تكوين الطلبة الأساتذة الجدد ، قرار لوزير التربية الوطنية ضد الأمازيغية


محمد باجي – خنيفرة مراسلة خاصة لهبة بريس
بينما كنت أتصفح الإعلان الأخير لوزارة التربية الوطنية بخصوص المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين الخاصة بتوزيع الطلبة الناجحين في مسلك التعليم الإبتدائي برسم سنة 2012 / 2013 استوقفتني ملحوظة تمت كتابتها بلون أحمر مفادها : " الراغبون في التكوين في الأمازيغية عليهم أن يتقدموا بطلباتهم إلى المركزين الجهويين أمكناس و إنزكان " ، هي ملحوظة لها أكثر من دلالة وخاصة في السياق الظرفي الحالي الذي يقضي بإدماج الأمازيغية في جل مناحي الحياة المؤسساتية بالمغرب ، وكان الأصح أن يتم الزام الجميع بالتكوين وفي كل المراكز .
كيف يعقل إذن أن تتقدم وزارة التربية الوطنية بوضع هذه الملحوظة في زمن كثرت فيه الشعارات التي تقول بسير أمور ترسيم الأمازيغية نحو الأحسن ؟ الوزارة المعنية بإعلانها ذاك أقصت مكونا من مكونات الثقافة المغربية بل ومادة من المواد التي لا بد من تدريسها ، وكأنها بذلك تقول للطلبة الجدد لا تتقدموا بطلبات التسجيل في التكوين الخاص بالأمازيغية ، ويزيد من ترجيح هذا النظر تواجد التكوين بمركزين جهويين فقط يصعب من خلالهما على الطلبة البعيدين والراغبين في التكوين المذكور أن يلتحقوا وبالتالي سيكتفون بالتكوين العادي نتيجة الظروف غير المساعدة التي تكبح اهتماماتهم ..
غريب هذا الأمر وفيه الكثير من الكلام وأظن أن الهدف الأساسي الذي تم التسطير عليه من وراء إقراره هو الضربة القاضية لمسار تدريس الأمازيغية المتعثر أصلا ، ويزيد من تأكيد خبث النوايا غير المعلنة الإنتماء السياسي لوزير التربية الوطنية محمد الوفا المبني على الإيديولوجية العنصرية المعروفة والتي يتبناها حزب الإستقلال منذ أن كان .هذا الطرح الأخير هو تكملة لمسلسل الإجهاض المقصود ومرجعنا في ذلك هو حرمان الطلبة المجازين في سلك اللغة الأمازيغية من ولوج مهن التربية والتكوين الخاصة بالأمازيغية والتي لم تعلن بتاتا إسوة بالمواد الأخرى ، وأقصد هنا أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي ، كما تظهر نوايا الإقصاء أيضا من خلال إقصاء الأمازيغية في المباراة الأخيرة الخاصة بالمترجمين والتي أعلنتها وزارة العدل والحريات ، فصلح بعد كل ما جرى أن نقول أنها بداية الإجهاض الحقيقي لمسار ترسيم الأمازيغية الذي يقوده حزبان معروفان بعنصريتهما وهما الاستقلال والعدالة والتنمية ، ولا غرابة أن نسمع مستقبلا بإجراءات أخرى أكثر اقصاء .

شكرا على الموضووووووووووع

بسم الله الرحمن الرحيم

أرجو أن تُنَاقَشَ المواضِيعُ من زاوية أكثر اتساعا ،إذ إن الأمازيغية كموروث ثقافي مغربي، أو لِنَقُلْ مغاربي، ليس مفروضا على كل الناس : معرفةً ، و إتقانًا ، واقتناعًا ؛ بل إن الأمر يتعلق بموروث قد أهتم به و قد لا، قياسا على باقي مكونات الموروثات البشرية الأخرى و أصنافها ، أما أن أفرضها على الآخر بالقوة و التأويل فهذا ليس من الثقافة و لا من الأمازيغية في شيء؛ ثم ليس من الضروري أن يُعْجَبَ الجميع بما يُعجبني لأقول بأن هؤلاء الناس الآن على صواب ،و إلا فلا . الناس أحرار في اختيار ما يليق بهم في حياتهم ما لم يخالف شرع الخالق.

للتذكير؛ أنا أمازيغي أبا عن جد ، ولكن لا ، و لن أفرض أمازيغيتي على أي أحد ، حتى أبنائي.

لما أصبحت الامازيغية مفروضة فقدت هيبتها ومكانتها

أظن أن الأخ أبو فاطمة على صواب ،ففي الوقت الذي تتبنى الوزارة هذه المسألة و تحاول تعميمها ،نجدها تتراجع وتتقهقر ، وهذه هي قمة التناقض ،من جهة أخرى ، نرى أن كل الامم تعتز بلغتها وبها تدرس أبناءها (اليابان - الصين - ايران -الكيان الصهيوني ) إلا نحن ، فمنا من يخجل من التحدث بها ومنا من يدعي أنها ليست من اللغات الحية ومنا من يشير إلى أن رموزها صعبة ، وكلها أعدار واهية ، وبما أنها لغة وطنية أرى شخصيا أن تدرس إجباريا وتكون من المواد الاساسية التي بدونها لا يمكن المرور إلى فصل أعلى، لم لا نكتبها في وثائقنا الرسمية؟ وفي إشارات المرور؟ وتستعمل على نطاق واسع في المحاكم؟ وتكتب بها إطروحاتنا و بحوثنا العلمية و الادبية ؟ونفرضها على الآخر ؟ لم لا؟ دمتم سالمين.