 2014-07-22 16:31

رد: قصاصة - أنطون تشيكوف
 
**********************
شكرا جزيلا..بارك الله فيك...
************************


الساعة الآن 05:56

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd