فن الإتقان

الإلقاء فن من فنون التعامل وهو توصيل ما تريده للآخرين بطريقة مقنعة المشافهة و استمالة الأخر و التأثير عليه بشتى الوسائل ليصل في النهاية إلى إقناعه , ولكي يتحقق هذا العاثير ي المتلقي يحتاج المتلقي إلى مواصفات خاصة يمكن أن تلخصها في إعداده الجيد لموضوعه المستعرض زيادة على مهارته اللغوية وفن الخطابة و دراية كبيرة بالأشخاص المراد إقناعهم و التأثير عليهم وهذا لا يتطلب منه اختيار الألفاظ المناسبة فقط بل يحتاج إلى صوت معبر و مؤثر و مهارة عالية في استخدامه لجسده , ففن الإقناع ليس أمرا هينا بل يحتاج من الشخص الملقي أن يختار موضوعا يلامس هموم الناس و طموحهم
و الإلقاء يختلف باختلاف الموضوع و الأشخاص المعنيون بالأمر فلكل مقام مقال, لأن ما يصلح لهذه الفئة قد لا يفيد و لا يعطي نفس النتائج بالنسبة لفئة أخرى و هنا يبقى دور الملقي مهما و تبرز مهارته و تقنيته و تجربته في فن الإلقاء, لكن السؤال المطروح,
هل هذا الملقي الذي يتصف باللباقة و الفنية في الإقناع يتحرى دائما الصدق و الشفافية ؟
هل الإفراط في البحث عن أساليب الإقناع يفقد الموضوع المعروض للإقناع و التأثير مصداقيته؟
هل هذا الملقي و الخطيب صادق في أقواله و أفعاله ؟
كل هذه التساؤلات تتبادر إلى الذهن لأن المبالغة في الإقناع و التأثير على الأخر بشتى الوسائل لا يقدم دائما مصلحة المتلقي أكثر مما يخدم مصلحة الملقي بالدرجة الأولى