2012-07-01, 14:54
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: أثر الإيجاز في الكلام | الإيجاز ليس بلون بلاغي مقتصـر على ناحية أو جانب واحـد من اللغـة، وليس مقتصر في بحوث علم البـلاغة فحسـب، إنما اللغة العربيـة ذاتها لغة إيجـاز، وكثيراً ما تسلك الأساليب العربية مسـلك الإيجاز في الكلام العادي بغير قصد إلى الجمال في التعبير أو تزيين الكلام به، فقد يكـون الإيجاز في الكلام لدواعي أخرى تدعـو إليه غير الدواعي البلاغيـة، فكثيرا ما تسـلك مسـلك الإيجاز في صـياغتها للكلام، من حروف الكلمة، أو مفردات الجملـة، أو تركيب الجمل، أو قطعة كاملـة للكلام في موضوع معين. في الجانب اللغوي يتضمن هذا الجانب عناصر وفنون مختلفة .نستعرض منها كالآتي: أولا :النحت النحت كما جاء في تعريف اللغويين: "أن تنحت من كلمتين أو أكثر كلمة لتدل على المعنى الذي نحتت منه لغرض السهولة اللفظية والاختصار".
وهذا التعريف في حـد ذاته يوضح لنا كيف يساهم النحت في تثبيت سمة الإيجاز للغة العربية، فعندما ننحت من كلمتين أو أكثـر كلمة واحدة لتدل على نفس المعنى فهذا من الإيجاز.
ولنؤيد ذلك بالأمثلة الشائعة الاستعمال التي تدور حولها النحت، منها:
"السمعلة" وهي كلمة نحتت من جملة "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
"البسملة" وهي كلمة نحتت من جملة "بسم الله الرحمن الرحيم".
"الحوقلة" كلمة نحتت من جملة "لا حول ولا قوة إلا بالله".
"الحمدلة" كلمة نحتت من جملة "الحمد لله".
"جلمود" كلمة نحتت من كلمتين هما "جلد وجمد".
وهذه الأمثلة هي بعض الكلمات التي شاعت حولها النحت. ومنها نتبين كيف أن النحت صنف من أصناف الإيجاز في اللغة. ثانيا :الضمائر
الضـمائر لها شـأن كبير في لغة العرب، لأنها كثيرة الاسـتعمال. وسـميت بالضمائر لأن المتكلم يضمر الاسـم الذي ذكره سـابقاً، أو لأنه يضمر اسـم المخاطب أو اسـمه في حال التكلم و يجعل هذه الكلمات كناية عما أضمره.
وتعريف الضـمير هو: ما يكنى به عن متكلم أو مخاطب أو غائب، فهـو قائم مقام ما يكنى به عنه، مثل "أنا، أنت، هو "والتاء من "كتبت، كتبت".
ويشتمل على سبعة أنواع: متصل، منفصل، بارز، مستتر، مرفوع، منصوب، مجرور. أي أن من هذه الضـمائر ما تكون متصلة بالأفعال نحو "ذهبت وذهبنا"، ومنها ما تكون منفصلة عنها نحو:" أنت، هو"، كما أن هناك ضمائر بارزة، هناك المستترة وجوبا أو جوازا تعرف من السياق، نحو: "اذهب، اذهبوا".
والأمثلة خير عون لنا على توضيح ذلك بصورة أجلى:
في الفعل الماضي: نحو "شـربت الماء" الضمير المتصل تاء الفاعل في "شربت" ضمير متكلم يعود إلى المتكلم نفسه.
في الفعل الأمر: نحو "خذ الكتاب" الضمير مستتر تقديره أنت أي "خذ أنت الكتاب".
في الفعل المضارع: نحو "أذهب ماشيا" الضمير مستتر تقديره "أنا".
هذه هي الضـمائر في حديث موجز لهذا المقام، وهي أهـم ما يتميز بها اللغة العربية لأنها عنصر لغوي أساسي يضمن الاقتصاد والاختصار الذي تسعى إليه اللغة.
ثالثا: الحذف
يحذف في اللغة العربية الحرف أو الفعل أو الجملة من الكلام دون أن يتسـبب في إخلال بالمعنى، فنجد الحـذف اللغوي كثير من الصور منها ما يلي:
القسم : نحو" والله لقد درست" حذف الفعل والفاعل في" أقسم" المحذوفة.
المبتدأ : مع أنه ركن أساسي في الجملة إلا أنه قد يحذف إن دلت عليه قرينة، ولم يتأثر المعنى بحذفه، نحو الجواب على سؤال جاء فيه: "أين أخوك؟" " مسافر"، أو "صبر جميل"، أي: " صبري صبر جميل".
الخبر: يحـذف الخبر إن دلت عليه قرينه، ويكون ذلك في جواب عن سـؤال، نحو قولنا: "زيد"، ردا على سـؤال جاء فيه: "من في القاعة ؟"، أو "لولا الحكم لسادت الفوضى"، أي: "لولا الحكم الموجود".
المفعول به: نحو "من اتقى وأعطى له جزاء حسن"، والتقدير": من أعطى المحتاج واتقى الله".
يحذف الحرف أحيانا لعلة تصريفية : نحو" ق" الأمر من: "وقى".
تحذف أحرف العـلة من أخر الفعل المعتل المضارع المجزوم، نحو: "لم يأت،لم يخش"، ومن آخر الفعل المعتل الأخر، نحو: "ادع، ابك، اخش". رابعا: الإدغام
الإدغـام هو: إدخال حرف في حرف آخر من جنسـه، بحيث يصيران حرفاً واحداً مشـدداً، مثل: "مدَّ يمدُّ مدّاً" وأصلها: "مدَدَ يَمْدُدُ مَدَدَاً"، ففي الأصل نجد أن أول الحرفين المتكررين ساكناً والثاني متحركاً، ثم ادغم الأول في الثاني فاصبحا حـرفاً واحداً مشدداً.
وهناك أمثلة أخرى يجدر الإشارة إليها:
إن الشـرطية عندما توصـل بلا النافية، فتقلب نونها لاما، وتدغم بلام "لا" فتصير "إلاّ"، ويجوز أن تدخل عليها اللام فتصير "لئّلا"، كما توصل أيضا بما الزائدة فتقلب نونها ميما وتدغم بميم "ما" فتصير "إمّا".
"أن" الناصبة توصل بلا النافية جوازا فتقلب نونها لاما وتدغم بلام "لا" فيصيران "ألا".
"عن" توصل بما الموصولة فتقلب نونها ميما وتدغم بميم "ما" فيصيران "عمّا".
"من" توصـل بما الموصـولة فتقـلب نونها ميما وتدغـم بميم "ما" فيصـيران "ممّا".
والإدغام موضوع منفرد له أقسـام وتفرعـات عديدة، والحديث فيه يطول، ولكن في موقفنا هذا لن نخوض في ذلك كله، ونكتفي بما سـردناه من أمثلة توضح كيف أن الإدغام في أحواله يشكل جزءً من أجزاء الإيجاز في اللغة العربية. خامساً: الاستفهام و الشرط
إن أدوات الاستفهام والشرط فيها إيجاز تعطي المعنى التام و تغني عن كثرة المفردات، وذلك في قولنا: "أين زيد؟" يغني عن: "أزيد في الدار أم في المسجد أم ….إلخ، هذا في الاستفهام، أما في الشـرط فذلك قولنا: "من يقم أقم معه" يغني عن: "إن يقم زيد أو عمر أقم معه".
وجواب الاستفهام يكون فيه إيجاز أيضاً، وذلك في قولنا "ما بالدار من أحد" يغني عن: "ليس فيها زيد ولا عمر". | |
| |