الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الثقافة والفنون والعلوم الإنسانية > الفكر و التاريخ و الحضارة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2016-06-28, 00:35 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي الانغلاق الفكري وإمكانية البناء الحضاري



الانغلاق الفكري وإمكانية البناء الحضاري -1


محمد عزالدين الصندوق


يشكل الفكر الانساني الاساس في البناء الاجتماعي سواء كان هذا المجتمع بدائيا يغلفه الفكر الطوطمي او في قمة تحضره يلعب الفكر العلمي دورا رائدا في بنائه و توجيهه. كما يصعب الفصل بين الفكر و المجتمع الفاعل فيه فكلا الطرفين يؤثر في الاخر و يتفاعل معه.
مرت اوربا منذ القرون الوسطى و حتى عصرنا الحاضر بمراحل اجتماعية و فكرية مختلفه .اسست هذه المراحل بمجملها الوضع الفكري و الاجتماعي الحالي.




كما وضعت اسس ديناميكية التطور الاجتماعي. ومن اهم المراحل التي ما نزال ندرك صداها في عصرنا هي ما يدعى بعصر التنوير (1650-1700) والثورة الصناعية (1750-1850) و الحركات الانسانية. بدء عصر التنوير في اوربا حوالي القرن الثامن عشر حيث بدئت فلسفة العقل دورها في تحريك المجتمع و الدفع باتجاه تعزيز المعرفة.

باروك سبينوزا: من رواد لاتجاه العقلاني في القرن السابع عشر

بدء هذا الاتجاه العقلاني في القرن السابع عشرمتمثلا بباروك سبينوزا وجون لوك وفولتير واخرون. لقد كان باروك سبينوزا مفكرا عقلانيا يهوديا واجه الكثير من الرفض والمصاعب من قبل المتشددين اليهود ولكن افكاره وجدت صداها في عصر التنوير. استندت هذه النهضة الفكرية على اعلاء شان التفكير العقلي والنقاش الحر من دون خطوط حمراء. جاء عصر التنوير بعد عصر القمع الفكري (فترة محاكم التفتيش) ومن ثم تلى عصر التنوير الثورة الصناعية والحركات الانسانية. لقد قادت السيادة العقلية الى التطور الصناعي والتطور الاجتماعي.
الفكر الاسلامي يؤكد
على ان لا علم
خارج الفكر الديني

وهذا ما قاد الى حركات انسانية جبارة منذ القرن الثامن عشر قادت الى الغاء التعذيب والعبودية والتمييز الجنسي والعنصري ....لقد ظهر الحركات الانسانية ضمن تجمعات اصلاحية صغيرة نشطة استطاعت ان تُفعل المجتمعات الغربية باتجاه حركاتها الانسانية. ولعبت الاكاديميات العلمية دورا بعد ان تطورت هي الاخرى لتساهم في مجتمعاتها. يتميز القرن الثالث عشر في كونه قرن نشوء الجامعات[1] حيث تاسست جامعة باريس (فرنسا) واوكسفورد (انكلترا) وكمبردج (انكلترا) وبادوا (ايطاليا) ونابليس (ايطاليا) وفي نفس القرن تاسست المدرسة المستنصرية في بغداد. بقت الجامعات الغربية وتطورت وهي ما تزال قائمة تحمل تراثها المتصل معززة المعرفة الانسانية بالكثير من الانجازات في حين لم يكتب للمستنصرية ان تتطور وعندما تأسست الدولة العراقية (1921) كانت هذه الجامعة مجرد بقايا اطلال وخرائب ومكان لخزن البضائع. كانت المستنصرية مدرسة تهتم بالعلوم الدينية وبقت كذلك حتى اندثارها المتذبذب. في حين نجد الجامعات الغربية كانت قد بدأت بصورة مماثلة ولكنها تطورت لتشمل كافة جوانب المعرفة والعلوم. ان سبب ذلك الخمول والسكون وثم الاندثار هو المفهوم الاجتماعي للعلم الذي بلوره الفكر الاسلامي والذي يؤكد على ان لا علم خارج الفكر الديني[2].

من الخلاصة اعلاه نجد ان التطور الاجتماعي الغربي سار باتجاه تراكمي تدريجي ومن خلال القوى الفاعلة فكرية كانت او اجتماعية. ومر بمراحل التطور الطبيعية.

جون لوك: رائد المدرسة التجريبية والمنهج العقلاني والليبرالية الكلاسكية

لا شك في أن التطور التكنولوجي المتسارع ترك ويترك تأثيراته الفكرية على الإبداع الفكري والفني في المجتمعات المتطورة. لذا كثيرا ما تظهر وبنفس سرعة الانجاز التكنولوجي أنماط فكريه وأطروحات تحاول أن تستوعب الحياة الحديثة. أن المجتمعات الغربية تعتمد النظم الدقيقة والمترابطة في بناء حياتها. وهذه النظم ذات جذور تعود لعدة قرون دون أن تقف يوما عن التحديث والتطور.

وكما يحاول الغرب أن يدرس كل شيء ليس لاجل الدراسة فقط بل للاستفادة فأن الغرب درس متفلسفا تطوره الحضاري المتسارع. وكانت على اثر ذلك مفردة الحداثة (Modernity) والتي شاء حظها أن تدخل قواميس المصطلحات الفلسفية المعاصرة. واختلف مفكرو الحداثة فيها ومتى بدأت مرحلة الحداثة هذه و... ألا ان مما لاشك فيه ان عصر التنوير والثورة الصناعية والحركات الانسانية كان لها دورها الاساسي في مواجهة التحديات وقادت الى معطيات حديثة في مختلف جوانب الحياة السياسية والفنية والعلمية...لذا فان البعض من فلاسفة الحداثة يعيدها الى القرن الخامس عشر[3] والبعض يحيل بدايتها الى عصر التنوير. ونتيجة التطور المتسارع هناك من يرى بان الحداثة مرت بادوار ثلاث[4]. وهناك من يرى ان هذه المجتمعات الغربية قد دخلت مرحلة ما بعد الحداثة (Post-modernity) بعد النصف الثاني من القرن العشرين.
كانت المجتمعات العربية
والاسلامية تعيش
خمولا حضاريا

لقد سابق و ان بينا[5] بان المجتمعات العربية والاسلامية عاشت حالة غير طبيعية من التخلف الحضاري منذ القرن الحادي عشر او الثاني عشر وحتى سقوط الدولة العثمانية. وباندحار الدولة العثمانية المتخلفة حضاريا في الحرب العالمية الأولى بدأت المجتمعات العربية والاسلامية محاولات عسيرة للتململ من اجل الاستيقاظ ومن ثم النهوض. على هذا فان هذه المجتمعات لم تعرف بعد نمط التفكير العقلي الذي قُمع مع المعتزلة والذي كان الاساس في عصر التنوير الغربي. في الوقت الذي كانت المجتمعات الغربية تعيش صراعات عسيرة من اجل التحديث المستمر كانت المجتمعات العربية والاسلامية تعيش خمولا حضاريا . لذا لامعنى لوجود الحداثة في هذه المجتمعات بل كان هناك تراجعا ‘Backwardness’ مرعبا ويزداد تراجعا مع الزمن بالنسبة للمجتمعات المتطورة. وبعد الحرب العالمية الاولى حيث بدء الامتزاج الحضاري مع العالم اخذ التراجع بالتوقف. وهنا تشكل الحرب العالمية الاولى نهاية النفق الزمني للتراجع . اما المرحلة اللاحقة والتي ما زالت فاعلة هي مرحلة ما بعد التراجع ‘Post-backwardness’.

اندحار الدولة العثمانية عام 1922: بداية المحاولات العسيرة للمجتمعات العربية والاسلامية للتململ من اجل الاستيقاظ


لقد توقف التراجع مع بداية القرن العشرين ولكنه ما زال فاعلا. ان الجذور التي تمتد الى قرون عدة لا يمكن اقتلاعها بسنين ولا عشرات السنين. ان مرحلة ما بعد التخلف هي مرحلة البحث عن الطريق او الهوية. انها ولا شك مرحلة مضطربة الا ان الاشكالية الكبرى هي ان سبب التخلف الاساسي ما زال قائما وبعيدا عن الاهتمام. أن نمط التفكير السائد والمقيد بخطوط حمراء كثيرة تجعل من مساحة الحرية الفكرية ضيقة جدا. وبذلك تكون الحركة الفكرية شبه مستحيلة على ذلك كانت كافة محاولات التململ من اجل الاستيقاظ والنهوض عديمة الجدوى .

هنا يجب ان نؤكد اربعة انعطافات مهمة في تاريخ تطور المجتمعات العربية والاسلامية وعلى اساس الابداع الفكري:
ان مرحلة ما
بعد التخلف هي
مرحلة البحث عن
الطريق او الهوية

1- ظهور الاسلام ونشوء الدولة القومية والاسلامية. وبداية ظهور ابداع فكري متميزمع بداية ظهور المرحلة العقليه في الفكر الاسلامي. استمرت هذه الفترة ما يقارب الاربعة قرون.

2- نهاية الحرية الفكرية وقمع الابداع العلمي حوالي القرن الحادي عشر. وهذا ما قاد الى الركود الفكري والخمول الاجتماعي والانعزال عن الحضارة الانسانية. استمرت هذه الفترة ما يقارب التسعة قرون[1].

3- الحرب العالمية الاولى. قادت الحرب الى تغيرات سياسية كثيرة ومنها نهاية الدولة العثمانيه التي كانت تسيطر على معظم العالم الاسلامي والعربي . تشكل الحرب العالمية الاولى مرحلة بداية نهاية الانعزال الاجتماعي عن الحضارة الانسانية في بداية القرن العشرين.

4- خلال القرن العشرين ظهرت مراحل التململ الاجتماعي من اجل الاستيقاظ وثم النهوض وتكون الدول القومية المستقلة والبحث عن هوية . هذه المرحلة هي مرحلة ما بعد التراجع والتي تمثل اخطر المراحل في تاريخ هذه المجتمعات. أن مرحلة ما بعد التراجع ما تزال في بدايتها ولم تتخطى بعد حدود التململ غير الواعي. وابرز ما يمثل هذه المرحلة هو الصدمة الثقافية الاجتماعية (Culture Shock). الصدمة الثقافية ذات طابع فردي وتنتج عن اختلاط الفرد بمجتمعات جديدة مختلفة وهذه الحالة معروفة في علم النفس والاجتماع[6]. الا ان الصدمة الثقافية الاجتماعية الناتجة عن اختلاط مجتمع معزول بمجتمعات اخرى فهذه حالة نادرة .






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=832563
    رد مع اقتباس
قديم 2016-06-28, 00:38 رقم المشاركة : 2
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الانغلاق الفكري وإمكانية البناء الحضاري


الانغلاق الفكري وامكانية البناء الحضاري -2


محمد عزالدين الصندوق

لقد مر النصف الاول من القرن العشرين بمحاولات تقليد للحداثة الغربية وعلى مستويات عدة. وكانت هذه الفترة بمثابة مرحلة الانبهار والافتتان بالغرب وانجازاته. تسمى هذه المرحلة في الصدمة الحضارة ب"طور شهر العسل"[1] الذي لن يدوم. في مرحلة الانبهار تم التنازل عن الزي التقليدي وتغيرت المدن وطرق البناء وتبدلت العادات الاجتماعية وحتى المفردات اللغوية والكثير الكثير مما كان ساكنا غير متطور خلال النفق الزمني.

ويُتبع طور الانبهار باطوار اخرى مختلفه من اطوار الصدمة الثقافية. وما تزال هذه المجتمعات تعيش هذه الصدمة. هذا ما كان على المستوى الدولي اما على المستوى الاجتماعي فأن مرحلة ما بعد التراجع ما تزال ترسم ملامحها القاسية في البناء والهدم, في التجريب والاستكانة بين الانفتاح والانكفاء, بين الاصالة والمعاصرة, التناوب ما بين الاستقرار والاضطراب...,عدم وضوح الهوية, هذه ملامح صدمة ثقافية اجتماعية خطرة. وبالتاكيد فان خطورة الصدمة الثقافية الاجتماعية تجاوزت مجتمعاتها لتُطبع بطابع عالمي.
السبات العربي
الإسلامي حالة
شاذة في تاريخ
المجتمعات البشرية

في هذه المرحلة عاشت المجتمعات العربية والاسلامية مشكلة الانفتاح على الحضارة الانسانية المعاصرة بعد انعزال شبه تام استمر ما يقارب القرون التسعة من دون اية مساهمة في النشاط الانساني العالمي. كان هذا الانفتاح من دون هوية عصرية ومن دون تقنية حوار منطقي. لذا اخذت هذه المجتمعات تستورد ما كان بعيدا عنها ومن دون امكانية تمحيص. استوردت الطعام والدواء والعلوم والاساليب السياسية وطرق ادارة الدولة واساليب التدريس والبناء....ولم يكن بمقدارها العطاء في عالمها الجديد. كما انها تعيش مرحلة التجريب الجديدة والمستوردة هي الاخرى وبكل ما في التجريب من توقعات قد تكون غير محمودة العواقب.
المجتمعات العربية والإسلامية مجتمعات فريدة من حيث دخولها سباتا تاريخيا استمر قرابة التسعة قرون. إنها ليست مجتمعات بدائية بدون تاريخ حضاري . إن المجتمعات البدائية يكون سباتها التاريخي امتدادا طبيعيا نتيجة بدائيتها. أما السبات العربي الإسلامي فهوحالة شاذة في تاريخ المجتمعات البشرية.

صادق جلال العظم: يسلط الضوء على الطبيعة الفكرية المعاصرة
والغريب أن الفكر العربي المعاصر الذي كثيرا ما يطرح مشاريع نهضوية أو تحديثية لا يحاول أن يدرس هذا الانقطاع التاريخي وأسبابه ليكون البناء بالاتجاه الصحيح وعلى أسس صحيحة. ما زال المفكر العربي ينظر لهذا الانقطاع على انه ظاهرة طبيعية إن لم يحاول أن يلقي اللوم على أحداث التاريخ والأمم الأخرى. أو ربما قد ينظر لهذا الانقطاع على انه شيء لا يستحق الدراسة والنظر. النقد الذاتي وتشخيص نقاط الخلل والضعف ظاهرة علمية وهي إحدى أسباب التطور والتحديث المستمر ولكن ما يزال الفكر العربي والاسلامي بعيد عنها ويتعامل معها على أساس الموضة الفكرية. في التاريخ العربي المعاصر الكثير الكثير من الهزائم الخطرة وقف إزائها الفكر العربي عموما (ليس أفرادا) حائرا لا يعرف هل هي هزيمة أم انتصار؟ مشكلة النقد الذاتي ظاهرة عربية معاصرة, هي لا تختلف في شيء عن أي مشكلة من مشاكل التعامل مع أي شيء مستورد.
منذ سقوط الاعتزال (سقوط العقل) وطيلة القرون الماضية وهذه المجتمعات لا مصدر لثقافتها وتربيتها الاجتماعية سوى الجوامع والتكايا. حتى العلوم التي عُرفت في فترة النهضة تم نسيانها او تناسيها بعد القرن الثاني عشر وحتى بداية القرن العشرين . لقد كانت اوربا في العصور المظلمة تعيش صراعات فكرية شديدة ومختلفة في حين المجتمعات العربية والاسلامية لم تعرف مثل هذه الصراعات في عصورها المظلمة. لقد كانت التربية الدينية والاجتماعية التي يقودها الفكر الديني لا تطمح إلا للتسبيح وحمد الله والسلطان وتقبل الارشاد من دون نقاش. لقد كانت وما زالت الجوامع ودور العبادة هي مصدر المعرفة الاجتماعية الاساسية من خلال الوعض والارشاد والتوجيه. ظهرت بعض المدارس في بعض المدن الكبيرة خلال القرن التاسع عشر ولكنها كانت بسيطة جدا ومحدودة العدد وليس لها أي تاثير اجتماعي على الاطلاق.
الفكر السائد يتراوح
ما بين الاسطورة
والتقليد ومحاولات
التحديث الساذجة

