دفع محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، زوال أول أمس (الاثنين)، باب مدرسة ببين لمدون بنيابة الفداء بالدار البيضاء، ودلف إلى الداخل، دون استئذان من الحارس، قبل أن يــــتوقف وسط الساحة، أمام انبهار إداريين ومدرسين تعرفوا عليه.
ونقل راديو المدينة أن الوزير صب حمم غضبه الأولى على مدير المدرسة الذي عاتبه على شكل هندامه، طالبا منه بلهجة مراكشية حازمة الاهتمام بمظهره والاعتناء به حفظا لهيبته أمام المدرسين والتلاميذ والطاقم الإداري، وأوصاه بارتداء بذلة بربطة عنق، أضعف الإيمان.
وبعد أن انتهى من "سخسخة" المدير، جال الوزير بنظره في فضاء المؤسسة، فسقط بصره على قسم موارب، توجه إليه، فوجد داخله مدرستين منخرطتين في حديث "نميمة" شيق أمام التلاميذ، فلامهما على فعلتهما، وهددهما بتوصلهما بتوبيخ إداري فور عودته إلى مقر الوزارة.
أرغى الوزير وأزبد في وجه كل من صادفه في طريقه من إداريي المدرسة، مرددا عبارته الشهيرة "أنا جلاخة..هاوذني منكم"، دون أن ينسى وضع سبابته خلف أذنه اليمنى في وضعية تهديد.
ويقال، والله أعلم، أن سبب غضبة الوزير، التي جرفت أمامها مدير المؤسسة ومدرسيها وطاقمها الإداري، الجدولة المباغتة التي قادت الوزير، صباح اليوم نفسه، إلى مؤسسات تعليمية بنيابة النواصر وجدها غارقة في ركام من الإهمال والفوضى، قبل أن يعود أدراجه إلى نيابة الفداء.
خبر وصول الوزير طار وانتقل، بسرعة البرق، إلى مقر النيابة، أعقبته حالة استنفار قوي استدعت تحرك النائبة إلى المكان عينه، لتجد أمامها وزيرا ما زال يحافظ على حدة غضبه، فـ"ساقها" أمامه، منبها إياها إلى الإهمال الذي تعرفه المؤسسة، علما أن الأخيرة اختيرت هذه السنة لافتتاح الموسم الدراسي بعمالة الفداء.
على إيقاع الحزم نفسه، عاد محمد الوفا إلى مدخل المدرسة، مشرفا بنفسه على عملية دخول وخروج التلاميذ، مستفسرا الآباء والأمهات عن ملاحظاتهم عن المؤسسة وسير العمل بها، ملتمسا منهم عدم التردد في الاتصال بالرقم الأخضر للتبليغ عن شكاياتهم وتظلماتهم.

ملاحظة لا بد منها
نضع هذا العمود رهن إشارة المديرين والمديرات ومسؤولي النيابات والأكاديمات، تحسبا لزيارات مباغتة من هذا النوع، وحتى لا تضطروا، بعد ذلك، إلى ترديد مقطع من أغنية نعيمة سميح "على غفلة وماقريت حسابو"...
...
مأخوذ عن يومية الصباح

التعليم كارثة حقيقية
حتى ولو كان عمر بن الخطاب على راس هذه الوزارة فلن ينجو من شتائم نساء ورجال التعليم