وتتجدد الذكريات فتملأ نطاق الرؤيا امامك
ويصبح ماؤها غورا فلا تستطيع لها طلبا
واني لاذكر حرارة الصيف,, ولقد تبلغ مداها في اواسط شهر اغسطس لتستيقظ الشمس باكرة تتصدر كبد السماء تتفحص الناس على مهل وترغمهم على قيلولة تحت ظل وارف اوسقف كاف , فيتسارعون الى خلجان من المياه او او منابع الانهار
او مهابط الشلالات ففيها رداد وخضرة وانعتاق النفس ودرء لهول الحرارة واستمتاع بجو الصيف.....................
..................
واني لا ... اذكر صيف دلك العام ولكنه لا محالة كان شديد الحر, بزغت شمس احد ايامه مبكرة تبعت الامل كما تبعث النور اشعتها وتشحد العزائم كما لو كانت اما رؤوما تحث على الاقدام , على الاقبال , تعلمك ناموس الحياة في حنان سرمدي قل نظيره

,وكان سقف بيتنا قصديرا نفادا للحرارة, تتحول الدار كلها بعد برهة الى فرن تتلظى فيه الانفس ما شاء الله لها وتصبر قدر احتمالها وكل هدا واكثر منه يهون وتجد النفس مفرا منه ومهربا لولا ان المراة المسكينة حامل في شهرها الاخير توشك ان تضع
وهي خائفة على الاغلب على مافي بطنها ولعلها كانت تضمها بيديها رافعة وجهها الى السماء قائلة
-- اللهم نجني وما في بطني واسترني
-- يا خالق الضباب (الغيوم) الازرق ....!!!!!!!
...........................
وتلهت الام المتقلة ولا تفتا تدكر الله قياما وقودا
فلا اخت زارت
ولا ام اسعفت
ولا جارة اطلت
...

ولو ترى اذ وضعت الام حملها فلا زغرودة ولا احتفاء ولا اثرة من فرحة بهدا المولود الجديد ولكن المراة كانت غير آبهة الا بسلامة ولدها فلقد حل بالمنزل مؤنس جديد ليفتح جوا ومضمونا مغايرين لما اعتادت عليه الاسرة من قبل
ولكم احب الناس الذكور استجلابا للقوة وحفاظا على الاسم والارث ....حسب زعمهم


ولكن هيهات هيهات .......

وياتي جدي يتهلله البشر يقبل الوليد الجديد ويسميه عبد الله على اسم ابيه
وقد كان فيما بعد ياتي ليتفقده موصيا امه واباه بالاهتمام بعبدالله
واني لا اذكر جدي الا ان اكون صغيرا العب امام بيته يوم موته لا اعلم ما يجري
وادكر يوما ان ابي اخدني الى المقبرة فمكت يبكي على جانب قبر علمت فيما بعد انه قبر ابيه رحمة الله تعالى عليهما