"طنجة" مدينة مغربية تاريخية ذات جذور حضارية عريقة، تنفرد بموقع استراتيجي متميز و تقع على ربوة عالية في رأس بوغاز جبل طارق بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط في مقابلة الشاطئ
الإسباني، بحيث لا يفصلها عنه سوى خمسة عشر كيلومتراً. وتمثل بهذا الموقع بوابة المغرب إلى العالم الخارجي عبر المضيق والبحر الأبيض المتوسط. وهي أيضا مدينة سياحية بامتياز لما تتوفر عليه من معالم تاريخية وشواطئ رائعة ومنتجعات ربيعية ألهمت العديد من الأعمال الإبداعية العالمية.
تتميز المدينة بمناخ متوسطي مطير و معتدل البرودة من أكتوبر إلى مايو، و جاف معتدل الحرارة خلال فصل الصيف. يصل المعدل السنوي للتساقطات المطرية إلى 736 ملمتراً، و تتأرجح درجة الحرارة ما بين 8 درجات كحد أدنى في شهر يناير و 28 درجة كحد أقصى في شهر أوغسطس. تتميز مدينة طنجة أيضاً برياح مداومة طيلة السنة، نظراً لوقوعها على مضيق جبل طارق، بين الكتل الهوائية الأطلنتية و الكتل الهوائية المتوسطية.


تعتبر مدينة طنجة من المدن المغربية الغنية بالمآثر التي تحكي عن تاريخها العريق والحافل بالأمجاد و ترسم في سماءها صورة تجعل زائرها يرفرف بين معالمها. فرغم أنها تعرضت للتخريب من طرف البرتغال والإنجليز خلال أيام الاستعمار، إلا أنها حافظت على معالمها و تاريخها. حيث جذب جمالها مجموعات من أشهر الفنانين العالميين ورجال الفكر والأدب فاتخذوها مكانا ملائما لإبداعاتهم، على أن بعضهم استقر بها بمجرد أن لمست قدماه ترابها.


وإضافة إلى روعة جمالها فطنجة غنية بمعالمها الأثرية، وأهمها مغارة هرقل وهي عبارة عن كهوف كلسية تتكسر عليها أمواج البحر عند كل مدّ، كما تعتبر مغارة هرقل من أكبر المغارات في إفريقيا.


وتستقطب سنويا الآلاف من لسياح وهواة الاستغوار، و هي تقع في بطن مرتفع صخري في منطقة أشقار وتشرف على المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوغاز جبل طارق، حيثتعانق مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي. كما يعد كاب "مالاباطا" أو منطقة المنار أكثر منطقة اشتهرت بها مدينة مدينة طنجة، خاصة مع إنشاء مقهى المنار الكبير الذي يضم كل أنواع الترفيه التي يحتاجها الإنسان. بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه المنطقة في الملاحة الدولية تشكل أحد أروع فضاءات الاستجمام بمدينة البوغاز.


وتتميز المدينة بفنادق راقية تقع على طول الكورنيش فندق الريف و فندق سيزار و فندق سولازور و فندق موفامبيك ... كما تزخر المدينة بفنادق أخرى تقع وسط المدينة كفندق لامبراند و فندق أنتركونتنونطال. و يتوافذ عليها السياح من كل أقطاب العالم.


كما أن المدينة معروفة بمجموعة من المقاهي و أماكن الترفيه المعروفة و التي تستقطب زوار ا من كل أنحاء العالم. فمقهى الحافة الذي تم افتتاحه سنة 1921 واحد من المقاهي التي تعد وجهة لمشاهير العالم، ويعتبر ملاذا لمشاهير العالميين والكتاب و الشعراء حيث يلهمهم بسحره و جماله الغير الموصوف. كما يحمل في جنباته الكثير من الحكايات والكثير من ذكريات الماضي. يقع هذا المقهى في المدينة القديمة التي تمجد التاريخ مدينة طنجة العريق و تبرز الحياة البسيطة التي كان يعيشها المواطن الطنجي سابقا، كما تزخر بمناظر ساحرة تفتن كل من زارها.


و إضافة إلى ذلك، فإن مدينة طنجة غنية بالمتاحف التاريخية التي تضم في ثناياها العديد من الاَثارات الخالدة و الثمينة. من أهمها نجد متحف القصبة المتواجد في قلب دار المخزن، وهو معرض يهدف إلى التعريف بالحضارات التي تعاقبت على المدينة ومجالها. ويتكون المعرض من ثلاثة أقسام تنتظم وفق التصميم الهندسي للقصر، وهو يعطي صورة عن الدور التاريخي الذي لعبته منطقة شبه الجزيرة الطنجية في الربط بين أفريقيا وأوروبا بحكم موقعها الجغرافي الذي أهلها لتكون أرض لقاء وتبادل بحوض البحر الأبيض المتوسط.