ما يوصف به الإنسان من ألوان السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته برع العرب في وصف الناس و سماتهم وسحنة وجوههم و ألوان بشراتهم التي تتراوح بين البياض و السواد. و قد أشار ابن سينا إلى ذلك في أرجوزة له في الطب بقوله : بالزنج حر غيرالأجســـادا ***حتى كسا بياضها سوادا و الصقلبي اكتسب البياضا***حتى غدت جلدها بياضا (الصقلب و الصقلبي جمع الصقالبة قوم كانوا يقطنون بآسيا ثم انتشروا في البلاد الأوروباوية فلا يسوغ في لغتهم أن يقال رجل ابيض و امرأة بيضاء إنما الأبيض عندهم الخالي من العيوب الأخلاقية فإذا قالوا : رجل أزهر و امرأة رعبوبة و فلان أحمر و فلانة حمراء عنوا بياض لونهم . و كانت العرب تسمي العجم ( الحمراء و رقاب المزاود ) لغلبة البياض على ألوانهم . وفي حديث أنس في صفته عليه الصلاة و السلام أنه (( كان أزهر و لم يكن يكن أمهق)) أي لم يكن كريه البياض كالجص . و الأزهر الأبيض المستنير بخلاطة من الحمرة . و يقال للرجل الأبيض أبو الجون و للرجل الأسود أبو البيضاء و هي من أسماء الأضداد. و امرأة حوراء و حيرورة : بيضاء و لا يقصد بذلك حور عينها . و رجل أسمر و السمرة منزلة بين البياض و السواد ( ومنه السمر و هو ظل القمر لأنه ليس بكثيف ) . و رجل آدم و الأدمة في الإنسان السمرة . و يقال رجل أشقر و الشقرة حمرة يعلوها سواد. و رجل أقشر إذا كان شديد الحمرة كأن بشرته متقشرة.و الثقيب من الرجال و النساء : الشديد الحمرة . و يقال للأبرص : أبقع و اسلغ و ملمع وأصلخ و أذمل. و رجل أصهب إذا كان في شعره شقره و منه ما يطلقه العرب على قوم الروم (( صهب السبال و سود الأكباد)) ( و السبلة ما علا الشارب أو ما استرسل من اللحية ) و قد انشد ابن قيس الرقيات : فظلال السيوف شيبن رأسي****واعتناقي في القوم صهب السبال فهو يمدح نفسه بأنه قضى عمره في الحرب يمسك السيف و يصارع الأعداء من الروم. و قد جعل العرب أوصافا لونية خاصة تطلق على كل جزء من أجزاء الوجه و البدن . فمن ذلك ما يوصف به الرجل الأسود مع عظم و هو الدغمان و الأدغم : الأسود الأنف و أما الأكحل فليس لونا كما في اعتقاد بعض الناس و لكن الأكحل الذي يكون بين الكحل و هو الذي يعلو جفون عينيه سواد مثل الكحل من غير اكتحال. و الشفة اللعساء : الضاربة إلى السواد قليلا و هو مما يستحسن ( يقال نسوة لعس) و الرجل الأبثغ من كانت شفته ممتلئة حمرة من الدم ( يقال شفة كاثعة باثعة). و العين الحوراء : التي يكون اتساع سوادها كما هو في أعين الظباء و في الآية ((حور عين )) أعينهن نقيات البياض شديدات سواد الحدق. و العين الدعجاء: السوداء مع سعة المقلة. و العين البرجاء التي يكون بياضها محدقا بالسواد . والعين الشكلاء : يكون في بياضها كيئة الحمرة و هو محمود. و العين الشهلاء : ( الشهلة أن يشوب سوادها زرقة و قيل حمرة) . و الشعر الفاحم : الشديد السواد .و الشعر الثاغم : الشديدالبياض. و يشبه بياض الشيب بالثغام( و هو نبت أبيض الثمر و الزهر) قال حسان : أما ترى رأسي تغير لونه******شمطا فأصبح كالثغام الممحل و يقال رجل اشيب : و الشيب بياض الشعر . قال عبيد الأبرص تصبو و أنى لك التصابي *** و الشعر قد شابه المشيب يعني بيضه المشيب و ليس معناه خالطه و يسمى بياض الأسنان ظلم( بالفتح) و هو الماء الذي يجري على الأسنان من البريق لا من الريق . قال زيد بن ضبة : بوجه مشرق صاف ****و ثغر نائر الظلم |
رد: ما يوصف به الإنسان من ألوان شكرا جزيلا على التقاسم المفيد |
رد: ما يوصف به الإنسان من ألوان مشكورة اختى |
رد: ما يوصف به الإنسان من ألوان خالص تقديري و امتناني لكم |
الساعة الآن 04:59 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd