الابن الثالث


للقاص : صالح جبار محمد


تقدمت بطلب عمل .. حصلت على الوظيفة .. لامتني زوجتي .. انجبت ثلاثة اطفال تكبدت المخاطر الممكنة .. حصلت على ترقيات .. منذ شهرين تم تكليفي بواجب في مناطق خطرة توقفت عن حبها فقررنا الانفصال .. لم اجد لمعانا في عملي ..
ارتبطت بامراءة ثانية .. تعلقت باذيالي ليل نهار .. لكني بقيت احن لاولادي من الزوجة الاولى ..
مازلت احاول خداع نفسي .. ربما علي ّ الانسحاب ..
الطريق الذي امر به تحفه الاشجار .. كنت عائدا الى البيت .. لاحزم حقيبتي .. عند شروق الشمس .. حاولت الخروج قبل ان اتخاصم معها ..
امسكت بيدي قائلة :
- لااظن ان هذا سيحدث ..
اعتذرت وهي ترتجف .. كان عليها نسيان جميع التسميات .. ارادت ان تفعل ما يبدو طبيعيا بين رجل وانثى متحابان .. تؤلمني نظراتها العميقة .. مررت اصبعي على خدها .. نظرت الى الساعة .. لقد مر الوقت بسرعة ..
بعد فترة الغذاء .. حلمت باولادي .. تخطيت حاجز الود انها رائعة .. طالما حلمت بمثلها ..
خرجت من المنزل .. شاهدت طفلا في السابعة من عمره يبكي لاجل ابيه .. لمست ذراعه
احسست بارتجاف جسده ..
امسكت كفيه .. سمحت لنفسي بالبكاء .. حرر نفسه من قبضتي محاولا اخفاء دموعه .. لاحظت انه لايستطيع اخفاء مشاعره .. ليس لدي ادنى فكرة عن هذا الطفل ..
في السادسة والنصف من المساء التالي .. ذهبت لقضاء امسية مع احد الاصدقاء .. سرت عبر فناء معتم .. صعد القلق ملء ارادتي ..
سمعت صوتا يتردد .. تسرب خوف قديم زاحفا نحو اعضائي .. التفت خلفي كان الصبي الذي تركته البارحة يسير ورائي .. لهجة صوته قطعت مخاوفي ..
- هل نسيتني ..؟
- لا ..
سمعت صوت رنّ في اذني .. افسد كل شيء في حياتي ..
- انا ابنك الثالث من الزوجة الاولى




أعجبتي ونقلتها لحضراتكم ، ورضيو عليا

إعجابك أعجبني .. اختيار ممتع ، مضمونا و سردا .

الحكي الجميل ، وفعل التوظيف الرائع للخطاب ، يجعلان المتلقي لا يمل من مواصلة القراءة و تحقيق متعة الحس و الإدراك .

مودتي .