2013-03-28, 17:01
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: الخطأ وحقِّ الاختلاف في البنية الاجتماعية | الخلاف والإختلاف
الكلمتان تبدوان متشابهتين وكأنهما التوأم الحقيقي, لكنهما في واقع الأمر بعيدتان كل البعد عن بعضهما البعض .
فلا توجد أية قرابة أو نسب فيما بينهما , غير أننا نجعلهما في الواقع الحياتي ندّين يحق لأية واحدة منهما أن تنوب أو تحل محل الأخرى , وهنا يكمن الخطأ الذي غالباً ما تكون نتائجه سيئة بل ومضرة .
الخلاف يحمل في كنهه معنى الشجار والصراع المبيت, غير أن الاختلاف يعني التباين والتنوع , فكما خلق الله أشكالنا وقدراتنا متباينة مختلفة , كذلك خلق لنا طبائعنا متنوعة , بالتالي وبسبب التباين كان لا بد من حصول الاختلاف ولنقل هنا في الرأي والتفكير .
إننا إن أردنا فرض ما نعتقد به على الآخرين نكون كأننا نحاول أن نفرض عليهم أن يبدلوا أشكالهم بأشكالنا , وهذا ضرب من المستحيلات , بمعنى أن الاعتراف بتباين الآراء والافكار أمر حتمي , وخلاف ذلك يكون سعينا ضرباً من العبث أن لم يكن من الحمق .
البيئة والظروف الموضوعية والمصالح التي تصوغ أفكارنا ليست لدى كل الناس واحدة , ولهذا فمن المستحيل أن تتوحد الآراء والرغبات كلها وكأنما صب البشر كلهم في قالب وجودي واحد .
الأمر الواقع يرغمنا على تقبل الآخر كما هو , ولئن لم نعترف برأيه فلنحاوره , وكما أرفض أن يفرض الآخرون علي معتقدهم فلا يحق لي بالتالي فرض معتقدي على الآخرين , كلنا سواسية في حرية الفكر والمعتقد الذي أن تباين واختلف اخصب في حقيقة الامر الفكر والحياة , وكل تعارض في الاراء هو في الحقيقة شعلة تنير جوانب عديدة من جوانب الفكر التي لن تضاء فيما لو اتحدت - لسبب أو لآخر - الاراء بشكل دائم ومن غير اختلاف .
انا لست الوجود كله ولا البشر قاطبة حتى يحق لي أن أفرض ما اعتقد به على الآخرين , والحياة هي رسمة فسيفساء اجتماعية لا يمكن أن تكون لها اية صورة جميلة من دون تعدد الوانها , وأنا أياً كان موقعي في المجتمع فلم يخولني رب العزة ولا أحد غيره على قهر البشر وإرغامهم على الاعتقاد بمعتقدي ,أ تراني أرضى أن يفعلوا بي ما أريد فعله بهم ?
إن كل من يثور لمعارضة الآخرين لرأيه فيجعل من هؤلاء أعداء له , يفتقر أصلاً لسلامة التفكير , ولا بد أن تكون به عاهة قد تكون الأنانية أو حالة من حالات الاكتئاب أو غيرها , غير أن من ليس لديه عاهة نفسية ويتسلط على أفكار الناس ومعتقداتهم فلا بد وان ذهنه وتفكيره ضحلان ضئيلا الجودة وربما غير مؤهل لابداء رأي مهما كان نوعه .
عقلية فرض الرأي توارثناها جيلاً بعد جيل , فالاب يفرض رأيه من غير نقاش , ومنه يتعلم الأولاد ذات العاهة , المدرس يتعاطى غالباً مع طلابه بذات الطريقة , حتى في العمل يعامل المدير أو المسؤول مساعديه بذات المنهجية. وقس على ذلك كل العلاقات المجتمعية. أخي محسن ...شكرا على طرح هذا الإشكال الذي طالما سبب أزمات مجتمعية خطيرة،تحيتي..ز | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |