الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > منتدى التنمية البشرية والتغيير نحو الأفضل > التشجيع على القراءة: إقرأ وارتق...



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2017-12-04, 17:41 رقم المشاركة : 51
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة كتب أعجبتني ...متجدد



مع كتاب:
"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام العلامة الحافظ أبو حاتم محمد ابن حبان البستي (ت:354هـ ).


الجزءالأول والثاني






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
لما ابتعد الناس كثيرا عن حال سلفنا الصالح؛ علما وعملا.. سلوكا ومنهاجا.. كان لزاما علينا أن نقف ونستخرج من بطون كتبهم وما خلّفوه لنا من تراث وأدب، ينير الطريق ويستنهض الهمم، سيما في الجانب التربوي الذي نحن بأمس الحاجة إليه، في دنيا الماديات وكثرة المغريات وانكباب الناس على الشهوات.

ومن تلك الكتب النافعة، التي حوت عبارات جامعة، وفقرات ماتعة؛ كتاب " روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام العلامة الحافظ أبو حاتم محمد ابن حبان البستي (ت:354هـ )، صاحب الكتب المشهورة منها كتاب: صحيح ابن حبان المسمى" المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع"، قال عنه الحاكم كما في السير: كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه، واللغة، والحديث، والوعظ، ومن عقلاء الرجال.


يقول ابن حبان في مقدمة كتابه الذي بين أيدينا: فلما رأيت الرُّعَاع من العالَم يغترون بأفعالهم، والهمجَ من الناسِ يقتدون بأمثالهم، دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف، يشتمل متضمنه على معنى لطيف، مما يحتاج إليه العقلاء في أيامهم، من معرفة الأحوال في أوقاتهم، ليكون كالتذكِرة لذوي الحجى عند حضرتهم، وكالمعين لأولى النُّهى عند غيبتهم، يفوق العالِمُ به أقرانه، والحافظ له أترابه، يكون النديمَ الصادق للعاقل في الخلوات، والمؤنس الحافظَ له في الفلوات، إن خَصَّ به من يحب من إخوانه، لم يفتقده من ديوانه، وإن استبدَّ به دون أوليائه ، فاق به على نظرائه.[1]


اعتمدت في كتاب " روضة العقلاء " على طبعة مطبعة السنة المحمدية (1368هـ- 1949م )[2]، وقمت بانتقاء واختيار بعض العبارات النفيسة والمقولات المهمة لابن حبان أو من نقل عنهم، دون ذكر السند لسهولة الوصول والاستفادة من تلك الدرر، مع وضع عناوين تناسب كل مقولة أو فقرة.

في حالة ذكر العبارة دون نسبتها لقائل، هذا يعني أنها من كلام المصنف أبي حاتم ابن حبان رحمه الله، كما قمت بوضع فقرة تحت عنوان " الدرر الغراء مما قلَّ ودلّ " للمقولات القصيرة التي لا تتجاوز السطر الواحد ذات الدلالات الكبيرة، وفقرة" الدرر الغراء مما قيل شعرا" مع ذكر رقم الصفحة لكل عبارة أو جملة أو شعر.




مراتب الدهاء ودرجات الجهلاء

الرجل إذا دخل في أول حد الدهاء قِيلَ له: شيطان، فإذا عتا في الطغيان قِيلَ: مارد، فإذا زاد على ذلك قِيلَ: عبقري، فإذا جمع إلى خبثه شدة شر قِيلَ: عفريت.
وكذلك الجاهل، يقال له في أول درجته: المائق، ثم الرقيع، ثم الأنوك، ثم الأحمق .ص16-17

خير ما يُعطى الرجل
قِيلَ لابن المبارك: مَا خير مَا أعطى الرجل؟ قَالَ: غريزة عقل، قِيلَ: فإن لم يكن؟ قَالَ: أدب حسن، قِيلَ: فإن لم يكن؟ قَالَ: أخ صالح يستشيره، قِيلَ: فإن لم يكن؟ قَالَ: صمت طويل، قِيلَ: فإن لم يكن؟ قَالَ: موت عاجل. ص17

الحِكَم قوت العقل
قوت الأجساد المطاعم، وقوت العقل الحِكَم، فكما أن الأجساد تموت عند فقد الطعام والشراب، كذلك العقول: إذا فقدت قوتها من الحكمة ماتت. ص18

العقل دواء القلوب
العقل دواء القلوب، ومَطِية المجتهدين، وبذر حراثة الآخرة، وتاج المؤمن في الدنيا، وعُدَّته في وقوع النوائب، ومن عدم العقل لم يزده السلطان عزا، ولا المال يرفعه قدرا، ولا عَقلَ لمن أغفله عَن أخراه، مَا يجد من لذة دنياه، فكما أن أشد الزمانة الجهل، كذلك أشد الفاقة عدم العقل. ص19

أنفع الأشياء عقلُ سديد مع تقوى الله
قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ عَمَّرَ دَهْرًا: أَخْبِرْنِي بِأَحْسَنِ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ. قَالَ: عَقْلٌ طُلِبَ بِهِ مُرُوءَةٌ، مَعَ تَقْوَى اللَّهِ، وَطَلَبِ الآخِرَةِ. ص19

حسن العقل أنفع من حسن الوجه
من حَسُنَ عقله وقبح وجهه، فقد أفقد فضائل نفسه قبائح وجهه، ومن حسن وجهه وقل عقله، فقد أذهب مَحَاسِن وجهه نقائص نفسه. ص21

اقتضاء العلم العمل
كما لا ينفع الاجتهاد بغير توفيق، ولا الجمال بغير حلاوة، ولا السرور بغير أمن، كذلك لا ينفع العقل بغير ورع، ولا الحفظ بغير عمل. ص21

لا تستحقر أحدا
العاقل لا يستحقر أحدا؛ لأن من استحقر السلطان أفسد دنياه، ومن استحقر الأتقياء أهلك دينه، ومن استحقر الإخوان أفنى مروءته، ومن استحقر العام أذهب صيانته. ص22

العاقل من عرف عيوب نفسه
العاقل لا يخفى عَلَيْهِ عيب نفسه؛ لأن من خفي عَلَيْهِ عيب نفسه، خفيت عَلَيْهِ محاسن غيره، وإن من أشد العقوبة للمرء، أن يخفى عَلَيْهِ عيبه، لأنه ليس بمقلع عَن عيبه من لم يعرفه، وليس بنائل محاسن الناس من لم يعرفها. ص22

علامات العاقل في مراحل عمره
العاقل يكون حسن المأخذ في صغره، صحيح الاعتبار في صباه، حسن العفة عند إدراكه، رَضِيَ الشمائل في شبابه، ذا الرأي والحزم في كهولته، يضع نفسه دون غايته برتوة[3]. ص22-23

ينبغي للعاقل تجنب ثلاثة أشياء
الواجب على العاقل أن يجتنب أشياء ثلاثة، فإنها أسرع في إفساد العقل من النار في يَبِيس العَوسَج: الاستغراق في الضحك، وكثرة التمني، وسوء التثبت. ص23

العاقل مَن يعرف حدوده
العاقل لا يتكلف مَا لا يطيق، ولا يسعى إلا لما يدرك، ولا يَعِدُ إلا بما يقدر عَلَيْهِ، ولا ينفق إلا بقدر مَا يستفيد، ولا يطلب من الجزاء إلا بقدر مَا عنده من الغَناء[4]، ولا يفرح بما نال، إلا بما أجدى عَلَيْهِ نفعه منه. ص23

من صفات العاقل
لا تكاد ترى عاقلا إلا موقرا للرؤساء، ناصحا للأقران، مواتيا للإخوان، متحرزا من الأعداء، غير حاسد للأصحاب، ولا مخادع للأحباب، ولا يتحرش بالأشرار، ولا يبخل في الغنى، ولا يَشرَهُ في الفاقة، ولا ينقاد للهوى، ولا يجمح في الغضب، ولا يمرح في الولاية، ولا يتمنى مَا لا يجد، ولا يكتنز إذا وجد، ولا يدخل في دعوى، ولا يشارك في مِرَاء، ولا يُدلِي بحجة حتى يرى قاضيا، ولا يشكو الوجع إلا عند من يرجو عنده البرء. ص24

لا تمدح غيرك بما ليس فيه
من مدح رجلا بما ليس فيه، فقد بالغ في هجائه، ومن قبل المدح بما لم يفعله، فقد استهدف للسخرية. ص24

الاستماع للعاقل مغنم وإن قل
كلام العاقل وإن كان نزرا[5] حظوة عظيمة، كما أن مقارفة المأثم، وإن كان نزرا مصيبة جليلة. ص24

الواجب على العاقل
الواجب على العاقل: أن يكون حسن السمت، طويل الصمت، فإن ذلك من أخلاق الأنبياء، كما أن سوء السمت وترك الصمت من شيم الأشقياء. ص25

تشبيه جميل للعقل والصبر
لو أن العقل شجرة، لكانت من أحسن الشجر، كما أن الصبر لو كان ثمرة، لكان من أكرم الثمر. ص26

تزود من الصالحات لما بعد الممات
قال الحسن: إنكم وقوف هاهنا تنتظرون آجالكم، وعند الموت تلقون الخبر، فخذوا مما عندكم لما بعدكم. ص29

لا أطيب من القلب واللسان إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا
عَن خالد الربعي، قَالَ: كان لقمان عبدا حبشيا نجارا، فأمره سيده أن يذبح شاةً، فذبح شاة، فقال له: ائتني بأطيب مُضغَتين في الشاة، فأتاه باللسان والقلب، ثم مكث أياما، فقال:اذبح شاة، فذبح، فقال له: ائتني بأخبث مضغتين في الشاة، فألقى إليه اللسان والقلب، فقال له سيده: قلت لك حين ذبحت الشاة: ائتني بأطيب مضغتين في الشاة، فأتيتني باللسان والقلب، ثم قلت لك الآن حين ذبحتَ الشاة: ائتني بأخبث مضغتين في الشاة، فألقيت اللسان والقلب؟ فقال: إنه لا أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. ص29-30



كيف يدير العاقل أحواله؟
العاقل يدبر أحواله بصحة الورع، ويمضي أسبابه بلزوم التقوى، لأن ذلك أول شُعَب العقل، وليس إليه سبيل إلا بصلاح القلب. ص31

استعد لما بعد الموت
قَالَ رجل للحسن: يا أبا سَعِيد، كيف أنت؟ وكيف حالك؟ قَالَ: كيف حال من أمسى وأصبح ينتظر الموت، ولا يدري مَا يصنع به؟ ص33

العلم يقتضي الابتعاد عن أبواب السلاطين
يقول الفضيل بْن عياض: مَا أقبح بالعالم يؤتى إلى بابه، فيقال: أين العالم؟ فيقال: عند الأمير، أين العالم؟ فيقال: عند القاضي، مَا للعالم وما للقاضي؟ وما للعالم وما للأمير؟ ينبغي للعالم أن يكون في مسجده يقرأ في مصحفه !ص35

التأني بطلب العلم
يقول الشعبي: يا طلاب العلم، لا تطلبوا العلم بسفاهةٍ وطيشٍ، اطلبوه بسكينة ووقارٍ وتؤدة. ص35

العلم مقصود لغيره لا لذاته
العاقل لا يبيع حظ آخرته بما قصد في العلم، لما يناله من حطام هذه الدنيا، لأن العلم ليس القصد فيه نفسه دون غيره، لأن المبتغى من الأشياء كلها نفعها لا نفسها، والعلم ونفع العلم شيئان، فمن أغضى عَن نفعه، لم ينتفع بنفسه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، والعلم له أول وآخر. ص36

اقتضاء العلم العمل
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:لا تَكُونُ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ مُتَعَلِّمًا، وَلا تَكُونُ بِالْعِلْمِ عَالِمًا، حَتَّى تَكُونَ بِهِ عَامِلا. ص36

العاقل لا يشتغل في طلب العلم إلا وقصده العمل به، لأن من سعى فيه لغير مَا وصفنا، ازداد فخرا وتجبرا، وللعمل تركا وتضييعا، فيكون فساده في المتأسين به فيه، أكثر من فساده في نفسه، ويكون مثله كما قَالَ اللَّه تعالى(وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ سورة )[3]. ص36

يقول الفضيل بْن عياض: في جهنم أرحية تطحن العلماء طحنا، فقيل: من هؤلاء؟ قَالَ: قوم علموا فلم يعملوا. ص36

يقول مالك بْن دينار: إذا طلب الرجل العلم ليعمل به، سَرَّهُ علمه، وإذا طلب العلم لغير أن يعمل به، زاده علمه فخرا. ص37

قَالَ الحسن: من أحب الدنيا وسرته، ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد علما، ثم ازداد على الدنيا حرصا، لم يزدد من اللَّه إلا بعدا، ولم يزدد من اللَّه إلا بغضا.ص37

قال سُفْيَان الثوري: العالم طبيب الدين، والدرهم داء الدين، فإذا اجتر الطبيب الداء إلى نفسه، فمتى يداوي غيره؟ ص37

