2017-02-11, 12:40
|
رقم المشاركة : 16 |
إحصائية
العضو | | | رد: هل هي حملة لأمركة الإسلام وتدجينه وعلمنته ؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روبن هود
بالفعل هناك خطة لعلمنة الإسلام، ولابد من الإشارة إلى نقطتين:
....
2. هدف علمنة الإسلام ليس جديدا وليس حكرا على غير المسلمين، بل اضطلع به مفكرون من هذه الأمة، وهم الذين يمثلون العلمانيين الذين يقولون أنهم مسلمون وأن العلمانية لا تعادي الدين، وهم الذين يخوضون في قضايا القراءة الجديدة للدين والقراءة المعاصرة للقرآن وما إلى ذلك.
بالفعل أخي روبن هود رغم أن العلمانيين المغاربة مذاهب وتيارات ، و رغم اختلاف آليات بحثهم ، ومناهج تحليلهم ؛ إلا أن النتيجة التي ينتهون إليها دائما هي واحدة : أن هذا الدين ثقافة متجاوزة ، وأن التاريخ الإسلامي تاريخ صراعات وحروب وإحن ، وأن الإسلام لم يحكم أبدا بالمفهوم السياسي للحكم والدولة ، بل حُكم باسمه انقضاضا مقدسا على الحكم ، وأنْ ليس في الإسلام شيء اسمه دولة أوسياسة ، بل هو عبارة –فقط- عن "طريقة" تسيير تواضع عليها مجتمع قبائلي بدوي متخلف ... إلى آخره من الاستنتاجات و الخلاصات التي يعتصرونها من النصوص التاريخية والشرعية، بترا من سياقها ، ولويا لأعناقها بما يتفق وقناعاتهم المسبقة ، ويخدم مشاريعهم المجتمعية التي تتأسس على فكر علماني لاديني مداره الأساس ؛ إقصاء الدين من الحياة .
وليس قصد هذا الكلام وفصُّه ، سوى ما نلاحظه ونسمعه من ارتفاع أصوات تدعو إلى إعادة النظر في إسلامية الدولة المغربية بحذف بند"الإسلام دين الدولة " من الدستور الجديد تفاديا لأي خلط بين الدين والسياسة أو بين المقدس والمدنس على حد تعبيرها. وإعطاء الأولوية للمواثيق والتشريعات الدولية على حساب التشريع الإسلامي ، وغيرها من "المطالب" التي تروم إقصاء الدين من تدبير الشأن العام ، والتأسيس لدولة علمانية لا دينية ، "تحترم" الدين كشأن خاص ، في حين "تنأى به" عن "التلوث" بواقع الناس ، وصراعاتهم في دنيا السياسة والإقتصاد والثقافة والحقوق... !!
فإذا كان الإسلاميون والعلماء وعموم الشعب المغربي المسلم يدافعون باستماتة على إسلامية الدولة المغربية ، ويعتبرون البند الموجود في الدستور والذي يؤكد على أن الإسلام دين الدولة ، خطا أحمر لا يجوز المس به بأي حال من الاحوال في التعديلات المرتقبة ؛ فإن طائفة من العلمانيين المغاربة يعيدون إشعال النقاش القديم/الحديث حول المقدس والمدنس أو الدين والدولة في حوار ونقاش صالوني ، ينتهي - في أفضل الحالات - إلى "المصادقة اللطيفة" على تحييد الدين عن أي نقاش سياسي/ مدنس ، وتقديم "فروض الطاعة والاحترام" له ، والارتكان به إلى ركن ركين بعيدا عن الحياة السياسية الملطخة بالأخطاء والزلات و"المعاصي" .... !!
لقد جرت العادة عند دعاة التطرف اللاديني ، من علمانيين وملحدين ، أن يجعلوا من استهداف الدين ورموزه وتاريخه مجال بحثهم عن شهرة يدخلون بها التاريخ ولو عن طريق اللعنات . فحين تقرأ للعشرات من هؤلاء ،ما تجدهم إلا حاقدين على كل ماهو دين أو تدين ، مشككين في كل ما هو خير وصلاح عرفه تاريخ الإسلام،ماحين، بجرة قلم ،كل آثار الإشراق والنور والمحبة والنصر ..التي طبعت تاريخ المسلمين ، عارضين في كلمات ، " أخطاء بشرية" ما نجت منها أمة من الأمم ، ولا سلم منها شعب من الشعوب ؛ ويعتبرونها كأنها روح هذا الدين وأسُّه وفَصُّه. | |
| |