2010-01-10, 23:18
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  الاعتداء على المدرس والمسؤولية المعنوية
|  |
الاعتداء على المدرس والمسؤولية المعنوية
11/01/2010
إن الحادث المؤسف الذي تعرض له زميلنا الأستاذ نور الدين الصايم بثانوية القاضي بن العربي يجب قراءته في سياق تنامي شعور الكراهية العداء تجاه المدرس عموما ، لأن مثل هذه الاعتداءات في حق نساء ورجال التعليم بدءنا نسمع بها على امتداد ربوع الوطن. وهذا شيء لم يكن يحدث أبدا في السبعينات أو الثمانينات. لكن ما هي العوامل التي ساعدت على إذكاء هذه المشاعر السلبية تجاه المدرس؟
قبل أن يتجرأ الصغار على المعلم، فقد تجرأ عليه الكبار الذين يتحملون المسؤولية المعنوية في تشويه صورة المدرس اليوم وتجريده من هيبته التي كان يتمتع بها سابقا. فالوزارة الوصية حاولت إلصاق مسؤولية فشل المنظومة التعليمية بالمدرس من خلال سيل من المذكرات التي تهدف إلى إرهاق كاهله بمزيد من الأعباء والتكاليف متناسية الأعباء المنزلية المرتبطة بطبيعة وظيفته كالتحضير والتخطيط والبرمجة والتصحيح والمتابعة وغيرها. وبعض النواب الإقليميين اجتهدوا في تشويه صورة المدرس بإعلان الحرب على الأساتذة الأشباح الفارين من عملهم والمختبئين وراء الشواهد الطبية طويلة الأمد وضخموا هذا الأمر ، مع العلم أن عدد هؤلاء محدود جدا، كان يكفي تحريك المساطر القانونية لمتابعتهم دون ضجيج إعلامي، ولم يكن الأمر يستدعي تعبئة السلطات المحلية ووزارة الخارجية ومصلحة المطارات والموانئ وكأننا في مواجهة خلايا إرهابية خطيرة!! وبعض المؤطرين التربويين سامحهم الله أفرطوا في اتهام المدرس بالتهاون والتقصير والكسل وتشجيع التلاميذ على الانقطاع المبكر والهذر المدرسي، بعدما انسحبوا من الساحة وفرطوا في مهام التأطير والتكوين والمصاحبة التربوية. كما أن بعض الإعلاميين والفنانين والمسرحيين والسينمائيين وجدوا في المدرس مادة دسمة للتندر والسخرية حتى أصبح عامة الناس والجهلة يتبادلون النكت حول المدرس الذي يعلم أبناءهم القراءة والكتابة والأخلاق وقيم المواطنة. ومن جهة أخرى، نجد بعض الإداريين يتهاونون تطبيق القانون الداخلي بصرامة في حق التلاميذ المشاغبين وردع السلوكات العدوانية ضد المدرس بدعوى الحلول التربوية وتغليب مصلحة التلاميذ. وهكذا أصبح المدرس في المخيال الجمعي رمزا للبخل والغباء والانهماك في الدروس الخصوصية للتغلب على تكاليف الحياة. وأخيرا يجب مساءلة الأسرة التي انسحبت من ميدان التربية ورمت بثقل مسؤولية أبنائها على المدرس الذي بقي وحده صامدا في مواجهة المشاكل التربوية المستعصية من جهة ومشاكل الأسرة والسكن والتطبيب وباقي التكاليف المادية في ظل تدهور الوضع الاجتماعي.
والحل في نظرنا هو تضافر جهود كل مكونات المجتمع من أجل إعادة الاعتبار للمدرس بتكريس شعور الاحترام والتوقير تجاهه وتصحيح صورة ورجل التعليم لدى الناشئة وفرض طاعته وتقديره كما هو الحال في المجتمعات التي نجحت في نظامها التعليمي في حين بقينا نحن نراوح مكاننا منذ عقود من الزمن.
محمد السباعي
عن وجدة سيتي نت |
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=62287 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
