منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   معاناة مالية ونفسية استعدادا للدخول المدرسي (https://www.profvb.com/vb/t104266.html)

abo fatima 2012-09-08 23:25

معاناة مالية ونفسية استعدادا للدخول المدرسي
 
معاناة مالية ونفسية استعدادا للدخول المدرسي

الأربعاء, 05 سبتمبر 2012 10:04


أسر فقيرة بآسفي تلجأ إلى القروض وأخرى تستنجد بسوق الكتب القديمة
يخيم الدخول المدرسي لهذا الموسم، على العديد من الأسر سيما الفقيرة منها بمدينة آسفي، والتي وجدت نفسها أياما قليلة بعد عيد الفطر، مطالبة بتوفير مستلزمات الدخول المدرسي، والتي تشكل عبئا كبيرا على هذه الأسرة، وفق شهادات استقاها "الصباح التربوي"...
لا حديث هذه الأيام، بين أغلب الأسر، إلا أن موعد الدخول المدرسي، وما يتطلبه من إمكانيات مادية، تثقل كاهل الأسر الفقيرة بمدينة آسفي. ويعتبر الدخول المدرسي، حسب شهادات مجموعة من الأولياء، من أصعب الأوقات من الناحية المادية، نظرا للتكاليف المصاحبة له، والتي تبدأ بالملابس، وتنتهي بالمقررات الدراسية وغيرها من مستلزمات الدراسة، في حين تعاني الأسر التي تفضل المؤسسات الخاصة التي تزايدت في السنوات الأخيرة، الأمرين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأكثر من تلميذ.
ويشير "إبراهيم" الذي يشتغل بأحد معامل تصبير السمك، إلى أن في شهر ترتفع معدلات إنفاق الأسر، وهو ما يجعل الأسر ذات الدخل المحدود أو الفقيرة، مثقلة بالديون، أو في أحسن الأحوال، لا تستطيع توفير اعتمادات مالية يمكن رصدها للدخول المدرسي، سيما أن رمضان يتبعه عيد الفطر، والذي يحتاج إلى صرف مبالغ مالية إضافية، لتجد الأسر نفسها وجها لوجه مع الدخول المدرسي، وبدون إمكانيات مادية.
ويضيف إبراهيم، أن له ابنين، أحدهما يدرس بالتعليم الابتدائي بمدرسة للتعلييم الخصوصي، والآخر بالتعليم الثانوني الإعدادي بمؤسسة عمومية، ومن المطلوب أن يوفر على الأقل 2500 درهم، مع بداية الدخول المدرسي، وهو مبلغ لا يستطيع توفيره في الظروف الحالية، وهو ما حذا به إلى طلب قرض من المؤسسة الصناعية التي يشتغل بها، لتوفير الحاجيات الأساسية للدخول المدرسي لابنيه، على أساس اقتطاعه من الشهور المقبلة.
معاناة "إبراهيم" ما هي إلا جزء يسير أمام معاناة أسر أخرى، لا تستطيع توفير حتى ثمن الكتب المدرسية لأبنائها، وواجبات التسجيل المدرسي، على غرار حليمة التي تبيع السجائر بالتقسيط بحي كاوكي.
حليمة أرملة، وأم لثلاثة أبناء، يتابعون جميعهم دراستهم بالتعلم العمومي، أحدهم اجتاز نهاية السنة الماضية نهاية دروس السلك الإعدادي بميزة جيد، وحقق معدلات مشجعة في المواد العلمية، وهو ما يفرض عليها أن تبذل مجهودات كبيرة من أجل تشجيعه على إتمام دراسته.
"رغم كل الظروف الصعبة، أشتغل ساعات طويلة من أجل توفير مستلزمات الدراسة لأبنائي، واجتهد كثيرا من أجل ذلك، من خلال المزاولة بين بيع السجائر بالتقسيط والاشتغال في البيوت..".
وتلجأ بعض الأسر الأخرى بآسفي، إلى مؤسسات القروض، منها أسرة تلجأ إلى القروض الصغرى، على أساس مشاريع مدرة للدخل، في حين تصرف تلك القروض في واجبات ومستلزمات الدخول المدرسي، في حين تلجأ أسر أخرى من دوي الدخل المحدود إلى المؤسسات البنكية، إذ أكد مصدر بنكي، ارتفاع طلبات القروض والسلفات، والتي تتعدى في أغلب الأحيان عشرة الآف درهم.
وإذا كانت هذه صورة من صور المعاناة المادية، فإن بعض الأسر الأخرى تتعرض لمعاناة نفسية، تبدأ من "ترويض" أبنائها على استقبال الدخول المدرسي، والقطع مع فترة العطلة، إذ لم يخف "عبد الواحد" أن الدخول المدرسي فرض عليه، استعدادا نفسيا لنوع من المعاناة، تتجلى في نقل الأبناء من وإلى المدرسة، ثم إعداد الأبناء للاستيقاظ في أوقات مبكرة، والتأقلم مع حياة دراسية جديدة.
بالمقابل، تواجه الأسر المتحدرة من ضواحي آسفي كجزولة وجمعة اسحيم وبوكدرة، معاناة من نوع آخر، تتجلى في البحث عن ملجأ لأبنائهم، الذين ينتقلون إلى آسفي، نظرا لافتقار الجماعات التي يتحدرون منها إلى بعض الشعب التقنية، خلال المرحلة الثانوية التأهيلية، وهو أمر يفسره مصدر جمعوي ببوكدرة، بالتأكيد، على أن أسرا عديدة تتحدر من الضواحي، تجد نفسها مجبرة على كراء محل لأبنائه وسط الأحياء الأكثر شعبية، نظرا لانخفاض تكلفة الكراء، من أجل تمكين أبنائهم من متابعة دراستهم الثانية في بعض التخصصات التي تفتقدها مؤسسات التعليم الثانوي بالمناطق القروية وشبه الحضرية، خصوصا في ظل محدودية الطاقة الاستيعابية للداخليات وكذا دور الطالب، وما يعرفه تدبير الأخيرة من محسوبية. كما تعرف عدة محلات لبيع اللوازم المدرسية بآسفي، منذ أزيد من أسبوع، نشاطا كبيرا، واكتست عدة مكتبات حلة جديدة، وافتتحت أخرى موسمية أبوابها بعدد من الأحياء الهامشية. كما يعرف سوق الكتب المدرسية القديمة، هذه الأيام، حركية دؤوبة، إذ تقصده أغلب الأسر الفترة، لاقتناء المقررات المدرسية.
كما تنشط محلات بيع الملابس، مع كل بداية دخول مدرسي، وهو ما يؤكده "عبد الرحيم" أحد تجار بيع ملابس الأطفال، الذي أكد في تصريح ل "الصباح"، ارتفاع الإقبال على ملابس الأطفال، بتزامن مع الدخول المدرسي..

محمد العوال (آسفي)


الساعة الآن 15:08

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd