يجيئ ذكر المشية في القرآن الكريم باعتبارها دليلا على سلوك الفرد .ذلك السلوك الذي يعد جزءا لا يتجزا من العقيدة. ومن تم فإن ما ورد في القرآن الكريم يحدد المشية المستحبة التي تعكس السلوك الحسن للإنسان المسلم و المشية القبيحة التي يتعين على المسلم أن يتجنبها.
فعلى الجانب المستحب من المشية نجد القصر في المشي و ذلك في قوله تعالى عن نصيحة لقمان لابنه( و اقصد في مشيك واغضض من صوتك)) و نجد المشي هونا في قوله تعالى : (( وعباد الرحمن الذين يمشون على لأرض هونا)) و نجد المشي على استحياء في قوله تعالى عن ابنة شعيب و هي تمشي نحو موسى عليه السلام ( فجاءته احداهما تمشي على استحياء)).
أما على الجانب المستقبح فنجد المشي في الأرض مرحا و ذلك في قوله تعالى ( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا )). و قد جعلت تلك المشية مع ما نهت عنه الآيات السابقة لهذه الآية أمرا سيئا مكروها عند الله إذ يقول تعالى بعد ذلك(( كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها)) و نجد أن هذا النهي عن المشية (المختالة) يتكرر في سورة لقمان مع نص صريح في كراهية الله سبحانه لمن يمشي في الأرض مختالا فخورا و ذلك في قوله تعالى (( و لا تصعر خدك للناس و لا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور )).
كذلك نجد وصفا للمشية يتصل بمعنى الإعراض مع التكبر و تشمل الحركة الجسمية فيها (العطف) فيقول تعالى ((ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله)).

و هذا النص القرآني الذي ينهى عن المشية المختالة يفسر لنا ما قاله الرسول الكريم لأبي دجانة في غزوة أحد حين رآه بعد أن أخذ السيف من يد الرسول الكريم و عصب رأسه بعصابته الحمراء إعلانا بأنه سيقاتل المشركين و يأخذ بحق سيف رسول الله و جعل يتبختر بين الصفين إذ قال الرسول الكريم حينذاك : (( إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذه المواطن))

خالص التقدير لكم جميعا