تمر علينا لحظات نكون متأكدين بأن ما نفعله هو الصواب

ما نؤمن به هو الصحيح

ما نفكر به هو السليم

لكن، لأن من حولنا يقف في الاتجاه الأخر ، ينظرون إليك باستغراب ، وكأنك جئت من كوكب آخر ، تحمل أفكارا ومفاهيم
لأول مرة يسمعون عنها ، تحس بأنك وحيد في هذا العالم ، إن كنت محظوظا ، فستجد من يشد من أزرك ، وإلا
فستواجه نقد من حولك وحدك






نعم، هناك صنف من البشر ، يحسن قلب الحقائق ، وتزييف الامور ، يظهر لك الحلال حراما ، والحرام حلالا ، والظالم
مظلوما ، والمظلوم ظالما ، وإذا لم تكن مؤمنا بمبدئك ، واثقاً بنفسك، فستسقط ولن يسأل عنك أحد

كونك لوحدك لا يعنى أنك لست على حق ، وكونهم ينظرون إليك تلك النظرة المشفقة على حالك البائسة ، لا يعني
أنهم على صواب ، قد يكون الحق مع واحد ، وقد يكون مع الجماعة

يجب أن تكون كالمصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، لم يتنازل عن مبادئه تحت أي ظرف من الظروف ، حاولوا بشتى
الطرق صده عن هذا ، لكنه لم يتزحزح قيد أنملة ، حتى كان له ما أراد ، لأن الحق كان معه

((كن صاحب مبدأ))

الثباث على المبادئ من بين الأمور التي تجعل المرء قويا وذو هيبة داخل المجتمعات ، فالناس يحترمون ويقدرون من هم ثابثون على مبادئهم ويصغرون من يستهين بالقيم وامبادئ ، فقيمة المرء ترتبط ارتباطا وثيقا بمدى تمسكه بمبادءه ، صراحة إن ثمار الثباث على المبادئ كثيرة وقد يستحيل الوقوف عندها ، فالذي أتمناه هو أن يعي الناس أن الحرص والاستماتة على المبادئ والقيم والدفاع عنها لأمر عظيم ، فالعالم بأسره اليوم مع كامل الأسف يمكن أن نقول عنه أنه يعيش أزمة خانقة في المبادئ، فالناس تعيش بلا مبادئ ولا قيم ، أصبح الفرد والمجتمع وصوليا بطريقة وحشية ، وأستسمح عن هذا اللفظ أستاذتي فلعلك تسطرين عليه مرة أخرى باللون الأحمر وتناقشيني فيه ههههه ، لكني والله لا أتكلم من فراغ ولا من خلفية سوداء ،فكل من يقف وقفة قصيرة متأملا في الوضع الدولي اليوم سيفهم ما أعنيه حق الفهم، أرى وبكل صدق أن هذا الانحلال الأخلاقي الذي صار محط نقاش على الساحة الوطنية على الأقل بما أننا مسلمون مرده إلى تخلينا عن مبادئنا كونها الهرم الأخلاقي التي تزرع فينا النخوة والشجاعة والحرص على مواقفنا مادما متأكدين أنها صائبة ، فلايتزعزع عن مبادئه إلا حقير - وآسف مجددا- ، وأخيرا وليس آخرا أقف عند أعظم شخصية بلا منازع اشتهرت بالثبات على المبادئ ، إنه محمد صلى الله عليه وسلم ، ولاأعتقد أن أحدا سيناقشني في هذا وإلا سأشك في أنه تصفح ولو 10صفحات من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، شكرا على الإدراج المميز أستاذة صانعة النهضة، أسجل إعجابي الكامل به وأختم مداخلتي هذه بقول الشاعر :


حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما

تنافسوا في معانيها ولا احتربوا

ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم

لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب

صانعة النهضة أتوجكِ تاجا مرصعا بالورود لاختياراتك و لتميّزكِ