2015-08-31, 07:33
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: قصة قصيرة ( استدراج ) من تأليفي. | *ج2 قضمَ خيارةً مَسكها بيده ،أخذَ يلوكها بِأَسْنانه .. انشغلَ بتسليك أسنانهُ المُنفرجة عن بَعْضها ، بقايا خِيارة عَلقتْ بها ، مَصَّ شفتيه مُستعذباً حلاوة الخيارةَ ، تخايلَ أيام صِباهُ وطيشه . حارتهم ذات مدخل ومخرجٍ واحد ، جبالٍ تُحيطها من زوايا ثلاثةٌ وزرقة البحرامتدادها الذي تنعكس فضّية شَمْسهُ البازغة على سطحه فتُبهجه بجمالها ، كما انها تبعث الخوف والفزع ، والقرية بمدخلها الوحيد هو مخرجها أيضاً . قال محدثاً زهراء :. ـ في القرية نكاد لا نعرف الكُرهَ ولا نعرف مَعنىً للعاطفة غيرالنقيّة وكلّ استدراجٍ فيها يُعْتبر رخيص ونقْص في صَفاء السريرة . قاطعته وكأنها نقرتْ كبده: ـ أتعني بأن ايامك مرّتْ بلا شِقْوة خالية م نكل ما يُدنّس براءتها ، لمْ تر فيها أَمْتاً ولا ضَيْقاً ولا تفاهة استدراجٍ لم يكتملْ وقْعه ولم تذهبَ إلى أَبْعد حدّ يُمكن فهمه على غير نقاوة .! ـ ..... سكتَ ولم ينبس بحرف .. وضلّ منكساً رأسه ينبش التراب بأصبعه. فقالتْ تستدرجه بحديثها كأنها تذكّره بأيامٍ جميلة تعتدّ بها : ـ كُنّا ونحن صِغاراً نلعب بالطين، نبني بيوتاً نجسّمها ، نرسمها على الطين ، ونُزاوج بين الحَجايا وكثيراًما يَضرب بعضنا بعضاً بها، ، أسنّتنا يومها بيضاء ونقيّة
.ـ نعم ، كان عالماً يخلو من براثن الانحطاط ، فقد تَقوّى بفضائلٍ الأخلاقٍ وبقيَمٍ نقيّة ، فقد ترى الرجل في سَمْت وتأدّب وترى الفتاة بالغةٌ الحياء والأدب، راقية بحشمتها تسموا إلى مَعاني القِيم. قال عبدالله وهو يستذكر السِمات التي عايشها مُفرّقاً حديثة حيث أصاب:
ـ يومذاك ، كُنّا لا نعرف الفواصل ، فرُكَبُنا فوق بعض ، لا فرق بيننا، اتذكّر وأنا صغيرٌ أني أسيخ السمْع وأرهف الحسّ لحكايات خالي سعيد وعمتي نَصْرى، لكنّ خالي، كان أسلوبه في الحكي مُمتع وجذّاب. سحب نفساً عميقاً: ـ إيييه ، ولمّا كبرنا أرهقتنا أنفسنا وسحرتنا الحياة الظاهرة.
سكت ثم واصل حديثه : ـ أتذكّر وأنا أسترق نظراتكِ خُفية، حتّى حادتْ عن مألوفٍ حياة القرية . أتذكرين!
قالتْ وهي تبتسم بخجل : ـ بحق، أنا تشككّتُ أنكَ تقصدني إذْ كنتَ تصغرني سِناً ، وملامحكَ اختلفتْ عن يومئذ ، صِرت ذئباً .! * الكاتب حمد الناصري | التوقيع | لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .! لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!! الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.! | |
| |