لذا لا عجب من امكانية الفكر الديني في السيطرة على تلك المجتمعات عبر تلك القرون. لقد تغلغل الفكر الديني في كل شيء وبالنتيجة يكون مَن تغلغل هم مَن قام بالسيطرة الفكرية وهم علماء الدين ولا علماء غيرهم في هذه المجتمعات.
لقد عاشت هذه المجتمعات قرونا من دون نقاش فكري وتلاقح حضاري لذا فليس غريبا ان يكون الفكر السائد الان يتراوح ما بين الاسطورة والتقليد ومحاولات التحديث الساذجة. ظهرت الكثير من الدراسات العربية والاسلامية التي حاولت تسليط الضوء على الطبيعة الفكرية المعاصرة واعتمدت هذه الدراسات مدارس تحليلية مختلفة في تناولها للموضوع مثل "نقد الفكر الديني" لصادق جلال العظم ومجموعة دراسات لعلي زيعور "التحليل النفسي للذات العربية" وهناك الكثير الكثير من الدراسات. ورغم اختلاف مدارسها الفكرية الا انها جميعا تؤشر التناقضات والصراعات التي تعيشها هذه المجتمعات. من ابرز الدراسات التي تعيد الانكسارات السلوكية الاجتماعية العربية الى النمط الفكري السائد كتاب "النقد الذاتي بعد الهزيمة"[2] لصادق جلال العظم . يسلط العظم في كتابه الضوء على السلوكية الناتجة عن النمط الفكري الاجتماعي والتي قادت الى هزيمة عام 1967 العسكرية وفي الواقع مجمل الهزائم العسكرية وكافة الانتكاسات الحياتيه اليومية. وهو في هذا الكتاب يستثمر ما سبق وان طرحه في كتابه " نقد الفكر الديني" من رؤيا تحليليه وهنا يلعب الفكر الديني السائد دورا محوريا واساسيا في ذلك. وبعد قرابة نصف قرن من صدور الكتاب فان الوضع الفكري الاجتماعي ما زال على ركوده.

التكايا والجوامع: لا مصدر غيرها لثقافتها وتربيتها الاجتماعية منذ سقوط الاعتزال
ان الفكر الاسلامي الاجتماعي السائد الان هو وريث الفكر الذي سيطر على هذه المجتمعات خلال القرون العشرة الماضية. لم يتمكن هذا الفكر السائد من ان يسير بهذه المجتمعات خارج اطار الممارسات الدينية والانغلاق الفكري وقاد الى انتكاسات حضاريه خطره عبر القرون الماضية. لم تتكون او تتطور عبر تلك القرون جوانب سياسية ومنظومات فكرية يكون من شانها تطوير المجتمع .لذا فان هذا العمق الزمني لهذا النمط الفكري وفر للحركات السياسية المعاصرة التي تتبناه قاعدة جماهيرية واسعة. ورغم عدم قدرة هذا الفكر على تجاوز امكانياته الا ان المجتمعات التي تأصل فيها لقرون عدة يصعب عليها تجاوزه. انه يشكل اطارها الفكري والسلوكي.
مكانية البناء
موجودة ولكنها
بحاجه الى نمط
فكري جديد


وكما افرز التطور الحضاري الكثير من الإبداعات في مختلف مناحي الحياة فأن التخلف الحضاري هو الاخر افرز الكثير من الانحرافات الفكرية ومظاهر التخلف المتجذرة في مختلف مناحي حياة المجتمع. وإذ تقوم المجتمعات المتحضرة بتصدير إبداعاتها المختلفة بيسر وسهولة لأنها انتاجات مقبولة ومطلوبة فان التخلف الحضاري لا يملك ما يصدره سوى الاخفاقات والمشاكل...

الفكر الذي عجز عن بناء مجتمعاته عبر قرون لاشك في انه الان اعجز مما كان عليه سابقا. البناء الحضاري المعاصر بلغَ من التعقيد مكانا يصعب على من غادره لسنين العودة اليه فكيف بمن لم يعرفه ابدا... أن مرحلة ما بعد التراجع التي بدأت بعد الحرب العالمية الاولى تشهد انكسارات خطرة وبناء متذبذب ولكنها ليست سوى مراحل التجريب القاسية التي ستؤدي الى نهاية الفكر المتراجع حتما. لقد اضاعت هذه المجتمعات قروناً من عمرها من دون انجاز بسبب هذا النمط الفكري وهي الان تتلكئ في تململها من اجل محاولة النهوض. أن النهضة لا يقودها الا العقل وطالما بقى العقل مُغيبا فان النهضة لا معنى لها. ولكون العقل قوة يصعب خنقها في عالمنا المعاصر فان مرحلة التغييب العقلي لن تستمر مهما طال الزمن. امكانية البناء موجودة ولكنها بحاجه الى نمط فكري جديد وتقبل اجتماعي ...
-*********************************-






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 09:37 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd