2011-08-24, 23:30
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: خضراء الدمن |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلابل السلام
1- كان الاحتواء جنونيا أليست قدره الجميل ؟ وكان رد الجميل أيضا "جنونيا " 2- جثا على ركبتيه وهو يرمق المشهد كل شئ كان يحترق ..لعن بلادته فانتقم لرجولته ورد النص في صورتين أو لوحتين مرقمتين على الترتيب ( 1 - 2 ) بعنوان واحد " خضراء الدمن" ، وهو ما يمنحني صلاحية الاجتهاد - الذي أرتجيه صائبا للظفر بالأجرين ، وإن أخطات فأنا على يقين من أن الأخت الرحيمة بلابل السلام ( هكذا يلقبك أخونا العزيز الغائب رشيد /عازف الليل الذي نرجو الله ألا يطول غيابه ) ستضيف إلي الأجر الثاني رغم الزلل- للتعامل معه باعتباره بنية لغوية متكاملة جُزِّئت إلى لحظتين مرقمتين بحكم سيرورته الحدثية المتفاوتة في الزمان والمكان ، والتي يمكن تجليتها عبر اللحظات الثلاثة التالية : اللحظة الأولى؛ العنوان : خضراء الدمن وهي اللحظة المركزية: عنوان مستمد من حديث أجمع أغلب رواة الحديث على ضعفه ، وهو : إياكم وخضراء الدمن ، قيل وما خضراء الدمن يارسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء تنبت في المنبت السوء ؛ وقد شرح الشراح الحديث كما يلي : والمراد بالمرأة الحسناء في المنبت السوء، المرأة الجميلة المنحدرة من أسرة خبيثة.
قال البيروتي في أسنى المطالب: معناه احذروا المرأة الحسناء ومنبتها سوء كالشجرة الخضراء من كثرة الزبل على أصلها.
وقال الدمياطي في إعانة الطالبين: شبه المرأة التي أصلها رديء بالقطعة من الزرع المرتفعة على غيرها التي منبتها موضع روث البهائم. وبغض النظر عن درجة الحديث - الذي ليس موضوع المبدعة ولا القارئ -فإن التناص معه يوجب استحضاره أمام المتلقي ليستوعب السياق العام - قبل الخاص المرتبط بالنص-خدمة لما يسميه الأسلوبيون "بمبدإ التأويل المحلي"..والشرح أعلاه يغني عن التفاصيل .. إذن فالعنوان " خضراء الدمن " مقتنص بذكاء لإثارة انتباه القارئ ، وللتشويق ، وهو عنوان جميل وذو دلاله عميقة ،إن استوعبه القارئ، تساعد على فهم النص في اللحظتين التاليتين : - اللحظة الثانية : وهي التي يشير إليها الرقم 1 : لحظة يمكن عنونتها ب"احتواء" ، وهو احتواء متبادل ، تُرجم بين الزوجين في جنون وقدر جميل ورد جميل ؛ وبلغة الأسلوبية السردية ، هي لحظة توازن ، تجلت في تناغم الزوجين وتواصلهما الجميل .. - اللحظة الثانية ، وهي اللحظة المرتبة رقم 2، والتي يمكن عنونتها ب"انتقام" ، وتمثل لحظة اختلال التوازن ، وهي اللحظة التي تجسد فيها الزوجة معدنها وأصلها ونسبها وتربتها الأصلية ؛ فهي حسناء ، لكنها نبتت في المنبت السوء (أنا هنا أحيل على الحديث بغض النظر عن ضعفه) وهو ما تجلى في الفعل الذي مارسته ، والذي جعل بعلها " جاثيا على ركبتيه ، من هول ما رأى وهو يرمق المشهد " .. وهو فعل / سلوك / وزر/ خطأ/... كان في نظره كافيا "للانتقام لرجولته" المفتقدة على ما يبدو ، خاصة وأن "كل شيء كان يحترق"، وما حصيلة الاحتراق غير الرماد تذروه الرياح ... أكتفي بهذه الملامسة أستاذتنا بلابل السلام ... تقديري واحترامي | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | |
| |