الواجب على العاقل: مجانبة مَا يدنس علمه من أسباب هذه الدنيا، مع القصد في لزوم العمل بما قدر عَلَيْهِ، ولو استعمال خمسة أحاديث من كل مائتي حديث، فيكون كأنه قد أدى زكاة العلم، فمن عجز عَن العمل بما جمع، فلا يجب أن يعجز عَن حفظه. ص39

إفناء المرء عمره بكثرة الأسفار، ومباينة الأهل والأوطان، في طلب العلم دون العمل به، والحفظ له، ليس من شيم العقلاء، ولا من زي الألباء، وإن من أجود مَا يستعين المرء به على الحفظ : الطبع الجيد، مع الهمة واجتناب المعاصي. ص41

المال يفنى والعلم يبقى

عن المعتمر بْن سليمان، قَالَ: كتب إلي أَبِي وأنا بالكوفة: اشتر الصحف، واكتب العلم، فإن المال يفنى ، والعلم يبقى. ص41

زكاة العلم نشره

إذا رزق منه الحظَّ لا يبخل بالإفادة، لأن أولَ بركة العلم الإفادة، وما رأيتُ أحدا قط بخل بالعلم، إلا لم ينتفع بعلمه، وكما لا ينتفع بالماء الساكن تحت الأرض مَا لم يَنبَع، ولا بالذهب الأحمر مَا لم يُستخرج من معدنه، ولا باللؤلؤ النفيس مَا لم يخرج من بَحره، كذلك لا ينتفع بالعلم مَا دام مكنونا، لا ينشر ولا يفاد. ص41-42

قال عبد الله بن المبارك: من بخل بالحديث يبتل بإحدى ثلاث: إما أن يموت فيذهب علمه، أو ينسى، أو يبتلى بالسلطان. ص42

اللسان بين أجر عظيم أو إثم كبير

الله عز وجل رفع درجة اللسان على سائر الجوارح، فليس منها شيء أعظم أجرا منه إذا أطاع، ولا أعظم ذنبا منه إذا جنى. ص44

فضيلة الصمت

قَالَ الأحنف بْن قيس: الصمت أمان من تحريف اللفظ، وعصمةٌ من زَيغ المنطق، وسلامة من فضول القول، وهيبة لصاحبه. ص45

الواجب على العاقل أن يلزم الصمت، إلى أن يلزمه التكلمُ، فما أكثر مَن ندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاءً، وأعظمهم بلاء، من ابتلي بلسان مُطلَق، وفؤاد مُطبَق. ص45

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:يَا أَحْنَفُ، مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ. ص46

الواجب على العاقل أن يُنصف أذنيه من فيه، ويعلم أنه إنما جعلت له أذنان وفم واحد، ليسمع أكثر مما يقول؛ لأنه إذا قَالَ ربما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على رَدِّ مَا لم يقل أقدرُ منه على رد مَا قَالَ، والكلمةُ إذا تكلم بها ملكته، وإن لم يتكلم بها ملكها، والعجب ممن يتكلم بالكلمة إن هي رُفِعت ربَّما ضَرَّته، وإن لم تُرفع لم تضر، كيف لا يصمت؟ ورُبَّ كلمة سَلَبَت نعمة! ص47

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَفَى بِكَ ظَالِمًا أَلا تَزَالَ مُخَاصِمًا، وَكَفَى بِكَ آثمًا أَلا تَزَالَ مُمَارِيًا، وَكَفَى بِكَ كَاذِبًا أَلَّا تَزَالَ مُحَدِّثًا إِلَّا حَدِيثًا فِي ذَاتِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. ص48

قال كَعْبٍ: الْعَافِيَةُ عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ، تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي السُّكُوتِ. ص48

قال الأوزاعي: مَا بلي أحد في دينه ببلاء أضر عَلَيْهِ من طَلَاقة لسانه. ص48

لسان العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القول رجع إلى القلب، فإن كان له قَالَ، وإلا فلا. ص49

الجاهل قلبه في طرف لسانه، مَا أتى على لسانه تكلم به، وما عَقَلَ دينه من لم يحفظ لسانه. ص49

من أعظم الخلل المفسد لصحة السرائر، والمذهب لصلاح الضمائر: الإكثار من الكلام، وإن أبيح له كثرة المنطق. ص50

قَالَ مؤرق العجلي: أمر أنا في طلبه منذ عشر سنين، ولست بتارك طلبه، قالوا: وما هو يا أبا المعتمر؟ قَالَ: الصمت عما لا يعنيني. ص52-53


أهمية صلاح منطق الرجل

قال يَحْيَى بْن أَبِي كثير: مَا صلح منطق رجل، إلا عُرف ذلك في سائر عمله ولا فسد منطق رجل إلا عرف ذلك في سائر عمله. ص49

الواجب على العاقل أن يروض نفسه على ترك مَا أبيح له من النطق لئلا يقع في المزجورات، فيكون حتفه فيما يخرج منه، لأن الكلام إذا أكثر منه؛ أورث صاحبه التلذذ بضد الطاعات، فإذا لم يوفق العبد لاستعمال اللسان فيما يجدي عَلَيْهِ نفعه في الآخرة، كان وجود الإمساك عَن السوء أولى به. ص52

لزوم الصدق ومجانبة الكذب

لا يجب للعاقل أن يعود آلة خلقها اللَّه للنطق بتوحيده الكذب، بل يجب عَلَيْهِ المداومة برعايته، بلزوم الصدق، وما يعود عَلَيْهِ نفعه في داريه، لأن اللسان يقتضي مَا عود: إن صدقا فصدقا، وإن كذبا فكذبا .ص53

يقول الفضيل بْن عياض: مَا من مُضغة أحبُّ إلى اللَّه من لسان صدوق، وما من مضغة أبغض إلى اللَّه من لسان كذوب. ص54

كل شيء يستعار ليتجمَّلَ به، سَهلٌ وجودُه، خلا اللسان، فإنه لا ينبئ إلا عما عُوِّد، والصدق ينجي، والكذب يُردِي. ص54

العي في بعض الأوقات خير من النطق، لأن كل كلام أخطأ صاحبه موضعه، فالعي خير منه. ص57

اخزن لسانك كما تخزن دراهمك

قالعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: ذَرْ مَا لَسْتَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ، وَلا تَنْطِقْ فِيمَا لا يَعْنِيكَ، وَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ دَرَاهِمَكَ. ص58

خطورة اللسان

اللسان لا يندملُ جُرحه، ولا يلتئم مَا قطع به، وكلمُ القول إذا وصل إلى القلب لم ينزع إلا بعد مدة طويلة، ولم يستخرج إلا بعد حيلة شديدة، ومن الناس من لا يُكرَم إلا للسانه، ولا يهان إلا به، فالواجب على العاقل ألا يكون ممن يهان به. ص58

ضرورة لزوم الحياء

الواجب على العاقل لزوم الحياء، لأنه أصل العقل، وبذر الخير، وتركه أصل الجهل، وبذر الشر. ص59

إذا لزم المرء الحياء كانت أسباب الخير منه موجودة، كما أن الوقح إذا لزم البذاء كان وجود الخير منه معدوما، وتواتر الشر منه موجودا؛ لأن الحياء هو الحائل بين المرء وبين المزجورات كلها، فبقوة الحياء يضعف ارتكابه إياها، وبضعف الحياء تقوى مباشرته إياها. ص60

إن من أعظم بركته– أي الحياء- تعويد النفس ركوب الخصال المحمودة ، ومجانبتها الخلال المذمومة. ص60

إن المرء إذا اشتد حياؤه صان عِرضه، ودفن مساويه، ونشر محاسنه، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره، ومن ذهب سروره هان على الناس ومُقِتَ، ومن مُقِتَ أوذي، ومن أوذي حزِن، ومن حزن فقد عقله، ومن أصيب في عقله، كان أكثر قوله عَلَيْهِ لا له، ولا دواء لمن لا حياء له، ولا حياء لمن لا وفاء له، ولا وفاء لمن لا إخاء له، ومن قل حياؤه، صنع مَا شاء، وقال مَا أحب. ص61


الدرر الغراء مما قلَّ ودل


يقول الحسن: مَا تم دين عَبْد قط حتى يتم عقله. ص19

أفضل ذوي العقول منزلة، أدومهم لنفسه محاسبة، وأقلهم عنها فترة. ص19

العاقل يحسم الداء قبل أن يبتلى به، ويدفع الأمر قبل أن يقع فيه، فإذا وقع فيه رَضِيَ وصبر. ص20

مال العاقل عقله، وما قدم من صالح عمله. ص21

العدو العاقل خير للمرء من الصديق الجاهل. ص21

قال حفص بْن حميد الأكاف: العاقل لا يُغبَن، والورع لا يَغبِن. ص21

العاقل يختار من العمر أحسنه وإن قل، فإنه خير من الحياة النكدة، وإن طالت. ص22

من جاوز الغاية في كل شيء صار إلى النقص. ص23

من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عَلَيْهِ، أخاف أن يكون حتفه في أقرب الأشياء إليه. ص23

رأس العقل: المعرفة بما يمكن كونه قبل أن يكون. ص23

فضائل الرجال ليست مَا ادعوها، ولكن مَا نسبها الناس إليهم. ص23

العاقل لا يبالي مَا فاته من حطام الدنيا، مع مَا رزق من الحظ في العقل. ص23

كفى بالعاقل فضلا وإن عدم المال. ص24

العاقل يُكرم على غير مال، كالأسد يهاب وإن كان رابضا[6]. ص24

من العقل التثبت في كل عمل قبل الدخول فيه. ص24

أول تمكن المرء من مكارم الأخلاق هو لزوم العقل. ص25

العاقل لا يطول أمله؛ لأن من قوى أمله ضعف عمله، ومن أتاه أجله، لم ينفعه أمله. ص25

العاقل لا يقاتل من غير عُدة، ولا يخاصم بغير حجة، ولا يصارع بغير قوة. ص26

بالعقل تحيا النفوس، وتنور القلوب، وتمضي الأمور، وتعمر الدنيا. ص26

الذي يزداد به العاقل من نماء عقله، هو التقرب من أشكاله، والتباعد من أضداده. ص26

قرب العاقل غنم لأشكاله، وعبرة لأضداده، على الأحوال كلها. ص26

لو كان للعقل أبوان، لكان أحدهما الصبر، والأخر التثبت. ص26

أول شعب العقل: هو لزوم تقوى اللَّه، وإصلاح السريرة. ص27

من صلح جوانيه، أصلح اللَّه برانيه، ومن فسد جوانيه، أفسد اللَّه برانيه. ص27

قال مالك بن دينار: اتخذ طاعة اللَّه تجارة، تأتك الأرباح من غير بضاعة. ص27

قطب الطاعات للمرء في الدنيا: هو إصلاح السرائر، وترك إفساد الضمائر. ص28

قال عمر بن عبد العزيز: لا يتقي اللَّه عَبْد حتى يجد طعم الذل. ص30

قال الحسن: أفضل العمل: الورع، والتفكر. ص31

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:جَالِسُوا التَّوَّابِينَ، فَإِنَّهُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً. ص33

ما أقبح بالعالم التذلل لأهل الدنيا !ص35

قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ:لَيْسَ الْعِلْمُ بِكَثْرَةِ الرَّوِايَةِ، إِنَّمَا الْعِلْمُ الْخَشْيَةُ. ص39

قال مالك: ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم الخشية. ص39

قال وهب بْن منبه: من تعلم علما في حق وسُنَّة، لم يذهب اللَّه بعقله أبدا. ص40

قال وكيع: استعينوا على الحفظ بترك المعصية. ص41

العلم زين في الرخاء، ومنجاة في الشدة، ومن تعلم ازداد، كما أن من حلم ساد. ص41

فضل العلم في غير خير مهلكة، كما أن كثرة الأدب في غير رضوان اللَّه موبقة. ص41

العاقل لا يسعى في فنونه إلا بما هو أجدى عَلَيْهِ نفعا في الدارين معا. ص41

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:النَّاسُ عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ، وَلا خَيْرَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ. ص42

اللسان هو المورد للمرء موارد العطب، والصمت يكسب المحبة والوقار. ص43

من حفظ لسانه أراح نفسه. ص43

الرجوع عَن الصمت أحسن من الرجوع عَن الكلام. ص43

الصمت منام العقل، والمنطق يقظته. ص43

قال لُقْمَانَ: إِنَّ مِنَ الْحِكَمِ الصَّمْتَ، وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ. ص43

قال مالك: كُلُّ شَيْءٍ يُنْتَفَعُ بِفَضْلِهِ إِلا الْكَلامَ، فَإِنَّ فَضْلَهُ يَضُرُّ. ص43

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ إِلا لأَحَدِ رَجُلَيْنِ: مُنْصِتٌ وَاعٍ، أَوْ مُتَكَلِّمٌ عَالِمٌ. ص44

الكلام وإن كان في وقته حظوة جليلة، فإن الصمت في وقته مرتبة عالية. ص44

من جُهِّلَ بالصمت، عَيّ بالمنطق. ص44

قال الفضيل بْن عياض: شيئان يقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل. ص45

قال خالد بْن الحارث: السكوت زين للعاقل، وستر للجاهل. ص49

قالابْنَ مَسْعُودٍ: وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا شَيْءٌ أَحَقُّ بِطُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانٍ. ص50

لا سبيل للمرء إلى رعاية الصمت، إلا بترك مَا أبيح له من النطق. ص50

من أكثر الكذب لم يترك لنفسه شيئا يصدق به، ولا يكذب إلا من هانت عَلَيْهِ نفسه. ص55

قال مُحَمَّد بْن كعب القرظي: إنما يكذب الكاذب من مهانة نفسه. ص55

قال نصر بْن علي الجهضمي: إن اللَّه أعاننا على الكذابين بالنسيان. ص55

اللسان سبع عقور إن ضبطه صاحبه سلم، وإن خلى عنه عقره. ص55

العاقل لايشتغل بالخوض فيما لا يعلم، فيتهم فيما يعلم. ص55

من حدث عَن كل شيء أزرى برأيه، وأفسد صدقه. ص56

الصدق يرفع المرء في الدارين، كما أن الكذب يهوي به في الحالين. ص57

قال ابن سيرين: الكلام أوسع من أن يكذب فيه ظريف. ص58

قال عبد الله بن مسعود: أَلأَمُ شَيْءٍ فيِ الْمُؤْمِنِ الْفُحْشُ. ص59

الحياء اسم يشتمل على مجانبة المكروه من الخصال. ص59

قال زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: مَنْ لا يَسْتَحْيِ مِنَ النَّاسِ، لا يَسْتِحْيِ مِنَ اللَّهِ. ص60


الدرر الغراء مما قيل شعرا



أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي: ص21

عدوك ذو العقل أبقى عليك * من الجاهل الوامق[7] الأحمق
وذو العقل يأتي جميل الأمور * ويقصد للأرشد الأرفق


أنشدني المنتصر بْن بلال بْن المنتصر الأنصاري: ص22

ألم تر أن العقل زين لأهله * وأن كمال العقل طولُ التجارب
وقد وعظ الماضي من الدهر ذا النهى * ويزداد في أيامه بالتجارب

أنشدني عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد المقاتلي: ص24

فمن كان ذا عقل ولم يك ذا غنى * يكون كذي رِجلٍ وليست له نَعلُ
ومن كان ذا مال ولم يك ذا حِجى * يكون كذي نعلٍ وليست له رجلُ


أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي: ص25

إن المكارم أبوابٌ مُصَنَّفة * فالعقل أولُها والصمت ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها * والجود خامسها والصدق ساديها
والصبر سابعها والشكر ثامنها * واللين تاسعها والصدق عاشيها

لقد أحسن الذي يقول: ص27

إذا مَا خلوتَ الدهر يوما فلا تَقُل * خلوتُ ولكن قُل عليّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ اللَّه يغفُل ساعة * ولا أنَّ مَا يخفى عَلَيْهِ يغيبُ
ألم تر أنَّ اليوم أسرعُ ذاهبٍ * وأن غدا للناظرين قريبُ؟!

أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زنجي البغدادي: ص29

وإذا أعلنتَ أمرا حَسَنا * فليكن أحسنَ منه مَا تُسِر
فمسِرُّ الخير مَوسومٌ به * ومُسِرُّ الشرِّ موسوم بشَر

أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي: ص30

وإذا بحثتَ عَن التَّقِيِّ وجدته * رجلاً يُصدقُ قولَه بفعال
وإذا اتَّقَى اللَّهَ امرؤ وأطاعه * فيداهُ بين مكارمٍ ومعالِ
وعلى التقيِّ إذا تراسخ في التقَى * تاجان: تاجُ سكينة وجمال
وإذا تناسبت الرجالُ فما أرى * نسباً يكون كصالح الأعمال

سمعت أَحْمَد بْن موسى المكي بواسط، يقول: وجد على خف عطاء السلمي مكتوبا، وكان حائكا: ص31
ألا إنما التقوى هو العز والكرمُ * وفخرُك بالدنيا هو الذلُّ والعدم
وليس على عَبْد تقيٍّ نقيصةٌ * إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجَم

أنشدني الأبرش: ص36

تعلَّم فليس المرء يولد عالما * وليس أخو علم كمن هو جاهلُ
وإنَّ كبير القوم لا عِلَم عنده * صغيرٌ إذا التفت عَلَيْهِ المحافلُ


أنشدني أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصنعاني، أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه العراقي: ص37-38

عُنوا يطلبون العلم في كل بلدة * شبابا فلما حَصَّلوه وحَشَّروا
وصحَّ لهم إسناده وأصوله * وصاروا شُيوخا ضَيَّعوه وأدبروا
ومالوا على الدنيا فهم يحلبُونها * بأخلافها مفتوحُها لا يُصَرَّرُ[4]
فيا علماء السوء أين عقولكم؟ * وأين الحديثُ المسند المتخيَّر؟ !

عن مُحَمَّد بْن زيد، قَالَ: كنت مع ابن المبارك ببغداد، فرأى إِسْمَاعِيل ابن علية راكبا بغلة له على باب السلطان، فأنشأ يقول: ص38

يا جاعل الدين له بازيا * يصطاد أموال السلاطين
لا تبع الدين بدنيا كما * يفعل ضلال الرَّهابين
احتلت للدنيا ولَذاتها * بحيلة تذهب بالدين
وصرت مجنوناً بها بعدما * كنت دواء للمجانين
تفكر الناسُ جميعا بأن * زل حمار العلم في الطين

أنشدني الكريزي: ص42

أفدِ العلمَ، ولا تبخل به * وإلى علمك علما فاستفد
استفد مَا استطعت من علم وكن * عاملا بالعلم والناسَ أفد
مَن يُفدهم يَجزِهِ اللَّه به * وسيغني اللَّه عمن لم يُفد
ليس مَن نافَس فيه عاجزا * إنما العاجز من لا يجتهد

أنشدني الكريزي: ص43

أقلل كلامك واستعذ من شره * إن البلاء ببعضه مقرونُ
واحفظ لسانك، واحتفظ من غَيّه * حتى يكون كأنه مسجون
وَكِّل فؤادَك باللسان وقل له * إن الكلام عليكما موزون
فزِنَاهُ وليَكُ مُحكَماً ذا قِلَّةٍ * إن البلاغة في القليل تكون

يقول ابن المبارك: ص44

تعاهد لسانك إن اللسان * سريع إلى المرء في قتله
وهذا اللسان بَرِيدُ الفؤاد * يدلُّ الرجال على عقله

لقد أحسن الذي يقول: ص45

إن كان يعجبك السكوت فإنه * قد كان يعجب قبلك الأخيارا
ولئن ندمت على سكوت مرةً * فلقد ندمتَ على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما * زرع الكلامُ عداوةً وضرارا
وإذا تقرَّب خاسرٌ من خاسر * زادا بذاك خسارةً وتبارا


أنشدني المنتصر بْن بلال بْن المنتصر الأنصاري: ص50

الصمت عند القبيح يسمعه * صاحبُ صدق لكل مصطحبِ
فآثرِ الصمتَ مَا استطعت فقد * يُؤثَرُ قول الحكيم في الكتب
لو كان بعضُ الكلام من وَرِق * لكان جُلُّ السكوت من ذهب


لقد أحسن الذي يقول: ص53

عوِّد لسانك قول الخير تَحظَ به * إن اللسان لما عَوَّدتَ معتاد
موكَّل بتقاضي مَا سننتَ له * فاختر لنفسك وانظر كيف ترتاد


أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البغدادي: ص55

إذا مَا المرء أخطأه ثلاث * فبعه ولو بكَفٍ من رماد
سلامة صدره والصدق منه * وكتمان السرائر في الفؤاد

لقد أحسن الذي يقول: ص59

وليس بمنسوب إلى العلم والنُّهى * فتى لا تُرَى فيه خلائق أربعُ
فواحدة: تقوى الإله التي بها * يُنال جسيمُ الخير والفضل أجمعُ
وثانية: صدق الحياء فإنه * طباع عَلَيْهِ ذو المروءة يطبع
وثالثة: حلم إذا الجهل أطلعت * إليه خبايا من فجور تَسَرَّعُ
ورابعة: جود بملكِ يمينه * إذا نابه الحق الذي ليس يدفع

أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البغدادي: ص59

إذا قلَّ ماء الوجه قَلَّ حياؤه * ولا خير في وجه إذا قلَّ ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك فإنما * يدل على وجه الكريم حياؤه


أنشدني رجل من خزاعة: ص60

إذا لم تخش عاقبةَ الليالي * ولم تستحي فاصنع مَا تشاءُ
فلا والله مَا في العيش خير * ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء مَا استحيا بخير * ويبقى العود مَا بقي اللِّحاء

لقد أحسن الذي يقول: ص60

وربَّ قبيحةٍ مَا حال بيني * وبين ركوبِها إلا الحياءُ
فكان هو الدواء لها ولكن * إذا ذهب الحياء فلا دواءُ


* هامــش الجزء الأول

[1] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص15.
[2] الطبعة بتحقيق وتصحيح محمد محي الدين عبد الحميد، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد حامد الفقي.
[3]الرتوة: الخطوة.
[4]الغَناء: النفع.
[5]نزرا: قليلا.
[6]ربض الأسد: جثم.
[7]الوامق: المحب.

هامــش الجزء الثاني


[1]روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص15.
[2]الطبعة بتحقيق وتصحيح محمد محي الدين عبد الحميد، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد حامد الفقي.
[3]( النحل:25 ).
[4]أخلاف جمع خلف، وهو ثدي الشاة ونحوها من كل حالب، والتصرية: جمع اللبن واختزانه في الضرع.


* تنويه
: تم دمج اقتباسات جزئين [ 1 ـ 2 ] دون التفريق في حال تكرر أرقام الترميز في الهوامش


















التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2017-12-04 في 17:59.
    رد مع اقتباس
قديم 2017-12-04, 17:55 رقم المشاركة : 52
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة كتب أعجبتني ...متجدد


مع كتاب:
"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام العلامة الحافظ أبو حاتم محمد ابن حبان البستي (ت:354هـ ).




الجزء الثالث والرابع




يقول ابن حبان في مقدمة كتابه الذي بين أيدينا: فلما رأيت الرُّعَاع من العالَم يغترون بأفعالهم، والهمجَ من الناسِ يقتدون بأمثالهم، دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف، يشتمل متضمنه على معنى لطيف، مما يحتاج إليه العقلاء في أيامهم، من معرفة الأحوال في أوقاتهم، ليكون كالتذكِرة لذوي الحجى عند حضرتهم، وكالمعين لأولى النُّهى عند غيبتهم، يفوق العالِمُ به أقرانه، والحافظ له أترابه، يكون النديمَ الصادق للعاقل في الخلوات، والمؤنس الحافظَ له في الفلوات، إن خَصَّ به من يحب من إخوانه، لم يفتقده من ديوانه، وإن استبدَّ به دون أوليائه ، فاق به على نظرائه.[1]

.

في حالة ذكر العبارة دون نسبتها لقائل، هذا يعني أنها من كلام المصنف أبي حاتم ابن حبان رحمه الله، كما قمت بوضع فقرة تحت عنوان " الدرر الغراء مما قلَّ ودلّ " للمقولات القصيرة التي لا تتجاوز السطر الواحد ذات الدلالات الكبيرة، وفقرة" الدرر الغراء مما قيل شعرا" مع ذكر رقم الصفحة لكل عبارة أو جملة أو شعر.



من كثر تواضعه ازداد رفعة
لو لم يكن في التواضع خَصلة تحمد إلا أن المرء كلما كثر تواضعه، ازداد بذلك رفعة، لكان الواجب عَلَيْهِ ألا يتزيا بغيره .ص62


كيف لا يتواضع من هذا حاله؟!
كيف لا يتواضع من خلق من نطفة مذرة، ويعود آخره جيفة قذرة، وهو بينهما يحمل العذر. ص64

استحباب التحبب إلى الناس
الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس، بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق؛ لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا، كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيئ ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل. ص67

قالابْنَ عَبَّاسٍ: إِنَّ الرَّحِمَ تُقْطَعُ، وَإِنَّ النِّعَمَ تُكْفَرُ، وَلَمْ أَرَ مِثْلَ تَقَارُبِ الْقُلُوبِ. ص67

قال ميمون بْن مهران: التودُّد إلى الناس نصفُ العقل، وحسن المسألة نصفُ العلم، واقتصادك في معيشتك يُلقي عنك نصف المئونة. ص69

التحبب إلى الناس أسهل مَا يكون وجها، وأظهر مَا يكون بشرا، وأخصر مَا يكون أمرا، وأرفق مَا يكون نهيا، وأحسن مَا يكون خُلُقا، وألين مَا يكون كَنَفا، وأوسع مَا يكون يدا، وأدفع مَا يكون أذى، وأعظم مَا يكون احتمالا؛ فإذا كان المرء بهذا النعت لا يَحزَنُ من يُحبهُ، ولا يَفرَحُ من يحسُده؛ لأن من جعل رضاه تبعا لرضا الناس، وعاشرهم من حيث هم، استحق الكمال بالسؤدد. ص69

لا تكن ثقيل الظل
الواجب على العاقل مجانبة الخصال التي تورثه استثقال الناس إياه، وملازمة الخصال التي تؤديه إلى محبتهم إياه. ص72

لا تقطع حبل التواصل مع الناس
قَالَ مُعَاوِيَةُ:لَوْ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ شَعْرَةٌ مَا انْقَطَعَتْ، قِيلَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: لأَنَّهُمْ إِنْ مَدُّوهَا خَلَّيْتُهَا، وَإِنْ خَلَّوْهَا مَدَدْتُهَا. ص76

ميزان دقيق لدوام معاشرة الناس
العاقل إذا دفعه الوقت إلى صحبة من لا يثق بصداقته، أو صداقة من يثق بأخوته، فرأى من أحدهما زَلَّةً، فرفضه لزلته، بقي وحيدا، لا يجد مَن يعاشر، فريدا لا يجد من يخادن، بل يُغضي على الأخ الصادق زلاته، ولا يناقش الصديق السيئ على عثراته؛ لأن المناقشة تلزمه في تصحيح أصل الوداد، أكثر مما تلزمه في فروعه.ص76-77

لا تعامل بالخديعة
قَالَ عَلِيٌّ:لا تُعَامِلْ بِالْخَدِيعَةِ، فَإِنَّهَا خُلُقُ اللِّئَامِ، وَامْحَصْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ، حَسَنَةً كَانَتْ أَمْ قَبَيحَةً، وَسُاعِدْهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَزُلْ مَعَهُ حَيْثُ زَالَ. ص77

أبخل الناس من بخل بالسلام
قَالَ زُبَيد اليامي: إن أجود الناس من أعطى مَا لا يريد جزاءه، وإن أحسن الناس عفوا من عفا بعد قدرة، وإن أوصل الناس من وصل من قطعه، وإن أبخل الناس من بخل بالسلام. 78

البشاشة إدام العلماء
البشاشة إدام العلماء، وسَجِية الحكماء، لأن البشر يطفئ نار المعاندة، ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصينٌ من الباغي، ومَنجاة من الساعي[3]، ومن بَشَّ للناس وجها، لم يكن عندهم بدون الباذل لهم مَا يملك. ص79

لتكن بشوشا منبسط الوجه
عَن هشام بْن عروة، عَن أبيه، قَالَ: أخبرت أنه مكتوب في الحكمة : يا بني لِيَكُن وجهك بَسطا، ولتَكُن كلمتُك طيبة، تكن أحب إلى الناس من أن تعطيهم العطاء. ص79
قال حبيب بْن أَبِي ثابت: من حسن خلق الرجل، أن يحدث صاحبه وهو يتبسم وبالله التوفيق.ص81

أنواع المزاح
المزاح على ضربين: فمزاح محمود، ومزاح مذموم.
فأما المزاح المحمود: فهو الذي لا يشوبه مَا كره اللَّه عز وجل ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحم. وأما المزاح المذموم: فهو الذي يُثير العداوة، ويُذهب البَهاء، ويقطع الصداقة، ويُجَرِّئ الدنيء عَلَيْهِ، ويحقد الشريف به. ص81

المزاح بمواضعه
قال عَبْد اللَّه بْن حبيق: كان يقال لا تمازح الشريف، فيَحقِد عليك، ولا تمازح الوضيع فيجترئ عليك. ص82

ضابط المزاح
المزاح إذا كان فيه إثم، فهو يُسَوِّد الوجه، ويُدمي القلبَ، ويورث البغضاء، ويحيي الضغينة، وإذا كان من غير معصية، يُسَلِّي الهمَّ، ويوقع الخلَّة، ويحيي النفوس، ويذهب الحِشمَة. ص84

من كثر ضحكه قلت هيبته
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:مَنْ كَثُرَ ضَحِكُهُ قَلَّتْ هَيْبَتُهُ، وَمَنْ مَزَحَ اسْتُخِفَّ بِهِ، وَمَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ. ص84-85

لا تكن عبدا إلا لله
قال أَحْمَد بْن حنبل: رأيت ابن السماك يكتب إلى أخ له: إن استطعت أن لا تكون لغير اللَّه عبدا مَا وجدت من العبودية بُدَّا، فافعل. ص86

الأنس بكلام الله
قال مالك بْن دينار: من لم يأنس بحديث اللَّه عَن حديث المخلوقين، فقد قَلَّ علمه، وعَمِيَ قلبه، وضيع عمره. ص89

لم يبق من العيش إلا ثلاث
قَالَ مُحَمَّد بْن واسع: لم يبق من العيش إلا ثلاث: الصلاة في الجماعة ترزق فضلها وتكفي سهوها، وكفاف من معاش ليست لأحد من الناس عليك فيه مِنَّة ولا لله عليك فيه تَبَعة، وأخ محسن العشرة إن زُغتَ قَوَّمك. ص90

الود الصحيح
الود الصحيح: هو الذي لا يميل إلى نفع، ولا يفسده منع، والمودة أمن، كما أن البغضاء خوف. ص91

أسباب المؤاخاة النافعة
من أسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها، مَشيَ القَصد، وخَفضَ الصوت، وقلة الإعجاب، ولزوم التواضع، وترك الخلاف. ص93

لا تؤاخي إلا ذا فضل
العاقل لا يؤاخي إلا ذا فضل في الرأي والدين والعلم والأخلاق الحسنة، ذا عقل نشأ مع الصالحين؛ لأن صحبة بليد نشأ مع العقلاء خير من صحبة لبيب نشأ مع الجهال. ص95

اختبار قبل مؤاخاة الرجل
قال عوانة بْن الحكم: قَالَ لقمان لابنه: يا بُنَّي، إذا أردت أن تُؤاخيَ رجلا فأغضِبه قبل ذلك، فإن أنصفك عند غضبه، وإلا فدعه. ص95

أنفع ما يستعان به على العدو
لا يجب على العاقل أن يكافئ الشر بمثله، وأن يتخذ اللعن والشتم على عدوه سلاحا، إذ لا يستعان على العدو بمثل إصلاح العيوب، وتحصين العورات، حتى لا يجد العدو إليه سبيلا. ص99

لا تستمرأ العداوة بل اترك للصلح موضعا
المعاداة بعد الخُلَّة فاحشة عظيمة، لا يليق بالعاقل ارتكابها، فإن دفعه الوقتُ إلى ركوبها ترك للصلح موضعا. ص102



صاحب الأخيار ولا تصاحب الأشرار
العاقل يلزم صحبة الأخيار، ويفارق صحبة الأشرار؛ لأن مودَّة الأخيار سريعٌ اتصالها، بطيءٌ انقطاعها. ومَوَدَّة الأشرار سريع انقطاعها، بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومَن خادن الأشرار، لم يسلم من الدخول في جملتهم .ص105

الحث على صحبة الأخيار
قال مالك بْن دينار: إنك أن تنقل الحجارة مع الأبرار، خير من أن تأكل الخبيص مع الفجار. ص105

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:الصَّاحِبُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ، وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنَ الصَّاحِبِ السُّوءِ، وَمُمْلِي الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنَ السَّاكِتِ، وَالسَّاكِتُ خَيْرٌ مِنْ مُمْلِي الشَّرِّ. ص106

العاقل لا يصاحب الأشرار، لأن صحبة صاحب السوء قِطعة من النار، تُعقب الضغائن: لا يستقيم وده، ولا يفي بعهده. ص106

قال الحسن: أيها الرجل، إن أشد الناس عليك فقدا، لرجل إذا فزعت إليه وجدت عنده رأيا، ووجدت عنده نصيحة، بينا أنت كذلك إذ فقدته، فالتمست منه خَلَفا فلم تجده. ص107

قَالَ جعفر بْن مُحَمَّد: من كان فيه ثلاث، فقد وجب له على الناس أربع: إذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا حدثهم لم يكذبهم، وإذا وعدهم لم يخلفهم.
وعلى الناس: أن يظهروا عدله، وأن تكمل فيهم مروءته، وأن يجب عليهم أخُوَّته، وأن يَحرُم عليهم غيبته. ص107

الواجب على العاقل أن يستعيذ بالله من صحبة من إذا ذكر اللَّه لم يُعنه، وإن نسي لم يذكره، وإن غَفَل حرضه على ترك الذكر. ص108

لا تكن من هذا الصنف
قَالَ رجل من الأعراب: مِن أعجز الناسِ مَن قَصَّر عَن طلب الإخوان، وأعجز منه: من ظفر بذلك منهم ، فأضاع مودتهم، وإنما يحسن الاختيار لغيره ، من أحسن الاختيار لنفسه.ص109

لا تكن ذا لونين
العاقل لا يقصر في تعاهد الوداد، ولا يكون ذا لونين، وذا قلبين، بل يوافق سِرُّه علانيته، وقوله فعله، ولا خير في متآخيين ينمو بينهما الخلل، ويزيد في حاليهما الدغل. ص109

لا تصادق المتلون
العاقل لا يصداق المتلون، ولا يؤاخي المتقلب، ولا يظهر من الوداد إلا مثل مَا يضمر، ولا يضمر إلا فوق مَا يظهر، ولا يكون في النوائب عند القيام بها إلا ككونه قبل إحداثها والدخول فيها، لأنه لا يحمد من الإخاء مَا لم يكن كذلك. ص111

من صَحِبَ قوماً عُرِفَ بهم
العاقل يجتنب مماشاة المريب في نفسه، ويفارق صحبة المتهم في دينه؛ لأن من صحب قوما عُرف بهم، ومن عاشر امرءا نُسب إليه، والرجل لا يصاحب إلا مثله أو شكله، فإذا لم يجد المرء بدا من صحبة الناس، تَحَرَّى صحبة مَن زانه إذا صحبه، ولم يشنه إذا عرف به، وإن رأى منه حسنة عَدَّها، وإن رأى منه سيئة سترها، وإن سكت عنه ابتدأه، وإن سأله أعطاه. ص115

الحث على زيارة الإخوان وإكرامهم
يقول الفريابي: جاءني وكيع بْن الجراح من بيت المقدس وهو محرم بعمرة، فقال: يا أبا مُحَمَّد، لم يكن طريقي عليك، ولكني أحببت أن أزورك، وأقيم عندك، فأقام عندي ليلة. ص121

تجنب صحبة الأحمق
العاقل وإن لم يصبك الحظ من عقله، أصابك من الاعتبار به، والأحمق إن لم يُعدِك حمقه، تدنست بعشرته. ص124

من علامات الحمق
من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدها ممن خفى عَلَيْهِ أمره: سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الالتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار. ص125

والأحمق إذا أعرضت عنه اغتم، وإن أقبلت عَلَيْهِ اغترَّ، وإن حَلُمتَ عنه جهل عليك، وإن جهلت عَلَيْهِ حَلم عنك، وإن أسأت إليه أحسن إليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإذا ظلمته انتصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته. ص125

وإن من أعظم أمارات الحمق في الأحمق لسانه، فإنه يكون قلبه في طرف لسانه، مَا خطر على قلبه نطق به لسانه. ص127

لا تصاحب صاحب السوء
قال سَعِيد بْن أَبِي أيوب: لا تصاحب صاحب السوء، فإنه قطعة من النار، لا يستقيم وده ولا يفي بعهده. ص126

نصيحة من ذهب
قَالَ عَبْد اللَّه بْن حسن لابنه: يا بني، احذر الجاهل، وإن كان لك ناصحا، كما تحذر العاقل إذا كان لك عدوا؛ فيوشك الجاهل أن يورِّطك بمشورته في بعض اغترارك، فيسبق إليك مكر العاقل. ص127

من شيم الأحمق
ومن شيم الأحمق: العجلة، والخفة، والعجز، والفجور، والجهل والمقت، والوهن، والمهانة، والتعرض، والتحاسد، والظلم، والخيانة، والغفلة، والسهو، والغي، والفحش، والفخر، والخيلاء، والعدوان، والبغضاء. ص127

مثل الأحمق
قال وهب بْن منبه: الأحمق كالثوب الخلق، إن رفأته من جانب انخرق من جانب آخر، ومثل الفَخَّار المكسور، لا يُرقَّع، ولا يُشعَب، ولا يعاد طينا. ص128
والأحمق: إن صحبته عنَّاك، وإن اعتزلته شتمك، وإن أعطاك منَّ عليك، وإن أعطيته كَفَرك، وإن أسَرَّ إليك اتَّهمك، وإن أسررت إليه خانك، وإن كان فوقك حَقَّرك، وإن كان دونك غمزك. ص129

من شيم العاقل
وإن من شِيمَ العاقل: الحلم، والصمت، والوقار، والسكينة، والوفاء، والبذل، والحكمة، والعلم، والورع، والعدل، والقوة، والحزم، والكياسة، والتمييز، والسمت، والتواضع، والعفو، والإغضاء، والتعفف، والإحسان، فإذا وفق المرء لصحبة العاقل، فليشُدَّ يديه به، ولا يزايله على الأحوال كلها. ص130

لا تستغل بعيوب الناس عن عيبك
من اشتغل بعيوب الناس عَن عيوب نفسه، عمى قلبه، وتعب بدنه، وتعذر عَلَيْهِ ترك عيوب نفسه. ص132

من أعجز الناس
إن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجزُ منه من عابهم بما فيه، ومن عاب الناس عابوه. ص132

كما تدين تُدان
قال الشيباني: في الكتب مكتوب: كما تدين تدان، وبالكأس الذي تسقي به، تشرب وزيادة، لأن البادئ لابد له من أن يزاد. ص133

العاقل يحسن الظن بإخوانه
العاقل يحسن الظن بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسيئ الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه. ص133

العاقل من يجتنب الحرص
قال ابن المبارك: سخاء النفس عما في أيدي الناس، أكثر من سخاء البذل، ومروءة القناعة أكثر من مروءة الإعطاء. ص136

إياك والحرص
الحرص سبب لإضاعة الموجود عَن مواضعه، والحرص محرمة، كما أن الجبن مقتلة، ولو لم يكن في الحرص خصلة تذم، إلا طول المناقشة بالحساب في القيامة على مَا جمع، لكان الواجب على العاقل ترك الإفراط في الحرص. ص137

الحرص غير زائد في الرزق ، وأهون مَا يعاقب الحريص بحرصه ، أن يمنع الاستمتاع بما عنده من محصوله ، فيتعب في طلب ما لا يدري أيلحقه أم يحول الموت بينه وبينه ؟ ص137

الحرص علامة الفقر، كما أن البخل جلباب المسكنة، والبخل لِقَاحُ الحِرص، كما أن الحميَّة لقاح الجهل، والمنع أخو الحرص، كما أن الأنفة توءم السفه. ص138

إياك والحسد
إن أهون خصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء، وإرادة ضد مَا حكم اللَّه جل وعلا لعباده، ثم انطواءُ الضمير على إرادة زوال النعم عَن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه، ولا يستريح بدنه، إلا عند رؤية زوال النعمة عَن أخيه، وهيهات أن يساعد القضاء، مَا للحساد في الأحشاء. ص140

كل نعمة لها حاسد
كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول:مَا مِنْ أَحَدٍ عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ نِعْمَةٌ إِلا وَجَدْتَ لَهُ حَاسِدًا، وَلَوْ كَانَ الْمَرْءُ أَقْوَمَ مِنَ الْقَدَحِ لَوَجَدْتَ لَهُ غَامِزًا، وَمَا ضَرَّتْ كَلِمَةٌ لَمْ يَكُنْ لَهَا خَوَاطِبُ. ص140

الحسد من أخلاق اللئام
قَالَ ابن سيرين: مَا حسدت أحدا على شيء من الدنيا؛ لأنه إن كان من أهل الجنة، فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى الجنة؟ وإن كان من أهل النار، فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى النار؟ ص141

الحسد من أخلاق اللئام، وتركه من أفعال الكرام، ولكل حريق مطفئ، ونار الحسد لا تطفأ. ص141
ومن الحسد يتولد الحِقد، والحقد أصل الشر، ومَن أضمر الشر في قلبه، أنبتَ له نباتا مُرَّا مذاقه، نماؤه الغيظ ، وثمرته الندم. ص141

العاقل يكون على إماتة الحسد بما قَدَرَ عَلَيْهِ، أحرصَ منه على تربيته، ولا يجد لإماتته دواء أنفع من البعاد، فإن الحاسد ليس يحسدك على عيب فيك، ولا على خيانة ظهرت منك، ولكن يحسدك لما تركب فيه من ضد الرضا بالقضاء. ص142-143

الحاسد إذا رأى بأخيه نعمة بُهت، وإن رأى به عثرة شمت، ودليل مَا في قلبه كمين، على وجهه مبين، وما رأيت حاسدا سالَمَ أحدا. ص144


حقيقة لابد منها
لن يبلغ المرء مرتبة من مراتب هذه الدنيا، إلا وجد فيها من يبغضه عليها، أو يحسده فيها. ص143

الحاسد خصم معاند
الحاسد خصم معاند، لا يجب للعاقل أن يجعله حكما عند نائبة تحدث؛ فإنه إن حكم لم يحكم إلا عَلَيْهِ، وإن قصد لم يقصد إلا له، وإن حرم لم يحرم إلا حَظه، وإن أعطى أعطى غيره، وإن قعد لم يقعد إلا عنه، وإن نهض لم ينهض إلا إليه، وليس للمحسود عنده ذنب، إلا النعم التي عنده. ص143-144

الحسود لا يرضى إلا بزوال النعمة
يسهل على المرء ترضي كل ساخط في الدنيا حتى يرضى، إلا الحسود؛ فإنه لا يرضيه إلا زوال النعمة التي حَسَدَ من أجلها. ص144-145

لا تغضب
سرعة الغضب: أنكى في العاقل من النار في يَبَس العَوسَج، لأن من غضب زايله عقله، فقال: مَا سولت له نفسه، وعمل مَا شانه وأرداهُ. ص145

لو لم يكن في الغضب خصلة تذم إلا إجماع الحكماء قاطبة على أن الغضبان لا رأي له، لكان الواجب عَلَيْهِ الاحتيال لمفارقته بكل سبب. ص148

قبل أن تغضب تذكر كم عصيت ربك
عَن أَبِي سَعِيد، قَالَ: كان عون بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة إذا غضب على غلامه، قَالَ: مَا أشبهك بمولاك! أنت تعصيني وأنا أعصي اللَّه، فإذا اشتد غضبه، قَالَ : أنت حر لوجه اللَّه. ص146

احذر الطمع إلى الناس
عَن سعد بْن عمارة: أنه قَالَ لابنه: يا بني أظهر اليأس، فإنه غنى، وإياك والطمع، فإنه فقر حاضر. ص149

أشرف الغنى ترك الطمع إلى الناس، إذ لا غنى لذي طمع، وتارك الطمع يجمع به غاية الشرف، فطوبى لمن كان شعار قلبه الورع، ولم يعم بصره الطمع. ص149

الطمع ضرَّ ما نفع
العاقل يجتنب الطمع من الأصدقاء؛ فإنه مَذَلَّة، ويلزم اليأس عَن الأعداء؛ فإنه مَنجاة، وتركه مَهلكة. ص151

فكم من طامع تعب وذل، ولم ينل بغيته، وكم من آيس، استراح وتعزز، وقد أتاه مَا أمل وما لم يأمل. ص151



الدرر الغراء مما قلَّ ودل


قَالَ يَحْيَى بْن جعدة: إذا رأيت الرجل قليل الحياء، فاعلم أنه مدخول في نسبه. ص62

التواضع المحمود: ترك التطاول على عباد اللَّه، والازدراء بهم. ص62

التواضع المذموم : هو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه. ص62

التواضع يرفع المرء قدرا، ويعظم له خطرا، ويزيده نُبلا. ص63

قال يحيى بن خالد البرمكي: الشريف إذا تقرأ[4] تواضع، والدنيء إذا تقرأ تكبر. ص64

التواضع يكسب السلامة، ويورث الألفة، ويرفع الحقد، ويذهب الصد. ص64

ثمرة التواضع المحبة، كما أن ثمرة القناعة الراحة. ص64

أفضل الناس من تواضع عَن رفعة، وزهد عَن قدرة، وأنصف عَن قوة. ص65

ما رأيت أحدًا تكبر على من دونه، إلا ابتلاه اللَّه بالذلة لمن فوقه. ص65

مَا استجلبت البغضة بمثل التكبر، ولا استجلبت المحبة بمثل التواضع. ص65

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:لَوْ بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ لَدَكَّ اللَّهُ الْبَاغِيَ مِنْهُمَا. ص66

حاجة المرء إلى الناس مع محبتهم إياه، خير من غناه عنهم مع بغضهم إياه. ص69

المداراة من المداري صدقة له، والمداهنة من المداهن تكون خطيئة عَلَيْهِ. ص74

من لم يدار الناس ملوه. ص74

قال الحسن: يا ابن آدم، اصحب الناس بأي خلق شئت، يصحبوك عَلَيْهِ. ص75

المزاح في غير طاعة اللَّه مَسلَبة للبهاء، مَقطَعة للصداقة، يورث الضِّغن، وينبت الغِلَّ. ص82

قَالَ بلال بْن سعد: إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه، فقد تمت خسارته. ص84

قال عمر بن الخطاب: خُذُوا بِحَظِّكُمْ مِنَ الْعُزْلَةِ. ص84

قال أبو ذر: كَانَ النَّاسُ وَرَقًا لا شَوْكَ فِيهِ، فَهُمُ الْيَوْمَ شَوْكٌ لا وَرَقَ فِيهِ. ص88

على العاقل ألا يغفل عَن مؤاخاة الإخوان، وإعداده إياهم للنوائب والحدثان. ص90

العاقل لا يؤاخي لئيما، لأن اللئيم كالحية الصماء، لا يوجد عندها إلا اللدغ والسُّم. ص93

لا شيء أضيع من مودة تَمنحُ من لا وفاء له، وصنيعة تصطنع عند من لا يشكرها. ص94

ليس من السرور شيء يعدل صحبة الإخوان، ولا غم يعدل غم فقدهم. ص97

قال إِسْمَاعِيل: لا تَشتريَنَّ عداوة رجل، بمودة ألف رجل. ص99

قَالَ ابن السماك: لا تَخَف ممن تحذر، ولكن احذر ممن تأمن. ص100

قَالَ الأحنف بْن قيس: من جالس عدوه، حفظ عَلَيْهِ عيوبه. ص103


قال سُفْيَان بْن عيينة: من أحب رجلا صالحا، فإنما يحب اللَّه تبارك وتعالى. ص105

قال وهب: إن اللَّه ليحفظ بالعبد الصالح القبيل من الناس. ص107

عن عروة بن الزبير قال: مكتوب في الحكمة: أحبب خليلك وخليل أبيك. ص111

ما رأيت شيئا أدل على شيء، ولا الدخان على النار، مثل الصاحب على الصاحب. ص114

قال هبيرة: اعتبر الناس بأخدانهم[3]. ص114

المودة إذا أضر بها قلة الالتقاء ، تكون مدخولة. ص123

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:أَكْرَمُ النَّاسِ عَلِيَّ جَلِيسِي، الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى يَجْلِسَ إِلَيَّ. ص123

قال الحسن: أنا للعاقل المدبِر أرجى مني للأحمق المقبل. ص129

قال الحسن: لا تسأل عَن عمل أخيك الحسن والسيئ، فإنه من التجسس. ص131

من اشتغل بعيوبه عَن عيوب غيره أراح بدنه، ولم يتعب قلبه. ص131-132

قال ابن سيرين: إذا لم يكن مَا تريد فأرد مَا يكون. ص136

أغنى الأغنياء من لم يكن للحرص أسيرا، وأفقر الفقراء من كان الحرص عَلَيْهِ أميرا.ص137

لا يكاد يوجد الحسد إلا لمن عظمت نعمة اللَّه عَلَيْهِ. ص141

قال ابن سيرين: مَا حسدت أحدا على دين ولا دنيا. ص142

أحسن الناس عقلا من لم يَحرَد، وأحضر الناس جوابا من لم يغـضب. صص145

سرعة الغضب من شيم الحمقى، كما أن مجانبته من زي العقلاء. ص146

من طَمِعَ ذَلَّ وخضع، كما أن من قنع عَفَّ واستغنى. ص149

الإياس هو بذر الراحة والعز، كما أن الطمع هو بذر التعب والذل. ص150

عَن أَبِي جعفر، قَالَ: اليأس عما في أيدي الناس عز. ص151


الدرر الغراء مما قيل شعرا

أنشدني الكريزي: ص64

ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا * فكم تحتها قوم هُمُ منك أرفع
فإن كنت في عز وخير ومَنعة * فكم مات من قوم هم منك أمنع؟

لقد أحسن الذي يقول: ص76

تجنب صديق السوء واصرِم حباله * فإن لم تجد عنه محيصا فدارِهِ
وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءه * تَنَل منه صَفو الوُدِّ مَا لم تماره


قال أَبُو الأخفش الكناني لابن له: ص83-84

أبُنَيَّ لا تَكُ مَا حَييتَ مماريا * ودَع السفاهة إنها لا تنفعُ
لا تَحمِلَنَّ ضَغينة لقرابةٍ * إن الضَغينة للقرابة تقطعُ
لا تَحسِبَنَّ الحلم منك مَذَلَة * إن الحليم هو الأعَزُّ الأمنع

أنشد مُحَمَّد بْن عمران الضبي: ص91

وما المرء إلا بإخوانه * كما تقبض الكفُّ بالمعصم
ولا خير في الكَفِّ مقطوعة * ولا خير في الساعد الأجذم


لقد أحسن العباس بْن عُبَيْد بْن يعيش، حيث يقول: ص92

كم من أخٍ لكَ لم يلده أبوكا * وأخ أبوه أبوك قد يجفوكا
صافِ الكرام إذا أردت إخاءهم * واعلم بأن أخا الحِفَاظِ أخوكا
كم إخوةٍ لك لم يلدك أبوهُم * وكأنما آباؤهم ولدوكا
لو كنت تحملهم على مكروهة * تخشى الحُتوف بها لما خذلوكا
وأقاربٍ لو أبصروك معلقاً * بنياط قلبك ثَمَّ مَا نصروكا
الناسُ مَا استغنيت كنتَ أخاً لهم * وإذا افتقرت إليهمُ فضحوكا


أنشدني بعض أهل الأدب لأبي الأسود الدؤلي: ص102

وأحبِب إذا أحببت حُبَّا مُقاربا * فإنك لا تدري: متى أنت نازعُ؟
وأبغض إذا أبغضت غيرَ مجانب * فإنك لا تدري: متى أنت راجعُ؟
وكن مَعدنا للحلم واصفَح عَن الأذى * فإنك راءٍ مَا عملتَ وسامعُ

أنشدني المنتصر بْن بلال الأنصاري: ص108-109

وكم من صديق وُدُّه بلسانه * خؤون بظهر الغيب لا يتندم
يضاحكني كُرها لكيما أوَدُّه * وتَتبَعُني منه إذا غبت أسهم

قال رجل من خزاعة: ص111

وليس أخي من وَدَّني بلسانه * ولكن أخي من ودَّني في النوائب
ومن مالُه مالي إذا كنتُ معدِما * ومالي له إن عَضَّ دهر بغارب
فلا تَحمَدن عند الرخاء مؤاخيا * فقد تُنكر الإخوانُ عند المصائب
وما هو إلا كيفَ أنت ومرحبا * وبالبيض[4] رَوَاغ كرَوغ الثعالب

أنشدني مُحَمَّد بْن أَبِي علي، لابن أَبِي اللقيش: ص116

إن كنت تبغي العلم أو نحوَه * أو شاهدا يخبر عَن غائب
فاعتبر الأرض بأسمائها * واعتبر الصاحب بالصاحب

ما أشبه عشرة الحمقى إلا بما أنشدني مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الواسطي: ص126

لي صديق يرى حقوقي عَلَيْهِ * نافلات وحقه كان فرضا
لو قطعت الجبال طولا إليه * ثم من بعد طولها سِرتُ عَرضا
لرأى مَا صنعتُ غير كبير * واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا

أنشدني مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن أيوب الأرمني:ص128

وَلَمَن يعادي عاقلا خير له * من أن يكون له صديق أحمقُ
فارغب بنفسك أن تصادقَ أحمقا * إن الصديق على الصديق مصدَّق

لقد أحسن الذي يقول :ص132

إذا أنت عبت الناس عابوا وأكثروا * عليك وأبدَوا منك مَا كان يُسترُ
وقد قَالَ في بعض الأقاويل قائل * له منطق فيه كلام مُحَبَّرُ
إذا مَا ذكرتَ الناس فاترك عيوبهم * فلا عيب إلا دون مَا منك يُذكر
وإن عبت قوما بالذي ليس فيهمُ * فذلك عند اللَّه والناسِ أكبر
وإن عبت قوما بالذي فيك مثلُه * فكيف يعيب العُورَ من هو أعور؟
وكيف يعيب الناس من عَيبُ نفسه * أشد إذا عدَّ العيوب وأنكر؟
متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم * عيوبا ولكن الذي فيك أكثر
فسالمهمُ بالكفِّ عنهم فإنهم * بعيبك من عينيك أهدى وأبصر

أنشدني الكريزي: ص133

أرى كل إنسان يرى عيب غيره * ويعمى عَن العيب الذي هو فيه
وما خير مَن تخفى عَلَيْهِ عيوبه * ويبدو له العيب الذي لأخيه

أنشدني المنتصر بْن بلال الأنصاري: ص134-135

لا تلتمس من مساوي الناس مَا ستروا * فيهتِكَ الناس ستراً من مساويكا
واذكر محاسن مَا فيهم إذا ذكروا * ولا تعِب أحدا عيبا بما فيكا

أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي: ص137

ألا رُبَّ باغ حاجةً لا ينالُها * وآخرُ قد تُقضَى له وهو آيس
يحاولها هذا وتقضى لغيره * وتأتي الذي تقضى له وهو جالس

أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زنجي البغدادي: ص138

وارضَ من العيش في الدنيا بأيسره * ولا ترومنَ مَا إن رُمتَهُ صَعُبا
إنّ الغني هو الراضي بعيشته * لا مَن يظل على مَا فات مكتئبا

لأبي العتاهية: ص139

لا تخضعنَّ لمخلوق على طمع * فإن ذاك مُضِرٌّ منك بالدين

وأنشدني مُحَمَّد بْن نصر المديني، لحبيب بْن أوس: ص143

وإذا أراد اللَّه نشر فضيلة طويت * أتاح لها لسانَ حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت * مَا كان يعرف طيبُ عَرفِ العود
لولا التخوف للعواقب لم تزل * للحاسد النُّعمَى على المحسود

أنشدني الكريزي: ص146

ولم أر فضلا تَمَّ إلا بشيمة * ولم أر عقلا صحَّ إلا على الأدب
ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم * عدوا لعقل المرء أعدى من الغضب
قال محمد بْن عيسى بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه: ص147-148
فلا تعجل على أحدٍ بظلم * فإن الظلم مرتعُهُ وخيمُ
ولا تفحش وإن مُلِيت غيظا * على أحد فإن الفحش لُوم
ولا تقطع أخا لك عند ذنب * فإن الذنب يغفره الكريم
ولكن دار عوراهُ برفق * كما قد يُرقَعُ الخَلَق القديم
ولا تجزع لريب الدهر واصبر * فإن الصبر في العقبى سليم
فما جَزَعٌ بمُغنٍ عنك شيئا * ولا مَا فات تُرجِعُه الهموم









------------------------------


* هامــش الجزء الثالث


[1]روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص15.
[2]الطبعة بتحقيق وتصحيح محمد محي الدين عبد الحميد، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد حامد الفقي.
[3]النمام الذي يسعى بالوقيعة.
[4]تقرأ: أي تنسك.


هامــش الجزء الرابع



[1] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص15.
[2] الطبعة بتحقيق وتصحيح محمد محي الدين عبد الحميد، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد حامد الفقي.
[3]أي أصدقائهم.
[4]البيض: الدراهم.




* تنويه
: تم دمج اقتباسات جزئين [ 3 ـ 4 ] دون التفريق في حال تكرر أرقام الترميز في الهوامش














التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2017-12-04, 17:57 رقم المشاركة : 53
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة كتب أعجبتني ...متجدد



مع كتاب:
"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام العلامة الحافظ أبو حاتم محمد ابن حبان البستي (ت:354هـ ).





لما ابتعد الناس كثيرا عن حال سلفنا الصالح؛ علما وعملا.. سلوكا ومنهاجا.. كان لزاما علينا أن نقف ونستخرج من بطون كتبهم وما خلّفوه لنا من تراث وأدب، ينير الطريق ويستنهض الهمم، سيما في الجانب التربوي الذي نحن بأمس الحاجة إليه، في دنيا الماديات وكثرة المغريات وانكباب الناس على الشهوات.

ومن تلك الكتب النافعة، التي حوت عبارات جامعة، وفقرات ماتعة؛ كتاب " روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام العلامة الحافظ أبو حاتم محمد ابن حبان البستي (ت:354هـ ).

يقول ابن حبان في مقدمة كتابه الذي بين أيدينا: فلما رأيت الرُّعَاع من العالَم يغترون بأفعالهم، والهمجَ من الناسِ يقتدون بأمثالهم، دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف، يشتمل متضمنه على معنى لطيف، مما يحتاج إليه العقلاء في أيامهم، من معرفة الأحوال في أوقاتهم، ليكون كالتذكِرة لذوي الحجى عند حضرتهم، وكالمعين لأولى النُّهى عند غيبتهم، يفوق العالِمُ به أقرانه، والحافظ له أترابه، يكون النديمَ الصادق للعاقل في الخلوات، والمؤنس الحافظَ له في الفلوات، إن خَصَّ به من يحب من إخوانه، لم يفتقده من ديوانه، وإن استبدَّ به دون أوليائه ، فاق به على نظرائه.[1]

.

في حالة ذكر العبارة دون نسبتها لقائل، هذا يعني أنها من كلام المصنف أبي حاتم ابن حبان رحمه الله، كما قمت بوضع فقرة تحت عنوان " الدرر الغراء مما قلَّ ودلّ " للمقولات القصيرة التي لا تتجاوز السطر الواحد ذات الدلالات الكبيرة، وفقرة" الدرر الغراء مما قيل شعرا" مع ذكر رقم الصفحة لكل عبارة أو جملة أو شعر.




مجانبة المسألة وكراهيتها
الواجب على العاقل مجانبة المسألة على الأحوال كلها، ولزوم ترك التعرُّض، لأن الإفكار في العزم على السؤال، يورث المرء مَهانة في نفسه، ويَحطُّه رَتوة عَن مرتبته، وتركُ العزم على الإفكار في السؤال، يُورث المرء عِزَّا في نفسه، ويرفعه درجة عَن مرتبته. ص152

حرمة السؤال
قالعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِيَ مَالَهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رَضْفٌ[3] مِنَ النَّارِ يَلْقُمُهُ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ. ص153

وصية عاقل ومُحب ومشفق لابن أخيه
قَالَ مطرف بْن عَبْد اللَّه بْن الشِّخِّير لابن أخيه: يا بُنَيَّ أخي إذا كانت لك حاجة إلي، فاكتب بها إلي في رُقعة، فإني أصون وجهك عَن ذُلِّ السؤال. ص154

إياك وذُل السؤال
أعظم المصائب سوء الخَلَف، والمسألة من الناس، والهمُّ بالسؤال نصف الهرم، فكيف المباشرة بالسؤال؟! ومن عَزَّت عَلَيْهِ نفسه، صَغُرت الدنيا في عينه، ولا يَنبُلُ الرجلُ حتى يَعِفَّ عما في أيدي الناس، ويتجاوز عما يكون منهم، والسؤال من الإخوان مَلال، ومن غيرهم ضِدُّ النَّوال. ص154

لو لم يكن في السؤال خَصلة تُذمُّ إلا وجود التذلل في النفس عند الاهتمام بالسؤال وإبدائه، لكان الواجب على العاقل أن لو اضطره الأمر إلى أن يَستَفَّالرمل، ويَمُصَّ النَّوَى، ألا يتعرض للسؤال أبدا، مَا وجد إليه سبيلا. ص155

القناعة كنز عظيم
ليس شيء أروحَ للبدن من الرضا بالقضاء، والثقة بالقاسم؛ ولو لم يكن في القناعة خصلة تحمد إلا الراحة، وعدم الدخول في مواضع السوء، لطلب الفضل، لكان الواجب على العاقل، ألا يفارق القناعة على حالة من الأحوال. ص157-158

من عدم القناعة لم يزده المال غنى، فتمكن المرء بالمال القليل مع قلة الهم أهنا من الكثير ذي التَّبعة. صص158-159

مَن غَنيَ قلبه غنيت جوارحه
القناعة تكون بالقلب: فمن غني قلبه، غنيت يداه، ومن افتقر قلبه، لم ينفعه غناه، ومن قنع لم يتسخط، وعاش آمنا مطمئنا، ومن لم يقنع لم يكن له في الفوائد نهاية لرغبته، والجد والحرمان كأنهما يصطرعان بين العباد. ص159

القانع الكريم أراح قلبه وبدنه، والشره اللئيم أتعب قلبه وجسمه، والكرام أصبر نفوسا، واللئام أصبر أجسادا. ص160

التوكل على الله
التوكل هو قطع القلب عَن العلائق، برفض الخلائق، وإضافته بالافتقار إلى محول الأحوال. ص164

الرضا بالشدائد والصبر عليها
فكم من شدة قد صعبت وتعذر زوالها على العالم بأسره، ثم فرج عنها السهل في أقل من لحظة. ص166

من أفضل أخلاق أهل الدين والدنيا
من أراد الثواب الجزيل، واستِرهَانَ الوُدِّ الأصيل، وتوقع الذكر الجميل؛ فليتحمل من ورود ثِقَلِ الردى، ويتجرع مرارة مخالفة الهوى، باستعمال السُّنة التي ذكرناها في الصلة عند القطع، والإعطاء عند المنع، والحلم عند الجهل، والعفو عند الظلم؛ لأنه من أفضل أخلاق أهل الدين والدنيا. ص175

خُلُق العفو والتجاوز عن الآخرين
قَالَ أيوب: لا ينبُلُ الرجل حتى يكونَ فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم. ص175

قال عمر بْن عَبْد العزيز: أحب الأمور إلى اللَّه ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجدة، والرفق في العبادة، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق اللَّه به يوم القيامة. ص176

صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب العقاب وإن انتقم ، كان إلى الندم أقرب، فأما من له أخ يوده، فإنه يحتمل عنه الدهر كله زلاته. ص176

لو لم يكن في الصفح وترك الإساءة خصلة تحمد، إلا راحة النفس ووداع القلب، لكان الواجب على العاقل ألا يكدر وقته بالدخول في أخلاق البهائم بالمجازاة على الإساءة إساءة، ومن جازى بالإساءة إساءة فهو المسيئ، وإن لم يكن بادئا. ص177

قَالَ لقمان لابنه: كذب من قَالَ: إن الشر يطفئ الشر، فإن كان صادقا، فليوقد نارا إلى جنب نار، فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى؟ ألا فإن الخير يطفئ الشر، كما يطفئ الماء النار. ص178

التقوى والكرم
التقوى: هي العزم على إتيان المأمورات، والانزجار عَن جميع المزجورات، فمن صح عزمه على هاتين الخصلتين، فهو التقي الذي يستحق اسم الكرم، ومن تعرى عَن استعمالهما، أو أحدهما، أو شعبة من شعبهما، فقد نقص من كرمه مثله. ص181

من هو الكريم؟
قَالَ زيد بن ثابت:ثَلاثُ خِصَالٍ لا تَجْتَمِعُ إِلا فِي كَرِيمٍ: حُسْنُ الْمَحْضَرِ، وَاحْتِمَالُ الزَّلَّةِ، وَقِلَّةُ الْمَلالَةِ. ص181

من صفات الكريم
الكريم لا يكون حقودا، ولا حسودا، ولا شامتا، ولا باغيا، ولا ساهيا، ولا لاهيا، ولا فاجرا، ولا فخورا، ولا كاذبا، ولا ملولا، ولا يقطع إلفه، ولا يؤذي إخوانه، ولا يضيع الحفاظ، ولا يجفو في الوداد، يعطي من لا يرجو، ويؤمن من لا يخاف، ويعفو عَن قدرة، ويصل عَن قطيعة. ص181

الكريم يلين إذا استُعطِف واللئيم يقسو إذا ألطف، والكريم يُجِل الكرام، ولا يهين اللئام، ولا يؤذي العاقل، ولا يمازح الأحمق، ولا يعاشر الفاجر، مؤثرا إخوانه على نفسه، باذلا لهم مَا ملك، إذا اطلع على رغبة من أخ لم يدع مكافأتها، وإذا عرف منه المودة، لم ينظر في ملق العداوة، وإذا أعطاه من نفسه الإخاء، لم يقطعه بشيء من الأشياء. ص182

الكريم من أعطاه شكره، ومن منعه عذره، ومن قطعه وصله، ومن وصله فضله، ومن سأله أعطاه، ومن لم يسأله ابتدأه، وإذا استضعف أحدا رحمه، وإذا استعطف أحدا رأى الموت أكرم له منه، واللئيم بضد مَا وصفنا من الخصال كلها. ص183


مثل الكريم والئيم
قَالَ الشعبي: إن كرام الناس أسرعهم مودة، وأبطؤهم عداوة، مثل الكوب من الفضة: يبطئ الانكسار، ويسرع الانجبار، وإن لئام الناس أبطؤهم مودة، وأسرعهم عداوة مثل الكوب من الفخار: يسرع الانكسار ويبطئ الانجبار. ص183

من آثار الكرم
الكريم محمود الأثر في الدنيا، مرضي العمل في العقبى، يحبه القريب والقاصي، ويألفه المتسخِّط والراضي، يفارقه الأعداء واللئام، ويصحبه العقلاء والكرام. ص184

كيف يتعامل مع النمام
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه: الواجب على العاقل لزوم الإغضاء عما ينقل الوشاة، وصرف جميعها إلى الإحسان، وترك الخروج إلى مَا لا يليق بأهل العقل، مع ترك الإفكار فيما يزري بالعقل، لأن من وشى بالشيء إلى إنسان بعينه، يكون قصده إلى المخبر، أكثر من قصده إلى المخبر به، لمشافهته إياه بالشيء الذي يشق عَلَيْهِ علمه وسماعه. ص187

قد نحتاج للعتاب أحيانا
من لا يعاتب على الزلة، لم يكن بحافظ للخُلة، ومن أعتب لم يذنب، كما أن من اغتفر لم يعاقب، وظاهر العتاب خير من مكتوم الحقد، ورُبَّ عَتب أنفعُ من صفح. ص190

كثرة العتاب يقطع الود ويورث الصد
لا يجب على العاقل أن يناقش على تصحيح الإعتاب بالإكثار، مخافة أن يعود المعاتب إلى مَا عوتب عَلَيْهِ؛ لأن من عاتب على كل ذنب أخاه، فخليق أن يمله ويقلاه، وإن من سوء الأدب كثرة العتاب، كما أن من أعظم الجفاء ترك العتاب، والإكثار من المعاتبة يقطع الود، ويورث الصد. ص191

قَالَ علي بن أبي طالبرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا تُكْثِرِ الْعِتَابَ، فَإِنَّ الْعِتَابَ يُورِثُ الضَّغِينَةَ وَالْبَغْضَةَ، وَكَثْرَتُهُ مِنْ سُوءِ الأَدَبِ. ص191

قبول اعتذار المعتذر
الواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه بجرم مضى، أو لتقصير سبق، أن يقبل عذره، ويجعله كمن لم يذنب. ص192

التماس الأعذار وحسن الظن
قال أبو قلابة: إذا بلغك عَن أخيك شيء تكرهه فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل: لعل له عذرا لا أعلمه. ص193

أهمية الاعتذار
الاعتذار يذهب الهموم، ويجلي الأحزان، ويدفع الحقد، ويذهب الصد، والإقلال منه تستغرق فيه الجنايات العظيمة، والذنوب الكبيرة، والإكثار منه يؤدي إلى الاتهام، وسوء الرأي، فلو لم يكن في اعتذار المرء إلى أخيه خصلة تحمد إلا نفي العجب عَن النفس في الحال، لكان الواجب على العاقل ألا يفارقه الاعتذار عند كل زلة. ص195

السر أمانة وإفشاؤه خيانة
من حَصَّنَ بالكتمان سره، تم له تدبيره، وكان له الظفر بما يريد، والسلامة من العيب والضر، وإن أخطأه التمكن والظفر، فالحازم يجعل سره في وعاء، ويكتمه عَن كل مستودع؛ فإن اضطرهُ الأمر وغلبه، أودعه العاقل الناصح له؛ لأن السر أمانة، وإفشاؤه خيانة ، والقلب له وعاؤه، فمن الأوعية مَا يضيق بما يودع، ومنها مَا يتسع لما استودع. ص198

من لم يكتم السر استحق الندم
من لم يكتم السر استحق الندم، ومن استحق الندم صار ناقص العقل، ومن دام على هذا رجع إلى الجهل. ص200

أهمية التشاور
قَالَ الحسن: مَا حزب قوما قط أمر، فاجتمعوا فتشاوروا فيه، إلا أرشدهم اللَّه جل وعلا لأصوبه. ص201

قال وهب بْن منبه: في التوراة أربعة أحرف مكتوبة: من لم يشاور يندم، ومن استغنى استأثر، والفقر الموت الأحمر، وكما تدين تدان. ص201

العاقل آخر من يشير
الواجب على العاقل إذا استشير قوم هو فيهم، أن يكون آخر من يشير، لأنه أمكن من الفكر، وأبعد من الزلل، وأقرب من الحزم، وأسلم من السقط. ص202

الاستشارة عند النائبات
إن من شيم العاقل عند النائبة تنُوبه: أن يشاور عاقلا ناصحا ذا رأي، ثم يطيعه، وليعترف للحق عند المشورة، ولا يتمادى في الباطل، بل يقبل الحق ممن جاء به، ولا يحقر الرأي الجليل، إذا أتاه به الرجل الحقير، لأن اللؤلؤة الخطيرة لا يشينها قلة خطر غائصها الذي استخرجها، ثم ليستخر اللَّه، وليمض فيما أشار عَلَيْهِ. ص203



لا تبخل على أخيك بالنصيحة
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا تَعْمَلْ بِالْخَدِيعَةِ فَإِنَّهَا خُلُقُ اللِّئَامِ وَامْحَضْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ قَبِيحَةً وَزُلْ مَعَهُ حَيْثُ زَالَ. ص204

خير الإخوان من بذل النصيحة
خير الإخوان أشدهم مبالغة في النصيحة، كما أن خير الأعمال أحمدها عاقبة، وأحسنها إخلاصا. ص204

ظالم من لم يقبل النصيحة
قال بعض الحكماء: اثنان ظالمان: رجل أهديت له النصيحة فاتخذها ذنبا ورجل وسع له في مكان ضيق فجلس متربعا. ص205

إياك والنصح علانية
من وعظ أخاه علانية فقد شانه ومن وعظه سرا فقد زانه فإبلاغ المجهود للمسلم فيما يزين أخاه أحرى من القصد فيما يشينه. ص205

نصيحة السر
قال ابن المبارك: كان الرجل إذا رأى من أخيه مَا يكره أمره في ستر ونهاه في ستر فيؤجر في ستره ويؤجر في نهيه فأما اليوم فإذا رأى أحد من أحد ما يكره أستغضب أخاه وهتك ستره. ص206

فما أكثر عيوبك!
قِيلَ لرجل: ألك عيوب؟ قَالَ: لا، قِيلَ له: فلك من يلتمسها؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فما أكثر عيوبك! ص216

أسباب الهجران بين المسلمين ثلاثة أشياء
السبب المؤدي إلى الهجران بين المسلمين ثلاثة أشياء: إما وجود الزلة من أخيه- ولا محالة يزل- فلا يغضي عنها ولا يطلب لها ضدها، وإبلاغ واش يقدح فيه، ومشي عاذل بثلب له فيقبله ولا يطلب لتكذيبه سببا، ولا لأخيه عذرا، وورود ملل يدخل على أحدهما، فإن الملالة تورث القطع ولا يكون لملول صديق. ص216

إنما الحلم بالتحلم
قالأبو الدَّرْدَاءِ: إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَوَخَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ. ص220

مراتب الحلم
أول الحلم: المعرفة، ثم التثبت، ثم العزم، ثم التصبر، ثم الصبر، ثم الرضا، ثم الصمت والإغضاء. ص221

الحلم والإحسان الحقيقي
ما الفضل إلا للمحسن إلى المسيء، فأما من أحسن إلى المحسن، وحَلُم عمن لم يؤذه، فليس ذلك بحلم، ولا إحسان. ص221

كيف تعالج الغضب
قال محمد بن السعدي لابنه عروة لما ولى اليمن: إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك، وإلى الأرض تحتك، ثم عَظِّم خالقهما. ص222

الواجب على العاقل، إذا غضب واحتدَّ أن يذكر كثرة حلم اللَّه عنه مع تواتر انتهاكه محارمه وتعديه حرماته، ثم يحلم، ولا يخرجه غيظه إلى الدخول في أسباب المعاصي. ص222

في الرفق السلامة
من الرفق يكون الاحتراز، وفي الاحتراز ترجى السلامة، وفي ترك الرفق يكون الخُرق، وفي لزوم الخرق تخاف الهلكة. ص227

لا تكن عجولا
الرافق لا يكاد يُسبَق، كما أن العَجِل لا يكاد يَلحق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم، كذلك من نطق لا يكاد يسلم، والعَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويَحمد قبل أن يًجَرِّب، ويذم بعد ما يحمد، يعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم، والعَجِل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تكني العجَلة أمَّ الندامات. ص227

قال إِبْرَاهِيم بْن عمر بْن حبيب: كان يقال لا يوجد العجول محمودا، ولا الغضوب مسرورا، ولا الحر حريصا، ولا الكريم حسودا، ولا الشره غنيا، ولا الملول ذا إخوان. ص227

قَالَ خالد بْن برمك: من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق أن لا ينزل به كبير مكروه: العجلة، واللَّجاجة، والعُجب، والتواني، فثمرة العجلة الندامة، وثمرة اللجاجة الحيرة، وثمرة العجب البغضة، وثمرة التواني الذل. ص228

أهمية تعلم النحو والفصاحة
قال ابن شبرمة: إن أحببت أن يصغر في عينك الكبير، ويكبر في عينك الصغير فتعلم النحو. ص230

من فوائد الأدب
الأدب صاحب في الغربة، ومؤنس في القلة، وزين في المحافل، وزيادة في العقل، ودليل على المروءة، ومن استفاد الأدب في حداثته انتفع به في كبره، لأن من غرس فسيلا يوشك أن يأكل رطبها. ص230

قال رجل من حكماء الفرس: أقربُ القرابة المودة الدائمة، وأفضل مَا ورث الآباء الأبناء حسن الأدب. ص231

لا تتعلم الأدب للمماراة
من تعلم الأدب فلا يتخذه للمماراة عُدَّة، ولا للمباراة ملجأ، ولكن يقصد قصد الانتفاع بنفسه، وليستعين به على مَا يقربه إلى بارئه. ص232

أحمد الفصاحة وأحسن البلاغة
أَحْمَد الفصاحة الاقتدار عند البداهة والغزارة عند الإطالة، وأحسن البلاغة وضوح الدلالة، وحسن الإشارة. ص233

الكلام مثل اللؤلؤ أو التراب
الكلام مثل اللؤلؤ الأزهر، والزبرجد الأخضر، والياقوت الأحمر، إلا أن بعضه أفضل من بعض، ومنه مَا يكون مثل الخزف والحجر والتراب والمدَرِ، وأحوج الناس إلى لزوم الأدب وتعلم الفصاحة أهل العلم؛ لكثرة قراءتهم الأحاديث وخوضهم في أنواع العلوم. ص233

الفاقة خير من الغنى بالحرام
الفاقة خير من الغنى بالحرام، والغني الذي لا مروءة له أهون من الكلب، وإن هو طُوِّقَ وخُلخِل. ص235

شر المال
إن شر المال مالا يُخرج منه حقوقه، وإن شرا منه مَا أخذ من غير حِلِّه، ومنع من حقه، وأنفق في غير حله. ص239

لا يسود المرء إلا بنفسه وعمله وخُلُقه
مَا رأيت أحدا أخسرَ صفقة، ولا أظهر حسرة، ولا أخيب قصدا، ولا أقلَّ رشدا، ولا أحمقَ شعارا، ولا أدنسَ دثارا، من المفتخر بالآباء الكرام وأخلاقهم الجسام، مع تَعَرِّيه عَن سلوك أمثالهم، وقصد أشباههم، متوهما أنهم ارتفعوا بمن قبلهم، وسادوا بمن تقدمهم، وهيهات! أنَّى يسود المرء على الحقيقة إلا بنفسه؟ وأنَّى يَنبُل في الدارين إلا بكده؟ ص241

المروءة مروئتان
قال ربيعة: المروءة مروئتان: فللسفر مروءة، وللحضر مروءة: فأما مروءة السفر فبذل الزاد، وقلة الخلاف على الأصحاب، وكثرة المزاح في غير مَسَاخط اللَّه، وأما مروءة الحضر فالإدمان إلى المساجد، وكثرة الإخوان في اللَّه، وقراءة القرآن. ص243-244

مجالسة العلماء تذكي القلوب
عن ابن عائشة عن أبيه قال: كان يقال: مجالسة أهل الديانة تجلو عَن القلب صدأ الذنوب، ومجالسة ذوي المروءات تدل على مكارم الأخلاق، ومجالسة العلماء تذكي القلوب. ص245

الدرر الغراء مما قلَّ ودل


قال سُفْيَان بْن عيينة: من سأل نذلا حاجة، فقد رفعه عَن قدره. ص153

من استغنى بالله أغناه اللَّه، ومن تعزز به لم يفقره، كما أن من اعتز بالعبيد أذله اللَّه. ص156

عن مُحَمَّد بْن المنكدر، عَن أبيه، قَالَ: القناعة مال لا ينفذ. ص158

قال ابن المبارك: مروءة القناعة، أفضل من مروءة الإعطاء. ص159

الواجب على العاقل لزوم التوكل على من تكفل بالأرزاق. ص161

قالأَبو الدَّرْدَاءِ: إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ. ص162

الصبر جماع الأمر، ونظام الحزم، ودِعَامة العقل، وبذر الخير، وحيلة من لا حيلة له. ص170

قال ميمون بْن مهران: مَا نال عَبْد شيئا من جسيم الخير، من نبي أو غيره، إلا بالصبر.ص170

قَالَ الفضيل بْن عياض: من طلب أخا بلا عيب بقي بلا أخ. ص177

أجل الناس مرتبة من صد الجهل بالحلم. ص177

وما الفضل إلا لمن يحسن إلى من أساء إليه. ص177

قَالَ ابن السماك: لِن لِمَن يَجفُو، فقلَّ مَن يصفُو. ص178

العاقل يحسن عند الجفوة، ويغضي عَن المجازاة عليها بمثلها. ص179

قال أبو جحيفة: جَالِسُوا الْكُبَرَاءَ، وَخَالِطُوا الْحُكَمَاءَ، وَسَائِلُوا الْعُلَمَاءَ. ص185

قَالَ سليمان بْن داود لابنه: يا بني، إياك والنميمة، فإنها أحد من السيف. ص185

قال يَحْيَى بْن أَبِي كثير: الذي يعمله النمام في ساعة، لا يعمله الساحر في شهر. ص188

يجب على العاقل أن يكون صدره أوسع لسره من صدر غيره، بألا يفشيه. ص199

لا أَنَس آنس من استشارة عاقل ودود، ولا وحشة أوحش من مخالفته. ص201

قَالَ الحسن: لا يندم من شاور مرشدا. ص202

ضرب الناصح خير من تحية الشانىء. ص204

مشاورة الأصم أَحْمَد من الناصح المعرض عنه. ص205

من بذل نصيحة لمن لا يشكر كان كالباذر في السباخ. ص205

أكثر مَا يوجد ترك قبول النصيحة من المعجب برأيه. ص205

الحليم: عظيم الشأن، رفيع المكان، محمود الأمر، مرضي الفعل. ص218

الحلم أجمل مَا يكون من المقتدر على الانتقام. ص218

كتب رجل إلى أخ له: اعلم أن الحلم لباس العلم فلا تَعرَيَنَّ منه. ص220

لو كان للحلم أبوان لكان أحدهما العقل والآخر الصمت. ص223

ما لم يصلحه الرفق لم يصلحه العنف. ص227

لا دليل أمهر من رفق، كما لا ظهير أوثق من العقل. ص227

الإقدام على العمل بعد التأني فيه أحزم من الإمساك عنه بعد الإقدام عَلَيْهِ. ص228

قال الشمردل: نكح العجزُ التواني، فولد الندامة. ص228

قال عَبْد الرحمن بْن مهدي: ما ندمت على شىء ندامتى أني لم أنظر في العربية. ص232

قال قيس بن عاصم: مَسْأَلَةَ النَّاسِ فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الرَّجُلِ. ص235

قال محمد بن المنكدر: نعم العون على تقوى الله الغنى. ص235

أسعد الناس من كان في غناه عفيفا، وفي مسكنته قنعا. ص236

شر المال مَا اكتُسب من حيث لا يَحِلَ وأنفق فيما لا يَجمُل. ص237

قال الحسن: لا دين إلا بمروءة. ص242

قال أبو قلابة: ليس من المروءة أن يربح الرجل على صديقه. ص245

قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: آفَةُ الْمُرُوءَةِ إِخْوَانُ السُّوءِ. ص245



الدرر الغراء مما قيل شعرا

أنشدني منصور بْن مُحَمَّد الكريزي: ص155

لا يحِسُّ الصديق منك بفقر * لا، ولا والد ولا مولود
ذاك ذل إذا سألت بخيلا * أو سألتَ الذي عليك يجود

أنشدني عَبْد العزيز بْن سليمان الأبرش: ص159

إذا المرء لم يقنع بعيش فإنه * وإن كان ذا مال من الفقر مُوقَرُ
إذا كان فضل الناس يُغنيك بينهم * فأنت بفضل اللَّه أغنَى وأيسرُ

أنشدني منصور بْن مُحَمَّد الكريزي: ص162

توكل على الرحمن في كل حاجة * أردتَ؛ فإن اللَّه يقضي ويُقَدِّرُ
متى مَا يُرِد ذو العرش أمرا بعبده * يُصِبهُ وما للعبد مَا يتخيرُ
وقد يهلك الإنسان من وجه أمنه * وينجو بإذن اللَّه من حيث يحذر
أنشدني الأبرش: ص166

هَوِّن على نفسك من سعيها * فليس مَا قُدِّر مردود
وارض بحكم اللَّه في خلقه * كل قضاء منه محمود

أنشدني منصور بْن مُحَمَّد الكريزي: ص168

تجري المقادير إن عسرا وإن يُسرا * وللمقادير أسباب وأبوابُ
ما اشتد عسر ولا انسدَّت مذاهبه * إلا تفتَّح من مسروره بابُ
مما قيل في خُلُق العفو عن الآخرين: ص178

لما عفوتُ ولم أحقد على أحدٍ * أرحتُ قلبيَ من غَمِّ العداواتِ
إني أحيِّي عدوي عند رؤيته * لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه * كأنما قد حُشي قلبي محبات

وأنشدني ابن زنجي البغدادي: ص187

يمشون في الناس يبغون العيوبَ * لمن لا عيب فيه لكي يستشرفَ العطَبُ
إن يعلموا الخيرَ يخفوه وإن علموا * شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا

أنشدني على بْن مُحَمَّد البسامي: ص189

أعاتب إخواني وأبقي عليهمُ * ولستُ لهم بعد العتاب بقاطع
وأغفر ذنب المرء إن زَلَّ زلة * إذا مَا أتاها كارها غير طائع
وأجزع من لوم الحليم وعذله * وما أنا من جهل الجهول بجازع

وأنشدني مُحَمَّد بْن أَبِي علي الصيداوي: ص191

إذا كنتَ في كل الأمور معاتبا * خليلك لَم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صِل أخاك فإنه * مًقارف ذنبٍ مرةً ومجانبه
إذا أنت لم تَشرب مِرارا على القَذَى * ظَمِئت وأي الناس تصفو مشاربه؟

وأنشدني الكريزي: ص198

اجعل لسرك من فؤادك منزلا * لا يستطيع له اللسان دخولا
إن اللسان إذا استطاع إلى الذي * كتم الفؤاد من الشئون وصولا
ألفيت سرَّك في الصديق وغيره * من ذي العداوة فاشيا مبذولا

أنشد حميد بْن عياش: ص214

ولا تك في حب الأخلاء مفرطا *فإن أنت أبغضت البغيض فأجمل
فإنك لا تدري متى أنت مبغض * حبيبك أو تهوى البغيض فاعقل

أنشد مُحَمَّد بْن الحسن: ص217

يا سيدي عندك لي مظلمه * فاستفت فيها ابن أَبِي خيثمه
فإنه يرويه عن شيخه * قَالَ روى الضحاك عَن عكرمه
عن ابن عباس عَن المصطفى * نبينا المبعوث بالمرحمه
أن صدود الخل عَن خله * فوق ثلاث ربنا حرمه

أنشدني المنتصر بْن بلال الأنصاري: ص220

صاف الصديق بوده * وإذا دنا شبرا فزده
واحلم إذا نطق السفيه * فمن يرد جهلا يجده
أنشدني الكريزي: ص220

إذا أنا كافيت الجهول بفعله * فهل أنا إلا مثلُهُ إذ أحاوره؟
ولكن إذا مَا طاش بالجهل طائش * عليَّ فإني بالتحلم قاهره

أنشدني عَبْد العزيز بْن سليمان الأبرش: ص222

احفظ لسانك إن لقيت مشاتما * لا تجريَنَّ مع اللئيم إذا جرى
من يشتري عِرض اللئيم بعرضه * يحوي الندامة حين يقبض مَا اشترى

أنشدني منصور بْن مُحَمَّد الكريزي: ص226

الرفق أيمن شيء أنت تتبعه * والخرق أشأم شيء يقدم الرجلا
وذو التثبت من حمد إلى ظفر * من يركبِ الرفق لا ليستحقبِ الزَّللا
أنشدني البسامي: ص230

ليس المسوَّدُمَن بالمال سؤدده * بل المسود من قد ساد بالأدب
لأن من ساد بالأموال سؤدده * مَا دام في جمع ذا الأموال والنشب
إن قلَّ يوما له مال يصير إلى * هُون من الأمر في ذل وفي تعب

أنشدني ابن زنجي البغدادي: ص234

ليس الفتى كلُّ الفتى * إلا الفتى في أدبه
وبعضُ أخلاق الفتى * أولى به من نسبه
حَتفُ امريء لسانه * في جدِّه أو لعبه
بين اللُّهَى مقتله * رُكِّبَ في مركَّبه

لقد أحسن الذي يقول: ص237

يغطِّي عيوبَ المرءِ كثرةُ ماله * وصُدِّقَ فيما قَالَ وهو كذوبُ
ويَزري بعقل المرءِ قِلة ماله * يُحَمِّقُه الأقوام وهو لبيبُ

أنشد مُحَمَّد بْن خلف التيمي بالكوفة: ص237

كأنَّ مُقِلاً حين يغدو لحاجة * إلى كل من يلقى من الناس مذنبُ
وكان بنو عمي يقولون: مرحبا * فلما رأوني مُعدِما مات مرحبُ

أنشد منصور بْن مُحَمَّد: ص240-241

إن المروءة ليس يُدركها امرؤ * ورثَ المروءة عَن أبٍ فأضاعها
أمرته نفس بالدناءة والخَنا * ونهته عَن طلب العلى فأطاعها
فإذا أصاب من الأمور عظيمةً * يبني الكريم بها المروءة باعها

أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البغدادي: 242

إن لم تكن بفعال نفسك ساميا * لم يغن عنك سُموُّ من تسمو به
ليس القديم على الحديث براجع * إن لم تجده آخذا بنصيبه
ولربما اقترب البعيد بوده * وغدا القريب مباعدا لقريبه

أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البغدادي: ص244

يا جامعَ المال في الدنيا لوارثه * هل أنت بالمال قبل الموت منتفعُ؟
قدم لنفسك قبل الموت في مهلٍ * فإنَّ حظك بعد الموت منقطع





* هامــش الجزء الخــامس



[1]روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص15.
[2]الطبعة بتحقيق وتصحيح محمد محي الدين عبد الحميد، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد حامد الفقي.
[3]الحجارة المحماة بالنار.



* هامــش الجزء الســادس




[1]روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص15.
[2]الطبعة بتحقيق وتصحيح محمد محي الدين عبد الحميد، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد حامد الفقي.



* تنويه
: تم دمج اقتباسات جزئين [ 5 ـ 6 ] دون التفريق في حال تكرر أرقام الترميز في الهوامش





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 20:03 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd