منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الا عجاز العلمي (https://www.profvb.com/vb/f45.html)
-   -   و في أنفسكم أفلا تبصرون (https://www.profvb.com/vb/t105309.html)

ايميل دولا 2012-09-23 09:40

و في أنفسكم أفلا تبصرون
 
تكنولوجيا التدفئة الفورية
إن أجسامنا قد تتعرض لفقد الحرارة تحت ظروف اضطرارية كأن يسقط الإنسان في الماء البارد أو لا يستعين على حماية جسمه بملابس ثقيلة تناسب الجو القارس البرودة . و هنا يحدث ما ليس منه بد إذ تصطك الأسنان و تهتز العضلات و تنتاب الجسم رعدة مفاجئة تتحرك فيها كل عضلة من العضلات . و قد تستمر هذه الحالة فترة قد تقصر أو تطول وبعدها يعود الجسم إلى معدلاته الحرارية المضبوطة من بعد هبوط .
على أن ذلك لايحدث تلقائيا بل إن الذي يعطي أمر الرعدة أو الرعشة هو جهاز التنظيم الحراري إذ يحث المراكز العصبية غير الإرادية لتحدث توترا شديدا في كل العضلات . ويصاحب هذا التوتر زيادة في النشاط الكهربي العضلي إذ تنطلق الشحنات كالقذائف فإذا بكل العضلات ترتعد و تهتز بشدة و هذا يساعد على إطلاق هرمون (( نور أدرينالين)) الذي ينساب في الدماء فيحث الخلايا على مضاعفة نشاطها في حرق الغذاء و تكون النتيجة أن تنطلق كميات كبيرة من الحرارة تعادل ثلاث أو أربع مرات ما تطلقه في الحالات العادية. كما أنها - أي الرعدة – أكفأ في توليد الحرارة من المجهودات العضلية الأخرى مثل الجري أو التمرينا ت الرياضية .
من هتا يتبين لنا أن الرعشة هي رد الفعل الوحيد أو الوسيلة الاقتصادية الفعالة أو (( صك التأمين )) الذي يؤِمن حياتنا ضد ما نفقده من حرارة نتيجة ظروف اضطرارية لا حيلة لنا فيها .
و الواقع أن الرعشة ليست نتيجة مباشرة لإحساسنا بالبرودة الخارجية إذ كثيرا ما نشعر ببرودة قارسة دون أن تحل بنا تلك الرعشة المفاجئة لكنها - أي الرعشة – تنطلق نتيجة لتسجيل درجة حرارة منخفضة للدم الذي يسري حول منظم الحرارة حتى إذا وصلت الأمور إلى درجة الخطر بدأت التوجيهات بسلسلة معقدة من النبضات العصبية و الأحداث الكيميائية و الأوامر الهرمونية . فبالأمر ينبض القلب أشد و بالأمر نتنفس بسرعة و بالأمر يتركز الوقود في الدم أكثر و تأخذ منه العضلات النصيب الأوفر فينطلق الاحتراق بسرعات أكبر لتظهر الحرارة في وقت أقصر و يسخن الجسم أسرع حتى تصل الحرارة إلى معدلاتها المضبوطة. و عندما يسجل (( الترموستات الحي)) أن كل شيء على ما يرام يوقف تعليماته في الحال . لكن المنظم الحراري الموجود في قاع أمخاخنا ينسق العمليات الحيوية الخاصة بضبط الحرارة عند معدلاتها المناسبة بمساعدة غدة هامة تقع تحته مباشرة و تعرف باسم الغدة النخامية و هو على اتصال مباشر بها من خلال عدة خطوط عصبية تتحول فيها الإشارات العصبية إلى أوامر كيميائية (( فتفهمها )) الغدة النخامية في التو و اللحظة و هذه الغدة تعتبر بمثابة (( المايسترو)) أو قائد الفرقة الموسيقية الذي تتحول إشاراته لأفراد فرقته إلى نغم متناسق. و كذلك تتحول أوامر هذه الغدة إلى (( فرقة )) الغدد الأخرى المنتشرة في مواقع مختلفة من أجسامنا فتستجيب لإشاراتها الهرمونية التي تنساب في تيارات الدم . و تبدأ بعض هذه الغدد ( و منها الغدة الدرقية الكامنة في رقابنا و الغدة الكظرية المثبة فوق الكلي) في الاستجابة للإشارات الواصلة إليها و تبدأ في تصنيع عدد من الهرمونات الخاصة و تطلقها في الدماء لتتوزع في جميع أنحاء الجسم الحي و بها تنفرج الأوعية الدموية و تتسع أو بها تضيق و تتقلص وبها ايضا تحصل العضلات على (( المفتاح)) الحيوي الذي ييسر لها مزيدا من الوقود فتنتج مزيدا من الحرارة و بهذا تعوض المفقود أو تتخلص من الزيادة . فلا شيء يأتي من لا شيء و لكن الأمور هنا تسير بحساب و مقدار و بمعدلات مضبوطة لا خلل فيها و لا فوضى .
و من هنا يتبين لنا أن أجسامنا تسير على أسس علمية مضبوطة و تترجم هذه الأسس إلى تكنولوجيا حيوية على درجة هائلة من الكفاءة و الإتقان.
(( صنع الله الذي أتقن كل شيء))

الشريف السلاوي 2012-09-23 10:23

رد: و في أنفسكم أفلا تبصرون
 
سبحان الله العظيم الذي أتقن صنع كلّ شيء .
بارك الله فيك أخي الكريم


الساعة الآن 02:07

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd