2012-09-24, 21:11
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | المتعلم أولا | المتعلم أولا عبد اللطيف شعيب في بداية كل سنة دراسية تلتحق جحافل من التلاميذ والطلبة ، يعد عددهم بالملايين، بمؤسساتهم التربوية أوالتكوينية بكل أسلاكها وعلى اختلاف مستوياتها. إن الحدث لا ينبغي أن ينظر إليه أنه عادي لا يمكن أن يثير الانتباه، بل الأمر يهز العائلات المغربية هزا، بحيث أنه يلاحظ أنها تنشغل به انشغالا خاصا، لما له من ارتباط بفلذات أكبادها وبمصيرهم. وحيث أن للحدث هول على نفوس الآباء والأولياء وكذلك الفاعلين التربويين وشركائهم، فهل تساءلنا بجدية من هو المحرك الأساسي لهذه العملية وما المطلوب منا القيام به تجاهه؟ يعتبر التلميذ أو الطالب محور العملية التربوية و بالتالي فهو المحرك الأساسي لكل هذه التظاهرة الاجتماعية التي تعرفها بلدنا في بداية كل سنة دراسية، و ما علينا إلا أن نعي هذا جيدا و نتجند جميعا آباء و أولياء وفاعلين تربويين ومجتمع مدني و أحزاب سياسية ووسائل الإعلام، لخدمته، بتبسيط كل الصعوبات التي قد تعترضه، و بإزالة كل العراقيل التي قد تواجهه، خلال هذه المناسبة خاصة، وطيلة مشواره الدراسي والتكويني عامة. أما على مستوى الآباء و الأولياء، فقد أصبح لزاما عليهم تحمل المسؤولية كاملة في مصاحبة أبنائهم و مساعدتهم ماديا ومعنويا، لجعلهم يحققون الاندماج المرغوب فيه في وسطهم التربوي أو التكويني المقبلين عليه، ولا سيما خلال الأيام الأولى من هذه العملية. فلم يعد مقبولا ترك تلاميذ قاصرين، وحتى البالغين منهم، تائهين في الطرقات لا حول لهم ولا قوة، لتلصق فيما بعد كل الإخفاقات التي قد تصيب أبنائهم، في الأطراف الأخرى، أو في منظومة التربية والتكوين ككل. و فيما يخص الفاعلين التربوين، عليهم أن يتجندوا كل من زاوية اختصاصه، ليفعلوا المساطر الإدارية المرتبطة بهذا الدخول ويبسطوها أمام الآباء و الأولياء والتلاميذ، وعليهم أن ينظموا اجتماعات تنسيقية ليوزعوا المهام فيما بينهم بكل شفافية و إخلاص وتفان ، حتى يوفروا على أنفسهم الجهد الذي قد يصيبهم بالتعب والملل والعياء المبكر، وعليهم أن يضعوا أمام أعينهم خصوصا، مصلحة التلميذ أولا و أخيرا. كما أن على المسؤولين على المستوى الوطني توضيح، بما فيه الكفاية، ما تنوي الوزارات الوصية القيام به من تغييرات، على مستوى البرامج والمناهج و التقويم إلخ، فهذا هو الوقت المناسب لإرجاع شيء من الأمل لتلامذتنا وطلبتنا في منظومتهم التربوية والتكوينية، وكذلك بغية طمأنتهم أكثر على مستقبلهم، فالتركيز أيضا على الجانب النفسي مهم جدا خلال هذه المناسبة. أما على مستوى المصالح الوزارية المعنية، الجهوية والمحلية، فالمرغوب منها تفادي إطناب المؤسسات التربوية والتكوينية بكثرة المراسلات والمذكرات المتداخلة فيما بينها أحيانا، و كذلك العمل على تسهيل التواصل بينها وبين رؤسائها، و بينها وبين، هيئة المراقبة التربوية، و هيأة التوجيه والتخطيط، و هيأة الاقتصاد، و أن تعتمد في ذلك على التقنيات التكنولوجية الجديدة، و أن تفعل في ذلك مبدأ التكامل المهني وتوزيع المهام والمسؤوليات شكلا ومضمونا. وكذلك على جمعيات المجتمع المدني والنقابات و الأحزاب أن تكون طرفا مدعما لإنجاح هذه التظاهرة الوطنية، والمشاركة الفعالة والمحايدة لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي قد تشوبها، لما لها من قدرة على إيصال هموم الفئات المتضررة من تلاميذ و آباء وموظفين للمسؤولين، و بما تتوفر عليه من آليات تمكنها من تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. أما على مستوى وسائل الإعلام، فدورها في إنجاح هذه العملية أساسي وبناء، فهي من تمتلك القدرة لإيصال كل ما يرتبط بهذه التظاهرة إلى كل بيت و إلى كل أسرة ، كما أن دورها أساسي في بناء تمثلاث حقيقية وموضوعية عن دور التربية والتكوين في بناء شخصية الفرد المتوازنة و الصالحة لبلدها ولمجتمعها، كما أن سلطتها قوية في زرع الأمل في نفوس التلاميذ والطلبة وفي تقوية عزيمتهم للعمل الجاد والجيد لغد أفضل، هذا الأمل وهذه العزيمة الذين أصبحا مفتقدين لدى الكثير منهم مع الأسف. يبدو مما تقدم أننا مسؤولون جميعا بمصير تلامذتنا وطلبتنا، والذين هم في حاجة ماسة لتعاوننا معهم لإنقاذهم من براثن الجهل و العطالة والتيه، فهل من ملب؟ | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=589052 |
| |